الخميس، 1 يوليو 2010

حكاية شعب حيبقى كويس


حكاية شعب حيبقى كويس
هل من الممكن أن تسامحنا الحكومة قبل رحيلنا على ما فعلنا بإعتباره شقاوة شعب
نحن لا نعرف أين نذهب لكننا ذاهبون وسنترك لكم الجمل بما حمل


قبل يوم واحد من خطاب الرئيس قرر الشعب أنه لا يستطيع تغيير الحكومة وأن الأسهل هو أن يتغير الشعب ، عند المساء ترك الشعب كله البلاد مهاجرا إلى حيث لا يعلم أحد تاركا البلد بالكامل للحكومة تفعل فيها ما تشاء
في الصباح وللمصادفة كان اليوم هو أحد الأيام التى يحتفل بها في البلد وكان من المعتاد أن يلقي رئيس الجمهورية خطابا في أحد الميادين وكانت المفاجأة أن قوات أمن ووزارات الدولة لم تجد الشعب ...نعم الشعب اختفي وأصبحت الدولة دون شعب ، حكومة وبوليس ولا شعب
لم يعدم وزراء الدولة حلا فقرروا أن يذيعوا الوصف التفصيلي لموكب الرئيس بمؤثراته الصوتية طيلة فترة تحرك الرئيس من قصره لمكان الخطاب كما قرروا أن يوجهوا الأضواء الساطعة تجاه المنصة حتى لا يري الرئيس الميدان خاويا ويشغلون المقاعد الأمامية ببعض رجال الأمن بالملابس المدنية
وقف الرئيس يلقي خطابه وفجأة ومن تحت المنصة التى يلقي من فوقها الخطاب صدرت أصوات بشرية وعلى الفور تحرك الأمن فأجلي الرئيس وهاجم القابعين أسفل المنصة وكانت المفاجأة أن مواطن وزوجته تزوجا ليلة قرار الشعب بالرحيل وقرروا أن تتم ليلة الدخلة في هذا المكان ثم يرحلون عند الفجر ولكن ونتيجة للمجهود الذي قام به الإثنان في ليلة الدخلة لم يستيقظا في الموعد إلى أن بدأ الرئيس يخطب


بالنسبة للحكومة كانت فرصة لا تعوض فالأمم المتحدة علمت أن الشعب ترك البلد وبالتالي فإن شروط الدولة تسقط عن هذا البلد فلابد لتحقق وجود الدولة من أرض وحكومة وشعب وهنا كان الضلع الثالث أو الشرط الثالث للدولة غير موجود
الحكومة وجدت في الرجل وزوجته ضالتهما فها هو الشعب ولكن المواطن وزوجته يريدون الرحيل ، بدأت حملة الإغراءات ، شقة في الإسكان الشعبي من وزارة الإسكان، فرح تشرف عليه وزارة الإعلام، مكان لأولادهم عندما ينجبون في المدارس ، وظيفة في أي حتة
لم يكن هناك مناص من القبول بالشروط
فجأة تكهرب الجو ، لجنة تفتيش من الأمم المتحدة قادمة في الطريق للتفتيش على الدولة وإثبات أنه لم يعد هناك شعب ومرة أخرى بدأت سلسلة الإغراءات....سيقوم المواطن وزوجته باداء أدوار كل الشعب ، سيظهرون أمام اللجنة بإعتبارهم فلاحين، أطباء، مهندسين، ناخبين ..كل شئ
قبل المواطن وزوجته وبدأت المسرحية تنطلي على لجنة الأمم المتحدة وقبل أن تهم اللجنة بالإنصراف قدمت الحكومة قطعة من أثار البلد للجنة الدولية وهنا لم يحتمل المواطن وزوجته الأمر فصرحوا بالحقيقة وفشلت المسرحية وأصبح على الوزراء والحكومة مواجهة رئيس الدولة وكان رد الوزراء عمليا جدا ، كل منهم قدم استقالته واتجه نحو المطار مهاجرا من البلد لينعم بالأموال التى جناها أثناء الحكم
في اللحظة الأخيرة وقبل أن يعلن زوال الدولة يعود الشعب في اللحظة الأخيرة مرددا عبارة تختم واقع الحال: الشعب هو الباقي
ما فات هو إبداع الكاتب محمود الطوخي الذي قدمه من خلال مسرحيته (حكاية شعب كويس) ونحن من بعده نقرر أن الرجل كان يري الغيب فلا مناص من هجرتنا جميعا ليس لأن الحكومة سيئة لا سمح الله ولا لأن نظيف منشغل بشهر العسل ولا لأن نصف الدولة في إعتصام والنصف الآخر يفكر في الإعتصام ولا لأن الجرائد أصبحت مناشف ولا لأن الشرطة أصبحت تقدم خدمة موتنى شكرا بكل حماس ولا لأن العيشة نار ولا لأن سجائر الفقير زادت النصف من باب قلة المزاج ولا لأن بطرس غالي مصر على أننا أغنياء
السبب الحقيفي لهجرتنا التى نحاول دون جدوى القيام بها أننا شعرنا بتأنيب الضمير لأننا شعب (مبيتمرش فيه) وإحنا (اللي مش عارفين نتحكم) ونحن اعتدنا على أن لا نري من الكوب إلا نصفه الفارغ
آخر طلب نطلبه من الحكومة قبل أن نرحل(خليهم هم قاعدين) أن تعفينا من ضرائب تذاكر الطيران والبحر وتتركنا لحال سبيلنا ونعدها بشرف الجميع أننا لن نعود فنحن لا نريد أن نعكر صفوهم ولا نزعجهم بمطالبنا التى لا تنتهي وسامحونا على كل اللي عملناه لأنها كانت مجرد (شقاوة شعب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق