الخميس، 24 يونيو 2010

حتى لا تصبح قضية خالد سعيد حصان طروادة للسياسين


حتى لا تصبح قضية خالد سعيد حصان طروادة للسياسين


أعلم ويعلم معي الجميع أن غدا موعدنا مع يوم طويل حار من أيام صيف بدأ ملتهبا جاثما برطوبته على الأنفاس فيزيد من عصبية الجميع ويجعلنا كمن نزع جلده وظهرت أطراف أعصابه على السطح يثيرها أي لمسة ويفجر عدوانها أي احتكاك
في وسط هذا الصيف الساخن جاءت قضية خالد سعيد لتزيد الجو اشتعالا وتجعل من هذا الصيف ضيفا ثقيلا على نفوس الجميع
ومن حق شباب مصر وأمهاته أن تحتج ومن حق الجميع أن يطالب بمزيد من العدل ومن حقنا جميعا أن نشك ونسأل ونقترح بل ونتضامن ولكن ما هو ليس من حقنا أن ننجر إلى تسيس قضية يريد أن يمتطيها البعض إلى أفاق البطولة ليحققوا مكاسب سياسية ولو على جثة مواطن شاء القدر أن يلفظ أنفاسه بهذه الطريقة
عندما أتخيل وصول البرادعي إلى الإسكندرية غدا وصلاة أيمن نور في جامع القائد ابراهيم تقفز إلى ذهنى صورة من التاريخ هي صورة حصان طروادة الذي دخل في باطنه الجند الى داخل الدولة الحصينة من أوسع الأبواب دون أن يتكلفوا جرحا واحدا ولا مشقة القتال نتيجة لسوء تقدير حادث وسوء تعامل أصبح واقعا نعيشه


ولا أدري منذ متى تحرك صرخات المعذبين في أقسام الشرطة وعلى يدها مشاعر البرادعي ولا منذ متى كان أيمن نور مهتما إلى هذه الدرجة بأمور تخرج عن صراعه على حزب الغد وقضاياه ضد الجميع ودفاعا أمام الجميع لكن السياسة لها قوانينها ولها طرقها ولها أهدافها
ما أخشاه أن تتحول قضية خالد سعيد الى طريقا معبدا أمام البرادعي وايمن نور والأخوان المسلمين يحققون من خلاله قفزة نوعية يستعيدون بها شارع يلفظهم وتواجدا مفقودا على أرض الواقع
أنباء أخرى تتواتر عن انضمام حمدين صباحي صاحب حزب الكرامة الى التظاهرة المنتظرة وبإنضمامه سيكون جميع ألوان الطيف السياسي قد مثلت في هذه المظاهرة وكل يمنى نفسه بتفاحة النظام ومقعد الرئاسة والخاسر سيكتفي بالوجاهة الإعلامية وأضواء الكاميرات وادعاء البطولة
أيمن نور والبرادعي وصباحي يعلمون علم اليقين أن شيئا لن ينالهم من عصي الأمن ولا سخافاته والمعادلة عندهم بسيطة وقابلة للتوقع فهم لن يخسروا شيئا سوى بعض الجهد وبعض الخطابات التى يعشقونها وفي النهاية أخشى أن يختطف هؤلاء ومعهم الإخوان المسلمين قضية خالد سعيد وتصبح معروضة في مزاد السياسة لمن يدفع أكثر ويتحول الأمر الى مجرد حصان طروادة الذي لم يفطن الجميع إلى ما يحمل داخله إلى أن سقطت المدينة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق