السبت، 26 يونيو 2010

صحافة المخبرين التى نستخدمها قراطيس لتعبئة اللب والفلافل


صحافة المخبرين التى نستخدمها قراطيس لتعبئة اللب والفلافل
هذه الجرائد تتبع وصفة صحفية هي مزيج من الشرشحة وفرش الملاية
سؤال للقراء : هل عرفت اسم هذه الصحيفة؟


منذ زمن طويل إعتاد المصريون أن يتعاملوا مع ما تنشره الصحف بإعتباره (كلام جرايد) وكان ذلك ميراثا مترسبا في الوعي المصري نتيجة تدخل الثورة المصرية في كل ما تكتب الجرائد فأصبحت باهتة سخيفة تتناول كلها موضوع واحد بالأمر المباشر لا يهمها التوزيع ومعدلاته ففي النهاية لم تعد هناك شركات تعلن في هذه الجرائد لأن مصر أممت الشركات وأصبحت كلها قطاع عام ترسل إعلاناتها وفقا لأهواء الأجهزة الأمنية وبالتالي فكل رؤساء التحرير لم يكن يهمهم القارئ ولا معدل التوزيع بقدر ما يهمهم (ولي نعمتهم)
كنا نظن أن الأمر شهد بعض الأختلاف خاصة بعد أن أصبحت في مصر صحافة مستقلة وصحافة فضائح وصحافة صفراء لكن يبدو أن شيئا لم يتغير
إحدي الجرائد التى تدين بالفضل في وجودها لثورة يوليو لم تحاول ولو من باب ذر الرماد في العيون أن تنافس على التوزيع أو تحسن من شكل الإخراج الصحفي المنتمى إلى عصر الديناصورات


 ولم يحاول أحد من العاملين فيها تجديد شباب الجريدة التى لا يمكن وصفها بصحيفة غراء بقدر ما يمكن وصفها بصحيفة شمطاء وفي النهاية لم يتورع القائمون على هذه الجريدة على الكذب الصريح بكل الطرق في كل المناسبات وهو كذب مباح لسبب بسيط أن لا أحد يقرأها ومصيرها دائما أن تستخدم كقراطيس للب والطرشي و الفلافل المصنوعة بزيت السيارات
الجريدة التى أتحدث عنها ولن اذكر اسمها بل سأتركه لفطنتكم بدت في قضية خالد سعيد ملكية أكثر من الملك فأطلقت عليه شهيد البانجو متبعة وصفة صحفية تتسم بالشرشحة وفرش الملاية وهو شئ منتظر نظرا للأصول التى جاء منها القائمين عليها ثم عندما انضم البرادعي الى موجة الغضب التى تجتاح الإسكندرية ومصر كلها حزنا على خالد سعيد رغم تحفظنا على البرادعي وكل من حاول ركوب موجة خالد سعيد إلا أنه يجب الإعتراف بأنه كان هناك تحرك وكان هناك متظاهرون ومتعاطفون في الشارع وأن الأمن كان موجودا لتأمين وتحجيم ناس موجودون على أرض الواقع لكن الجريدة التى يتسم أدائها بالفبركة لا تري ولا تسمع فكل من حضر مسيرات الإسكندرية وصلاة جامع سيدي جابر 100 مواطن والمظاهرات لم ينضم لها سوى 400 متظاهر واعتبرت أن هذا حجم البرادعي على الأرض وحجم المعترضين على تعذيب خالد سعيد على طريقة : هو كده وأحنا اللي مبنعرفش نشوف
عندما تمارس الصحافة وفقا لهذا المنطق فنحن لسنا أمام صحافة تحترم بل مجرد مطبوعة تخرج كل يوم للقراء على طريقة (تسليم العهدة ) فهناك حصة ورق يجب أن تستهلك وهناك اعلانات يجب أن تنشر وهناك كلمات يجب أن تقال كي يبقى رئيس التحرير في مقعده والسلام ختام

بمنتهى الصراحة أنا لا أتذكر أسماء رؤساء التحرير هذه الأيام للصحف غير المستقلة ليس بسبب ضعف ذاكرتي ولا لأننى غير متابع ولكن ببساطة لأن هذه الجرائد تعتمد على نسبة الدشت العائد أكثر مما تعتمد على التوزيع وكتابات وتوجهات رؤساء التحرير هؤلاء لا يمكن أن تفهم منها شيئا سوى أنها مجرد إعلان ولاء يتجدد كل صباح
هل عرفتم اسم الصحيفة المعنية أم أن هناك تشابه كبير في هذه النوعية من الصحف يجعلك تحتار أيهم ينطبق عليهم الوصف المذكور؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق