الإخوان يضرون بالصحة ويسببون الوفاة

الإخوان يضرون بالصحة ويسببون الوفاة

ليست مزحة ولا شئ من هذا القبيل لكن تاريخ الإخوان الحافل بالوعود الكاذبة والتحالفات المشبوهة والتآمر منذ بداية نشأتهم لا تترك مجالا للحديث والجدل حول دورهم المستمر في الإضرار بمصر وعندما ذكرت في العنوان أن الإخوان يضرون بالصحة فأنا أعنى تماما أنهم يضرون بصحة الحياة السياسية في مصر لأنهم وبتمثيلهم فزاعة مضمونة لكل القوى السياسية المصرية واعتمادهم منهج فاشي يقوم على احتكار الحقيقة ثم تطبيق وجهات النظر بالجنازير وبماء النار الذي يصبونه على ملابس غير الملتزمات إضافة إلى إنغماسهم المعهود في الحياة الإقتصادية بغرض السيطرة وتوفير موارد مالية استخدمت من قبل في شراء السلاح ، هم بذلك يضرون بصحة مصر السياسية وهكذا كان دورهم منذ بداية التكوين على يد مرشدهم الباحث دائما عن الشهرة حسن البنا

أما من حيث انهم يسببون الوفاة فلا جدال أن جهازهم السري وعنفهم المستمر وكتائبهم العلنية وغير العلنية منها ساهموا بقدر ملموس في موت العديد من أهل مصر على مدار العقود الماضية دون أن نسمع أن لهم صولات وجولات في الدفاع عن أرض مصر سوى ما تردده أبواقهم الإعلامية لكن سلاحهم دائما وأبدا كان موجها للداخل سواء عبر جهازهم السري أو عبر الجماعات التى تنشق عليهم شكلا وتخدم أهدافهم موضوعا

الإخوان كحركة فاشية تتميز عن غيرها بأنها أصبحت مرضا مزمنا فالحركة النازية سقطت مع هتلر والحركة الفاشية في ايطاليا سقطت مع سقوط موسولينى وحتى الفاشية التى مثلها الحزب الشيوعي في بلاد أوروبا الشرقية سقطت في النهاية لكن الإخوان مازالوا مرضا مزمنا يستعصي على السقوط ولسبب بسيط وهو أن مرشدهم كان من الذكاء بحيث ربط اسمهم ربطا بالإسلام حتى اصبحوا يمثلون سلطة الله على الأرض وشكلهم على طريقة الخلايا العنقودية بعضها نائم وبعضها نشط فاستعصت على الضربات التى تلقتها على مدار العقود الماضية نتيجة لتحركاتها المشبوهة في معظم الأحيان

من جانبهم قام الاخوان بعديد من التحالفات تمثل منهجا يدرس في الإنتهازية السياسية فتحالفوا مع الوفد قديما في بداية نشأته الثانية ثم ها هم يتحالفون مع القوى الهزلية التى تحاول أن تنتحل صفة القوى السياسية بداية من أيمن نور وأتباعه والبرادعي والمبشرين به وحركات 6 إبريل وكفاية وغيرها

والإخوان في انتهازيتهم السياسية لم يتورعوا عن التحالف مع الكل ضد الكل فتحالفوا مع الإنجليز وهم يحتلون مصر وقبضوا الثمن المعلوم لمن عرف ترايخهم ثم تحالفوا مع الملك ومع أعدائه وتحالفوا مع ناصر ما قبل الثورة وتحالفوا مع دولة السادات وساعدوه على القضاء على اليسار المصري مستخدمين قوة السلاح والجنازير إلى أن تحالفوا مع من لا نعلمه حتى الآن للقضاء على السادات شخصيا

وفي وقتنا الراهن يدخلون الإنتخابات القادمة متحالفين مع الجميع ضد الجميع ويدفعون بأسماء تحت شعار المستقلين آملين في نجاح منتظر لبعض تجار الدين ممن يجعلون من الدين طريقا يصعدون عن طريقه إلى قبة المجلس

الإخوان ليسوا فقط يضرون بالصحة ويسببون الوفاة لكنهم وبتحركاتهم الحالية أصبحوا مثيرين للإشمئزاز بقدر ما يثيرون من سخرية وهم يمثلون خطرا داهم على مستقبل مصر مثلما مثلوا خطرا قائما على ماضيها وبرغم مآخذ عديدة على الحزب الوطنى وحكوماته المتعاقبة فإن فكرة التغيير من أجل التغيير التى قد تدفع برموز الإخوان المعلنة أو المستترة وفقا لمبدأ التقية الذي يتبعونه ، فكرة التغيير وفقا لواقع الحال والسماح للإخوان بأن يمثلوا ولو نسبة من البرلمان المصري الجديد هي خيانة وطنية بكل ما تحمل الكلمة من معاني لمصر شعبا وتاريخا

شخصيا لو قررت التصويت لأحد فربما أصوت للوطنى لأنه وفقا لواقع الحال هو الأقل ضررا في غياب نموذج يمكن أن يحوز ثقة أي مواطن على أرض مصر ووجود تهديد حقيقي بتحويل مصر إلى دولة دينية على النموذج الوهابي أو الأفغاني أو الإيراني وهي النماذج التى لا يمكن أن يخرج عنها الإخوان إلا لو قرروا تحويل مصر إلى غزة كبيرة يحكمونها بفكرهم الشاذ وعقليتهم المتخلفة وتجاربهم العنيفة

مرة أخرى الإخوان يمثلون خطرا على كل مصر بكل أطيافها وكل صوت يذهب للإخوان هو مسمار جديد في نعش مصر