خالد مشعل ...النضال المدفوع مقدما
ملف مدعم بالوثائق عن حياة لاعب البورصة السياسية خالد مشعل
باع خالد مشعل الذي تجسس على البلد الذي منحه الجنسية، وايد غزو الكويت التي احتضنته هو واسرته 25 عاما، وعمل ضد مصر التي تؤازر شعب فلسطين حربا وسلما، وباع حلفاءه لبعضهم البعض مرشح لممارسة المزيد من ألاعيب البورصة السياسية
حتى لا تصبح التساؤلات التى نطرحها مجرد أسئلة في الهواء سنطرح أسئلة محددة نشك في أن يستطيع (المناضل) خالد مشعل الرد عليها:
من أين يقتات خالد مشعل واسرته؟ ما راتبه الذي تدفعه له حماس؟ ما الثمن الذي يوضع في حسابه من ايران وقطر والاخوان؟ ما القيمة النقدية لفاتورة اقامته وتأمينه في دمشق؟ هل تحاسبه عليها سورية؟ أم انها تقايضه بمواقف تخدم اهدافها وحلفاءها؟ من أين له بمليون ونصف المليون دولار هي تكاليف حفل زفاف ابنته فاطمة؟ كيف يحصل على البدل باهظة الثمن ذات الماركات العالمية التي يخفيها تحت الكوفية الفلسطينية التي تعبر عن النضال؟ لماذا وضع رجلا فوق الاخرى عندما قابل رئيس السودان عمر البشير، ولم يقدر على وضعها امام اقل مسؤول في طهران؟
زفاف «فاطمة مشعل»
في الوقت الذي كانت فيه غزة تحت الحصار منذ يناير الماضي، لا غذاء ولا مياه، لا دواء ولا حتى كهرباء وفي ذروة معاناة شعب غزة اقام خالد مشعل حفلا اسطوريا لزفاف ابنته فاطمة تكلف ملايين الدولارات، كان ذلك في اوائل ابريل الماضي، وتحديدا يوم 11 والموافق الجمعة، وهو الوقت الذي كان مشعل يوعز لأذنابه في غزة بأن يقوموا باجتياح معبر رفح بالدولارات المزيفة ليغطي على تكاليف تلك الحفلة.
زفت ابنته الى شاب سوري الجنسية، فلسطيني الاصل يدعى «طارق ارشيد» وهو رجل أعمال، وكان مقرراً ان يقام الحفل في قاعة للافراح تقع بين دمشق ومنطقة السيدة زينب، وفق ما كتب في الدعوة، غير ان المدعوين فوجئوا لدى وصولهم بسيارات تنتظرهم لتنقلهم الى مكان آخر لاعتبارات امنية، ولكن من هم هؤلاء المدعوون؟
حضر من القاهرة فهمي هويدي، ود.محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب، الذي حضر مندوبا عن المرشد مهدي عاكف، وقدم نيابة عنه مبلغا من المال على سبيل النقوط.. في حين ارسلت لـ «هويدي» مع بطاقة الدعوة تذاكر الطيران لدمشق، وحضر من سورية وزير الخارجية وليد المعلم، وسفير ايران احمد الموسوي، وسفير اندونيسيا وماليزيا وعدد من المسؤولين العسكريين والامنيين السوريين المتقاعدين، وكريّم راجح شيخ قراء الشام. ود.محمد راتب النابلسي، ود.حسام الدين فرفور ومحمد هشام الدين برهاني والنائب في مجلس الشعب السوري د.محمد حبش، والشيخ بكري طرابيشي.
وحضر من تونس راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، كما حضر قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها مثل «رمضان شلح» زعيم الجهاد الاسلامي و«ابو موسى» امين سر حركة فتح، و«خالد عبدالمجيد» امين عام جبهة النضال الشعبي، و«عربي عواد» الامين العام للحزب الشيوعي الثوري، و«ماهر الطاهر» مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج، و«طلال ناجي» الامين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقد تحول الحفل الى مهرجان خطابي، حيث اقيمت بعض الطقوس السياسية لهؤلاء الحاضرين على هامش حفل الزفاف، فتقدمت كلمة فلسطين كلمات الخطباء الذين كانوا يأكلون ما لذ وطاب، وغزة تئن من وطأة الحصار، وبداية وجه شقيق العريس كلمة شكر للمدعوين، وعلى رأسهم المعلم، وصولا الى كلمة شيخ المقرئين الذي تمنى على القادة العرب، ان يوحدوا كلمتهم كي ينتصروا على اسرائيل.
وبعد ما نبه مذيع المهرجان الخطابي الواقف على المنصة «رمضان شلح» بأن يختصر كلمة الفصائل الفلسطينية التي سيلقيها نيابة عنهم جميعا بان تكون في حدود خمس دقائق فقط، خصص شلح خطابه لكي يرحب ايضاً بالوزير المعلم في دياره قبل ان يعبر عن الامتنان لسورية لاستضافتها الفلسطينيين وتحملها للضغوط من جراء ذلك.
وبين خطاب وآخر كان المذيع يطلب من الحضور الوزراء والمسؤولين والسفراء وغيرهم، ان يكبروا كي تسمع غزة صوتهم.
اما خطاب مشعل فقال فيه: كون ابنتي فاطمة من لاجئي عام 67 «يقصد تاريخ هجرة عائلته»، وصهري طارق من لاجئي عام 48 «أيضاً يقصد تاريخ هجرة اهل العريس»، هذا يعني ان الشيء الطبيعي ان يتمكن ابن طارق وفاطمة من الذهاب الى اراضي 1948 لأن حق العودة «مقدس»
لكن من هو هذا (الخالد مشعل)؟
هو عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» منذ تأسيسه في عام 1996 واستمر في منصبه حتى استشهاد الشيخ أحمد ياسين في عام 2004 ليصبح هو رئيس المكتب السياسي، ولكن قبل ذلك وتحديدا منذ تخرجه في جامعة الكويت حيث كان يعيش مع أسرته هناك منذ عام 1967 حصل على شهادته الجامعية عام 1979 ليعمل مدرسا بالكويت أيضاً ويتزوج عام 1980 وهو الآن لديه سبعة أولاد ثلاث إناث وأربعة ذكور، واستمر مشعل بالكويت بعد تخرجه بعشر سنوات أي حتى عام 1990 عندما أيد غزو العراق للكويت، وهو الذي يعيش على أرضها. عند ذلك ذهب ليعيش في الأردن كونه حاصلاً على الجنسية الأردنية ولكن بعد محاولة اغتياله الفاشلة والتي على أثرها حقق الملك حسين صفقة مع إسرائيل لصالح الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وبعض المعتقلين الفلسطينيين. فإذا بـ«مشعل» يرد الجميل للبلد الذي منحه الجنسية، وكان ذلك عندما ذهب الى إيران في سبتمبر عام 1999 وعند عودته، اعتقلته الأردن حيث اكتشفت أنه يعمل لصالح ايران على أرضها. وقررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس على أرضها. وبعد ذلك أبعد الى قطر في نوفمبر 1999 ثم اختار الإقامة في دمشق مع التردد على الدوحة من حين لآخر.. ولعل هذا يفسر لنا أن تحالفه مع مثلث القلق «إيران - سورية - قطر» ليس وليد هذه الأيام، وأيضا أنه لم يحترم اي بلد سواء من منحه هو وأهله العيش بسلام مثل الكويت أو من منحه الجنسية وآواه بعد أن رفضته الدولة المضيفة؟! هذا جزء من تاريخ «مشعل أبو الوليد» الذي دائما ما يرتمي في حضن ايران ويعلن قبل اجتياح اسرائيل لـ«غزة» وضياع اكثر من ألف فلسطيني. ان «حماس» ستصعد هجماتها على أهداف إسرائيلية داخل فلسطين وخارجها. وذلك في حالة قيام إسرائيل بشن هجوم على دولة ايران التي تعد الحليف القوي للحركة في المنطقة. ليس هذا وحسب ولكن دفعت له ايران خمسين مليون دولار من اجل التحفظ على الجندي الإسرائيلي «شاليط» والذي هو ضمن اسباب اجتياحها لغزة وزيادة عدد القتلى الفلسطينيين المدنيين الأبرياء مقابل جندي يبلغ من العمر 19 سنة، أي أنه ليس لديه أدنى معلومات يمكن الاستفادة منها والتضحية بكل هذه الأرواح؟! ثم لماذا يروج «مشعل» بأن «جلعاد شاليط» في غزة؟ مع أن هذا مستبعد تماماً؟ فلماذا لا يكون «شاليط» في دمشق أو طهران أو حتى الدوحة؟!
مشعل وهنية ..الأفعى ذات الرأسين
ينظر «مشعل» الى «هنية» نظرة دونية، فهو يراه ذلك الرجل الذي انحدر من اسرة فقيرة للغاية، حتى إن كنيته هي «أبوالعبد» وهنية من مواليد عام 1963 بمخيم الشاطئ للاجئين، وهو ينتمي لعائلة هاجرت عام 1948 من قرية «الجورة» شمال غزة. وهي نفس قرية الشيخ أحمد ياسين. والذين يعيشون بالمخيم السابق جميعهم صيادون. وقد درس هنية في المدارس التابعة للمخيم وحصل على شهاداته جميعها حتى الجامعية من غزة. وهي دراسة في الجامعة الإسلامية ليصير مدرساً للغة العربية. وكان هنية محباً للرياضة، وقد تعرف عليه الشيخ ياسين في احدى المباريات الرياضية واحتضنه وجعله من الشباب المؤسس لحماس، وتدرج داخل الحركة، وقد اختاره الشيخ «ياسين» أن يعمل لديه ولم يتردد هنية وعمل مديراً لمكتب الشيخ وأمين أسراره، ولإعاقة الشيخ كان هنية يقوم بكثير من واجبات الشيخ الخارجية كزعيم للحركة، وما إن اختير «اسماعيل هنية» رئيساً للحكومة في عام 2006 حتى اصبح أول فلسطيني من الداخل يتولى هذا المنصب، وهو ما جعل حماس تختاره لأنها تعلم أن لديه عزوة كبيرة من اهله الذين من المفروض أنه عانى معاناتهم. ولكن «مشعل» كان له بالمرصاد، فقد جعله خيال مآته، ما إن يأخذ قرارا حتى يلغيه مشعل من دمشق. والأكثر أن كل الأمور على ارض الواقع كان يديرها مشعل في منفاه من واقع سيطرته على الجناح العسكري للحركة «كتائب القسام» لأنه هو الممول المالي لهم والمنسق مع المؤيدين والحلفاء اصحاب الأجندات الذين يستغلون حاجة هؤلاء للمال والسلاح. هذه القوة التي منحها الحلفاء لـ«مشعل» تعامل من خلالها بكنيته «أبوالوليد» مقابل كنية هنية «أبو العبد»، لأن أبو الوليد هو ابن الأسرة فوق المتوسطة والتي هاجرت وتركت ديارها عام 1967 متوجهة الى الكويت، ومع أنه من مواليد عام 1956 أي أنه يكبر هنية بـ7 سنوات، وأيضا هو من عاش في مستوى اقتصادي أحسن من «أبو العبد»، وقد حصل مشعل على بكالوريوس الفيزياء من جامعة الكويت وعمل بعد تخرجه مدرسا طوال تواجده بالكويت حتى غادرها مع ازمة الخليج الثانية عام 1991، المهم أن «أبو الوليد» أصر على التخلص من «ابو العبد» الذي كان بدوره مسيرا لأفعال «أبوالوليد» الممول، خاصة بعد حصار غزة، وبعد عام واحد من توليه منصب رئيس وزراء، لم يتركه «مشعل» يعمل فتدخل في كل الشؤون الداخلية والخارجية على السواء، وطلب من مؤيديه في كتائب القسام ان يخطفوا جنديا اسرائيليا هو «جلعاد شاليط» وأخذ يساوم باسم المقاومة، والأكثر من هذا انه كان الذيل المحرك لأفعال سورية وإيران. فأثار القلاقل على الحدود مع مصر، بواسطة صقور حماس والمعروفين باسم «كتائب القسام» فانهارت آخر ورقة لشعبية هنية في القطاع، وذلك عندما زج بحوالي 100 من النساء والشباب والأطفال من عناصر حماس في محاولة منهم لاجتياح معبر رفح والدخول الى الأراضي المصرية بالقوة، وعندما طلب القائمون على المعبر من المصريين الالتزام بالشكل المتبع في كل حدود العالم، جاء الحمساويون الموالون لـ«مشعل» وتخطوا كل مواثيق الجوار وتعدوا على منفذ رفح بالبلدوزر ليحدثوا ثغرة نفذوا منها بشكل همجي وفوضوي، كان ذلك في شهر مارس العام الماضي، ولكن لماذا تم اختيار هذا التوقيت؟ أجندة الأخ «ابو الوليد» كانت في ذلك الوقت تقوم بعقد ما يسمى بالمؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق تحت شعار «الحقوق الوطنية للفلسطينيين». وأعلنت حركة فتح والجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية وجبهات أخرى فلسطينية مقاطعتها للمؤتمر تعبيرا عن خشيتهم من ان يكون المؤتمر حاملا لفكرة تشكيل منظمة بديلة عن التحرير الفلسطينية، المهم أنه منذ هذه الاجتياحات وحمل الأجندات التي لا تعمل لمصلحة الفلسطينيين، ولكن لمصلحة دول بعينها هي «إيران - سورية - قطر». تراجعت شعبية «هنية أبو العبد» وتحكم في الموقف «خالد ابو الوليد»، ومن هنا قضى «مشعل» على كل الشخصيات المعضلة في حياته خاصة غريمه «هنية» الذي يرى أنه دون مستواه الاجتماعي والسياسي لتسدل الستار على نهاية «ابو العبد» ليظهر على السطح «ابوالوليد» مرفوعا على سيوف اعداء المنطقة واستقرارها.. وليذهب الجميع الى الجحيم. المهم ان يبقى «مشعل» يدير الصراع في منفاه بدمشق، وليس المهم أن يموت في غزة آلاف. فإنه لم يعش هذه المعاناة، لقد تركها وعمره حوالي 16 عاما عندما أكمل دراسته الابتدائية في قريته «سلواد» ليهاجر مع اسرته، ولا يعلم ماذا يعاني الفلسطينيون في الداخل
لماذا ننشر كل هذا الآن ؟
ببساطة لأن خالد مشعل سيمارس من جديد إحدى ألاعيب البورصة السياسية التى لا جيد غيرها لكننا لا ندري من سيبيع هذه المرة ولحساب من لكن حسب تسلسل الأحداث فخالد مشعل يحاول في هذه الفترة مقايضة الأمن المصري القومي لقاء بعض الدولارات يؤيده في ذلك اسماعيل هنية وحركة حماس التى تمارس ما كان يمارسه قراصنة البحار في العصور القديمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق