منصور العيسوى والأمن الوطنى وراء إستبعاد حازم عبد العظيم من وزارة الإتصالات
كل من شاهد أول ظهور للدكتور حازم عبد العظيم المرشح السابق لوزارة الإتصالات يدرك أن الرجل لم يكن بصورة من الصور سيحلف اليمين تحت أي ظرف فالرجل الذي جاء من قلب ميدان التحرير والذي أثار حفيظة ضباط الداخلية بصورته الملتقطة أمام عربة من عربات الأمن المركزي المحروقة كان واضحا أنه سيكون وزيرا سياسيا من الطراز الأول كما أنه سيكون داعما بشدة لفكرة وزير مدنى لوزارة الداخلية ومن ناحية أخرى فإن الرجل كان قد أعلن أن أولى أعماله ستكون وضع حل لعملية تصويت المصريين في الخارج خلال الإنتخابات وهو ما لا يحتمله العيسوى الذي يعد العدة من الآن لتمكين التيار الدينى من الفوز بالإنتخابات البرلمانية المقبلة ويدرك أنه باق حتى الإنتخابات الرئاسية ليمارس نوعا من أنواع عقاب الشعب والثوار على كسر أنف الداخلية
منصور العيسوى لا ينقصه مزيدا من الوجوه التى لا يحتملها مع نفاذ صبره الدائم والمزمن بحكم السن والضغط وتصلب الشرايين والرجل ما كاد ينتهى من إقصاء وزير الآثار المرشح بعد أن رفض الرجل أن يضرب صفحا عما سبق ويتجاهل التفتيش في ملفات زاهي حواس التى ستمتد لتطال قيادات كبيرة في شرطة الآثار والتى ستواجه إتهامات بالجملة إذا ما تمت عملية جرد حقيقية للآثار كما أن السهام ستطال الكثير من رجال الشرطة في المطارات المختلفة حول كيفية خروج القطع المسروقة من مصر
منصور العيسوى كان الطريق ممهدا أمامه للنيل من وزير الآثار الجديد وكان له ما أراد فتم إلغاء وزارة الأثار من أساسه بينما حازم عبد العظيم بات يهدد العيسوى عبر الحديث عن وزير مدنى كما بات حازم عبد العظيم يهدد عصام شرف نفسه عبر الكاريزما التى يتمتع بها الرجل وإذا كان عصام شرف قد جاء من التحرير فإنه جاء على طريقة الترانزيت بينما حازم عبد العظيم كان أحد ثوار التحرير الفاعلين والمزمنين وهو ما يهدد مقعد عصام شرف ذاته في حالة أي تغيير قادم ومن ناحية أخرى فإن ما طرحه حازم عبد العظيم عن الكشف عن مرتبات الوزراء وهو على سلم الوزارة جاء مرعبا لكل وزراء حكومة عصام شرف سواء القديمة أو المعدلة وكان أن وجد جهاز الأمن الوطنى (أمن الدولة في ثوبه المرقع الجديد) ضالته في ما يشبه نصف حقيقة ونصف أكذوبة فأحاط الرجل بشبهات التعامل مع إسرائيل لمجرد إمتلاكه أسهما في شركة لها تعاملات مع إسرائيل مع أن أسهمه لا تزيد عن خمسة بالمائة لا تسمح له حتى بالتواجد في إجتماعات الشركة
الأمن الوطنى ووزير الداخلية الذي فشل في تأمين مباراة كرة قدم كان بارعا للغاية في الدس وتلفيق الإتهامات بينما لم يستطع هو أو جهازه الأثير الأمن الوطنى أن يخبرنا قبل شهور أن بطرس غالي حاصل على الجنسية الإسرائيلية ومطلوب للتجنيد في إسرائيل كما لم يتمكن هو أو جهازه وباقي أجهزة الوزارة التى مارست الخيانة العظمي جهارا نهارا أن يلقوا القبض على أمين الشرطة الذي قتل متظاهري التحرير
منصور العيسوى الذي يصر البعض على أنه رجل شريف مازال يصر على أن راتب اللواء لا يتجاوز ثلاثة ألاف جنيه بينما مدير أمن القاهرة وهو مرؤوس مباشر للعيسوى يتقاضي أكثر من نصف مليون جنيه كل شهر وهو ما يكشف عن كيفية تعامل العيسوى مع الحقائق وكيفية ليه للحقائق عندما يذكر أرقام تخص إستمارة القبض دون أن يذكر المكافآت والمنح من الشركات ومن الصناديق الخاصة وحصيلة المرور وغيره مما يشى تماما بأن العيسوى وحديثه لا يمكن أخذه على مأخذ الجد خاصة إذا ما علمنا أنه كان قد أعد العدة لمكافأة وائل الكومي سفاح الداخلية في الإسكندرية براتب شهرى 30 ألف جنيه وأنه أنفق ميزانية الداخلية في شراء قنابل غاز جديدة لضرب متظاهري التحرير بعد الثورة وأنه رفع مرتبات ضباط الشرطة وجلهم لا يستحق جنيها من راتبه ثلاث مرات حتى الآن كما أن أكاذيب العيسوى لا تنتهى ولعل أشهرها وأكثرها إثارة للدهشة إنكاره وجود قناصة بوزارة الداخلية
منصور العيسوى يظن أنه ينقذ الشرطة ورجالها لكنه بكل تصرفاته وتدخله في تشكيل الوزارة الحالية يدق آخر مسمار في نعش الداخلية المصرية ووزيرها المنتمى لجهاز الشرطة في الطريق لداخلية نظامية يرأسها مدنى بالأساس ويكون لديه القدرة على الإستغناء عن أكثر من ثلاثة أرباع الجهاز العامل لأسباب ليست خافية على أحد
أخيرا حازم عبد العظيم لم تزده ضياع الوزارة منه سوى شرفا فلا شرف ولا فخر في وزارة يرأسها عصام شرف المتخاذل ويمسك بمقاليد الأمن فيها رجل بمواصفات العيسوى وتضم بين وزراءها وزير إعلام إستعدى الشعب مرارا على ثوار التحرير كما سنثبت في المقال القادم
أما المقولة التى أود أن أختم بها مقالي فهو النداء الذي نادي به متظاهري الإسكندرية أمام ميديرية الأمن فور تولي خالد غرابة وخالد شلبي للأمن في المدينة حيث هتف المتظاهرون:
جاتكم القرف ... عيشوا بشرف
لكن الشرف يبدو عزيزا على من إعتاد مد اليد والتصنت على العباد والحياة عبر تبادل المصالح حتى مع الشيطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق