الأربعاء، 26 يناير 2011

وقائع وتفاصيل أحداث يوم الغضب في مصر صوت وصورة


وقائع وتفاصيل أحداث يوم الغضب في مصر صوت وصورة
حكومة نظيف لن تكون قادرة سوى على الرحيل

كثيرة هي الأخطاء التى أدت بمصر إلى ما آلت إليه في هذه اللحظة ، وكثيرة هي الإحتمالات التى أصبحت مفتوحة لكل شئ وسواء كان الأمر كما تحدثنا من قبل وراءه أيادي خفية تعبث بحنكة في مقدرات هذه البقعة من العالم وبدأت بسيناريو موفق وسريع للغاية في تونس بينما مازالت سيناريوهات أخرى تسير على قدم وساق في السودان والجزائر وبقاع أخرى من المنطقة إلا أن مصر حتى وإن كانت تتعرض لشئ من العبث والتحركات الخفية لكننا لا يمكن أن ننكر أن كل ما حدث ويحدث ليست الأيدي الخفية فقط هي المسؤولة عنه بقدر ما أسهم في نجاح المخطط غياب الرؤية عن الحزب الحاكم وفقدان المصداقية التى ميزت وزارة نظيف وإحالة كل أوراق اللعبة إلى الأمن فقط مثقلين كاهله بعبء كل الوزارات الفاشلة التى يكتفي وزراءها بتقسيم الأراضي وقضاء وقت ممتع في مطار القاهرة وحفلات الإستقبال
حتى اللحظة مازلت أثق أننا لن ننزلق إلى ما إنزلقت إليه تونس وقد نشهد مزيدا من الإضطرابات ومزيدا من الإحتقان لكن مصر لن تتحول إلى تونس أخرى خاصة أن مصر لم تعرف ثقافة الثورات الشعبية على مدار تاريخها لكن الأمر يحتاج إلى شئ من الحكمة وشئ من التعامل السريع من حكومة لا ندري بالضبط ما هي مهامها فبينما كانت المظاهرات والأحداث تندلع في كل مكان في مصر لم نعرف ماذا يقوم به نظيف ووزراءه تحديدا ، هل ينتظرون تعليمات عليا أم أنهم يتعاملون مع الأمر بإعتباره قضية أمنية تخص وزارة الداخلية فقط وقد أثبت نظيف وحكومته مرة أخرى وأخيرة أنه غير قادر على عمل شئ سوى الرحيل غير مأسوف عليه


كل التيارات التى نعرفها مارست تحريضا على التظاهر والغضب والإعتصام ولعل آخرهم جبهة علماء الأزهر التى أصدرت بيانا يلقي الزيت على النار لا ندري لمصلحة من يصدر هذا البيان في هذا الوقت
الوفد الذي فقد فرصه في مجلس الشعب والبدوى الذي أصبح يدير الوفد كما يدير قنواته الفضائية انتفض فجأة متقمصا دور النحاس باشا موجها رسالة شديدة اللهجة للحكومة المصرية ومطالبا بحكومة إنقاذ وتعديل الدستور كما لو كنا أمام زعيم يجد من يسمعه خارج جدران حزبه المنكفئ على ذاته
أشياء مثل حركة 6 إبريل وكفاية وداعمي البرادعي يمارسون ألوانا من التحريض الذي لا يهدأ دافعين البلاد إلى حافة الهاوية دون أن نجد أمامنا سيناريوهات بديلة
الإخوان الذين أحجموا عن المشاركة في البداية أصبحوا فجأة يخشون أن يفوتهم نصيبهم من الكعكة والتفاحة الناضجة التى يظنون أنها ستسقط في يدهم قريبا
كل شئ في حالة فوضي والتغطيات الإعلامية بعد أن فشل التليفزيون المصري كعادته في نقل الحقائق أصبحت تنقل عبر الإنترنت حاملة معها مزيدا من التهويل ومزيدا من التضخيم
قناة الجزيرة التى تجاهلت الأحداث في البداية بدأت تغطيها على طريقة تغطيتها لأحداث تونس الأخيرة
كل شئ ينبئ بأننا أمام سيناريو فوضوي قد لا تكون لنا طاقة به وقد لا نستفيق منه على الإطلاق وإن كانت النقطة الوحيدة المضيئة في كل الأحداث أن الشارع المصري لم يخرج هذه المرة تحت عباءة التيارات الدينية بل خرج لمطالب إجتماعية وسياسية تجاهلها كثيرا أثناء سعيه وراء عمل إضافي ودفع أقساط كل شئ من السيارة وحتى الطعام لكنه هذه المرة خرج في شكل من أشكال التحرك خارج نطاق الدين والعروبة ولم نسمع نداءات فجة ممجوجة تنادي على فلسطين وغزة وشرع الله وترفع المصاحف على أسنة الرماح
كل شئ في مصر معد لسيناريو فوضوي وكل شئ قابل للحدوث مالم تسارع الدولة إلى احتواء الغضب ويسارع عقلاء الأمة إلى إحتواء الأزمة
الكثير من الفيديوهات التى خرجت حول الاحداث تجعنا أمام شكل من أشكال الغضب الشعبي المتعاظم (يمكن مشاهدة فيديوهات الأحداث من هنا) والكثير من التعليقات والتحليلات يجعلنا نخشى أن لا يأتي الغد مطلقا لكننا مازلنا نتمسك بالأمل في أن يكون لدي البعض القدرة على إحتواء الأزمة مرة أخيرة ووضع سيناريو للعلاج

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا