السبت، 23 يناير 2010

اسرائيل في السودان.. والخطر على مصر





بعد حرب الخليج والنزوح من العراق والكويت انقطع عمال سودانيين في الأردن وكانت اسرائيل تعاني أزمة في عمال البناء بعد الإنتفاضة ورفض الفلسطينيين القيام بهذا العمل فذهب حوالي 4-5 ألف سوداني لإسرائيل ولم يعودوا ... وفي التسعينات اختفى لاعب الهلال المشهور مجدي يونس ليظهر بعدها في اسرائيل كأشهر لاعب كرة قدم هناك
لكن الأمر أكبر من مجرد لاعب كرة قدم
متى بدأت العلاقات الإسرائيلية السودانية ؟




أثناء الخمسينات كانت الحركة الاتحادية تطالب بوحدة وادي النيل تحت التاج بالدعم والإشراف المباشر من الأجهزة المصرية في نوفمبر 1953م بينما  كان حزب الأمة يدعو للإنفصال عن مصر مع الحفاظ بعلاقات خاصة مع بريطانيا
وبعد مجيئ اسماعيل الأزهري أول رئيس لوزراء السودان شعر حزب الأمة بالهزيمة فقامت قيادته  بالبحث عن دعم خارجي وفي صيف 1954م توجه وفد من قيادة حزب الأمة إلى لندن للحصول على دعم بريطاني وهناك كان اللقاء بين حزب الأمة والموساد  .
ما حدث هو ان الصديق المهدي عندما وصل الى لندن كان يبحث عن دعم بريطاني ولو في صورة قرض مالي يساعد الحزب على زعزعة اركان حكم رئيس الوزراء إسماعيل الأزهرة ورغم حاجة بريطانيا لعمل اي شئ لتقليص النفوذ المصري في السودان لكنها كانت غير مقتنعة بقدرة المهدى على ذلك فأحجمت عن القيام بأي دور في ذلك
إلتقى المهدي بأحد أقربائه من بعيد وهومحمد عمر  وهو من واد نوباوي تربطه صلة دم  بآل المهدي تخرج في كلية غردون وتفرغ في منتصف الأربعينات للعمل السياسي والصحفي و اللذي وجد الحل لمشكلة حزب الأمة والمهدي فمالم ترض عنه بريطانيا كانت اسرائيل على استعداد للخوض فيه

في يوليو 1954م رتب محمد أحمد عمر لقاء بين مردخاي جازيت السكرتير الأول للسفارة الإسرائيلية بلندن والسيد  الصديق المهدي بعد أن حصل السفير الإسرائيلي الياهو الياس  على موافقة تل أبيب و تم اللقاء في فندق السافوي الشهير بوسط لندن واستمرت اللقاءات الأسرائيلية مع حزب الأمة بعد ذلك وتوجت في أغسطس 1957 باجتماع وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مائير وقتها(لم تكن قد اصبحت رئيسة وزراء بعد)  وعبد الله خليل رئيس وزراء السودان في فندق بلازا أثني في باريس
لكن العلاقات الإسرائيلية السودانية شهدت نكسة بعد انقلاب الجنرال  عبود في 1958م والعلاقات الحميمة التى تطورت بين مصر والسودان لكن العلاقات السودانية الاسرائيلية نشطت مرة أخرى في عام 1963م بازدياد نشاط الانفصاليون في الجنوب ونشطت وقتها أجهزة الأمن الإسرائيلية في تجنيد عدد من السودانيين للعمل فيها حتى اصبح رئيس وحدة استخبارات الشرق الأوسط في الموساد خلال الستينات سوداني اسمه الحركي محجوب ولعب دورا خطيرا في بناء شبكة الموساد في العراق وسوريا ولبنان .
المفاجأة كانت بعد النكسة المصرية في حرب 67 حيث ظهر السلاح المصري اللذي فقده الجيش المصري في يد جنود الانفصال في الجنوب(الأنانيا)  ثم أنشأت المخابرات الإسرائيلية محطة توريت المخابراتية واستضافت ثلاثين من ضباط الأنانيا للتدريب في اسرائيل وكان يوري لبوراني السفير الإسرائيلي هو من دبر لذلك
ولعل اهم اهداف اسرائيل من ذلك هو الاحتفاظ بورقة للتأثير على مصر ومياه النيل وللضغط على مصر عبر الحديث عن حصتها من مياه النيل طالما ترفض  مشروع قناة السلام الذي يفتح مياه النيل لتذهب لإسرائيل
حاليا لدى اسرائيل سفارة بالجنوب بجوبا ويقيمون بشكل دائم في عشرة غرف من فندق جوبا و يتحركون بحرية ويبيعون رخص التنقيب عن البترول هذا غير عملهم الإستخباري فالعلاقة بين اسرائيل والجنوب استراتيجية .



ولعل أثار ذلك بدأت تظهر علانية عندما يخرج احد كتاب السودان مهير محمد احمد ليطالب باستقدام اسرائيل لتكون حائلا ضد الجار الشمالي المتحفز للانطلاق على السودان وكان ذلك الطلب ضمن طلبات اخرى منها الاستفادة من تجربة اسرائيل الزراعية بينما يطالب خالد خليل البحر الباحث بكلية الاداب جامعة النيلين بإنشاء جماعة للصداقة الاسرائيلية السودانية مشددا على الاستفادة من التجربة والحماية الاسرائيلية
ما اود ان اقوله ان فنائنا الخلفي اصبح في خطر و حصة المياه اصبحت هي الاخرى في خطر فهل ترون هذه الأخطار؟


ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا