الثلاثاء، 6 يوليو 2010

نبؤة يوسف شاهين


نبؤة يوسف شاهين
هذه المرة هي فوضي دون علامة استفهام
قالوا لخالد سعيد:مصر هي أنا واللي مالوش خير في حاتم ملوش خير في مصر


كثيرون تحدثوا عن عدم القدرة على الفهم التي تصاحب أفلام عبقري السينما المصرية يوسف شاهين وكثيرون تحدثوا عن ذاتية التجربة التي تسيطر على سكندرياته ومضي الزمن بالجميع وتواري الناقدون بينما صعد هو ليقبض على السعفة الذهبية في مهرجان كان
عندما نذكر للفن كثيرا من الفوائد لابد أن نذكر أيضا ما أثبته يوسف شاهين وهو أن الفن طريق للتنبؤ بقادم الأحداث
في فيلمه الأخير (هي فوضي) فرضت عليه الرقابة وضع علامة استفهام وكأنها بهذا تنفي عن نفسها أنها دولة تعيش حالة من الفوضي لكن سواء بعلامة استفهام أو بدونها فقد تنبأ يوسف شاهين مبكرا بأننا سنعيش حالة من الفوضي لا تذيل بعلامة استفهام تفرضها الرقابة لكنها فوضي تقطر دما ولا نعرف إلى ماذا تسير بنا
اللي ملوش خير في حاتم ملوش خير في مصر

تلك المقولة التى وردت على لسان أمين الشرطة الذي جسده بإقتدار خالد صالح هو تجسيد حي لنظرة هؤلاء لأنفسهم عندما تختصر الدولة كاملة في رجل أمن
ولأن (اللي ملوش خير في حاتم ملوش خير في مصر) فقد قتل خالد سعيد لأنه لم يكن من النوع الذي يحبه حاتم او كان قد حصل على تسجيل فيديو يفضح حاتم
مصر هي أنا
مرة أخرى يجسد خالد صالح في هذه الجملة على لسان أمين الشرطة النظرة التى ينظرها هؤلاء إلى أنفسهم ولأن (مصر هي أنا) فإن أي نقض لهذا الدكتاتور الصغير هو خيانة عظمي والخيانة العظمي عقوبتها معروفة وقد ذاقها خالد سعيد ووقف القدر بين أن يذوقها خالد سعيد نسخة دكرنس
حاتم انتهى مع نهاية حياته الوظيفية فهو بعيدا عن (بدلته الميري) يدرك أنه خارج المعادلة وهو أدمن أن يكون قاسمها المشترك لذلك اختار أن ينهي حياته بيده وبمسدسه بعد أن فشل في أن يهزم سلطة القضاء بإستخدام السلاح فهو بعيدا عن سلطته لا يعيش لحظة واحدة
ربما كان من تصاريف القدر أن يسقط خالد سعيد هذه الأيام لنري نبؤة يوسف شاهين تتحقق لكننا لا نعرف لماذا تصر الشرطة على أن تثبت على نفسها الإتهام عبر مواطنين أخرين يشكون من تصرفات مازالت ترتكب وفضائح مازالت تترى وكأن هناك إصرار على تأدية طقس من طقوس الإنتحار لا نعرف سببه
يوسف شاهين مات قبل أن يخرج آخر أفلامه (الشارع لنا )إلى الحياة لكن يبدو أنه قد ترك لمشاهديه إخراج فيلمه الأخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق