الأربعاء، 7 يوليو 2010

عمرو أديب اختار الشورت والشيشة في مارينا...مبروك عليه


عمرو أديب اختار الشورت والشيشة في مارينا...مبروك عليه
ندعو له بصيف سعيد وحجر شيشة محصلش


كلنا نمارس الكلام ولعلنا أكثر وأقدم دول العالم التى مارست الكلام إلى الدرجة التى جعلت الدولة نفسها في لحظة فارقة من حياتها تكتفي بممارسة الكلام عوضا عن الفعل فصنعنا كل شئ من الإبرة إلى الصاروخ ولكن عبر الأثير وهزمنا ثلاث دول في العدوان الثلاثي ولكن عبر خطبة ناصر الشهيرة في الأزهر و حققنا كل شئ في خطابات الساسة فقط ومارسنا الديمقراطية فقط أثناء شرب الشاي على مقهى آيل للسقوط تهاجمه المباحث كل يوم
ولأننا نعشق التنظير ونهوي الحياة وسط الأضابير فقد نظرنا للكلام عبر الحديث عن قوة الكلمة واكتفينا بالصياغات المثيرة فقلنا ان الكلمة هي طلقة حبر وأدمنا كل أنواع الشعر من شعر الربابة وقصائد أمل دنقل حتى وصلنا لأشعار شعبان عبد الرحيم
في كل ذلك كان الكلام هو غايتنا القسوى بدلا من أن يكون وسيلة تخاطب، حتى هنا أنا مازلت أمارس الكلام لا أكثر ولا أقل فأنا بإعتباري إبن هذه الأرض يصعب علي أن أخرج عن خط سيرها
في كل دول العالم يخرجون بالبرامج الحوارية بعد أن يكونوا قد مارسوا الفعل على أرض الواقع وعارضوا حكوماتهم عبر صناديق الإختراع وحاسبوا الجميع سلبا وإيجابا ثم يجلسون إلى مقاعدهم في الإستوديوهات ليستكملوا الفعل بطريقة أخري لكننا جعلنا الجلوس في الإستوديوهات بديلا لكل ذلك، بديلا لأحزاب حقيقية وبديلا لقوى من المفترض أن تتشكل وبديلا لمعارضة تأخذ الإذن قبل أن تعارض
وسط كل هذا يتحول مقدم البرامج إلى رئيس مفترض وسياسي بدرجة رغاي ومناضل على الهواء

الدولة تسمح بذلك لا شك فلا شئ يمكن أن يحدث عبر مذيعين بخلفيات ثقافية ضحلة ويعانون مشاكل عديدة في آلة النطق ومذيعات تتحدث أكثر من ضيفها لكن وإحقاقا للحق كان عمرو أديب ببرنامجه الأشهر خروجا عن المألوف في بلد يعشق الجلوس على ضفاف النيل يفعل ما كان يفعله منذ 7000 عام
عمرو أديب في هذا المضمار مجدد فهو عارض وناقش وإنفعل وأدخل مفردات جديدة على الإعلام من خلال حضور لا تشكيك فيه ومن خلال جديد لم يره الناس من قبل على الشاشة فتناول طعامه على الهواء وغازل كل النساء علانية وانتقد الحزب الأوحد مرارا لكن السم يأتي في العسل أحيانا
من خلال النقض والهجوم يمكن أن تمرر الكثير كما يمكنك أن تمارس شكلا من أشكال التجهيز للحدث وهكذا عندما يأتي القرار المنتظر يكون الرأي العام قد تأهل لإستقباله بعد أن تخلص من طاقة الرفض بالقطارة عبر المداخلات الهاتفية ...دور لم يستطع غيره أن يقوم به بنفس الكفاءة
قبل أن يخرج عمرو أديب وبرنامجه إلى الأجازة كان هناك جديد في مصر ، صراعات المحامين والقضاة ، فضيحة جزيرة أمون، وأخيرا خالد سعيد
وهنا أشعر أن عمرو كان يتعجل الأجازة هذه المرة دون أن يكلف نفسه عناء بث البرنامج من محبوبته مارينا فتناول القضية لماما متبنيا وجهة نظر لا داعي لمناقشتها وإن كانت لا تختلف كثيرا عن تناول زميله السابق ومنافسه الحالي خيري رمضان لكن مرارا وتكرارا كنا نظن أنه مع الضغط والنقد الذي تعرض له سيستعيد الزمام ويخرج إلى أرض الواقع بدلا من تغطية أسطول الحرية وحرب اليوتيوب التى عشقها لكنه مارس التجاهل إلى أخر حلقة في الموسم ليخرج قبل الوداع قائلا : أنا مش مناضل ، انا عايز ألبس شورت وأقعد في مارينا أشرب شيشة
بالنسبة لنا لا إعتراض على الشورت ولا شئ بيننا وبين مارينا كما أن صحة عمرو اديب لا تعنينا كثيرا حين يدخن الشيشة أو غيرها لكننا فقط أردنا أن نبارك له على صواب الإختيار والدعاء له بمصيف سعيد وحجر شيشة محصلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق