عندما تبكي مصر وتحتفل قطر
قطر تنظم كأس العالم لأنها لا تملك عباقرة يديرون شؤونها
من مهرجان الدوحة السينمائي إلى مهرجان القاهرة :ليس بالتاريخ وحده تحيا الأوطان
عندما يتحول الوطن إلى سبوبة والمنصب إلى لقمة عيش ويختزل كل شئ لحظة لا تنتهى نسميها منذ عقود (عنق الزجاجة) فإننا لابد أن نعلن للجميع أننا أصبحنا غير موجودين او على الأقل غير جديرين بالوجود
البداية مع فيلم مصري يضطهد الجميع مخرجه ، لماذا لأنه ببساطة يغرد خارج السرب ولا يريد أن ينظم قصائد الشعر في مدح إله السينما الأول ممدوح الليثى .... النتيجة أن فيلمه الذي تبرأ منه موظفي السينما والمبدعين بدرجة موظف في إنتظار الترقية ، فيلمه هذا كان الشئ الوحيد الذي يمكنه أن يحمل اسم مصر التى نبحث عن أي شئ يحمل اسمها حاليا في المهرجان الذي أقيم في القاهرة باهتا خاويا ملئ كعادته بالحسابات والتربيطات ويمكن ببساطة أيضا أن نعلن لكم أن مهرجان القاهرة السينمائي أصبح ميتا إكلينيكيا بعد أن أصبح مجرد مناسبة تحقق شيئا من التواجد لمجموعة لا تجد ما يشغلها ووزير يبحث عن شئ يفعله في وقت فراغه
في نفس الوقت وللأسف يأتي مهرجان الدوحة الذي أصبح موعده دائما قبل مهرجان القاهرة السينمائي ليحمل معه شهادة فقر معتمدة على فشل التنظيم المصري الذي يتم على طريقة الإتحاد الإشتراكي وخطب الزمن الغابر ... مهرجان الدوحة السينمائي الذي يقام في دولة لا تعرف عن السينما سوى أنها شئ يشبه التليفزيون أخذ من مهرجان القاهرة السينمائي كل البريق لا لذنب إقترفه مهرجان الدوحة ولكن لأن القاهرة أصبحت مدينة المصابيح المطفأة والأحلام منتهية الصلاحية
نتذكر جميعا تهليلات هلال صاحب صفر كأس العالم الشهير ومانشتات الجرائد التى خرجت تعلن لنا أن أعضاء اللجنة التى تتأكد من صلاحية الدول لإستضافة كأس العالم قد رقصوا 10 بلدي بصحبة سحر الهواري وأن تنظيم مصر لكأس العالم 2010 أصبح مضمونا في تلميح سخيف للسحر الذي مارسته عميدة كرة القدم النسائية وفي تلميح أسخف إلى أن الخواجات أصبحوا لا يستطيعون مقاومة سحر الشرق
نتذكر جميعا التأكيدات التى حصلنا عليها بأن هلال قد استطاع رشوة مسؤولين مهمين وأن مصر هي الدولة التى ستنظم كأس العالم 2010 خاصة أن تنظيمها كان محددا بالقارة الأفريقية فقط وهي هنا أسهل نظريا على الأقل من المنافسة التى خاضتها قطر مع امريكا واوروبا واسيا واستراليا لكن النتيجة أن مصر حصلت على صفر كبير دون ان نعرف هل بالفعل دفع هلال لأحد أعضاء اللجنة أم أنه اكتفي بدعوته على العشاء
قطر لا تملك مجموعة من العباقرة يديرون حياتها اليومية ولا تحلم بمثل هؤلاء العباقرة كما أن دولة المائتين وخمسين ألف مواطن فقط لا تخطط لشئ سوى أن يعرف العالم أن هناك في هذه البقعة من العالم شئ اسمه دولة قطر وأن علمها يحمل اللون (العنابي) حسب ما يحب القطريون تسمية هذا اللون ، والقطريون يستمدون أمنهم من الشهرة التى يسعون لتحقيقها ولا يأمنون للجار الإيراني ولا للجار السعودي ولا لأي أحد لكنهم يأمنون لشئ واحد هو قدرتهم على استخدام مواردهم المحدودة في ضمان بقائهم على قيد الحياة فجعلوا من محطتهم الفضائية الجزيرة دولة قائمة بذاتها تستطيع جلد أي دولة أخري بل ومعاقبتها ولم يتوقفوا باكين على الأطلال وعلى قلة موهبتهم الموروثة بتراثهم البدوي الفقير لكنهم رحلوا إلى إيطاليا وعادوا بمهرجان الدوحة ولم يجلسوا داخل جزيرتهم لا يفعلون شيئا لكنهم وضعوا أعلامهم على أشهر بقعة في لندن وهي محلات هارودز ثم في النهاية حصلوا على استضافة كأس العالم التى حصلوا عليها بأي طريقة ، بالمؤامرة بالرشوة بالتحايل ، المهم أنهم حصلوا عليها تاركين للجميع بما فيهم باراك أوباما أن يجتر أحزانه
لا يمكن القول أننى سعيد بفوز قطر بإستضافة كأس العالم وأن هنا اتحدث صراحة وليس منافقا على طريقة من يصرخون ليل نهار في أجهزة الإعلام المصرية بأنهم يشعرون كما لو كانت مصر هي التى نظمت كأس العالم فهذا نوع من النفاق المكشوف لذلك أصرح :لست سعيدا بالتأكيد لكن لا يمكن أن أأخذ على قطر أنها سعت وأنها أدركت النجاح بينما نحن في مصر مازلنا نؤمن بأنه من الممكن بالتاريخ وحده أن يحيا الوطن....للأسف الوطن الذي تتحدثون عنه اصبح مرفوعا من الخدمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق