678 فيلم يفضح مصر التى تتحسس أعضائها الجنسية

678 فيلم يفضح مصر التى تتحسس أعضائها الجنسية

بشرى مارست فن البوح والكدواني فقد القدرة على الصمت والمخرج ينتقد تامر حسنى

نعم : مصر تمارس الحب في الأتوبيسات والجنس على قارعة الطريق وحولت العادة السرية إلى عادة قومية

مصر بلد التحرش الجنسي ... تحديدا مصر موصومة عالميا بأنها بلد يمارس التحرش كعادة يومية يبدأ بها يومه في محطة الأتوبيس وفي داخل الأتوبيس الذي تحول إلى مكان مستحب لممارسة تفريغ الكبت الجنسيى الذي يستيقظ معظم المصريين وهم يعانون من أحلام جنسية تزيدهم إشتعالا حتى أصبحت العادة السرية عادة قومية ويصبح الهاجس المزمن هو لمسة يد لمكان حساس في جسد فتاة تضطر الى الصمت حتى لا يتهمها مجتمع يتستر بالمسبحة وأذان الجمعة أنها هي التى أشعلت الفتنة النائمة لأنه وبكل بساطة: موجودة

 

إذا قلنا أننا نناقش الفيلم نكون قد خرجنا عن الموضوع تماما فنحن لا نناقش الفيلم لكننا نناقش ما يناقشه الفيلم لكن بداية يجب تحية طاقم عمل هذا الفيلم الذي قبل أن يدخل بإرادته الحرة إلى جحر الثعابين ومنطقة التابوهات المصرية العتيدة : الدين والسياسة الجنس

الفنانة بشرى عندما حكت عن واقعة تعرضت لها وهي طفلة كانت تحكي عن ما تعرض له كثير من أطفال مصر لكن المجتمع الذي يغسل ذنوبه كل جمعة يأبي أن يفتح عينيه لأن عينيه أدمنتا النوم عن الحقيقة ولأنه يعلم أنه تحول إلى مجتمع لا يرضاه أحد ولا يقبل بالوجود فيه سوى من تقطعت به السبل عن الهروب خارجة على طريقة الشاعر الذي كتب يصف إحساسه وهو يغادر أرض مصر مصرا على عدم الرجوع إليها قائلا:

ولأن صبرت بأرض مصر لطالما       صبر الرسول بمكة حتى خرج

الشاعر هو ياسر يونس الذي وجد نفسه بعيد عن أرض مصر لحسن حظه لكن الرسول رجع إلى مكة ثانية لأن له بها علاقة وحاجة لكن من منا له حاجة ببلد يهدر كل حقوقه حتى حق المسافة الآمنة التى يجب أن تحيط بالإنسان ولا يعترف بأن الخصوصية حق لكنه ينظر لها على أنها مثيرة للريبة ولا يرى من الأنثى إلا النصف السفلي لها لأنه ببساطة أدمن النظر إلى أسفل متجنبا على مر العقود رفع الرأس التى طالبه زعيمه الذي غير وجه مصر في أوائل الخمسينات بأن يرفعها لكنه عندما رفعها لم يجد مصر التى يعرفها ووجد رجالات مصر تزج في السجون على يد عسكر الثورة الذين تعمدوا كسر هيبة باشاوات وباكاوات البلد لأسباب في أنفسهم فكانت النتيجة أن ضاعت هيبة مصر نفسها بعد ذلك

مصر التى نناقشها عبر هذا الفيلم هي مصر التى أصبحت تمارس هجوما جنسيا موسميا في الأعياد وتمارس هجوما جنسيا منظما مع كل زحام وترزح تحت ضغط جوع جنسي لا فكاك منه في ظل إختفاء بيوت الهوى الرسمية وإرتفاع تكاليف الزواج وممارسات دينية لبعض الشيوخ لا تشفي ولا تغنى من جوع

مصر هذه هي التى نعاصرها في الشارع الذي جعل من كل فتاة هدف يستوى في ذلك المواطن العادي وضابط الشرطة الذي يلفت نظره وجود فتاة في مقهى من مقاهي وسط البلد تدخن سيجارة مع فنجان القهوة فيطلب تحقيق شخصيتها لأنها ببساطة تمارس طقسا ذكوريا من تمارسه من الفتيات من وجهة نظره تمارس شكلا من أشكال الدعوة إلى الفجور

مصر هذه لا تستحق المناقشة بقدر ما تستحق المغادرة فأي حديث عن حلول عاجلة ودراسات ناجعة هو تماما مثل الحديث عن معدلات التنمية الإقتصادية التى ترتفع دون أن نشعر بوجودها أصلا

ونعود إلى البداية ، هل مصر بها تحرش جنسي أم لا؟

نعم ، الاجابة بمنتهى الصدق هي : مصر بها أعلى معدلات التحرش الجنسي وأكثرها إثارة للإشمئزاز وأكثرها تنوعا في الطريقة والهدف

كيف: لأننا لم نعرف بلدا آخر يمارس فيه الشباب عمليات التحرش الجماعي ليس لمرة واحدة ولا مرتان بل لمرات عديدة ، أما عن التنوع في الطريقة والهدف فنحن نعرف التحرش في أتوبيسات النقل العام والهدف منه معروف تماما فهو قضاء الشهوة أثناء المسافة التى يقطعها الأتوبيس في رحلته من النقطة ألف إلى النقطة ب

هناك أيضا التحرش الذي يمارسه الموظفين بمن يشاء حظهم العاثر من المواطنين أن يذهبوا إليهم في مصالحهم الحكومية فتصبح الفتاة أو السيدة مجبرة على الإبتسام والضحك على ثقل ظل هذا الموظف أو ذاك حتى لا تتعطل مصلحتها وقد تضطر لسماع كلمات لا مجال لها لأن الموظف يمارس ببساطة فن فرعون في بسط سلطته على المكان الذي يتواجد فيه دون أن يعنى ذلك بالطبع أن نفس هذا الموظف أو الموظفة (التى قد تمارس تحرشا من نوع آخر كالإمتعاض من مواطنة لأنها لا ترتدي الحجاب مثلها) نفس هؤلاء الموظفين فور خروجهم من قلعتهم الحصينة وأثناء عودته لمنازلهم يتحولون من جاني إلى مجنى عليه بنفس السبل التى ذكرناها سابقا فنحن مجمتمع لا حصانة فيه لأحد

وبعيدا عن التحرش في المواصلات وأماكن العمل هناك أيضا التحرش في المنازل فأي فتاة أو سيدة لابد أنها تعرضت لنظرات لا معنى لها من أهل البيت الذي تسكن به ، أحيانا تكون النظرات والكلمات تحرش لكنه مغلف بنكهة دينية كأن يمارس التحرش كنوع من النصيحة الدينية فالدين كما نعلم حمال أوجه ، وكثيرا ما تصبح الدعوة الى العفة مجرد وسيلة للإنتقام من تجاهل الفتاة لنظرات مولانا أو (الراجل بتاع ربنا)

مصر تفكر بنصفها السفلي ... نعم نحن نعلم ذلك وهي تمارس هذا النوع من التفكير منذ فترة بعيدة ويكفي أن أكثر السلع التى يبحث الناس عنها سرا وعلانية هي الأدوية الجنسية التى تجعلك تتحير ، هل أصيب رجال مصر بالعنة الجنسية أم أنهم أصبحوا مهووسي جنس

مصر التى تمثل فيها ليلة الدخلة تجربة تشبه تجربة الحكومة في المرور من عنق الزجاجة الشهيرة هي نفسها مصر التى لا تأمن فيها فتاة على نفسها سواء رضخت لتخاريف المجتمع وارتدت الحجاب أو واجهت المجتمع وقررت إرتداء ما تراه مناسبا لها ، وهي نفسها مصر التى استوردت من الصين المناديل الورقية لتباع بنصف جنيه ثم ارتفع ثمنها إلى مائة جنية للعبوة الواحدة بعد إشاعة بأن المناديل تعالج ضعف الإنتصاب بالإستخدام الظاهري

مصر المصابة بالعنة الجنسية وبالهوس الجنسي ومصر التى تمارس أي شئ بعيدا عن الحياة العادية التى يمارسها العالم من حولنا يجب أن تقبل بفيلم يفضحها ويكشف وجهها القبيح على الملأ دون الخطاب المعهود حول الإساءة لسمعة مصر لأن سمعة مصر على الأقل في هذا المجال أسوء مما يتخيل أي منا ويكفي نظرة سريعة على كتيبات ارشادات شركات السياحية الأجنبية التى تنظم الرحلات لمصر والتى تمتلئ بالإرشادات للوقاية من التحرش طالما أنك مصمم على الذهاب لمصر

مصر أو المحروسة أو أم الدنيا أصبحت حاليا مصر دون ألقاب فلا هي أصبحت محروسة ولا هي تستحق لقب الأمومة الذي نلصقه بها ولا هي حتى مصر التى قرأناها في كتب التاريخ لكنها مصر التى تمارس الحب في الاتوبيس والجنس على قارعة الطريق وتجري فرادي وجماعات لتنال لمسة مغتصبة لجسد فتاة لا تجد من يحميها في مجتمع فقد كرامته وشهامته وكثيرا من رجولته ....لا تصدق ولا تنزل إلى الشارع وليس لديك عائلة تشكوا من كل ذلك ؟ شاهد الفيلم أولا ثم انزل للشارع لإختبار صدق هذا الفيلم وبعده سلم لي على مصر