من عروبي متسلق إلى عسكري متأنق ... قصة سقوط فنان سابق إسمه محمد صبحي
هالة منير بديرتكتب ردا على الفنان الذي سقط
( أعزائي أبنائي فلذات أكبادي ) .. لَعَلَّك يا ونيس وجهتها لأبنائك من شهداء تلك الثورة الأبرار .. شاهدت الحلقة التي استضاف فيها عمرو الليثي الفنان محمد صبحي ولكن شتَّت فكري كلامه الذي فقد التناغم فيما بينه .. فلأول مرة أتوه معه في الكلام ربما لأني لم أكن أتوقع أن يأتي يوم على " عرفة الشوَّاف " أن يُغَني على كل الأطراف بهذه الصورة .. اضطررت لمشاهدة الحلقة مرة أخرى لأتثبت أن إحساسي في محله والذي تأكد لي عندما وجدت كثير من الآراء تؤيد سلامته ..
أحيي فيك آراءك الواضحة والقاطعة قبل وأثناء الثورة ولكن ما الذي تغيَّر الآن ؟! أرى أن فترة مرضك وابتعادك لأشهر خارج مصر منعتك من متابعة الأحداث أولاً بأول لذلك كوَّنت " وجهة نظر " مخالفة لما قد تكون عليه إذا ما كنت متابعاً ومدققاً لما يصير في الواقع ..
أستاذ " علي بيه مظهر " أحيي فيك تاريخك وكفاحك واهتمامك باحتياجات من هم أكثر احتياجاً منك الآن وما تقوم عليه في مشروع جمع مليار جنيه للعشوائيات .. ولكن لماذا لم أسمعك تطالب برد أموال مصر المنهوبة والتي بجزء حقير منها سيكفي نفقات مشروعك ويزيد ؟! .. لماذا لم تطلب رد أموال مصر التي مازالت بحوزة كبار اللصوص بالداخل حتى تُجنب الشعب تَوَسُل المِنَح من رئيسه الجديد كما كان يفعل مع رئيسه المخلوع ؟! ..
لماذا لا تذكر أسماءً بعينها عندما سألك الليثي : ( تقصد من ؟؟) أثناء حديثك عن تصارع الكراسي وخطف الجزء الأكبر من الكعكة ؟ نعم كلنا نعلم من هم ولكن لماذا لا تصرح بأسمائهم وتهاجمهم دون الخوف من لومة اللائمين ؟! أم أن هكذا يكون" الجوكر" الذي يضمن لتصريحاتك الأمان في المستقبل ؟! لم أَعهدك كذلك من قبل !!......
لماذا لم تطالب بشدة بعد طول فترة الغياب هذه بطلبات الثوار من سرعة تسليم السلطة ووقف المحاكمات العسكرية وغيرها من نداءات استكمال الثورة وأنت من اعترفت بلسانك أن الثورة والمحاكمات والانتخابات ما هي إلا تمثيلية نضحك بها على أنفسنا لنصدق أننا قمنا فعلاً بما نستحقه من فخر وشرف ؟! .. فمن يقوم بهذه التمثيلية ويرعى اكتمالها حتى النهاية ؟! ..
ما يهمك هو مصر وهذا ما يهمنا جميعاً ولكن كيف نفصل محاكمة وعقاب رئيس ونظام فاسد جَلَبَ للبلاد الوبال طيلة عقود عن مصلحة مصر ؟! .. كيف سيثق الناس والشعب أن لكل مذنب عقاب ؟! .. مصر في وجهة نظرك هي المؤسسات والمنشآت التى تخشى عليها الحرق والسلب أم أنها المواطنون التي صبغت دماؤهم الأرصفة والشوارع لأنهم فقط يريدون الاقتصاص من الجناة بالقانون فلا يجدون سوى مماطلات المجلس العسكري والذي اتهمت الثوار بالمبالغة والتطاول عليه عندما قالوا عنه ذلك ؟! .. أو ليستك تلك هي الحقيقة ؟.. ألا تحس فعلاً يا " ونيس " أن هناك تباطؤ بل وتواطؤ سافر الوجه في المحاكمات وطمس للأدلة وتمييز في معاملة السجناء من كبار الدولة عن سجناء الشعب المسكين ؟! .. أم أن هذه المشاهد لم ترها وأنت في الغربة أثناء رحلة مرضك ؟! ..
نعم الجميع أخطأ في حق الثورة ولكن هذا ليس معناه أن نتجاوز عن تلك الأخطاء في سبيل سير عجلة الإنتاج .. نعلم أن ليس من المضمون أن تكون الحكومة القادمة حكومة ملائكة ولكن هذا ليس معناه أن ننتظر لأشهر تتلوها أشهر فنفاجأ بأن شيئاً ذو ثقل لم يتم ليُنجح الثورة ......
أسفني يا " سُنبل " سماعي منك أن من ينادون في الشوارع لاستكمال الثورة هم من لم يَفُز في الانتخابات وقلت أنهم ( فيها لاخفيها ) .. هذه ليست الحقيقة لأن من لم ينزل الشوارع هم الأخوان المسلمين والسلفيين والذين لم ينزلوا منذ اليوم الأول حتى في أصعب المواقف بين الجيش والشعب كانوا هم منشغلون في لصق الدعايا الانتخابية وتوزيع فتاوى تحريم انتخاب أحزاب أخرى غيرهم .. كان منهجهم واضح منذ البداية حتى قبل بدء الصراع على الكراسي .. الانتظار حتى اتضاح الرؤية ثم الذهاب لركوب الموجة وحصاد الثمار
جميل أنك اعترفت أن المجلس ورَّطَ نفسه وجميل أنك ذكرت تجاوزاته التي لا تُقبل ولكنك لم تَثُر بالشكل اللائق ضد مثل هذه التجاوزات .. ألا تجد أن هذا المجلس أساء لشكل الجيش ولشكل مصر التي تهمك دون أي شيء فتوجه له رسالة ولو حتى بصيغة اللوم والعتاب ؟! .. ولماذا تسفه من قيمة الاعتذار أو من لم يقبلوا الاعتذار ؟! .
. وهل ما حدث يكفيه الاعتذار الشفهي دون تصريحات قاطعة بوجوب التحقيق في تلك التجاوزات ومحاسبة المسئولين عنها في تصريحات رسمية بدلاً عن مؤتمراتهم الصحفية الهزيلة التي يبررون فيها أفعالهم بالضغط النفسي للجنود أو أن المشاهد مفبركة أو أنها حدثت في أماكن أخرى من العالم .. لماذا لم تجَرِّم هذه التصريحات الشاذة والتي تثير حفيظة وغيظ الناس ؟! أليس هذا في نظرك تسفيه للعقل والفكر وأنت الذي تنادي باحترام العقل ؟! ..
في الوقت الذي تقول فيه أن كلمة ثوار التي تضع تحتها مئات الشرطات تتناسى أن منهم شيخاً أزهرياً لم تذكره من بعيد أو قريب ، في الوقت الذي تتجاهل فيه محاكمة مبارك أو المطالبة بمحاكمة المجلس العسكري نجد أن المستشار الخضيري يبحث عن الخروج الآمن للمجلس العسكري .. من سيبقى مع الثورة بعد ذلك ؟! إلا أنني وجدت الشيخ وجدي غنيم يعلو صوته بإدانة المجلس العسكري عندها وجدت بصيص الأمل من جديد ..
أيها " الفارس بلا جواد " صحيح أن حاكم مصر الفاسد لا يستحق أن يُعاقب بخراب مصر ولكن مصر والمصريين يستحقون أن يُعاقب من أفسدهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق