الإسكندرية انتخبت خالد سعيد والأمن اعتقل نائب هيومان رايتس ووتش
الإخوان يتراجعون على المستوى الشعبي ويستنجدون بالفضائيات لتجميل وجههم القبيح
شيخ مسجد يوزع صكوك غفران انتخابية بقيمة عشرة ألاف جنيه
المستقلين اكتفوا بالأداء الرجولي والتمثيل المشرف ويكفينا شرف المحاولة
إنتخابات هذا العام ليست كأي انتخابات مرت بمصر من قبل فمجلس الشعب الذي ستأتي به هذه الإنتخابات هو المجلس الذي سيكون له اليد الطولى في اختيار رئيس الجمهورية والموافقة على ترشحه لذلك استمات الإخوان لفعل أي شئ رغم ادراكهم أنهم يتراجعون بعد أن أصبح وجههم القبيح لا تفلح معه مساحيق التجميل السلفية التى يضعونها بين وقت وآخر
الوطنى من جانبه لم يدخر وسعا لتحقيق فوز كاسح يقيه شر 80 مقعدا شغلها شبح الإخوان الثقيل في مجلس الشعب المنتهى صلاحيته هذه الأيام ، وفي سبيل ذلك مارس الوطنى كل ألاعيب العمل السياسي بداية من اختيار رموز جديدة يقدمها للشعب وكثيرا من الإلتزام الحزبي ودعاية مكثفة على النت والتليفزيون والجرائد
الوفد قرر أن يقدم نفسه للشعب بإعتباره حزبا وهو ما نحاول تصديقه حتى اللحظة فقدم نفسه من خلال حملة ساذجة بإعتبار أنه قادر على أن يقول (لا) بينما ندرك جميعا أن كلمة (لا) تستعصي دائما على القول من رجل أعمال وأصحاب مصالح البيزنس التى تتأثر بغضب القيادات السياسية فجاءت حملته الدعائية مجرد فرصة للقنوات الفضائية التى أعلن فيها ومنها قناة الحياة التى يملكها رئيس الحزب
المستقلون مثلوا غطاءا مقبول قانونا لكل المطرودين من أحزابهم أو اللذين يمارسون العمل الحزبي تحت يافطة (حزب تحت التأسيس ) لكن ذلك لم يسمح لهم بأكثر من التمثيل المشرف والأداء الرجولي على طريقة منتخب مصر للكرة في الثمانينات فجاءت نتائج المستقلون مقدما مخيبة للأمال لكن ما يبرر ذلك أن هناك كثير من مرشحي المستقلين دخلوا الإنتخابات دون أن يحاولوا حتى الفوز بها وهم يشبهون في ذلك صديق خفيف الظل رشح نفسه في هذه الإنتخابات ، الصديق خفيف الظل رأس تحرير بعض من جرائد بير السلم التى تصدر كلما تيسر ثم تختفي ثم تصدر ، الرجل وجد في أموال ومنحة الدعاية الحكومية فرصة جيدة لإعالة عائلته وتحقيق بعض المكاسب فرشح نفسه متوخيا الحذر في مقاييس لافتات القماش التى راعي فيها مقاييس محددة تجعله يبدو كأنه أنفق ما لم ينفقه ثم هدأ بعد ذلك دون أن يكلف نفسه عناء متابعة لجنته الإنتخابية لأنه يعلم النتيجة مقدما
الإخوان دخلوا الإنتخابات تحت شعار وهتاف غريب(حسبنا الله ونعم الوكيل) ويبدو أن الإخوان قرروا كنس السيدة والحسبنة على الحكومة لعل الله يستجيب لدعائهم ثم بدأوا حملة منظمة عبر قنوات محددة أبرزها قناة الجزيرة التى لم تستطع أن تنزل للشارع المصري اليوم فإكتفت بفتح قناتيها (الجزيرة ) و(الجزير مباشر) لتلقي الإتصالات وتحقيق بعض الترويج السمج من خلال رسائل الإس ام اس التى يتلقونها دون رقابة تثبت صدق ما يتلقون لكن رسائل الإس ام اس الإخوانية جاءت مليئة بالأخطاء الإملائية والتعبيرات (الخليجية) لتنكشف تحركات الجزيرة التى تصر على أنها تقدم الرأي والرأي الآخر
وشكوى الإخوان والمستقلين وباقي فشلة الإنتخابات الحالية معروفة مسبقا ومعدة مسبقا: التزوير، منع الناخبين من دخول اللجان، منع المندوبين من دخول اللجان إلى جانب الشكوى من المضايقات الأمنية
الحزب الوطنى مارس جديدا هذه المرة فأخذ يشكو هو أيضا من مضايقات الأمن ومنع الناخبين من دخول اللجان ويتبقى له الشكوى من التزوير ليكمل باقي المقرر الكوميدي الذي عايشناه هذا اليوم
الأمن المصري من ناحيته مارس دوره بذكاء مشهود فلم يقم بتحركات عنيفة دون مبرر مكتفيا بتقليم أظافر بلطجية الإخوان قبل الإنتخابات مباشرة ثم اكتفي بعد ذلك بحماية المقار الإنتخابية واللجان التى كان ملحوظا أن معظم من يأتي إليها من الإخوان هم (نساء الإخوان) وسط تساؤلات مشروعة عن سبب غياب أصحاب السراويل القصيرة والذقون الشعثة في ذلك الوقت وهل تفرغوا لكتابة بعض الأعمدة حول الإنتخابات والإتصال بالجزيرة وغيرها
الأمن أيضا مارس عمله بتفرغ وتجرد تام ولم يسمح لأحد مهما كان بتجاوز حدوده حتى ممثل منظمة هيومان رايتس ووتش وجد نفسه فجأة معتقلا ومقتادا إلى أحد أقسام الشرطة مثله مثل الآخرين فعندما تعلن الإنتخابات في مصر لا يملك أحد أن يتحدث عن أي شئ والرئيس الأمريكي السابق ومن سبقه من كل رؤساء أمريكا يدركون أن مصر يمكن أن تمارس فن الإستماع في مواضيع كثيرة لكن عندما يتحدث أحد عن شكل الحكم في الداخل فإن مصر تصبح دولة عنيدة جدا صلبة جدا وعنيفة أيضا ولا تفهم في الباسبور الأمريكي والحصانات الدبلوماسية والأدبية
ولعل أكثر الأشياء المؤثرة التى حدثت في الإنتخابات هو تصويت أهل الإسكندرية لمرشح ليس على قوائم المرشحين وهو شهيد الإسكندرية خالد سعيد الذي وجد مكتوبا على عدد من أوراق التصويت في إشارة إلى أن أهل الإسكندرية لا ينسون قضية خالد سواء كان الموسم هو الموسم الإنتخابي أو موسم جنى القطن فخالد سعيد يبدو أنه سيظل خالدا في ذاكرة أهل الإسكندرية التى لا تهتم بالإنتخابات كثيرا فيما عدا تأييدها غير المسبوق للمرشح عبد السلام المحجوب محافظها الأسبق والذي يبكي الإسكندريون على أيامه خاصة بعد تولي عادل لبيب مقاليد المحافظة وحالة الجفاء وفقدان الود الظاهر بينه وبين أهل الإسكندرية سواء بسبب الحضانة أو الإزالات أو بأي سبب فهو بالتعبير السكندري (مش جاي معاهم)
أما عن مرشحي الإسكندرية فأبرز الأشياء المثيرة للضحك هو نقل مرشح الإخوان المنافس للواء عبد السلام المحجوب للمستشفي بحجة تعرضه للضرب رغم أن عنف الإخوان الذي ينتمى له هذا المرشح معروف تماما للجميع إلا أن ذلك لم يمنع مرشحهم في مواجهة المحجوب الذي رفع شعار (عبدك الفقير) إلى ادعاء الضرب والإصابة ربما ليجد مبررا لفارق الأصوات الكبير بينه وبين المحجوب
وفي الإسكندرية أيضا تحدث البعض عن أن محمد مصيليحي رئيس نادي الإتحاد والنائب الحالي والمرشح الحالي رفع سعر الصوت الإنتخابي إلى 500 جنيه وهو ما لو صدق لحققت الإسكندرية سبقا في سعر الصوت الإنتخابي ولا ضير في بعض المال الذاهب إلى جيوب الفقراء في انتخابات لن تضيف جديدا تحت أي ظرف
أما في حلوان فقد مارس مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع والنائب والمرشح الحالي هوايته المعروفة في اتهام الأمن وإعلان الإعتصام المفتوح احتجاجا على تزوير الانتخابات وتسويد البطاقات في مدرسة المعصرة الثانوية، وذلك بعد أن تم غلق مدرسة الثانوية بنات بالمعصرة وتشميعها بالشمع الأحمر وهو ما يجيد النائب دائما استغلاله لإظهار نفسه في موقف الضحية
أما عن العنف الإنتخابي فقد أكد مرصد عيون الانتخابات (وهو أحد منظمات المجمتمع المدني التى لا تفعل شيئا سوي بعض النشرات التى لا يقرأها أحد) أكد المرصد أن حالات الوفاة وصلت الي تسع حالات قبل ساعتين من غلق لجان الاقتراع.
الإخوان المسلمين بدورهم لم يتخلفوا عن حملة الشائعات فرددوا أنباء عن احتجاز النائب المعارض محسن راضى عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، بمدرسة ابن خلدون ببنها عندما اكتشف حالات تزوير
الجديد أن بعض مرشحي الحزب الوطنى يصرخون بدورهم من أن التزوير يتم حاليا من الوطني وضد الوطني و أن هناك تدخل من بعض عناصر الأمن لتسويد البطاقات لبعض مرشحي الوطني المنافسين في ظل دخول الوطني بأكثر من مرشح على نفس المقعد
أئمة المساجد والزوايا الصغيرة كان لهم نصيب من وليمة الإنتخابات فقد فوجئ الأهالي في مركز صفط اللبن باحد شيوخ المساجد يحثهم على انتخاب المرشح اللواء سعد الجمال فئات وطني مركز صفط اللبن حلوان لأنه وببساطة دفع لشيخ الجامع تبرعا قدره عشرة ألاف جنيه وهو ما جعل الأمر يبدو شبيها بصكوك الغفران في أوروبا العصور الوسطى
أما الإشاعة أو الخبر الذي لم تؤكده أية مصادر مستقلة فهو خبر مثير للضحك وهو إعتقال رئيس لجنة مدرسة الزهراء بدائرة بندر المنصورة لرفضه التزوير وإيداعه قسم أول المنصورة عقابا له ... اشاعة لو ثبت صدقها لإستحقت تجسيدها في فيلم كوميدي مضمون الإيرادات
النتيجة بإختصار سقوط مدوى لأسطورة الإخوان المسلمين والمستقلين لأنهم وبصرف النظر عن كل ما يقال أو يحدث من تزوير لصالح الحزب الوطنى فإن هؤلاء لم يفعلوا شيئا ... أي شئ على مدار تاريخهم....الاخون اكتفوا بالسراويل القصيرة والحجاب قبل الحساب والحجر على المرأة إلا فيما يريدون ويسمحون وكل تحركاتهم على مدار تاريخهم كانت تحركات مريبة ومغلفة دائما بشبهات قوية حول عمالتهم لجهات غير مصرية
أما المستقلين فهم كلهم أيمن نور بشكل أو بآخر كثير من الضوضاء وكثير من الإنتهازية السياسية والتحالفات التى لا تقوم على أساس المبادئ بقدر ما تقوم على أساس المصالح الشخصية وفي النهاية وبعد سقوطهم المدوى لا مناص من إعتصامات مفتوحة وامتناع عن الطعام او برلمان بديل كالذي يدعوا له أيمن نور اليوم أو الحديث إلى الجزيرة
الحزب الوطنى فاز بالإنتخابات قبل أن يدخلها ليس لأنه زور أو اشترى الأصوات وليس لأنه الأفضل والأنصع بياضا لكن لأنه وببساطة هو الحزب الوحيد على أرض مصر سواء اتفقنا معه أو اختلفنا وهو في كل الأحوال أفضل من وصول الإخوان إلى الحكم عبر صناديق الإقتراع التى ستتحول لصناديق لدفن الموتى كما فعلوا في كل بلد شاء حظه التعس أن يسقط في أيديهم.... كل انتخابات وانتم طيبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق