الدعارة في مصر عبر التاريخ
حكام العرب أول من فرض الضرائب على الدعارة في مصر وسمح بها
أشهر ثلاث شوارع للدعارة في القاهرة
الحديث مهنة الدعارة في مصر حديث طويل لا ينتهى خاصة اذا نظرنا لها بإعتبارها أي جنس خارج منظومة الزواج وبهذا التعريف سنجد أن أولي الممارسات المسجلة تاريخيا كانت تتم وفق طقس دينى في المعابد المصرية القديمة فلم يكن جائزا شرعا أن تتزوج فتاة دون أن يفض بكارتها رجل غريب يتصادف دخوله معبدا للصلاة.. وليس من حق الفتاة مهما كانت مكانتها الاجتماعية أن ترفضه.. او ترفض ما يلقيه في حجرها من نقود.. فإذا ما فضت بكارتها عادت إلي أهلها لتزف علي زوجها وهذا يمثل أصل تاريخي للعادة المذكورة والملقبة (بالدخلة البلدي)
وبدخول العرب الى مصر انتشرت الدعارة بشكل لم يسبق له مثيل خاصة أن دخولهم ترافق مع عمليات اغتصاب واسعة وممارسات عنيفة في كل أوجه الحياة لكن تفشي ظاهرة الدعارة في مصر جاء متزامنا مع الضرائب الباهظة التي فرضها الملك عبد العزيز بالله عماد الدين أبو الفتح في أواخر القرن السادس الهجري الأمر الذي دفع بكثيرات لإحتراف الدعارة مع سوء الأحوال الإقتصادية إلا أن الملك عبد العزير وجدها فرصة سانحة لمزيد من الضرائب ففرض ضريبة علي بيوت الهوى سميت بالحقوق السلطانية والمعاملات الديوانية.
واستمر الحال على ذلك الى القرن السابع الميلادي حيث جري أول تسجيل للبغايا في مقر " الصوباشي ".. أو رئيس الشرطة وكان تحت سلطته أربعون رجلا يعرفون بـ " جاويشية باب اللوق " مهمتهم حصر الصبية والنسوة الذين يمارسون الدعارة لجمع الضرائب منهم وكان يستعين في ذلك بمجموعة من الجباة لهذا النوع من الضرائب أطلق عليهم اسم " شيوخ العرصات ".
ومع قدوم الفرنسيين الى مصر تدخلوا في هذا الجانب من الحياة المصرية بشئ من التنظيم
فحددوا للداعرات ملابس مميزة وعن طريقهم لم تعد بيوت الدعارة لممارسة الجنس فقط بل تطورت نوعيا الى تقديم الخمور والغناء والموسيقي وأصبح دخولها بتذكرة لا يعفي منها إلا من يحمل تصريحا مجانيا من السلطات الفرنسية.
وأول إلغاء لضريبة الدعارة كان على يد محمد على باشا عام 1837 ثم بدأ البغاء في الخضوع للتنظيم والتسجيل منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت العاهرات وحسب تعريفات هذه اللوائح فإن كلمة بغاء تعني بغاء الذكور أو الإناث أما الدعارة فتعني بغاء الإناث والفجور يعني بغاء الذكور والفسق هو ارتكاب افعال جنسية غير مشروعة.
وفي عام 1885 صدرت لائحة مكتب التفتيش علي النسوة العاهرات بقرار من ناظر الداخلية ( أو وزير الداخلية ) والتزمت البغايا طبقا للمادتين الثالثة والرابعة منها بتسجيل أسمائهن وإلا عوقبن لم يكن العقاب بسبب ممارسة البغاء وإنما بسبب عدم التسجيل أو الممارسة دون ترخيص وأعقب هذه اللائحة بعد التعديلات مثل صدور لائحة 1897 ولائحة 1905 وكانت هذه اخر لائحة الى أن ألغيت الدعارة رسميا
وعرفت بعض شوارع القاهرة بأنها تضم بين سكانها المومسات اللائي يعملن بالجنس لأي سبب سواء كان للمال أو للمتعة وكان بقاهرة المعز ثلاثة من أشهر الشوارع المعروفة بالجنس وفتيات الهوى الشهيرات، التى يتوافد عليها راغبي المتعة، ومن هذه الشوارع "عماد الدين"، الذي عرف عنه أنه شارع الفن وكان لشارع "محمد علي" نصيب هو الآخر من فتيات الهوى اللائي احترفن الجنس والرقص في نفس الوقت ولكن شارعي عماد الدين ومحمد علي لم يحصلا على نفس المستوى من الشهرة التي حظي بها شارع "كلوت بك" الذي اشتهر بعد ذلك بشارع البغاء لكثرة انتشار الممارسة الجنسية به ولوجود اللوكاندات التي كانت مكاناً لاستقبال الباحثين عن الجنس من الأقاليم
وفي أعقاب الاحتلال البريطاني لمصر، أصدرت وزارة الداخلية قانون شامل أجاز البغاء في مناطق معينة في عام 1905 وألزم النساء اللائي امتهن الدعارة والقيام بالخدمات الجنسية بإجراء فحص طبي إسبوعي واستمر ذلك حتى الغاء الدعارة عام 1949
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق