أحد علمائهم يرتدي الجبة في المعمل
الدكتور القمني لم يحرض على الحرب بين علي ومعاويةبن أبي سفيان
لفت نظري تغير في تكتيك المهاجمين المتشددين وكان ذلك في جانبين أحدهما محاولة تأليب الأقباط علي الدكتور سيد القمني وذلك بإيحائهم لهم بأنه يزدري الدين المسيحي كما يزدري الإسلام في نظرهم كي يصوروه على أنه رجل زنديق معادٍ للأديان. فاعتمدوا على ما اعتقدوا أنه إنكار لوجود العذراء مريم في كتابات الدكتور القمني والحقيقة أنه لو كان شكك في ربوبية المسيح أو لاهوته أو موته على الصليب لهللوا له في حين أن هذا التشكيك مستمر ليل نهار في كتابات المتشددين الذين يقودون الحملة الشرسة على الدكتور ولم يسمحوا لأحد بأن يتهمهم بازدراء الدين المسيحي والأغرب أن الدكتور زغلول النجار وصف الإنجيل بأنه الكتاب المكدس ( بدلاً من المقدس ) وهو كتاب سماوي معترف به في القرآن ذاته ولم تثر ثائرة أحدهم عليه بل استماتوا في الدفاع عنه.
الجانب الآخر في هذا التغير التكتيكي هو انضمام تيارات أخرى إلى تلك الحملة الضارية ضد الدكتور القمني فرأينا بعض من هم محسوبون على الناصريين والاشتراكيين بل والليبراليين والعلمانيين يشاركون في الهجوم عليه أيضا بل شارك في الهجمة
الجانب الآخر في هذا التغير التكتيكي هو انضمام تيارات أخرى إلى تلك الحملة الضارية ضد الدكتور القمني فرأينا بعض من هم محسوبون على الناصريين والاشتراكيين بل والليبراليين والعلمانيين يشاركون في الهجوم عليه أيضا بل شارك في الهجمة
من نعرفهم كتاباً لأغانٍ هابطة وأفلام مقاولات ومقالات هزلية أصبحوا فجأة يفتون في الفكر والعلم والدين وهو أمر كانوا وكنا في غنى عنه. وهنا يحتاج الأمر إلى تحليل، وأرى أنه يعزى جزئياً إلى مصالح وحسابات وتربيطات سياسية ومالية معقدة كما يعزى إلى ثقافة تكره المبدع والمتفوق كما يعزى إلى حب الشهرة وإلى تصفية الحسابات وإلى الكراهية الشخصية للدكتور القمني أيضاً.
والجديد في وسائل الحملة هو القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت وهما وسيلتان لم تكونا موجودتين إبان الحملة الإجرامية التي استهدفت المرحوم الدكتور فرج فودة. والغريب هو عدم محاسبة من يحرضون علنا وليل نهار على قتل إنسان فضلا عن أنه كاتب بل كاتب كبير رغم أنف المنكرين. ففي ألمانيا مثلا يوجد نازيون ولكن لا يسمح لهم بالظهور في لفضائيات ومخاطبة الناس وإقناع السذج منهم بفكرهم العنيف ولكن عندنا الأمر مختلف حيث يبدو ألا قيمة لروح الإنسان كإنسان من الأصل. والخطير هو تأثير هؤلاء في مجتمع يعاني منذ عقود من أزمة كبيرة في التعليم كما يعاني من أحداث إرهابية بين الفينة والفينة ومن فتنة طائفية إذا اندلعت ستقضي على الوطن بأكمله. واللافت للنظر أن الهجوم ركز على مسألة درجة الدكتوراة التي يحملها الدكتور القمني إذ يرون أنه اشتراها من جامعة من الجامعات الأمريكية التي تبيع الدرجات العلمية. وهذا لإكمال صورة الزنديق المعادي للأديان والفاسد أخلاقياً كي تكتمل مبررات إهدار الدم ثم الاغتيال. وأيا كان الأمر فالجائزة لا تمنح تقديرا لدرجة جامعية وإنما تقديرا لمجمل أعمال الكاتب وإسهامه الفكري والثقافي.والمهاجمون على ما يبدو كانوا يريدون أن تمنح الجائزة لأحد "العلماء" وأغلب الظن أحد علمائهم هم حسب مفهومهم للعالم الذي يرتدي الجبة في المعمل بدلاً من المعطف ويعالج الناس ببول الإبل. والهدف من خلط الأوراق بهذا الشكل هو تجاهل مضمون كتابات الدكتور القمني والذي لا أدعي أنه أصاب فيها جميعاً ولكن أقول بكل اطمئنان إنه باحث ومفكر من طراز فريد وإن كانوا يرون أنه كاتب لا يرقى إلى مستوى الجائزة بل ويدعون أن كتاباته ضعيفة علمياً فإنه رغم أنفهم قد ملأ الدنيا وشغل الناس وإلا لما ثارت ثائرتهم واستماتوا في الهجوم عليه بهذا الشكل الفج.
والمعضلة في عدم ردهم على كتاباته ردا علميا والاكتفاء بوصفها بالزبالة أو الكلام الفارغ أو في أفضل الأحوال اقتطاع أجزاء من سياقها وعرضها على الجمهور هو أن الدكتور القمني لم يأت بشيء من عندياته فهو قد نقل عن كتاب التراث الإسلامي المعتبرين أمثال الطبري وبن كثير والقرطبي والبخاري ومسلم وكثيرين غيرهم والمعضلة الأكبر أنه لم ينسج من خياله الأحداث التي تناولها بالبحث والتحليل في كتبه ولم يتسبب في وقوعها فهو لم يقتل مالكا بن نويرة ويتزوج امرأته ليلة قتله دون انتظار لعدة وهو لم يحارب القبائل التي لم تمنع الزكاة بل أرادت توزيع الزكاة على فقرائها دون إرسالها إلى الخليفة في المدينة أولاً فكانت النتيجة هي قتل عدد كبير من رجالها وسبي نسائها والدكتور القمني لم يوسوس للصحابة بأن يحارب بعضهم بعضاً في موقعة الجمل ولم يشعل بينهم فتيل الفتنة الكبرى التي انتهت بقتل ذي النورين عثمان بن عفان كما أن الدكتور القمني لم يحرض على الحرب بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان .
إن الدكتور القمني قرأ أمهات كتب التراث الإسلامي ولم يجتزئ منها ما يوافق هواه على طريقة البعض ولم يتعرض للذات الإلهية ولا لشخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ولكنه تناول في أبحاثه أفعال البشر كبشر وردها إلى أسبابها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. إن جريرة الدكتور القمني أنه يفكر ويبحث لا أكثر ولا أقل. أما هم فيريدون لنا ألا نقرأ بل أن يقرؤوا بالنيابة عنا ويفرضوا علينا استنتاجاتهم التي يزعمون أنها الحقيقة المطلقة وأنها المعلوم من الدين بالضرورة والمعلوم من التاريخ بالضرورة والمعلوم من الحياة بالضرورة بل والمعلوم من الفيزياء والكيمياء بالضرورة أيضاً.
إن المهاجمين المتشددين الآن أمام معضلة كبرى فهم لم يسمحوا بأي نقد لمؤلفي التراث الإسلامي ولا لأسلوب رواية الأخبار عن طريق العنعنة وحدثني فلان عن فلان واعتبروا أي نقد لها نقدا للدين وسلطوا سيوفهم وأقلامهم على كل من تسول له نفسه التشكيك في رواية هنا أو خبر هناك.
والآن ماذا هم فاعلون؟
هل سيردون على طريقة أحد مشايخ الفضائيات الذي قال على إحدى القنوات عن أحد المبشرين المشهورين بهجومهم المباشر على شخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) إن الله عاقبه بأن أصيب بالسلس البولي فقال المذيع الذي يستضيفه إن هذه بشرى من الله؟
إن هذا المبشر لايستند في هجومه إلا لما هو مسطور في كتب التراث الإسلامي التي ما زالوا يرفضون نقد أي حرف فيها ويقدسون مؤلفيها وهم بشر مثلنا.
فماذا هم فاعلون؟
هل سيصادرون كتب التراث الإسلامي بعد أن أنفقوا الأموال الطائلة على نشرها بكثافة طيلة العقود الثلاثة الماضية ؟ وهل عندما نشروها كانوا لا يتوقعون أن يقرأها إلا أئمة المساجد وأساتذة الفقه؟ هل عندما منعوا كل كاتب غيور على دينه من ممارسة حق البحث والنقد الذي لا يطال والعياذ بالله الذات الإلهية ولا شخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وإنما يطال أعمال البشر ونتاجهم ودوافعهم كانوا يجهلون ما ستؤول إليه الأمور الآن؟
هذه الأسئلة ستجيب عنها السنوات القادمة فإما أننا كأمة سنعبر إلى عصر العقل والضمير وإما سنظل في طريقنا إلى الهاوية.
والجديد في وسائل الحملة هو القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت وهما وسيلتان لم تكونا موجودتين إبان الحملة الإجرامية التي استهدفت المرحوم الدكتور فرج فودة. والغريب هو عدم محاسبة من يحرضون علنا وليل نهار على قتل إنسان فضلا عن أنه كاتب بل كاتب كبير رغم أنف المنكرين. ففي ألمانيا مثلا يوجد نازيون ولكن لا يسمح لهم بالظهور في لفضائيات ومخاطبة الناس وإقناع السذج منهم بفكرهم العنيف ولكن عندنا الأمر مختلف حيث يبدو ألا قيمة لروح الإنسان كإنسان من الأصل. والخطير هو تأثير هؤلاء في مجتمع يعاني منذ عقود من أزمة كبيرة في التعليم كما يعاني من أحداث إرهابية بين الفينة والفينة ومن فتنة طائفية إذا اندلعت ستقضي على الوطن بأكمله. واللافت للنظر أن الهجوم ركز على مسألة درجة الدكتوراة التي يحملها الدكتور القمني إذ يرون أنه اشتراها من جامعة من الجامعات الأمريكية التي تبيع الدرجات العلمية. وهذا لإكمال صورة الزنديق المعادي للأديان والفاسد أخلاقياً كي تكتمل مبررات إهدار الدم ثم الاغتيال. وأيا كان الأمر فالجائزة لا تمنح تقديرا لدرجة جامعية وإنما تقديرا لمجمل أعمال الكاتب وإسهامه الفكري والثقافي.والمهاجمون على ما يبدو كانوا يريدون أن تمنح الجائزة لأحد "العلماء" وأغلب الظن أحد علمائهم هم حسب مفهومهم للعالم الذي يرتدي الجبة في المعمل بدلاً من المعطف ويعالج الناس ببول الإبل. والهدف من خلط الأوراق بهذا الشكل هو تجاهل مضمون كتابات الدكتور القمني والذي لا أدعي أنه أصاب فيها جميعاً ولكن أقول بكل اطمئنان إنه باحث ومفكر من طراز فريد وإن كانوا يرون أنه كاتب لا يرقى إلى مستوى الجائزة بل ويدعون أن كتاباته ضعيفة علمياً فإنه رغم أنفهم قد ملأ الدنيا وشغل الناس وإلا لما ثارت ثائرتهم واستماتوا في الهجوم عليه بهذا الشكل الفج.
والمعضلة في عدم ردهم على كتاباته ردا علميا والاكتفاء بوصفها بالزبالة أو الكلام الفارغ أو في أفضل الأحوال اقتطاع أجزاء من سياقها وعرضها على الجمهور هو أن الدكتور القمني لم يأت بشيء من عندياته فهو قد نقل عن كتاب التراث الإسلامي المعتبرين أمثال الطبري وبن كثير والقرطبي والبخاري ومسلم وكثيرين غيرهم والمعضلة الأكبر أنه لم ينسج من خياله الأحداث التي تناولها بالبحث والتحليل في كتبه ولم يتسبب في وقوعها فهو لم يقتل مالكا بن نويرة ويتزوج امرأته ليلة قتله دون انتظار لعدة وهو لم يحارب القبائل التي لم تمنع الزكاة بل أرادت توزيع الزكاة على فقرائها دون إرسالها إلى الخليفة في المدينة أولاً فكانت النتيجة هي قتل عدد كبير من رجالها وسبي نسائها والدكتور القمني لم يوسوس للصحابة بأن يحارب بعضهم بعضاً في موقعة الجمل ولم يشعل بينهم فتيل الفتنة الكبرى التي انتهت بقتل ذي النورين عثمان بن عفان كما أن الدكتور القمني لم يحرض على الحرب بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان .
إن الدكتور القمني قرأ أمهات كتب التراث الإسلامي ولم يجتزئ منها ما يوافق هواه على طريقة البعض ولم يتعرض للذات الإلهية ولا لشخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ولكنه تناول في أبحاثه أفعال البشر كبشر وردها إلى أسبابها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. إن جريرة الدكتور القمني أنه يفكر ويبحث لا أكثر ولا أقل. أما هم فيريدون لنا ألا نقرأ بل أن يقرؤوا بالنيابة عنا ويفرضوا علينا استنتاجاتهم التي يزعمون أنها الحقيقة المطلقة وأنها المعلوم من الدين بالضرورة والمعلوم من التاريخ بالضرورة والمعلوم من الحياة بالضرورة بل والمعلوم من الفيزياء والكيمياء بالضرورة أيضاً.
إن المهاجمين المتشددين الآن أمام معضلة كبرى فهم لم يسمحوا بأي نقد لمؤلفي التراث الإسلامي ولا لأسلوب رواية الأخبار عن طريق العنعنة وحدثني فلان عن فلان واعتبروا أي نقد لها نقدا للدين وسلطوا سيوفهم وأقلامهم على كل من تسول له نفسه التشكيك في رواية هنا أو خبر هناك.
والآن ماذا هم فاعلون؟
هل سيردون على طريقة أحد مشايخ الفضائيات الذي قال على إحدى القنوات عن أحد المبشرين المشهورين بهجومهم المباشر على شخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) إن الله عاقبه بأن أصيب بالسلس البولي فقال المذيع الذي يستضيفه إن هذه بشرى من الله؟
إن هذا المبشر لايستند في هجومه إلا لما هو مسطور في كتب التراث الإسلامي التي ما زالوا يرفضون نقد أي حرف فيها ويقدسون مؤلفيها وهم بشر مثلنا.
فماذا هم فاعلون؟
هل سيصادرون كتب التراث الإسلامي بعد أن أنفقوا الأموال الطائلة على نشرها بكثافة طيلة العقود الثلاثة الماضية ؟ وهل عندما نشروها كانوا لا يتوقعون أن يقرأها إلا أئمة المساجد وأساتذة الفقه؟ هل عندما منعوا كل كاتب غيور على دينه من ممارسة حق البحث والنقد الذي لا يطال والعياذ بالله الذات الإلهية ولا شخص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وإنما يطال أعمال البشر ونتاجهم ودوافعهم كانوا يجهلون ما ستؤول إليه الأمور الآن؟
هذه الأسئلة ستجيب عنها السنوات القادمة فإما أننا كأمة سنعبر إلى عصر العقل والضمير وإما سنظل في طريقنا إلى الهاوية.
بقلم: ياسر يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق