الأحد، 8 يناير 2012

تجارب الحكم في الإسلام السياسي الجزء الجزء الثاني الجماعات الإسلامية في مصر


تجارب الحكم في الإسلام السياسي الجزء الجزء الثاني الجماعات الإسلامية في مصر

نشأت الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية في أوائل السبعينات من القرن الماضي على شكل جمعيات دينية لتقوم ببعض الأنشطة الثقافية والإجتماعية البسيطة في محيط الطلاب ونمت هذه الجماعة الدينية داخل الكليات الجامعية واتسعت قاعدتها فاجتمع بعض من القائمين على هذا النشاط واتخذوا اسم الجماعة الإسلامية ووضعوا لها بناءً تنظيميًّا يبدأ من داخل كل كلية من حيث وجود مجلس للشورى على رأسه أمير وينتهي بمجلس شورى الجامعات وعلى رأسه الأمير العام أو أمير أمراء الجماعة الإسلامية


وكان للجماعة العديد من المواقف السياسية برزت في موقفها من معاهدة كامب ديفيد وزيارة الشاه وبعض وزراء إسرائيل لمصر فأقامت المؤتمرات والمسيرات

ووزعت المنشورات خارج أسوار الجامعة للتنديد بذلك والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية مما أدى إلى تدخل الحكومة في سياسات الاتحادات الطلابية

فأصدرت لائحة جديدة لاتحادات الطلاب تعرف بلائحة 1979م التي قيدت الحركة الطلابية وإزداد الضغط الإعلامي والأمني على قيادات الجماعة واشتدت مطاردتهم في جامعات الصعيد بوجه خاص حيث تم اعتقال بعض قيادتهم وفصلهم من الجامعة

من أبرز أعضائها
ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة
عمر عبد الرحمن أمير الجماعة
كرم زهدي عضو مجلس شورى الجماعة
خالد الإسلامبولي
عبود الزمر
على الشريف
أسامة حافظ
حمدى عبدالرحمن
عاصم عبد الماجد
عصام دربالة
فؤاد الدواليبى
طلعت فؤاد

بتاريخ 31 مارس 2011 نشرت المصري اليوم أن حوالي 3000 من المجاهدين الإسلامين يعودون لمصر وفيه أخرين سيعودون وكانوا موجودين في إيران وأفغانستان والشيشان والبوسنة والصومال

أعمال الجماعة

في 6 أكتوبر 1981 وهو يوم وطني في مصر اغتالت الجماعة الرئيس المصري أنور السادات حيث قام الجناح العسكري للجماعة بقيادة الملازم أول خالد الإسلامبولي وبصحبة زملائه عبد الحميد عبد السلام الضابط السابق بالجيش المصري والرقيب متطوع القناص حسين عباس محمد والذي أطلق الرصاصة الأولى القاتلة والملازم أول احتياط عطا طايل حميده رحيل بقتل الرئيس أنور السادات أثناء احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر في مدينة نصر بالقاهرة وقد نسب للجماعة الإعداد لخطة تستهدف إثارة القلاقل والاضطرابات وللاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو بالقاهرة والمنشآت الحيوية بمناطق مصرية مختلفة والإستيلاء على الحكم بالقوة وفي تلك الأثناء وخلال هذه الأحداث قبض عليهم جميعاً بفضل الجيش المصري الأسد والأجهزة الأمنية الأخرى وقدموا للمحاكمة التي حكمت عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص كما تم تنفيذ الحكم في زميلهم محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب الفريضة الغائبة بالإعدام شنقاً

في 8 أكتوبر 1981م قام بعض أفراد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة ودارت بينهم وبين قوات الأمن المصرية معركة حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة وانتهت بالقبض عليهم وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة والحكم عليهم فيما عرف في وقتها بقضية تنظيم الجهاد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً

كان للجماعة دورها في حرب أفغانستان حيث قتل عدد من أعضائها من أبرزهم علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا سابقاً ومن هناك أصدرت الجماعة مجلة المرابطون وأقامت قواعد عسكرية لها

ينسب إلى الجماعة محاولات إرهابية لاغتيال بعض الوزراء ومسؤولي الحكومة والشرطة ومن أبرزهم رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري وهناك أقوال أن قتلة تصفية حسابات كما ورد بمرافعة دمندور المحامي بمرافعته والكاتب فرج فودة

قامت في 17 نوفمبر 1997 بقتل 57 شخصا معظمهم سياح سويسريون بالدير البحري بالأقصر بمصر فيما عرفت لاحقا بإسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري

قامت بمحاولة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 وقتل جميع أفرادها آنذاك من قبل الحرس الرئاسي المرافق

في عام 1997 أعلن قادة الجماعة من داخل محبسهم مبادرة لوقف العنف وقد حظيت هذه المبادرة برفض من جانب بعض رموز الجماعة في الخارج الجماعة ومن أشهر من أنتقد ذلك من القادات محمد الحكايمة

في أغسطس 2006 أعلن أيمن الظواهري انضمام عدد من قيادات الجماعة لتنظيم القاعدة

في 24 أبريل نيسان 2006 وقعت سلسلة انفجارات بمنتجع دهب على ساحل البحر الأحمر وقد أسفر ذلك عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين ووقعت الانفجارت في وسط المدية في مطعمي نيلسون وعلاء الدين وفي متجر غزالة
في 23 يوليو تموز 2005 قتل 60 شخصا على الاقل في سلسلة انفجارات استهدفت منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر وبدأت الانفجارات في منطقة خليج نعمة ونجمت عن ثلاث سيارات مفخخة على الأقل حيث استهدف الأول فندق غزالة جاردنز مما أدى لتدمير الفندق بالكامل واستهدف الثاني منطقة السوق القديم
وفي 30 ابريل نيسان 2005 قتل شخص واحد وجرح ثمانية آخرين في انفجار قرب المتحف المصري بالقاهرة و أطلاق نار على حافلة للسياح
أما في 7 ابريل نيسان 2005 فقد وقع انفجار في قلب المدينة القديمة بالقاهرة ما أودى بحياة فرنسيين وأمريكي بالإضافة إلى منفذ الهجوم
وفي 7 أكتوبر تشرين الأول 2004 لقي 34 شخصا من بينهم سياح إسرائيليون حتفهم وجرح 10 آخرون في ثلاثة انفجارات استهدفت فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين آخرين في سيناء
في 17 نوفمبر تشرين الثاني 1997 قتل 62 شخصا بما فيهم 58 سائحا في الأقصر وتبنت الهجوم الجماعة الإسلامية
وفي 18 سبتمبر أيلول 1997قتل تسعة مصطافين ألمان وسائقهم المصري بعد أن تم تفجير حافلتهم خارج المتحف المصري وسط القاهرة
أما في 18 ابريل 1996 فقد قتل 18 سائحا يونانيا وأصيب 14 بجروح في هجوم على واجهة فندق أوروبا قرب أهرام الجيزة وتبنت الهجوم الجماعة الإسلامية قائلة إنها استهدفت سياحا إسرائيليين
وفي 23 أكتوبر 1994 تبنت الجماعة الإسلامية هجومين في جنوب مصر ما أسفر عن مقتل بريطاني وجرح خمسة أشخاص آخرين.
في 27 سبتمبر 1994 قتل ألمانيان ومصريان في منتجع بالبحر الأحمر وقد اعدم عضوان من الجماعة الإسلامية بتهمة تنفيذ الجريمة في 1995
أما في 26 أغسطس آب 1994 قام متطرفون إسلاميون بإطلاق النار على حافلة سياحية في بين الأقصر وسوهاج ما أسفر عن مقتل شاب أسباني
وفي 4 مارس آذار 1994 تبنت الجماعة الإسلامية هجوما على عبارة سياحية على النيل في جنوب مصر وقد أسفر الهجوم عن جرح سائح ألماني لفظ أنفاسه الأخيرة فيما بعد
وفي 26 أكتوبر 1993 قتل أمريكيان وفرنسي وإيطالي وجرح سائحان آخران في هجوم شنه رجل على فندق سميراميس بالقاهرة وقد تم اعتقال المهاجم لكنه هرب لاحقا وفجر حافلة قرب المتحف المصري بالقاهرة في 8 يونيو حزيران 1993 وتم إلقاء قنبلة على حافلة سياحية قرب الأهرام ما أسفر عن مقتل مصريين وجرح 15 سائحا من بينهم سائحان بريطانيان
وفي 26 فبراير شباط 1993 قتل سائح تركي وآخر سويدي وشخص ثالث مصري في انفجار قنبلة بمقهى في قلب القاهرة وقد جرح 19 شخصا آخرين بما في ذلك 6 سياح
أما في 21 أكتوبر 1992 فقد قتل سائح بريطاني قرب ديروط الجنوبية وأعلنت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها

هذا بالطبع بخلاف ماتم من عمليات سرقة ونهب وسلب للمحلات وغيرها بدعوة أن سرقة أموال الكافرين حلال وقتلهم لمصريين وغير المصريين عن عمد وإصرار

لقد قرأت على مواقع إسلامية عديدة مدحها وإفتخارها وتمجيدها لأمثال أيمن الظواهري الساعد الأيمن لأسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة وإعتبار هؤلاء الجماعات الإسلامية المسلحة وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تمارس العنف بإختلاف أسمائها أبطالا يجاهدون في سبيل الله وأنا أتعجب حقيقة من هؤلاء فالتاريخ يذكر أن الجماعات الإسلامية المسلحة التي تدعي الجهاد لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير فلسطين؟ ولا تذكرها على الإطلاق

وهذه الجماعات التي سرقت ونهبت وحرقت وقتلت مسلمين وغير مسلمين مثل الخراف لم تقم يوما بقول كلمة طيبة لوجه الله فهل نحن بصدد تمجيد المجرمين السارقين القتلة؟ عجبا لهذه العقليات والعقول وحتى يفهم من لايفهم أو من لا يريد أن يفهم إنشاءالله مافهم حقيقة هؤلاء قررت أن أبحث عن تاريخهم ولكم الحكم في النهاية

أيمن الظواهري
ولد أيمن الظواهري عام 1951 في حي المعادي الذي تقيم فيه العائلات الغنية والعريقة بالقاهرة وأبوه هو الدكتور محمد الظواهري من أشهر أطباء مصر والعرب وجده لوالده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر وجده لوالدته هو عبد الوهاب عزام أحد أهم رجال الأدب والنفوذ بمصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952وأخوه عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية وخاله سالم عزام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي وخاله الآخر محفوظ عزام نائب رئيس حزب العمل المصري
وقد نشأ في بيئة ملتزمة دينيا وكان حريصا منذ طفولته على أداء الصلاة في المسجد وحضور الدروس وحلقات العلم مثل محاضرات المستشار مصطفى كامل وصفي نائب رئيس مجلس الدولة وأحد أهم العلماء وكان مولعا بالقراءة والمطالعة منصرفا عن اللهو والأصدقاء ورغم أنه أقام حفل زفافه عام 1979 في فندق الكونتننتال إلا أنه أقامه وفق التقاليد الإسلامية المحافظة
والتحق أيمن الظواهري بكلية الطب وأكمل الماجستير في الجراحة من جامعة القاهرة عام 1978 ثم حصل على درجة الدكتوراه في الجراحة من الجامعات الباكستانيةوشارك منذ منتصف السبعينات في تأسيس الجماعة الإسلامية التي كانت تضم أيضا جماعة الجهاد حتى عام 1981 وكان من رفاقه في العمل الصيدلاني أمين الدميري وسيد إمام عبد العزيز ونبيل البرعي والمهندس محمد عبد الرحيم الشرقاوي وخالد مدحت الفقي وخالد عبد السميع ومحمد الظواهري شقيقه وعصام القمري الضابط في الجيش المصري

في أحدث تصريحات له في 31 مارس 2011 يقول إنه إذا لم تجلب المظاهرات في الدول العربية الإسلاميين للحكم فسيكون التغيير بالعنف إلزاما


الجماعة الإسلامية
عندما ألقي القبض على أيمن الظواهري يوم 23/ 10/ 1981 تبين أنه عضو في خلية سرية تكونت عام 1968كان هو أمير التنظيم ومشرفا على التوجيه الفكري والثقافي للجماعة والمستمد أساسا من كتابات سيد قطب وبخاصة في ظلال القرآن
كانت حركة الجهاد والجماعة الإسلامية تنظيما واحدا حتى عام 1981 ومن مجموعاته الجماعة الإسلامية الطلابية في محافظات الصعيد بقيادة كرم زهدي ومعه أسامة حافظ وصلاح هاشم وطلعت فؤاد قاسم وناجح إبراهيم وعصام دربالة ورفاعي طه ومجموعة المهندس محمد عبد السلام فرج الذي أعدم بعد حادث اغتيال السادات وهي المجموعة التي نفذت عملية اغتيال السادات ومن قادتها عبود وطارق الزمر وحسين عباس ويحيى ومجدي غريب وعطا طايل رحيل ومجموعة ثالثة بقيادة محمد الرحال وهو أردني
وقد توحدت الجماعات عام 1979 بقيادة عبد السلام فرج ثم توحدت هذه الجماعات عام 1980 مع حركة الجهاد بقيادة عمر عبد الرحمن
وكان أيمن الظواهري قد تأثر بهزيمة عام 1967 ويرى الظواهري كما في كتابه فرسان تحت راية النبي أن إعدام سيد قطب عام 1966 كان بداية لتفاعل ومد إسلامي يرى الجهاد سبيلا للنهوض ومقاومة أنظمة الحكم وتأثر الظواهري أيضا بالدكتور صالح سرية وهو فلسطيني كان مقيما في مصر وقد أعدم عام 1974 فيما عرف بقضية الفنية العسكرية وهي محاولة انقلابية عسكرية جرت ولكنها أجهضت وتغلب عليها الأمن المصري
ومن رفاقه الذين أحبهم وتأثر بهم يحيى هاشم الذي حاول أن يخوض حرب عصابات ضد النظام السياسي في مصر انتهت بمقتله والضابط عصام القمري الذي تخرج من الكلية الحربية ويبدو أن الظواهري والقمري توافقا على فكرة الانقلاب العسكري لإقامة حكومة إسلامية بديلة وسيد إمام عبد العزيز الذي تولى قيادة جماعة الجهاد عام 1992وهو مؤلف كتابي العمدة في إعداد القوة والجامع في طلب العلم الشرعي ولكن حدث خلاف في منتصف التسعينات بين الرجلين أدى إلى خروج سيد إمام من الجماعة
وشهدت الجماعة الإسلامية نقاشا داخليا طويلا حول صحة ولاية الدكتور عمر عبد الرحمن على التنظيم فكان الظواهري والقمري يعارضان بشدة توليته

وقد توترت بسبب ذلك العلاقة بين الظواهري ورفاعي طه الذي قاد الجماعة فترة من الزمن في أفغانستان إلى أن أجبر على الاستقالة عام 1997 عقب حادث مذبحة الأقصر في مصر

الهجرة إلى أفغانستان
سافر أيمن الظواهري بعد الإفراج عنه عام 1985 للعمل طبيبا في مستشفى بالسعودية ولكنه لم يمكث هناك طويلا إذ سافر إلى باكستان ثم أفغانستان وكان قد سافر إلى هناك من قبل عام 1980 للعمل مع الجمعية الطبية الإسلامية
وفي أفغانستان أعاد الظواهري بناء تنظيم حركة الجهاد وجمع خيوط التنظيم في يديه بمساعدة مجموعة معاونين وقادة لجؤوا إلى أفغانستان واستقدم الملاحقين والفارين من التنظيم ووجد الشباب في أفغانستان فرصة غنية للعمل والتدريب بحرية معقولة بل ومثالية
وانتقل الظواهري بصحبة أسامة بن لادن ومعهما مئات الشباب العرب إلى السودان عام 1993وبعضهم هاجر إلى اليمن وكان يقوم بترتيب دخول الشباب مرة أخرى إلى مصر للقيام بعمليات تنظيمية وعسكرية
وبعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 1996 هاجر الشباب إلى أفغانستان مرة أخرى وبدأت تحولات فكرية وتنظيمية وسياسية مهمة منذ الهجرة الثانية إلى أفغانستان فقد أعلن عن تشكيل حركة الجهاد العالمية والواقع أنه منذ عام 1993 بدأت حركة الجهاد في تنفيذ عمليات عسكرية بمصر مثل محاولة اغتيال اللواء حسن الألفي وزير الداخلية السابق ومحاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء السابق ويتوقع أن هذا التحول بدأ بضغط

من معاوني الظواهري وبتأثير تنافسي للجماعة الإسلامية وكان قبل ذلك يرى عدم جدوى مثل هذه الأعمال بل وخطورتها على العمل الإستراتيجي وبعيد المدى والنظر

فلسطين قضية ثانوية وتصريح خطير جدا لايختلف كثيرا عن تصريح محمد الظواهري
وكانت القضية الفلسطينية في العمل الجهادي هامشية ثانوية ذلك أنها كانت في نظر جماعة الجهاد مرحلة تالية لقتال العدو القريب وفي إحدى نشرات الجماعة الصادرة في نيسان/ أبريل 1995 المجاهدون قال الظواهري بصراحة ووضوح لن نفتح القدس إلا إذا حسمت المعركة في مصر والجزائر وإلا إذا فتحت القاهرة
وأرجو أن تعيد قراءة هذا التصريح جيدا مرة وإثنين وثلاثة

ولكن حدث تحول مهم عام 1998 عند الإعلان عن الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين وبدء التحريض الواضح ضد المصالح الأميركية وضربها بالفعل كما في تفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا والمدمرة الأميركية كول في اليمن
وقد يكون من أسباب هذا التحول برأي الزيات هو الأتي
الإخفاقات العسكرية في كل العمليات التي قام بها تنظيم الجهاد مثل محاولة اغتيال الألفي وزير الداخلية وعاطف صدقي رئيس الوزراء
الخلل الكبير في بنية جماعة الجهاد والذي أدى إلى اعتقال أعداد كبيرة من أعضاء التنظيم ففي أكتوبر/ تشرين الأول 1993 اكتشف 800 عضو في التنظيم على رأسهم مجدي سالم رئيس الجماعة في القاهرة بسبب فشل محاولة سرقة سيارة نقل لاستخدامها في نقل أسلحة عسكرية كان يخطط للاستيلاء عليها ولتراجع الموارد المالية للجماعة وانقطاع السبل بأعضاء الجماعة وعائلاتهم المنتشرة في بلدان كثيرة مع أنهم كانوا يسرقون المحلات والبنوك وشركات الصرافة في مصر ويقتلون أصحابها لأن حسب منهجهم سرقة أموال الكافرين حلال لهم يظهر الفلوس إلي سرقوها ماكانتشي بتكفي كان عندهم ضائقة مالية ياعيني

القبض على عناصر قيادية في الجماعة مثل مجموعة ألبانيا وأدى ذلك إلى اكتشاف المئات من أعضاء التنظيم ومحاكمة 108 منهم أمام المحكمة العسكرية في القضية التي عرفت باسم العائدون من ألبانيا
وكانت قاصمة الظهر هي القبض على أحمد سلامة أحد أهم معاوني الظواهري ومجموعة أخرى من قيادات التنظيم وبحوزتهم جهاز كمبيوتر يحتوي على أسماء أعضاء التنظيم في مختلف أنحاء العالم
الانشقاقات الداخلية فبعد نجاح الظواهري بإعادة بناء التنظيم في الفترة ما بين عامي 1987 و1990 بدأت مجموعات وقيادات تخرج من الجماعة مثل أحمد حسين عجيزة وعصام عبد التواب وسيد إمام عبد العزيز
تأثير أسامة بن لادن الفكري والمالي فبرغم أن الظواهري قد أثر كثيرا بأسامة بن لادن وساهم في تحويله من العمل في مناصرة القضية الأفغانية وجمع التبرعات لصالحها إلى مقاتل يقود المتطوعين ويدربهم لقتال الكفر في كل مكان بالعالم سواء الكفار في نظره على دين الإسلام وغير الإسلام من يخالفهم يقتل وهذا هو الجهاد في سبيل الله في نظرهم إلا أن أسامة بن لادن أثر أيضا في أيمن الظواهري وفكره ومنهجه وبخاصة في قضية وقف العمل العسكري بمصر والتوجه نحو ضرب المصالح الأميركية في أنحاء العالم وقد بدأ هذا التحول لدى بن لادن والظواهري بعد عودتهما إلى أفغانستان من السودان عام

1996 بالتنسيق والتعاون مع حركة طالبان التي استولت على الحكم في كابل وكان الضغط المالي على جماعة الجهاد بعد نضوب مواردها وتعدد التزاماتها نحو القادة والأعضاء وعائلاتهم المنتشرين في أنحاء العالم عاملا مهما في اندماج الجماعة في مشروع بن لادن مبادرة الجماعة الإسلامية بوقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها ويسرف الزيات هنا في عرض المبادرة ومناقشتها ودوره فيها وموقف الظواهري منها وما دار بينهما وهو يعتقد أن المبادرة كانت تحولا مهما نحو العمل السلمي وينتقد موقف الظواهري المعارض لها وأرجو ألا تنسى أن محمد الظواهري الذي أفرج عنه هو أخو أيمن الظواهري ويفكر بنفس منهجه

الأخطاء الكبرى
يعتقد الزيات أن اعتداد الظواهري بنفسه رغم تواضعه وجنوحه نحو الصدام مع مخالفيه أوقع الجماعة في تجاوزات وأخطاء كثيرة منها إعدام صبي واستدراج قيادي في الجماعة وإعدامه والمناورات التنظيمية

فقد أعدمت الجماعة صبيا في الخامسة عشر من عمره وهو ابن أحد قادة التنظيم بتهمة التجسس على الجماعة وقد أعدم الطفل في السودان عام 1994 أمام والده ومجموعة من قادة وعناصر الجماعة
وأعدم في باكستان القيادي محمد عبد العليم لأنه أثناء اعتقاله في مصر اعترف بمعلومات أدت إلى اعتقال عصام عبد المجيد أحد قادة التنظيم السريين في مصر هذا برغم أن الظواهري نفسه كان قد اعترف في أثناء اعتقاله ما بين عامي 1981 و1984 بمعلومات أدت إلى اعتقال عصام القمري وإعدامه واستخدم هو أيضا شاهد إثبات على زملاء له أدينوا بأحكام قاسية بل ويعتقد الزيات أن هجرة الظواهري عام 1985 من مصر إلى السعودية ثم باكستان وأفغانستان كانت بسبب الألم النفسي وعذاب الضمير الذي تسبب فيه اعترافه على زملائه

أنا أستغرب أن مثل هذا القاتل الذي قتل الكثيرين والصبي الذي قتله أمام والده يكون عنده ضمير؟ موجود فين ضميره ده؟

وعندما شاركت الجماعة بقيادة الظواهري عام 1998 في الجبهة العالمية بقيادة أسامة بن لادن كان ذلك رأيا فرديا ساق الظواهري الجماعة إليه وعندما لقي معارضة شديدة استقال من قيادة الجماعة ولكنها استقالة مناورة لدفع قادة الجماعة إلى القبول فهم يعلمون أن بن لادن هو المصدر الوحيد المتبقي للتمويل والدعم وأن استمرار قيادة الظواهري كفيل بترتيب التمويل والاستقرار في أفغانستان وقد استقال الظواهري وهو يعلم ألا خيار أمام زملائه سوى الرضوخ

والآن نأتي لأخو أيمن الظواهري الذي يمتلك ضمير على حسب قول الزيات وهو محمد الظواهري الذي تم الإفراج عنه مؤخرا وقد قامت المصرى اليوم بإجراء حواراً مطولاً مع محمد شقيق أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة
ولن أنشر هنا كل الحديث ولكنني سوف أنشر بعض ماهو خطير أنه خطير فعلا في هذا الحوار


ايمن الظواهري
محمد الظواهري

هل لاقت مبادرة وقف العنف التى تبنتها قيادات جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية قبولكم؟

وإجابة محمد الظواهري كانت بالطبع لم تلق القبول ففيها العديد من المخالفات الشرعية الكبيرة
القتلة يتحدثون عن الشرعية والمخالفات الشرعية

ولكن كل من وافق على المبادرة خرج من السجن وحاول أن يعمل وفق أفكاره ومعتقداته؟

وإجابة محمد الظواهري هذا الكلام غير صحيح فهناك من وافقوا على مبادرة وقف العنف ولكنهم لم يخرجوا من السجون مثل عبود وطارق الزمر اللذين ظلا حبيسين بعد قضائهما فترة العقوبة 10 سنوات إضافية فقد سجنا ثلاثة عقود كاملة ولم يخرجا إلا قبل أيام رغم أن المبادرة خرجت فى عام 1997
وقيل لى من قبل أجهزة الأمن لو وافقت على المبادرة سوف تخرج من السجن لكن عدم موافقتى عليها كان مرتبطاً بمبدأ ودين فرفضى وقبولى أى شىء مرتبطان برؤية شرعية

هل هناك علاقة للقبض عليك بشقيقك؟
والإجابة طبعاً ثبته الله وحفظه من كل سوء ومكروه إذ تسربت شائعة بين الناس بأننى قتلت وذهبت جمجمتى لأمريكا وأخذوا تحليل DNA للتعرف
على شخصية شقيقى لأنه بطبيعة الحال مرصود من قبل المخابرات الأمريكية ودعنى أقول لك إننى الآن فى السجن بمثابة رهينة لدى أجهزة الأمن حتى يظهر الدكتور أيمن الظواهرى وكانوا يحاولون الضغط على أخى حتى لا ينفذ عمليات أكثر

كيف ترى مصر بعد ثورة 25 يناير؟

والإجابة أرى الغمة أزيلت بزوال النظام الذى كان يرهب الناس فى كل كبيرة وصغيرة وإن كنا لا نؤيد التوجه العلمانى فى الثورة مع تأييدنا لها فى حد ذاتها فالإسلاميون يأملون فى أن يأخذوا جانباً من الحرية حتى ينشروا فكرهم الصحيح وبعض العلمانيين راكبين الموجة والثورة بها رافد إسلامى لا يمكن تجاهله ويطالب بتطبيق الشريعة

لاأدري كيف يتحدث إرهابي أخو إرهابي عن إرهاب النظام السابق؟

ما ملاحظاتك على مبادرات وقف العنف؟

الإجابة ملاحظات شرعية فنحن لا نضع أيدينا فى يد النظام العلمانى ومن وافق على المبادرات هم إخوان سلفيون وجهاد وكلنا نصب فى رافد واحد فكلنا أبناء حركة إسلامية واحدة قد نختلف فى الاتجاهات لكننا لا نختلف فى الهدف وتحفظاتنا نحافظ عليها فيما بيننا
والهدف معروف طبعا

كم شخصاً مقتنعاً بأفكارك داخل السجون؟

الإجابة كثيرون والفكر السلفى الجهادى هو الغالب فى السجون ومؤيدوه تمتلئ بهم الزنازين الآن وتحت الضغط هناك من يتخلى عن بعض أفكاره ومعتقداته لكن دعنى أقل لك إن هناك سجوناً بأكملها ترفض المبادرات

بعد هذا الحديث تم الإفراج عنه ثم تم إعتقاله مرة أخرى وقد أعلمت النيابة العسكرية في مصر محمد الظواهري شقيق الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بحكم إعدام صدر بحقه غيابياً في العام 1998 في قضية العائدين من ألبانيا وأمرت بسجنه على ذمة القضية وكانت أجهزة الأمن أعادت اعتقال محمد الظواهري بعد يومين فقط من إطلاق سراحه ضمن عشرات المعتقلين سياسياً
وفي الحقيقة أنا لا أدري ماذا يحدث في مصر؟ وتصريحاته هذه تعتبر عادية أنه عن للسانه لم ينبذ العنف وقرأت كذلك أن أسرته وقفت وقفة إحتجاجية على إعادته مرة أخرى للسجن وأقول هنا ومن يقف إحتجاجا على قتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين على أيدي أبنائكم القتلة الذين كفروا المجتمعات وأحلوا ذبحهم؟ إتقوا الله إتقوا الله وكيف تتقون الله وأنتم لستم له عابدون بل أنتم أشد فجر وقسوة وضلال وكذب ونفاق من الشيطان نفسه واللهي إن الشيطان بكل شره يتبرأ من فجوركم أمام رب العالمين
تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا