الأحد، 26 سبتمبر 2010

مصر في حاجة إلى تحليل دي ان ايه لإثبات نسبنا إليها بعد كل ما فعلته بنا


مصر في حاجة إلى تحليل دي ان ايه لإثبات نسبنا إليها بعد كل ما فعلته بنا
من قال لعبد الناصر أننا نعشق حد الكفاف ونعشق إشتراكيته
حالة إكتئاب كنت أظنها شخصية واتضح لي أنها قومية



58 عاما مرت على الثورة المصرية سواء اتفقت مع البعض على أنها (مباركة) أو اختلفت
مع فكرة (البركة ) التى نلحقها بالسياسة لكن في النهاية هذه الثورة حكمت مصر 58 عاما ومازالت ويبدو أنها ستظل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها
الثورة تسلمت مصر من الملك الذي كان يحكمها تحت الإحتلال الإنجليزي دون قدرة على التدخل منه في شئون السياسة المصرية إلا لماما بينما كانت شئون الدولة في يد الوزارات المتعاقبة التى كان اللقب الرسمي لرئيسها (دولة الرئيس) لأنه الحاكم الفعلي للبلاد رغم أنه كان كثيرا وغالبا ما يتغير لكنه يحكم هذه الدولة وكانت مصر بذلك تسير على طريق لا رجعة فيه نحو ملكية دستورية حقيقية
الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد على مؤسس مصر الحديثة وجدت الثورة به عيوبا كثيرة فهو زير نساء ومقامر ولم يستطع طرد الإنجليز كما أن الدولة مليئة بالباشوات الباكوات والفقر منتشر والتعليم شبه منعدم والبلاد في حاجة إلى إصلاح زراعي ومالي لذلك هب هؤلاء الضباط ثائرين من أجل مصر ...تقريبا
النتيجة بعد 58 عاما أن وزارة كاملة حمل منتسبيها ألقاب بك وباشا والتعليم أصبح يشبه صكوك الغفران في نهاية عهد الكنيسة الاوربية لا يساوي الحبر الذي خط شهاداته ، أما موضوع طرد الإنجليز فحدث ولا حرج فلا هم خرجوا لقوة بأس زعيمنا الخالد عبد الناصر ولا للمقاومة التى أبداها الشعب المصري لكن خروجهم كان مجرد إعلان انزواء ما بعد الحرب العالمية الثانية وكان الإعلان الرسمي هو عدوان 1956 الذي نسب النصر فيه إلى ناصر وجيشه بينما كان العامل الحاسم والوحيد هو الرغبة الأمريكية التى أخرجت بريطانيا العظمى وفرنسا من الحرب بعد أن احتلوا ثلث مصر وهو سيناء


أما فكرة النصر على اسرائيل وإلقائها في البحر فيبدو أن ناصر وجد أن افضل الحلول من أجل تحقيق ذلك هو جعلها تطل على قناة السويس مباشرة سواء في 1956 أو مع نكبة 1967 رافضا أي مفاوضات تحت شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ومؤتمر اللاءات الثلاث الشهير في الخرطوم عاصمة السودان التى كانت قبل توليه الرئاسة في مصر أحد أملاك التاج المصري لكنه جريا وراء الهتافات العربية قبل التنازل عنها
الإصلاح الزراعي لم يضف فدانا واحدا لأرض مصر ، مجرد إعادة توزيع الأرض الموجودة أساسا على الفلاحين وهم بدورهم لم يدخروا جهدا في اعادة توزيع ما يصلح منها على مقاولي البناء لتصبح غيطان القمح والفاكهة مزارع أسمنتية
مصر التى خرجت بريطانيا العظمى منها وهي مدينة لها أصبحت فجأة مدينة واضطرت إلى بيع غطاء الذهب لتمويل مغامرة عسكرية جديد في اليمن
الصناعة التى كانت على ما يبدو كافية لتحقيق (البرستيج ) لرجال الثورة تحولت إلى مجرد وضع شعارات مثل نصر على سيارات فيات بينما مصانعه الحربية تحولت الى انتاج البوتاجازات والأغراض المنزلية
أما ما سمعناه عن القطاع العام والإشتراكية وغيرها فيبدو أن من ترجم لهم كتاب رأس المال لكارل ماركوس كان ضعيفا بعض الشئ في الترجمة فأغفل أجزاءا كثيرة من الكتاب لكنه لم يغفل العناوين الرئيسية للكتاب نفسه فبقى الحديث دائرا عن العدالة الإجتماعية وترجمناه بلغة رجل الشارع إلى (محدش بينام من غير عشا) وبهذا كنا قد قبلنا بعنوان آخر من عناوين كتاب رأس المال وهو (حد الكفاف ) الذي أصبح منهج حياة
الآن وبعد 58 عاما من الثورة أصبح 40% من الشعب المصرى يعيش على 2 دولار أو أقل يومياً – لم نتحدث بالجنيه ليس كراهية فيه لكن لسبب بسيط وهو أننا لا نعرف قيمته الحقيقية وقت كتابة المقال- لكن بإعتبار أننا من المؤمنين بالبركة وحد الكفاف والقناعة كنز لا يفنى فإن علينا أن نقبل خاصة أن كل ما نعانيه حاليا يكفر عن ذنوبنا ويؤهلنا للجنة في النهاية
ومادمنا تحدثنا عن الجنة فلا أدري حقيقة إذا كان الجحيم يمكن تحقيقه على الأرض كما هو حادث في العراق والصومال وبلاد قد لا أتذكرها حاليا ، ومادامت الجنة محققة على الأرض في سويسرا والسويد وهولندا ودول اسكندنافيا فلماذا لا نطمع في تحقيقها على أرض أول حضارة تحدثت عن الجنة والنار؟
بطبيعة الحال لا مجال لمثل هذا الحديث وأنا قانع وأنتم قانعين بأن نحيا وفقا لما يجود به الزمان من رحلة اليوم الواحد التى نختصر بها متعة الصيف كله في 24 ساعة ويجب أيضا أن نقتنع بأن اللحوم سبب رئيسي للنقرص والسجائر مسبب للسرطان والمياه الغازية ضارة بالكلى والجهاز الهضمى واللي يبص لفوق يتعب
لكن أيضا من ينظر إلى الأرض يصاب بتلف في عموده الفقري ومن لا ينظر بعيدا يصاب بضعف النظر
حديث غير مرتب ولا أحاول ترتيبه فأنا أعتبره مجرد فضفضة يمكن أن تقبلها ويمكن أن ترفضها خاصة أن أحوالي النفسية سيئة هذه الأيام ربما بسبب دخول المدارس وملابسها ومصاريفها والمافيا التى تحكمها والتى لا ينفع معها كل محاولات أحمد زكي بدر وبلاغاته كما أننى محبط بشدة مع حالة إكتئاب كنت أظنها شخصية واتضح لي أنها قومية وبقى أن نجد حلا فإما أن نقبل وإما أن نرفض


نرفض؟... هذه الكلمة تحديدا لا أدري من ابتكرها ومن روج لها لكن كل ذكرياتها سيئة بداية من جبهة الرفض وكتب مثل رفض الرفض وصولا إلى رفض القبول بالمدارس والكليات والبكاء على شبابيك مكتب التنسيق إلى رفض كل السفارات منحك أي فيزا لأنهم يعلمون أنك ستدخل سائح وتتحول إلى صائع ولا ننسى بالطبع رفض أي مسؤل مقابلتك ورفض شركة الكهرباء تقسيط فاتورتك ورفض مديرك لكل طلباتك في العمل
نقبل...هي الكلمة السحرية سواء كنا نستطيع القبول أو نقبل على مضض أو استحياء كما أننا لو رفضنا ماذا سيحدث؟ لا شئ ، إذن وحفاظا على كرامتنا دعونا نقبل ونمارس بعض الحق في تعذيب الذات بقبول أي شئ وكل شئ ليس على طريقة أننا نفعل ذلك من أجل أمنا مصر فمصر حاليا أصبحت في حاجة إلى تحليل دي ان ايه لإثبات نسبنا إليها بعد كل ما تفعله بنا لكن لأنها في النهاية هي سنوات نقضيها تنتهى بجنازة صغيرة وقبر لا أعرف ما فيه ونهاية لرحلة لم أختر بدايتها ولم أكن قادرا للأسف على وضع نهاية لها 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا