الاثنين، 21 يونيو 2010

مقال تامر صلاح الدين الممنوع من النشر في جريدة الفجر


مقال تامر صلاح الدين الممنوع من النشر في جريدة الفجر
سبق صحفي في قضية خالد سعيد رفضته الفجر وتنشره مرفوع من الخدمة


جريدة الفجر إحدى الجرائد التى أحتفظ لها بمساحة غير منقوصة من إحترام يصبغه عليها قلم وتوجه عادل حمودة الذي أعلم أنه من أنصار التنوير ومنحاز دائما إلى جانب الحقيقة ،و عادل حمودة لمن لا يعلم كان جزء كتيبة روزاليوسف التى تصدت لجحافل الظلام الذي أرهب كل الصحفيين في فترة التسعينات تحت وقع حوادث الإغتيالات والتفجيرات
عادل حمودة عندما ترك روزاليوسف في ظروف نعلمها جيدا خلت روزاليوسف من كل ما يميزها وأصبحت (إحدى المجلات) بعد أن كانت درة المجلات لذلك يأتي العتاب متلازما مع طول قامة عادل حمودة
لماذا أقول ذلك:
أقول ذلك لأنه جمعتنى صدفة بالصديق الصحفي تامر صلاح الدين يوم الأربعاء ووجدته يحمل في جعبته جديدا حول قضية خالد سعيد
كعادته عندما يتعلق الأمر بقضية تقع في الإسكندرية تجد له دائما سبقا ومعرفة بكل التفاصيل فهو يمارس الصحافة بمنطق الهواية ويحقق قضاياه بمشرط جراح ويكتب مقالاته بمداد الحقيقة
أطلعنى علي مقالته التى تحمل سبقا في كل شئ حتى هذه اللحظة وأذن لي في الإحتفاظ بنسخة منها وانتظرت عدد الفجر لأجد مقالته المنتظرة مشوهة فارغة المضمون لا تحتاج لكتابتها لتحقيق بل كل ما بها معلومات يمكن جمعها عن طريق النت
اتصلت به عاتبا فوجدته في طريقه للقاهرة غاضبا يريد أن يعرف ما حدث وعندما عاد كان حزينا فقد سمح مدير التحرير أو شخص له سلطة داخل الفجر بالعبث بالمقال وكانت النتيجة أن جاءت المقالة مشوهة لا تستحق النشر
ولأننى مؤمن بحق الصحفي في النشر دون رقيب ولأنه حريص على مصداقيته قبل حرصه على راتبه نعيد نشر المقالة الأصلية التى حرم منها الجميع لغرض في نفس يعقوب
المقال منشور بنفس الخط المختلف عن الخط المتبع في موقعنا وببنط مختلف تماما ، تحديدا وجدت من المناسب أن أنشرها على طريقة: كوبي بيست حتى لا أتهم بالتدخل في المحتوى والحكم لكم
ملحوظة: ننشر تماما كما كتبت على ورق الدشت مع العناوين المقترحة المكتوبة بيد الصحفي

نص المقال


صديق القتيل يكشف للفجر كيفية حصوله على كليب المخدرات
لاعب كرة سابق ومرشد حالى سلم القتيل إلى الشرطة إنتقاما لفضح إدمانه ولصوصيته  وتعاونه مع المباحث
هيومن رايتس ووتش إنجلترا تطلب من شقيق المتوفى الإطلاع على نتائج التحقيقات وملابسات الوقائع
السفارة الأمريكية توقف تهديدات الداخلية لأسرة الضحية وقنصل امريكا فى الإسكندرية تطلب لقاء شقيقه
الطبيب الشرعى أمام المحامى العام : لم أعاين الجثة وكتبت فى تقريرى ما أملته على الداخلية فى التليفون
إختفاء جهازى موبايل وإستبدال ورقة بمئتى جنيه بأخى فئة نصف جنيه عقب مصرع الضحية
إغتصاب المحتجين فى قسم سيدى جابر وتلفيق قضية الإعتداء على رئيس مباحث المحكمة حتى لا يعرض المصابون على الطب الشرعى
المخبران قتلا خالد على طريقة فرق المصارعة الحرة ورفضا تدخل أطباء وجيران لإنقاذه

تامر صلاح الدين






فى فترة سابقة بلغ التضييق الأمنى على صحفيى الإسكندرية أشده ووقتها وجهت رسالة للمعنيين منهم بأمر الرأى العام ذكرت فيها انهم يدافعون عن الرأس ونحن ندافع عن الجسد هم يحمون النظام ونحن نأتمن أنفسنا على قضايا البسطاء لكن فى روح واحدة إسمها مصر وأضفت أن الحياة تحتمل إختلاف الرؤا .. لكن جاء مقتل خالد محمد سعيدمحمد صبحى قاسم ليفصل الرأس عن الجسد ويسقط هيبة الداخلية بعدما كانت هتافات المعارضين للنظام هتافات سياسية تطال الجميع فأصبحت بعد الحادث هتافات شخصية تطالب بإقتلاع الوزير من منصبه وتقديمه للمحاكمة مع زبانيته بل هدد نشطاء سياسيون بتدويل القضية وتقديم نماذج التعذيب المنهجى إلى الأمم المتحدة مطالبين بإنعقاد جمعيتها العمومية وإحالة ملفات الوحشية إلى النائب العام الدولى ليحاكم النظام المصرى مثلما حدث من قبل مع الرئيس السودانى عمر البشير .. خاصة وأن الحادث لم يذهب كغيره ادراج الرياح .. فالقتيل لحسن حظه تعيش كل عائلته فى الولايات المتحدة ويعمل أحد اشقاءه محاسبا فى جهاز أمنى هناك وهو ما أدى إلى إهتمام عالمى غير مسبوق من وسائل إعلام ومنظمات إنسانية دولية إضافة إلى إهتمام أمريكى شبه رسمى طلبت فيه برجييت ووكر مديرة المركز الثقافى الأمريكى أكثر من مرة لقاء مواطنها أحمد سعيد قاسم لتعرف منه كيف يمكن أن تساعده السفارة الأمريكية فى مطالبه خاصة وأنه كان يجب ان يعود لعمله فى الولايات المتحدة الإسبوع الماضى لكن غير مقتل شقيقه كل خططه .. إهتمت أيضا منظمة حقوق الإنسان البريطانية بالقضية إضافة إلى وكالات الأنباء العالمية الذين جاء مراسلوها إلى شارع مدحت سيف اليزل المعروف ببوباستس حيث وقعت الأحداث الدامية  لياخذوا شهادات حية من شهود عيان بعضهم تحدث وبعضهم رفض الحديث بدافع قال أنه وطنى.

كيف حصل القتيل على كليب المخدرات :

كان السؤال الأهم الذى حاولت معرفة إجابته هو لماذا ترصد مخبران من قسم سيدى جابر- ولا يشمل نطاق عملهما شارع بوباستس – القتيل وكانت الإجابة لأنه حصل على كليب يظهر خلاله ضابط مباحث وحوله مخبرون وأفراد شرطة بزى ملكى على مكتب الضابط وإلى جوار جهاز اللاسلكى وبين كل الطبنجات المعلقة فى خصورهم كان يوجد مغلفات سمراء مربعة بعضها فى صندوق وبعضها مرصوص فوق بعضه قيل أنها ضبطية مخدرات ظهر خلال الكليب "الباشا" يحصى نقودا كثيرة ويضعها فى جيبه وباقى الكليب معروف .. لكن كان أحد المخبرين الذين ظهروا فى الكليب معروفا للعامة فى شوارع سيدى جابر وفضحه الفيديو ، ومرة أخرى يأتى السؤال كيف حصل القتيل على هذا الفيديو ولماذا فى الأصل تم التصوير؟ الإجابة : بعض رجال الشرطة يصور هذه الكليبات ليتفاخر بين زملاءه بما صنعت يديه .. وكان القتيل خبيرا فى الكمبيوتر رغم أنه لم يكمل تعليمه وكان لديه برنامج بلوتوث هاكر إستطاع- وفقا لرواية أحد اصدقاءه لنا بموافقة شقيق القتيل – أن يدخل مصادفة  على موبايل المخبر محمود الفلاح الذى صور الكليب وحصل على نسخة منه .

دور المرشد "حشيش" فى مقتل خالد :
بالطبع إنتقل الكليب إلى الإنترنت وكان من الصعب أن تهتم الداخلية بمصدره لكن حادث سرقة بسيط مكن لاعب كرة سابق ومدمن مخدرات ومرشد حاليا من معرفة مصدر الكليب .. ووفقا لإجماع روايات الشهود واصدقاء القتيل فقد كان خالد قاسم يفتح باب بيته لكل معارفه فى المنطقة ومن بينهم هذا المرشد الذى غافل خالد وسرق منه ورقة بمائة دولار وبعدها بأيام إتصل المرشد بخالد فى الواحدة صباحا ليخبره أنه مقبوض عليه فى القسم طالبا منه أن يخبر اهله ليحاولوا إخراجه لكنه فى الخامسة صباحا عاد وطرق بنفسه باب خالد الذى حذر كل شباب المنطقة من "حشيش"بإعتباره لصا ومدمنا ومرشدا فى نفس الوقت فدبت بينهما قطيعة إستمرت عدة اسابيع ذهب بعدها حشيش وطرق باب خالد معتذرا له فإستقبله خالد بصدر رحب محاولا تحذيره من العمل مع البوليس وأطلعه وقتها على الكليب .. ووفقا لمنطق الأحداث قرر المرشد أن يكسب نقطة لدى ضابطه فأخبره بمصدر الكليب .
وقائع الترصد والوحشية :

تجمع روايات الشهود على عدة أشياء منها أن خالد قبل دقائق من مصرعه إلتقى شقيقه أحمد على طريق الكورنيش ووفقا لأحمد نفسه فقد أعطى القتيل ورقتين كل منهما بمئتى جنيه ونظارة غطس صعد بعدها خالد إلى شقته ونزل سريعا مرتديا نفس الملابس التى إلتقى بها شقيقه وكانت طاقم بحر عبارة عن شورت وتى شيرت وحذاءا خفيفا "سبدراى" أطبق خالد يده على ورقة بمئتى جنيه فى طريقه لشراء بعض الإحتياجات ودخل إلى أحد اصدقاءه فى سايبر ذى بابين حيث دخل خلفه مباشرة عوض ومحمود الفلاح المخبران فى قسم سيدى جابر ووفقا لحسن مصباح مالك السايبر فقد إنهالا عليه ضربا ورطما رأسه فى رف رخامى قبل أن يسحلاه فى الشارع ضاربين رأسه فى سيارات مصفوفة ليسحباه بعد ذلك إلى مدخل العقار المجاور للسايبر راطمين رأسه فى باب حديدى ثم فى درجة السلم الرخامية التى كسرت من وطأة الإصطدام ووفقا لصاحب السايبر فقد حاول إنقاذه لكنه وجد من يبعده قائلا أنهم يقومون بعملمها .. أما المدهش فهو عدم إستجابة أى فرد فى الشارع لصرخات الإستغاثة التى كان خالد يطلقها .. لقد توسل لجلاديه ان يتركوه وإستغاث بالمارة وبرواد مقهيين على الرصيف المقابل لكن لم تتوسل معه للمخبرين سوى زوجة بواب العقار وفتاة فى الثامنة عشر من عمرها وسيدة من ساكنات نفس العقار حذرن المخبرين من موته فأجابا " إحنا عايزين نموت إبن الوسخة ده" ووفقا لشهود عيان قال احدهم نصا أن المخبران كانا يشبهان فريق مصارعة زوجى إستفردا بخصم واحد كبله احدهما وضربه الآخر واضعين يديه خلف راسه بينما ظل أحدهما يضربه فى "زوره" وكأنه ينتزع حنجرته أثناء ذلك جاء طبيب وطالب فى الصيدلة اجرا كلا منهما محاولة إنقاذ للقتيل لكن المخبران نهراهما مدعيان أنه فاقد للوعى مهددين كل من سيتدخل بنفس المصير قبل ان يجرى أحدهما إتصالا بضابط فى القسم أرسل لهما بوكسا حملاه كالذبيحة فيها ثم عادا بعد دقائق بصحبة مأمور القسم ونائبه وعدد من ضباط المباحث وسحب المخبرون الجثة من البوكس وألقوه كقطعة طوب فى مدخل العمارة مرة أخرى كما جمعوا الموبايلات من المارة وهددوا الجميع بعدم الشهادة قائلين انه تاجر مخدرات حاول الفرار منهم بعدما إبتلع بضاعته فصدمته سيارة .. وبالطبع حملته الإسعاف بعد ممانعة لكن آليات الشرطة كانت أقوى من الواجب الإنسانى عقب ذلك أقامت قوة من المباحث فى الشارع مستمرون فى تهديدهم لشهود العيان .

أسنان ودماء ونصف جنيه فى مدخل العقار:

ووفقا لمصادر شاهدت الواقعة فقد تهشمت اسنان الضحية فى مدخل العقار وإنتشرت بقع من الدماء لم تكن غزيرة لكنها كانت واضحة إضافة إلى فردة الحذاء تملؤها دماء الضحية وورقة نقدية قال شاهد عيان أنها من فئة النصف جنيه كانت ملقاة على الأرض جمعها البواب ووضعها مع الحذاء فى بوكس الشرطة إلى جوار الجثة التى رفض الضباط تغطيتها بملاءة أحضرتها إحدى الجارات مصرا على أن القتيل مصاب بإغماء فقط .. لكن أصدقاء القتيل لم يجدوا جهازى المحمول الخاصان به كما لم يجدا المائتين جنيه التى كانت بحوزته .. فقرروا أن المخبرين إستوليا على النقود والهاتفين ووضعا مكانهم النصف جنيه .

شهادات أصدقاء وجيران الضحية :

وفى موقع الحادث وفى منزل الضحية إلتقت الفجر بجيران واصدقاء الضحية وكانت الملاحظة الهم التى اكدتها مصادر عائلية إنتماء الضحية ووالدته للطريقة الحمدية الشاذلية وحرصهما على أداء الصلوات فى مواعيدها وحضور الحضرات وعقدها احيانا فى المنزل كما يحمل عم الضحية الشريف الدكتور على محمد قاسم عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الطرح برشيد ما يفيد نسبهم للاشراف .. أما خالد نفسه فقد كانت حياته كلها تنحصر فى برمجة الكمبيوتر وأعمال الكهرباء والتفنن فى تزيين حجرته وشقته أما هواياته فتنحصر فى صيد الأسماك من البحر والسباحة كما كان يربى قطة وحيدة فضلا عن إهتمامه الشديد بأنواع شعبية من الموسيقى الغربية كان يسمعها مع أصدقاءه منها الهيب هاب والآر آند بى .. كما لم يكن جيرانه يشاهدونه كثيرا فاغلب تحركاته كانت تتم لشراء مستلزمات البيت فقط وبعد قضاءه مدة التجنيد فى مديرية أمن الإسكندرية كان فى إنتظار قرار موافقة السفارة الأمريكية على منحه تاشيرة الهجرة مثله مثل باقى إخوته وهم يحيى الأكبر 45 سنة والذى لم يتمكن من العودة من الولايات المتحدة وأحمد 40 سنة وشقيقتهم الزهراء .. اما الوالد فقد عمل فى عدة دول أوروبية وغصطحب معه ابناءه فى اسفاره وكانت أولى رحلات القتيل مع والده لأوروبا وهو فى الخامسة من عمره .. لكن توفى الوالد فى عام 1989 بعد ان وضع إبنيه الكبيرين على أول الطريق .

أحداث فى المشرحة :

هنا نذكر أن وفيق عامر المعد ببرنامج الحقيقة الذى يقدمه الزميل الكبير وائل الإبراشى كان أول العالمين بالحادث والذى تمكن من متابعة التفاصيل فى المشرحة ودخل فى مشادة حامية مع الطبيب المختص الذى لم يثبت فى تقريره أية إصابات ظاهرة ولأن شقيق خالد يحمل الجنسية الأمريكية رفضت المشرحة تسليمه الجثة بباسبوره الأجنبى فتسلمها ببطاقته الزميل وفيق .. ووفقا لمادة مصورة حصلت الفجر على نسخة منها فإن الإصابات التى لحقت بالقتيل تعددت بين كسر بالفك السفلى وتطاير أسنانه وكسر بالذراع وبالقدم إضافة إلى كدمات حمراء إنتشرت فى جسده فسرتها مصادر طبية بانها نتجت عن الضرب بعد الوفاة الذى تتحول فيه الكدمات إلى اللون الأحمر ولا تسبب زرقة حول مكان الإصابة كتلك الموجودة فى الجثة والتى نتجت عن الضرب قبل الوفاة .. وبسبب الصورة التى نشرها الزميل وفيق عامر فى جريدته والتى تصور بشاعة الوحشية التى تعرض لها القتيل فقد القت الشرطة القبض عليه وعرضته على النيابة العامة التى اخلت سبيله .

تفاوت حجم الضحية والجلادين :

ومن الوصف الظاهرى للشهود ولأصدقاء القتيل فقد كان وزنه قرابة ال65 كيلو جرام وطوله حوالى 174 سنتيميتر أى أن جسده كان نحيفا أما جلاديه واحدهما يدعى محمود الفلاح فيبلغ طوله قرابة ال185 سم ووزنه يقترب من ال100 كيلوجرام يتميز بجسد مفتول العضلات أما المخبر الاخر فكان أقصر فى القامة وصف بالإمتلاء الصحى وهو أيضا مفتول العضلات .

الزبانية يكررون تعذيب المتظاهرين :

بالطبع خرج الأمر عن السيطرة وإشتعل الغضب فى نفوس اصدقاء وجيران القتيل الذين لم يشترك أحدهم من قبل فى مظاهرة أو وقفة إحتجاجية فذهبوا مع نشطاء حقوقيين وسياسيين للتظاهر أمام قسم سيدى جابر وفى البداية كانت قوات الأمن المركزى من القطاعات الريفية المميزة بزيها الأصفر على مقربة من القسم وبدى انها لن تتدخل طالما المتحتجون لم يهاجموا القسم ولم يلجأوا إلى العنف لكن الهتاف ضد وزير الداخلية وزبانية الوحشية اخرج الضباط عن شعورهم فخرجت بشكل مفاجئ قوات من القسم بالتزامن مع إطباق قوات الأمن المركزى على المتظاهرين الذين قبض على 19 فردا منهم بينهم الناشطة السكندرية الحقوقية الأشهر ماهينور المصرى التى جرجها الجنود من قدميها بعرض الشارع الذى يطلق عليه للمفارقة " طريق الحرية "حيث ضربت وكسرت نظارتها الطبية وهو نفس ما تعرضت له زميلات لها وفى القسم عصبت الشرطة أعين الجميع وربطت ايديهم خلف ظهورهم وتعرضوا لضرب مبرح إستمر بطول إحتجازهم لمدة 18 ساعة وسحبوا منهم  قبل ان يفرج عن بعضهم ويعرض خمسة منهم على النيابة العامة التى اخلت سبيلهم لكن رئيس مباحث المحكمة تحرش بالناشط حسن مصطفى وسحبه إلى مكتبه محررا ضده محضرا بالإعتداء على موظف عام اثناء تادية وظيفته ليعرض مرة اخرى على النيابة يوم الإثنين الماضى والتى أمرت بحبسه اربعة ايام على ذمة القضية ..وهى نفس النيابة التى اصدرت امرها بعرض كل المحتجزين فى قسم سيدى جابر على الطب الشرعى لإثبات وقائع التعذيب التى وصلت إلى حد التحرش الجنسى وهتك عرض عدد من الشباب وهو ما أقروا به فى القضية رقم 7689 إدارى سيدى جابر لسنة 2010 التى إتهمتهم فيها الشرطة بالتظاهر ومحاولة إقتحام قسم سيدى جابر وحررت ضد كل منهم مذكرة من عشرين صفحة وفى النيابة وإعترف الناشطون بتحرش المخبرين ببعضهم أمام ضباط مباحث القسم فضلا عن وضع احد المخبرين إصبعه فى دبر عدد منهم بوحشية أدت إلى إصابات كثيرة فى هذه المنطقة الحساسة .

تدخل غير مباشر للسفارة الأمريكية :

ووفقا لأحمد سعيد قاسم شقيق القتيل فقد تعرض لمكالمات تليفونية غاضبة ومنذرة من ضباط الشرطة تطالبه بسرعة إستلام جثة شقيقه ودفنها وعدم تصعيد الأمر وهو ما إعتبره أحمد تهديدا مباشرا له وكمواطن أمريكى إتصل بالخط الساخن للسفارة الأمريكية بالقاهرة  كما قام بالإتصال بأحد المسئولين فى واشنطن الذى حث السفارة على التدخل بعدها توقفت التهديدات تماما قبل أن يتسلم الجثة ويقوم بدفنها كما هاتفته إحدى مسئولات الإتصال بالمركز الثقافى الأمريكى بالإسكندرية لتخبره بترحيب القنصلة الأمريكية برجييت وكر بلقاءه فى أى مكان عام لتطلع على الموقف فى محاولة لمساعدته وبالفعل إنتظرته المسئولة لأكثر من أربع ساعات فى تريانون بمحطة الرمل لكنه لم يتمكن من الذهاب إليها بسبب التحقيقات التى طلب منه خلالها إغلاق التليفون .

إستخراج الجثة وإعادة التشريح :

ونظرا لبيان الداخلية حول الحادث وتقرير الطب الشرعى المبدئى الذى لم يثبت حتى الإصابات الظاهرة بجسد القتيل فقد طلبت أسرة الضحية إعادة إستخراج الجثة وتشريحها بمعرفة لجنة ثلاثية من القاهرة يرأسها كبير الاطباء الشرعيين كما طالب شقيقه أحمد بعمل اشعة لكامل الجسد لإثبات الكسور التى تعرض لها جراء وحشية المخبرين فضلا عن عينات من الرئتين والكبد لإثبات عدم تناوله لأية مخدرات .

الأوراق الثبوتية للضحية تكذب الداخلية :

وكالعادة فى حوادث الموت الوحشى الذى يسببه بعض ضباط الداخلية صدر بيان يؤكد أن القتيل هارب من تنفيذ أحكام ومتهم فى أربعة قضايا فضلا عن تهربه من أداء الخدمة العسكرية إضافة لكونه عاطل عن العمل لكن لم يلتفت صناع البيان إلى البطاقة الضريبية وإلى السجل التجارى بإعتباره صاحب شركة إستيراد وتصدير وإلى شهادة الجيش التى اظهرت أداء القتيل للخدمة العسكرية فى مديرية أمن الإسكندرية بإعتباره لم يكمل تعليمه وإن كان يجيد اللغة الإنجليزية التى تعلمها فى الولايات المتحدة التى اقام بها مع إخوته لأكثر من سنتين أما المفارقة التى تفتضح كذب البيان فهو جواز سفر القتيل المستخرج فى 16 أغسطس 2009 والذى يتطلب فيش وتشبيه يوضح الحالة الجنائية .. فاين هى الأحكام التى تتحدث عنها الداخلية حتى ولو صدرت ضده اثناء خدمة أداء الواجب الوطنى؟

رئيس نيابة الإستئناف يطمئن الشهود فى الشارع :
حساسية القضية وملاابساتها دفعت بها إلى نيابة الإستئناف التىيباشر تحقيقاتهاالمستشار ياسر الرفاعى المحامى العام الأول ويباشرها المستشار أحمد عمر والذى إصطحب معه إثنين من وكلاء النيابة وإثنين من سكرتارية التحقيق بدون إخطار قسم سيدى جابر أو طلب حراسة الشرطة ضمانا لحيدة توثيق الشهادات وفى موقع الحادث طمأن رئيس النيابة سكان العقارات أنه جاء للمعاينة وسماع أقوال الشهود وأنه لا يحتاج أية إثبات لشخصية الشاهد لأنه يريد فقط معرفة الحقيقة .. وقد أصيبت إحدى الشاهدات بإنهيار أعقبه إغماء أثناء الإدلاء بشهادتها  ووفقا للمصادر القانونية فإن محاموا الضحية وناشطوا المنظمات الحقوقية يطالبون فى أوراقهم  رسمية بإيقاف ومحاكمة المخبران محمود صبرى محمود وعوض إسماعيل سليمان بتهم القتل العمد وكذلك إيقاف ومحاكمة الرائد أحمد عثمان والمقدم عماد عبد الظاهر ضابطى مباحث قسم سيدى جابر بتهم التواطؤ والإشتراك فى جريمة قتل .

مفارقة ينفيها شقيق القتيل :
نفى احمد قاسم شقيق خالد قتيل قسم سيدى جابر كل التصريحات التى نسبتها وسائل الإعلام لوالدة القتيل مؤكدا عدم قدرتها على الكلام من تأثير الصدمة التى اصابتها بمقتل اصغر أبنائها على بعد خطوات منها وأضاف أنها فى أثناء التحقيقات إستخدمت الإشارة لتوضيح شهادتها مؤكدا أن حالتها لا تسمح بالكلام ولافتا إلى أنها لم تعد تقيم بشقتها بكليوباترا وان كل ما جاء على لسانها هو محض إفتراء لم يبدر منها فيه ولو حرف واحد
سبب منطقى أخير لتستر الداخلية على مخبريها:
ظل السؤال حائرا لا يملك أحد إجابته رغم أن الحقيقة تحمل الإجابة البسيطة والمنطقية ووفقا لمصدر عائلى من أسرة القتيل فإن إقرار الداخلية بالجريمة وتقديم المخبرين إلى العدالة سيؤدى بالضرورة إلى فضح ممارسات الشرطة ضد المتهمين وإلى كشف حقائق كثيرة لتجاوزات تبدأ بإعادة تدوال ضبطيات المخدرات لصالح بعض الضباط ولا تنتهى بإنتهاك الحرمات والوحشية وترويع الآمنين وقتل المواطنين فى الطريق العام 

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا جزيلا لكم علىنشر هذا المقال الاكثر من رائع وشكرا للصحفي المتميز بحريته المرفوعة رأسه أتمنى لكم المزيد من التقدم والحرية ولمصرنا الغالية النصر على أمنائها الاعداء......

    ردحذف