محاكمة مؤسس ويكليكس لأنه يكره الواقي الذكري
البنوك الإلكترونية أغلقت حسابات تبرعاته ففضح العالم كله
تفاصيل الصفقة التى سينال من خلالها جوليان أسانج حريته من السجن
عندما تتحول المعلومة الى طلقة رصاص والكلمة إلى صاروخ عابر للقارات فإن كل مبادئ حرية الرأي وحقوق الإنسان تصبح على المحك دفعة واحدة حتى في أعتى البلاد الديمقراطية في العالم وهي أي هذه البلاد هي التى سمحت من البداية بأن ينال الجميع الحق المتساوي في المعرفة واعتبرتها حقا أصيلا طبق لحرية تداول المعلومات لكن لا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرهم كانوا يعرفون أن لسان الفضائيات والصحف الذي يستطيعون ممارسة بعض السيطرة عليه ووضع بعض الخطوط الحمراء الذكية ، لم يعرفوا أن هناك شكلا آخر من الإعلام سيسحب البساط من تحت أقدام الجميع وهذا الإعلام غير خاضع لحسابات معقدة وأجندات تشبه دفاتر حسابات البنوك وكان أول من مارس الحق في التسريب والتغريد خارج السرب وخارج كل الخطوط الحمراء هو جوليان أسانج مؤسس أسطورة الحرية الجديدة (ويكيليكس)
والبداية الحقيقية لغضب الإدارة الأمريكية من جوليان أسانج وموقع ويكليكس الذي أصبح مؤسسة غير ربحية تعتمد تماما على التبرعات كانت مع حرب الخليج الثانية حيث أصبحت وكيليكس هي المتنفس الوحيد لجنود عائدين من الميدان لتسريب بعض لقطات الفيديو وبعض المستندات التى لم تقدم جديدا لكنها وضعت أمريكا أمام الخيار المستحيل وهو مشاهدة الوجه القبيح للحرب بعيدا عن اللقطات الممنهجة والمراسلين المحترفين فشاهد الشعب الأمريكي الحرب عبر كاميرا مهزوزة ذات عدسة ضعيفة وعبر خطاب من جندي لأمه يحكي لها ما يحدث في ميدان المعركة
أصل تسمية ويكليكس
ويكيليكس استمدت اسمها من مقطعيع الأول وهو (ويكي) بمعنى الموسوعة وهو يشبه الى حد بعيد الموسوعة الالكترونية ويكبيديا لكن أسانج مؤسس الموقع الألكتروني أضاف لها الشق الآخر والذي أصبح يمثل محور عملها وهو (ليكس) وهو كلمة انجليزية بمعنى تسريب
وأصبحت ويكيليكس هي موسوعة الأخبار والمستندات المسربة من كل انحاء الدنيا كما أصبحت تمثل هاجسا مخيفا لكثير من الزعماء ممن يخشون من أن تصل مستنداتهم الى ويكليكس عبر أحد متطوعي ويكيليكس وهم كثيرون
لكن ما الجديد هذه المرة
الجديد أن جولينا أسانج كان قد عاني كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية وتحديدا وبشكل قاسي جدا خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عملية تضييق ممنهج عليه من الجميع فقام البنك الإلكتروني الذي تتلقي ويكيليكس التبرعات عن طريقه وهو بنك الباي بال الشهير بإغلاق حساب ويكليكس لديه حارما الموقع غير الربحي من جزء كبير من دخله
بنك الكتروني آخر قرر أن يحذو حذو الباي بال وهو بنك الموني بوكر البريطاني العريق الذي تخلى عن وقاره وقرر إغلاق حساب ويكليكس لأنه اعتبرها ضمن الحسابات الخطرة وهكذا أصبح الموقع الأشهر ممنوعا من تلقي التبرعات دون تدخل حكومي لكن جوليان اسانج كان يعرف أن أصابع الحكومة الأمريكية تلعب في الخفاء وهو ما منع بنك آخر مثل ليبرتي ريسرف من فتح حساب جديد لويكليكس
اكتملت المنظومة ببعض المشاكل التى تعرض لها السيرفر الذي يخدم ويكليكس وكان الآمر في النهاية لا يحتمل سوى انتقال ويكليكس لعدة سيرفرات بديلة لتظل على قيد الحياة ويتحدث البعض عن أحد هذه السيرفرات يبث من روسيا التى لا تمارس ضغطا على خوادم الإنترنت لديها إلا عندما تريد وهي بالطبع لا تريد مساعدة أمريكا في منع نشر ربع مليون وثيقة تفضح علاقات أمريكا وسفرائها عبر العالم وتكشف كثيرا من الجانب الخفي الذي لا نراه إلا عندما يحدث تسريب كما حدث أخيرا
جوليان أسانج وبعد أن أصبحت ويكليكس ليس فقط ممنوعة من تلقى التبرعات لكن أصبح هو شخصيا يواجه مشاكل متعددة مع كروت الإئتمان الخاصة به والتى استخدمها لتلقي التبرعات لكي تبقى ويكليكس على قيد الحياة لكن حتى كروت إئتمانه الشخصية أصبحت خارج نطاق الخدمة وعرضة للتحري والتدقيق
في هذا الوقت ووفقا لتحليلات المراقبين الأمريكيين وصلت إلى جوليان أسانج وثائق خطيرة يرجح أن يكون مصدرها هو وزارة الخارجية الأمريكية لكن الوثائق لا تتحدث عن فضائح العلاقات الدبلوماسية المعتادة لأمريكا لكنها تحمل صبغة عمليات مخابراتية في كثير من أنحاء العالم وهنا مارس جوليان أسانج حقه في النشر من ناحية وحقه في الإنتقام من ناحية أخرى وبدأ في نشر الوثائق التى فضحت كثيرا حزب الله كما فضحت النائب اللبناني وليد جنبلاط كما فضحت كثير من زعماء المنطقة الشرق اوسطية وإن كانت أشارت الى احتمالية كبيرة لقيام اسرائيل بتوجيه ضربة انفرادية لإيران وهذه الإحتمالية بالذات أصبحت أكبر وأكثر ترجيحا خاصة بعد تسريبات ويكليكس لأنها ببساطة شلت اليد الأمريكية تماما من ممارسة أي تحرك عسكري لكنها بالطبع لن تشل اليد الأمريكية عن ممارسة حماية مستحقة لإسرائيل عندما تمارس ضربة أجهاضية أكثر من مرغوبة للخطر الإيراني
هنا كان الكيل قد فاض بالجميع بعد موسم فضائح نهاية العام الذي صنعه جوليان أسانج فتم توقيف جوليان أسانج في بريطانيا لعدة أيام قبل أن يفرج عنه القاضي البريطاني الذي لم يجد ما يجعله يمدد توقيفه لكن السويد التى لا تستطيع ممارسة عمليات ضد حرية الرأي بسبب حساسية وضعها الداخلي دبرت جديدا لجوليان أسانج
جوليان أسانج مطلوب بتهمة كراهية الواقي الذكري
فجأة خرجت سيدتات سويديتان وتوجهتا الى الشرطة ببلاغ ضد جوليان أسانج تتهمانه فيه بالإغتصاب الجنسي
التهمة في منتهى الخطورة خاصة في مجتمع أوروبي يتمسك حتى النهاية بحق الإنسان لكن التهمة تم تحرير محضر بها وتم طلب جوليان أسانج رسميا للتحقيق معه وهو ما يجعل جوليان أسانج مضطرا لمغادرة بريطانيا إلى السويد وفي يده سوار معصم يحدد مكان تواجده على مدار الأربع وعشرين ساعة وهو شكل من أشكال الإعتقال وتقييد الحرية ولكن على الطريقة الديمقراطية
السيدتان كما اكتشفنا بعد ذلك كانتا على علاقة جنسية بجوليان أسانج وهو ما لم تنفياه ولم ينفيه هو أيضا لكن السيدتان تحدثتا عن ممارسة الجنس بشكل لم يرضيهن من قبل جوليان أسانج وصرحت إحداهن بأن: كانت هذه أسوء مرة مارست فيها الجنس في حياتي
بينما أضافت الأخري: جوليان أسانج يهوى ممارسة الجنس العنيف والتحدث بشكل غير لائق أثناء ممارسة الجنس
الطريف في الأمر أن السيدتان اللتان يشكيان جوليان أسانج لأنه اغتصبهما أثناء وجوده بالسويد كانت قد سمحتا له بالإقامة معهما لمدة أكثر من أسبوع وأقامتا حفلة على شرفه أيضا واعترفت أحداهن بأنها كانت تعد له افطاره يوميا
هنا تغيرت أقوال السيدتان واتجهتا نحو منحى آخر: جوليان أسانج يكره الواقي الذكري
نعم ببساطة أصبح الأمر أن جوليان أسانج يكره الواقي الذكري ويرفض استخدامه أثناء ممارسة الجنس ولأن السيدتان لا يحبان المخاطرة فقد طلبتا منه اجراء اختبار ايدز قبل أن يسمحا له ببداية العلاقة لكن جوليان اسانج رفض وفي النهاية اضطر لإجراء الأختبار والذي كانت نتيجته سلبية
إذن ما المشكلة ، المشكلة أن السيدتان لا تحبان تناول وسائل منع الحمل وجوليان أسانج لا يريد ارتداء الواقي الذكري وهو ما جعل الأمر يدخل في نطاق المشكلة كلما شرعا في ممارسة الجنس والذي كان في النهاية يضطر جوليان اسانج لإرتداء الواقي الذكري
لكن السيدتان دفعتا بجديد : جوليان أسانج مارس الجنس معنا ونحن نائمين دون أن يرتدي الواقي الذكري
ببساطة أفادت السيدتان أن جوليان أسانج انتظر حتى نامت السيدتان ثم مارس ما منعوه من ممارسته وهو الجنس غير الأمن حسب التعبير الأوروبي أو الجنس دون الواقي الذكري وفجأة استيقظت السيدتان من النوم لتجدان جوليان أسانج دون الواقي الذكري
الشرطة السويدية اعتبرت ما حدث شكل من أشكال الإغتصاب وطلبت مثول جوليان أسانج رسميا بينما تحركت صحافة الفضائح السويدية محاولة الحصول على توقيعات السيدتان على عقود لنشر مذكراتهن مع جوليان أسانج فيما بدا جوليان أسانج غير مكترث على الإطلاق لأنه على ما يبدو يعلم أن ما يحدث هو مجرد عقاب مخابراتي له على تطاوله على أسرار العم سام
جوليان أسانج لن يسجن
مؤيدي جوليان أسانج حول العالم يمارسون حاليا ضغوطا ومظاهرات وجمع تبرعات لتمويل محاكمته حول العالم ويمارسون نوعا من المعارك الذي تكرهه أمريكا وهو معارك الإنترنت عبر التويتر والفيسبوك والرسائل الكثيرة التى أغرقوا بها البيت الأبيض الأمريكي
جوليان أسانج لن يسجن وهذا ليس مجرد توقع لكنه قراءة للأحداث فسجن جوليان أسانج سيجعل القضية تدخل مرحلة حرجة فيما يخص الأسرار الأمريكية التى لم ينشر منها سوى القليل لكن أظن أن هناك صيغة من صيغ التفاهم ستعيد له موقعه وحسابات تبرعاته لكن تضع له خط أحمر فضفاض بعض الشئ لكنه في النهاية خط أحمر لا يتجاوزه قد يكون أكثر مرونة من الخطوط الحمراء المفروضة على باقي وسائل الإعلام الأخرى لكن جوليان أسانج لن يسجن
أيضا ليست هناك نظرية مؤامرة في القصة كما يحاول جهابذة العروبة أن يصوروا لأنهم تربوا في أجواء لا يتخيلون فيها أن صحفي يستطيع تحدي دولة لنشر معلومة كما أنهم يمارسون نوعا من الإسقاط وتبرئة الذات فهم لا يتخيلون وجودهم في عالم به حريات ومناصرين للحريات بهذه الطريقة لأنهم تعودوا على الرقابة الذاتية والأقلام المقصوفة ، في النهاية ليست هناك مؤامرة لكن هناك مواجهة والمواجهة لن يكون فيها خاسر وفائز لكن ستظل مثل ألعاب القمار التى لا تنتهى أبدا لأن فلسفة اللعبة البقاء فوق الرقعة الخضراء السحرية لمائدة الروليت الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق