السبت، 11 سبتمبر 2010

الإخوان النصابين


الإخوان النصابين
لم يكن البنا داعية بقدر ما كان مفتونا بذاته
الإخوان نشأة فاشية ثم خدمة مؤجرة لمن يدفع الثمن
هتلر خطب في حانات البيرة والبنا أقتدي به وخطب في المقاهي


النصب هو الكلمة التى تقال تحديدا على كل من يعرض للبيع شيئا لا يملكه أو يحصل على تقدير أو مال لا يستحقه مستغلا الزيف والتدليس لتحقيق ذلك
ووفقا لهذا التعريف الذي لا أدعي انه تعريف جامع مانع لكنه في النهاية يلمس كبد الحقيقة يمكننا أن نناقش ظاهرة الإخوان المسلمين في مصر التى تحولت من فتى ريفي أدمن تكوين الجمعيات السرية والعلنية جريا وراء زعامة ترضي غروره وميله إلى الإفتتان بنفسه ، تلك الجمعيات تحولت مع الوقت إلى عقبة دمرت الحياة السياسية المصرية ولازالت

مصر هي أول مجموعة بشرية اعتنقت الديانات الموحدة غير الحسية فعبدت آلهة لا تراها وقدست إلى حد الهوس كل من يمثل الإله سواء كان ذلك بوصفه واسطة بين الإله وبين الناس كما في حالة كهنة مصر القديمة أو حتى بصفته (بتاع ربنا) كما هو الحال هذه الأيام
حسن البنا ذو النشأة الفقيرة التى تبحث في الدين عن ما تفتقده في الحياة أدرك من البداية أن مصر وطن مستباح طالما أنك ترفع راية الدين وهو جريا وراء ذلك كون العديد من الجمعيات في صغره ورغم كون هذه الجمعيات طفولية النشأة فقد كانت بروفة حية للجماعة الأخيرة التى كونها مستلهما تجارب الفاشية في أوروبا وسائرا على خطاها
هتلر كان يخطب في الناس في حانات البيرة والبنا خطب فيهم في المقاهي وهي المعادل الموضوعي لحانات البيرة الألمانية
موسولينى كون القمصان الزرقاء والبنا كون جوالة الإخوان وجعل منها في وقت وجيز جيشا مسلحا أضيف له فرع خاص بالمعلومات والتخابر
لكن ماذا جعل تجربة حسن البنا والإخوان تظل على قيد الحياة حتى اليوم؟
الإجابة ببساطة هو طبيعة الشخصية المصرية فالإخوان رغم كل جرائمهم جماعة نشأت رافعة شعار الدين وهي على عكس شبيبة موسولينى ونازيون هتلر كانوا يدعون إلى نظرية بشرية النشأة يمكن أن تختلف أو تتفق معها كما أنها معرضة للموت بموت صاحبها لكن دعوة الإخوان حدث فيها خلط مقصود بين الدين كدين وبين الإخوان الذي وضعوا أنفسهم كجزء من هذا الدين فكان أن تقبل الكثيرون اللحية الكثة التى يطلقها بعض الإخوان ولا يطلقها بعضهم سواء بظروف العمل أو عملا بمبدأ التقية
الإخوان أصبحوا شيئا لا علاقة له بما بدأوا عليه فهم تحولوا إلى شركة للتجارة ومؤسسة إعلامية وجهاز تخابر لا يكل من التعامل مع الجميع وكان أبرز نجاحاتهم في هذا المضمار هو تنظيمهم الدولي الذي ظهر رأس جبل الثلج الإقتصادي له في قضية بنك البركة
الإخوان الذين تلقوا أول تبرع من شركة قناة السويس الأجنبية وارتبطوا بمصالحها فترة من الزمن يجيدون تأويل كل شئ وفقا لرؤية دينية خاصة فهم يتلقون تبرعات من جهة مثل قناة السويس التى تمثل إحتلالا على أرض مصر لكنهم كالعادة لديهم عدد من الأحاديث والآيات يمكن أن يسمح لهم بذلك كما أن تحالفهم مع الملك كان مسموحا به بإعتبارهم (ليسوا أوصياء عليه) في حين أنهم فرضوا أنفسهم أوصياء على شعب كامل
وهم قادرون على التحالف مع حزب الوفد قديما وحديثا سواء كان يحكمه النحاس في الفترة الملكية أو فؤاد سراج الدين بعد إعادة التأسيس أو سيد البدوي حاليا فهم في النهاية لهم هدف واضح ومحدد في الوصول للحكم سواء عبر صناديق الإنتخاب أو عبر الحراب لا فارق
الإخوان بطبيعة الحال نسخة مشوهة من أصل يقبع على أرض جزيرة العرب وهو الحركة الوهابية لكن الإخوان الذين يلقون كل دعم من هؤلاء يحافظون دائما على مسافة بينهم فيما يخص شكل الدعوة والتحرك وإن كانت الأهداف واحدة في النهاية فشكل الدولة الإسلامية التى يبغون محققة على أرض الجزيرة على الأقل في حالة العربية السعودية كما أن ملايين الدولارات التى حصلوا عليها من شيوخ السعودية تجعلهم غير قادرين على التباعد عن خدمة المصالح السعودية في مصر
الإخوان دائما في خدمة أحد ما فعندما كانوا في خدمة الملك دفعوا في إتجاه توليه الخلافة وعندما تحالفوا مع الوفد حصلوا وحصل معهم على عدد مقاعد غير مسبوق في إنتخابات مجلس الشعب وعندما تحالفوا أو احتلوا حزب العمل الإشتراكي حولوه من اليسار إلى اليمين المتطرف وحولوا الرفيق إبراهيم شكري إلى المجاهد الأكبر إبراهيم شكري ثم استولوا على الحزب ولم يتركوه إلا عندما زال الحزب والمجاهد من الوجود
الإخوان تحالفوا مع السادات لكنهم أيضا حركوا جهازهم السري الجديد وهو عدد من التنظيمات التى يقنعون الجميع انها منشقة على الإخوان لكنها في النهاية جزء من تنظيمهم المحكم ، حركوا هذه التنظيمات ضده في محاولة للإستيلاء على الدولة
الإخوان أيضا تحالفوا مع الدولة المصرية الحالية أحيانا وناصبوها العداء أحيانا لكن في كل الأوقات حافظ الإخوان على مسافة بينهم وبين الدولة تبقيهم قادرين على تقديم العون في العشوائيات حيث يحصلون من هذه الأماكن على جنودهم ويحصلون أيضا على جيش من النساء الذين يقبلون بإرتداء الحجاب او النقاب لأنه يقدم مجانا وعدا ذلك فزيارة لملفات شرطة الأداب خير شاهد على ما يرتكب من خلف النقاب والحجاب
الإخوان لم يحاولوا التقوقع داخل مصر بل حافظوا دائما على ممثل لهم في كل دولة وفي كثير من الأحيان يصل هذا الشخص متسلحا براية الدين التى يرفعها إلى مرتبة رفيعة في هذه الدولة مثل حالة الشيخ القرضاوي في قطر على سبيل المثال
الإخوان يمكن أن تقابلهم دون أن تعرفهم لسبب بسيط وهو أنهم يحاولون الذوبان داخل أجهزة الدولة وداخل المجتمع على طريقة الخلايا النائمة لذلك يمكن أن يكون زميلك في العمل الذي يدخن السجائر وقد يشاركك بعض الشراب هو أحد أفراد خلاياهم النائمة التى تنجح دائما في تجنيد آخرين من أجل خدمة أهداف الإخوان سواء كان ذلك التجنيد عبر تقديم مساعدات مالية أو إستغلال نقاط ضعف معينة أو غيرها فهم يعملون على طريقة أجهزة المخابرات التى تدرس الحالة جيدا ثم لا تستنكف استخدام أي أسلوب طالما يصل بها إلى غايتها
الإخوان لم يقدموا ما قالوا به في بداية نشأتهم فلم يصبحوا جماعة دينية ولا أصبحوا حزبا ولا أصبحوا مسالمين بل أصبحوا عقبة كأداء في طريق ديمقراطية حقيقية تخشى مصر تطبيقها حتى لا يصل فضيلة المرشد أو من يختاره إلى مقعد الرئاسة في مصر ووقتها من يستطيع أن ينزله عن هذا المقعد لذلك بدأت هذا المقال بفرضية أتأكد منها كل يوم وهي :
الإخوان النصابين

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا