السبت، 4 ديسمبر 2010

مع تفانين الحكومة مش حتقدر تغمض عينيك


الكهرباء المدفوعة مقدما

على طريقة مكالمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدما يبدو أن هناك من يتحرك في إتجاه جعل الكهرباء هي الأخرى مدفوعة مقدما، ليست مزحة ولا شكل من أشكال الفانتازيا المسرحية لكنها فانتازيا نعيشها كل يوم تبدأ بفكرة تخطر على بال أحد المسؤولين ثم عملية تنظير سريعة لها ثم عملية تبرير يقودها جيش من صحفيين لا يعرفون سوى تبرير واحد لكل شئ وهو أن (أوروبا والدول المتقدمة) تفعل ذلك رغم أن معظمهم لم يشاهد (أوروبا والدول المتقدمة) سوى في أفلام سينمات الدرجة الثالثة عندما كانوا مجرد طلبة يبحثون عن مكان يقضون فيه وقت سعيد مع صديقات الصدفة


الفكرة التى نتكلم عنها حتى الأن لم ينفيها أحد ولم يؤكده أحد لكن يجب أن نتذكر أن معظم مصائبنا جاءت من إشاعات لم ينفيها أحد ولم يؤكدها أحد ثم تحولت مع الوقت إلى تسريب بطئ جعلها في النهاية واقعا نسلم به بإعتباره أمر واقع
والفكرة تقوم على محاور رئيسية ولها أسباب وجيهة فأولا ستحصل على عداد كهرباء جديد وهو شئ رائع لأننا لم نعتاد أن نحصل على أي شئ من أي جهة أو وزارة لها صفة حكومية وهكذا وكما ترى فهي فرصة جيدة للحصول على شئ
ثانيا وهو الأهم أن دور محصل الكهرباء الذي يزعجنى شخصيا بجرسه الطويل على باب البيت ثم بعد ذلك يبدأ في البحث عن فاتورتك وانتظار أن تخالف عادتك الدائمة في تأجيل الدفع للشهر القادم وعادته التى لا يقطعها في منحك ورقة إنذار بقطع التيار ، هي لغة إعتدناها بيننا وبين المحصلين وتنتهى في النهاية إلى أنك ستدفع بالطبع ولكن مع بعض التأجيل الذي قد يمنحك فرصة لإلتقاط الأنفاس من فواتير أخرى لكن يبدو أن فكرة (فرصة إلتقاط الأنفاس ) لا تروق للبعض
ثالثا ستوفر الجهة التى تدير أمور الكهرباء في مصر تكاليف هائلة من عمل المحصلين وعمولاتهم التى يحصلون عليها مقابل تحصيل الفواتير وهي مبالغ ستتحول من تكاليف إلى عائدات وهو شئ اقتصادي بالدرجة الأولي بصرف النظر عن رأي المحصلين الذين يجدون في هذا مصدر دخل ويجدون في بواقي الفكات التى لا تلتفت إليها مصدرا إضافيا يدفعهم للنزول لتحصيل الفواتير حتى في أيام الأجازات

ليس ذلك فقط لكن فكرة أنك ستقوم بشراء كارت شحن مثل كروت موبينيل واتصالات وفودافون وتقوم بشحن رصيدك سيجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تترك التليفزيون يعمل طوال الليل وستفكر كثيرا في فوائد الإستحمام بالماء البارد في الشتاء ولو من باب التوفير كما سيجعلك أكثر حفاظا على ملابسك التى كلما اتسخت واحتاجت لمزيد من الجهد كلما زادت فاتورة الكهرباء
أما فيما يخص صحتك الغالية جدا فلا شك أنك ستتعلم الإستيقاظ مبكرا للإستفادة من ضوء النهار في القراءة إذا كنت أحد المصابين بهذا الداء أو المذاكرة إذا كنت ممن يفضلون محاولة فهم مناهج وزارة التربية والتعليم التى تحيرنا بفوازيرها المكتوبة على أوراق الكتب سيئة الطباعة التى تقدمها لنا
كل ما فات هو نصف الكوب الملئ وهو كما ترون نصف ملئ حتى الثمالة أم النصف الفارغ فهو لا يعنيكم في شئ فعندما تفشل في الموازنة بين مصروفاتك وتكلفة كروت الشحن فستتحول من نظام الكهرباء المدفوعة مقدما إلى نظام الكهرباء المقطوعة مقدما دون فرصة للحديث عن تأجيل الشحن للشهر القادم وهو كما ترى شئ غير مؤثر فأن تظلم منازلنا بعد يوم الخامس عشر من الشهر وهو اليوم الذي نفلس فيه جميعا ليس شئ ذي بال خاصة أن الظلام يفتح باب التخيل والإبداع ويمنح الأسرة فرصة للتواصل بعيدا عن جهاز التليفزيون الذي يجمعهم حوله دون أن يمنحهم فرصة للتواصل ويجبرهم على إسكات من يحاول التكلم بحجة متابعة برنامج ممل أو فيلم منسوخ من أصل أمريكي
بالفعل هناك من يعمل لمصلحتنا دائما دون أن ندرك لأن ذلك هو عمله ومهمته في الحياة وهي كما إتضح مؤخرا هي إسعادنا وليس إطفاء النور من حولنا لذلك يجب أن نتفق جميعا على أن الإشاعة التى مازالت مجرد إشاعة لو صدقت فلابد أن نحترمها لأننا ببساطة لو لم نوافق عليها فماذا سيحدث؟ إختصارا لا شئ لذلك وعلى طريقة بيدى لا بيد عمرو أدعوكم للموافقة على فكرة الكهرباء المقطوعة مقدما 

هناك تعليق واحد:

Hamada يقول...

الفكرة قديمة في اوربا وتم تنفيذها في السودان من خمس سنوات والشارع اطلق عليها اصطلاحا اسم الجمرة الخبيثة

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا