الاثنين، 7 يونيو 2010

في قضية المصريين العاملين في إسرائيل : الكل مذنب والكل برئ


في قضية المصريين العاملين في إسرائيل : الكل مذنب والكل برئ
المعارضة المصرية يجب أن تتوقف عن محاولة إحراج الدولة
سؤال تبحث مصر كلها عن إجابة له : لماذا كتب علينا البحث عن وطن آخر


في حدود ما أعرف عن القانون والدستور المصري فإن الجنسية المصرية هي حق مكتسب للمصري بالمولد لأبوين مصريين وهذا الحق لا تمنحه إياه الدولة أو أي نظام لكنه حق لا يجوز منازعة المصري فيه وحالات سحب الجنسية من المصريين يحددها القانون حصرا ونصا وفي الأغلب الأعم تكون نتيجة قضايا يرفعها مصريون يطلبون فيها التنازل عن جنسياتهم المصرية ليس لأنهم خونة عملاء ولكن لأن هناك العديد من دول المهجر التى يرحل إليها المصريون طلبا للرزق أولا واخيرا لا تقبل بإزدواج الجنسية
الجديد هو ما مارسته المعارضة المصرية على مدي سنوات مستغلة ورقة المصريين العاملين في اسرائيل كورقة تشهرها في وجه الدولة وتكسب (أو بمعنى أدق تحاول أن تكسب لأنها لا تكسب أبدا) أرضية في الشارع المصري الذي يحاول نصفه الهجرة الى أمريكا والنصف الآخر يرسل بخطابات لكل من يعرفهم في الخليج طلبا لفرصة عمل ورحيل عن مصر التى ضاقت بسكانها


المصريون في إسرائيل لا أظن أنهم شذوذ عن هذه القاعدة ما لم نكن مصابين بالفصام السياسي فنقيم علاقات سلمية واقتصادية مع دولة ثم نتهم من يزورها أو يهاجر اليها بالعمالة والخيانة وباقي مصطلحات جوقة الناصريين
هناك حقوق للمصري على مصر في أي مكان بالعالم بما فيها اسرائيل وليس من حق أحد أن يحدد الى أين يرحل هذا المصري وأين يقيم خاصة اذا كنت لا تملك أن تمنحه البديل المناسب أما ما يقال عن عمالة هؤلاء للموساد الإسرائيلي فلا أظن أن الموساد الإسرائيلي بهذا الغباء الذي يجعله يعتمد على أشخاص مدانين حتى تثبت برائتهم في تلبية احتياجات الموساد ولو كان الموساد بمثل هذه العقلية فهنيئا لمصر نصرا ساحقا على هذا الجهاز الأمنى
رئيس الجالية المصرية في إسرائيل كان له رأي حول موضوع سحب الجنسية من المصريين المتزوجين من إسرائيليات أورده مرارا وتكرارا في ندوات ولقاءات وحتى عبر صحافة النت
ماذا قال شكري الشاذلي رئيس الجالية المصرية في إسرائيل
الرجل يري أن القضية كان يدفعها دفعا صحفيين مثل مصطفي بكرى إضافة الى دائرة شؤون المرأة في الجامعة العربية والإثنان لا حق لهما في ذلك
من جانبنا نقول أن ما يدفع به مصطفي بكري حق أصيل في إطار خوف نائب من نواب الشعب على بلده إذا كان القصد خالصا لكن ما تذهب إليه دائرة شؤون المرأة في الجامعة العربية فيجب ألا ينطبق على مصر فالجامعة العاجزة لا يجب أن تمارس أي دور يخص المصريين ولا بالنصح حتى
الشاذلي يراهن رهانا واضحا على أنه في حالة فتح باب الهجرة الى اسرائيل ستصطف صفوف من المصريين الذين يحاولون الهجرة الى اسرائيل
الشاذلي ينظر للحكم الصادر بإعتباره حكم سياسي وليس حكم قضائي
الشاذلي يحاول الرد على مقولات مصطفي بكري بأن المصريين في اسرائيل يمثلون خطرا على مصر قائلا:
على العكس فنحن نشكل خطراَ على الأمن القومي الإسرائيلي، نحن نثبت وجود العرب في البلاد، وهذا يدل على جهل المعارضة

كل ما يحدث أمر سخيف فليس شريطة أن يعيش مصري في اسرائيل أنه خائن وليس معنى أن يظل المواطن على ارض مصر معناه أنه وطنى مخلص لكن ما يحزننى فعلا أن مصر بعد أن كانت قبلة الأوربيين الذين يحجون إليها للعمل وطلبا للرزق والتى كانت إعلانات شواطئ اليونان تقول حرفيا: تمتع بشواطئ مصر بأسعار اليونان
أصبحت مصر عنصر طرد لسكانها ، لا يمكن لوم القاضي واتهامه بأنه يصدر حكما سياسيا فرئيس الدولة نفسه لا يملك سلطانا على القضاء لا هو ولا وزير العدل وقضاة مصر أثبتوا دائما أنهم منزهون عن الهوى ، كما لايمكن أن نلوم العاملين في اسرائيل الغاضبين من محاولة سحب الجنسية المصرية منهم ففي النهاية قدرهم أن يكون رزقهم خارج مصر سواء في اسرائيل أو غيرها ولا أظن أن كل المصريين في الخارج يعملون في دول صديقة لمصر بل كثير منها تتصيد لمصر الأخطاء واوضاع العمالة المصرية بها أسوء من السوء
أيضا لا يمكن لوم المعارضة المصرية اذا كانت معارضة بالمعنى المفهوم فمن حقها انتهاز أي فرصة لإثبات أنها موجودة
الواقع يقول أن ملف المصريين في اسرائيل هو في النهاية ملف أمنى تستطيع معالجته بحكمة أجهزة مصر الأمنية التى أثبتت دائما أنها قادرة على علاج مثل هذه الملفات بحكمة بعيدا عن شعارات المعارضة وتوريط القضاء المصري لكن ما يطرح نفسه واضحا جليا هو سؤال أبحث وتبحث مصر كلها معي عن حل له :
هل كتب على المصريين حمل حقيبتهم والبحث عن وطن آخر يستطيعون العيش فيه طلبا لمجرد الرزق ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق