نايل سات توقف قنوات شيوخ الذقن التايواني
الشاشة التي تأخذك للجنة دفنت في سابع أرض
أخيرا تذكرت نايل سات أنها تمثل الشعب المصري وليس مجاهدي طالبان أو مشايخ إيران ، أيضا أدركت أن واجبها ليس أن تقوم بدور بائع (الفلايات ) في أتوبيسات النقل العام أو تتقمص دور (الماشطة) في فيلم الساحر لتعرض بضاعتها بصورة مقززة على كل مصر بحجة أن السوق عايز كده
نايل سات أخيرا تذكرت أنها مولت من جيب الشعب المصري وأن أقل ما يمكن أن تقدمه لهذا الشعب الذي يدفع مرتباتها من جيبه سواء حققت خسائر أو مكاسب ، أن تكون حريصة على صحته الجسدية وتبعد عنه نصابي بوتيكات التجميل التليفزيونية ، وأن تكون حريصة على صحته العقلية فتكفيه شر نصابين قنوات البيزنس الإسلامي مثل الناس والحافظ والحكمة وربما في القريب تتنبه لقنوات أخرى مثل إقرأ والمجد
القنوات التى نتحدث عنها نشأت على طريقة البوتيكات الصحفية التى تدخل إلى مصر من باب (الرخصة المدفوعة مقدما) سواء كانت حاصلة عليها من قبرص أو لندن وبعد ذلك تمارس نشاطها من مصر وتوجهه إلى مصر فتجد شيخا قد يكون مؤهله الدراسي بكالوريس تربية رياضية ينتظرك على شاشة إحدى تلك القنوات بعد الواحدة صباحا يتلقى تليفونات كثير منها وهمي وقليل حقيقي يدفع ثمنه المخدوعين من خلال خدمة 0900
وينتظر الشيخ أي كلمة ينطق بها المشاهد المتصل ليبدأ في الحديث على طريقة مشايخ حلق حوش ممن نقابلهم في مساجد العشوائيات ويكون من اللافت للنظر أن الشيخ يتكلم في الدين (كما هو مفترض) بينما خدمة الرسائل التى تمر أسفل الشاشة تحفل بالمواعيد الغرامية ورسائل (تظبيط المواعيد) وعبارات مثل(متابع، سهران للصبح، ارسلي موبايلك في رسالة ، متابع مع الكنترول) لتنتهى الحلقة التى لا يجيب فيها الشيخ على شئ تقريبا لكن في نفس الوقت نكون قد أعددنا جدولا حافلا باللقاءات الساخنة لليوم الثاني في كل مكان في مصر
أما القنوات التى تعرض بضاعتها التى تصلك حتى المنزل من عينة : عسل نحل يعالج العقم والسرطان وسقوط الشعر وكل ذلك ب 50 جنيه شامل مصاريف الشحن ، مع إلحاح على أن المنتج تم مراجعته وتقديره من خلال كلية طب صوفيا
ورغم أن معظم الناس لم تسمع عن كلية طب صوفيا ولا تدري أنها إحدى كليات بير السلم في بلغاريا وأن شهاداتها مثل صكوك الغفران تمنح مقابل تعريفة معلومة ، فإن هناك من ينخدع ويطلب الرقم المجاني وينتظر الشفاء القادم عبر عسل النحل أو ينتظر الجمال والرشافة عبر مخلوط يشبه وصفات العطار
الأمر كان أشبه بسوق الجمعة لعرض الكراكيب سواء كراكيب المشايخ العاطلين عن العمل أو كراكيب مساحيق التجميل والأدوية المصنوعة في البدروم ، والقرار رغم أنه تأخر كثيرا إلا أنه يستحق التحية فأخيرا سنرتاح من الشيخ الذي حصل على ذقنه البيضاء الكبيرة من سوق المستعمل ونرتاح من ثقل دم عارضي سلع التجميل وسخافة بائعي عسل النحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق