الاثنين، 21 يونيو 2010

من ينزع الفتيل قبل أن يلتهمنا الإنفجار


من ينزع الفتيل قبل أن يلتهمنا الإنفجار
نداء عاجل نوجهه لمبارك الأب ومبارك الإبن ...أنقذوا هذا البلد فلن ينقذه غيركما


هل يمكن أن ينكر عاقل أن هناك فتيلا موصولا بقنبلة يلف مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها وهذا الفتيل لا نعرف متى ينفجر وكيف يمكن نزعه؟
نعم هناك فتيل مشتعل يمسك بكل مصر التى لولا تاريخ مديد جمع هذا الشعب وجذور تمتد لآلاف السنين لكانت روائح حرائق الإنفجار الكبير قد تطايرت في الجو لكن مازال هناك بقية من وقت وبقية من صبر وقليل من الأمل
مصر تتشاجر مع نفسها ..نعم هذا ما يمكن أن تراه عين أي زائر يصل إلى مطار القاهرة أو أي مطار غيره هذه الأيام، القضاة والمحامون معركة لا تنتهي تشبه معارك وحروب دول أفريقيا المنسية التى تمتد سنوات طويلة دون أن تغير من واقع الأمر على الأرض شيئا ، لا كيلومترات تكسبها دولة ولا نفوذ تخسره دولة أخري ...فقط حرب منسية لا تنتهي فيها معركة العض على الأصابع إلا عندما تتورم أصابع المتحاربين و تعلو أصوات الألم
معتصمي مجلس الشعب لم تنته في الواقع ، فقط نقل المعتصمون إعتصاماتهم من مكان إلى آخر والبعض أجل أو جمد إعتصامه إلى حين ..اجازة من الإعتصام

المعارضة والحزب الوطنى حرب من نوع آخر كل شئ مسموح به في هذه المعركة التى تدار بدهاء الثعالب وقوة الأسود وتوحش النمور وفي السياسة دائما كل شئ مباح ، التحالف بين أحزاب يفترض أنها ليبرالية وقوى ظلامية بحكم النشأة والمحتوى الفكري ، تقارب بين جماعات نشأت بمحض الصدفة مثل كفاية وهابط جديد على السياسة المصرية مثل البرادعي ، توافق بين أيمن نور بكل تاريخه الغامض وحمدين صباحي المغرق في الناصرية ، شجار على رئاسة حزب لا أرضية له مثل حزب الغد أو حرب على رئاسة حزب أصبح على الأقل لا يعكس الإسم الذي يحمله مثل حزب الوفد، محاولة للتنفس من تحت الماء لحزب التجمع يقابلها محاولة لتذكير الناس بأن هناك حزب يحمل إسما ما مثل أحزاب كثيرة لا يعرف القاطنون في نفس العمارة التى يشغل الحزب أحد طوابقها أن هناك حزب بهذا الإسم كما هو الحال في حزب مثل الأحرار ، أيضا محاولات غير مفهومة لإحياء أحزاب ماتت قبل أن تولد مثل مصر الفتاة وغيرها
لكن القاسم المشترك هو محاولات وأوهام القفز على حكم مصر من منطلق (نجرب مش حنخسر حاجة)
أيضا حالة الإحتقان بين الشرطة والشعب وهي حالة مزمنة تحولت إلى قتيل هو خالد سعيد ثم تحولت إلى عويل وبكاء ومظاهرات جديدة في نوعها وأهدافها وطرق التعبئة لها وإصرار من الشرطة على براءة 2 مخبرين وضابط كلف مصر مزيدا من الإحتقان ومزيدا من توهج فتيل القنبلة
بالفعل هناك حالة من حالات الغليان والشجار الداخلي لا نعلم إلى ماذا تصل رغم أن كل هذه الأحداث يصدق فيها تماما القول: معظم النار من مستصغر الشرر
نراجع الأحداث لنري أن كلها بدأت بدايات صغيرة كان من الممكن إحتوائها لكنها تطورت بسرعة لا مبرر لها سوى سوء التعامل معها لتضع مصر على حافة الهاوية
وكيل نيابة تشاجر مع محامي ، الخبر قد يكون معتادا وسط مرتادي المحاكم لكن الأمر تطور إلى صفعة على الوجه ثم تجمهر ثم إصرار على أن وكيل النيابة ليس مخطئا قابله إحتقان ثم تظاهر ثم شغب قوبل بتصلب أصاب شرايين العقول المتحكمة في الأزمة وكعادة الشرايين المصابة بالتصلب إنتهى الأمر إلى اصابة الحياة القضائية كلها بالشلل
كان يمكن أن يجري تحقيقا مرضيا في الأمر وإحتواء مناسب يجنبنا جميعا مزيدا من سخونة صيف هو ساخن بطبيعته ، ساخن بأحداثه ، ساخن بحكم العام الإنتخابي ...لكن لا أحد يتحرك في الإتجاه الصحيح
منتسبي جهاز أمنى في أسفل السلم الوظيفي مارسوا السلطة بفجور والتعالي بوحشية والأمن على طريقة آل كابوني وكان النتيجة مصرع شاب في عمر الزهور بميتة بشعة أدمت قلوب الجميع وبدلا من تحقيق وإيقاف للمتسبب صدر بيان هزيل لم يصمد أمام كثيرا مما عرضه المتعاطفون مع الشهيد وكانت النتيجة مزيدا من الإحتراق ومزيدا من السخونة ومزيدا من الإحتراق الداخلي
كان يكفي مجرد تحقيق يرضي أهل القتيل ويردع القاتل وأمثاله لكن أيضا شيئا لم يحدث

سلسلة الحرائق لا تنتهى وهذه المرة تأتي من داخل مجلس الوزراء فبينما يخرج المصريون من منازلهم كل صباح بحثا عن جنيهات قليلة تعجز كالمعتاد عن شراء كيلو لحم صالح للإستخدام الآدمي تفجرت الكارثة حول الوزير المغربي وبيع جزيرة آمون وإنسحب الأمر على مزيد من قطع الأرض وأصبح السؤال المشروع لماذا تم تعيينه من الأصل رغم إعتراض جهات أمنية ورقابية عليه منذ أن كان معاونا للوزير جرانة...مزيدا من الإحتراق ومزيدا من إشعال النار
لكن هل يمكن تدارك الأمر في هذه اللحظة؟
نجزم أن الأمر يمكن تداركه لكن ما يقع فيه الوزراء والمرؤسين وصغار الضباط والمخبرين في هذا البلد وما ينفخ من نار من قبل البعض في هذا البلد لا نجد له مطفئ في النهاية إلا من أعلى قيادة سياسية في هذا البلد ليصبح لزاما على رئيس الجمهورة أن يتدخل بنفسه في قضية جزيرة أمون لينقذ قطعة من أرض مصر كادت أن تطير كما يطير الدخان ، ويتدخل رئيس الجمهورية لينقذ أخطاء وزاراته مرة أخري ، أيضا لا حل لمشكلة القضاء والمحامين ولن يكون لها حل سوى بتدخل من رئيس الجمهورية في النهاية بعد أن فشل الطرفان في حلها ، وأيضا لن ينتهى الأمر في قضية شهيد الإسكندرية إلا عندما يصدر الرئيس أوامره التى دائما ما تجئ عادلة شافية ليصحح كثيرا من أخطاء لا تجد من يصححها حتى يتدخل
مصر بالفعل تجلس على نار متقدة وفتيل مشتعل يحيط برقبتها ولا منقذ لها سوى تدخل مباشر من الرجل الذي أصبح قدره تحمل أخطاء الجميع بداية من رئاسة الوزراء إلى المخبرين والجراية وإن كنت يحدوني الأمل أن يظهر جمال مبارك وهو وجه مقبول ومرغوب بشدة من فئة ليست قليلة من الشباب ، أن يتدخل جمال مبارك بصفته أمين السياسات أو بشخصه ليحل كثيرا من المشكلات التى أثق أنه قادرا بحنكة موروثة وأعصاب فولاذية تربي عليها لينزع فتيلا مشتعلا ويمد يده وسط النار ليطفئ لهب يكاد يلتهم مصر ...نداء عاجل نوجهه لمبارك الأب ومبارك الإبن ...أنقذوا هذا البلد فلن ينقذه غيركما

هناك تعليق واحد:

  1. بدات اصدئقك عندك حق هما الوحيدين ال هيحلوها بس معرفش هما مش بيسمعو ياعني زينا العشره مسا ومعتز وكده طيب ميدخلوة يارب تتحل انا بدات اخف علي حياتي في بلدي والله انا بقيت اخلي بالي لان ممكن حياتي تنتهي في اي لحظه مش عشان القدر اراد لا عشان الوزره الداخليه ارادت!

    ردحذف