انتخبوا البرادعي مرشح الشباب الكول
نتذكر أجدادنا من المجاهدين السياسيين بمزيد من التقدير ليس لكونهم تزعموا المظاهرات ضد الإحتلال الإنجليزي فهم لم يكونوا قادرين بصورة أو بأخرى لا هم ولا عبد الناصر من إخراج انجلترا من مصر لولا تفاعلات الحرب العالمية الثانية ومطالبة أمريكا بحقها في زعامة العالم، ولا نحن نزيد في تقدير أجدادنا بسبب ما نادوا به أثناء مظاهراتهم فمنهم من خرج يهتف : تسقط الديمقراطية إبتغاء لرضى عبد الناصر وحكمه ، ولا نحن حتى نقدرهم بسبب هتافهم المستمر منذ بداية الثورة: حنحارب حنحارب ..لأننا مازلنا ندفع ثمن هتافهم المطالب بالحرب والإستجابة غير المفهومة من القيادة الناصرية
لا أقول أن السبب في تقديري لكل هؤلاء هو ما نادوا به ولا ما فعلوه فهم والحق يقال لم يقدموا لنا سوى فاتورة حساب وديون نشقى لدفعها دون طائل ولكن ما أقدره لهم أنهم تحملوا مشقة الذهاب لمكان المظاهرة أو الاجتماع أو (التنظيم) سواء كان ذلك بغرض التظاهر أو التناقش أو طباعة منشورات وغيرها
والذهاب وقتها إما أن يكون عبر الترام أو الاتوبيس أو التاكسي أو حتى السيارة لأثريائهم وهو جهد مالي وعضلى وعصبي لم يعد أحفادهم مضطرين للقيام به فما عليهم سوى ضغط عدة أزرار وولوج موقع الفيس بوك ثم إنشاء جروب ( تنظيم بلغة أهل زمان) وتوزيع المنشورات(تسمى حاليا بوست) والإعلان عن موقفهم الفكري( الستاتوس بلغة دولة الفيس بوك) ولهم بعد ذلك أن يطلبوا ما عن لهم من مطالب
وعبر تنظيم الفيس بوك بدأت المطالبة بالبرادعي رئيسا لمصر ، وكان اللافت للنظر أن المطالبة تأتي من أشخاص يبدوا إما انهم لم ينالوا حظا من التعليم أو أن التعليم لدينا أصبح متدهورا الى حد لا يطاق فأخطائهم الإملائية والنحوية وغيرها تملأ كتاباتهم كما أن سطحية نظرتهم لا تحتمل ولا تطاق ولكن وبإعتبار أننا نشهد العديد من العجائب فقد استجاب القدر مادام الفيس بوك أراد الحياة وأعلن البرادعي عن قدومه الميمون
عودة البرادعي شبهوها بعودة سعد زغلول رغم أنه في حدود معلوماتي فإن البرادعي موجود في عمله دون أن يبعد عن مصر كما أنه موجود في هذا العمل بتأييد مصري رسمي (وليس شعبي) ...ما علينا ، قرر البرادعي العودة فبدأت التنظيمات ..اقصد الجروبات على الفيس بوك تحشد المؤيدين لإستقباله وحسب ما ظهر من التكالب على التأييد ظننت أن طريق المطار سيغلق والقاهرة ستقضي يوما من أزحم أيامها ولكن تمخض الجبل فولد فأرا وذهب ألفي فرد لإستقبال البرادعي كان في مقدمتهم مجموعة من السياسيين ممن لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا (يوحد الله ) طوال حياتهم لكنهم ذهبوا ليكونوا موجودين في الزفة
والمجاهد القادم البرادعي لم يدخل مصر على حصان أبيض ولا حاملا سيفا ولا حتى وقف في طوابير الجوازات بل من قاعة كبار الزوار
ومن قاعة كبار الزوار الى مدينة الإنتاج الإعلامي ضيفا على برامج الفضائيات شارحا وجهة نظره في التغيير على مدار أسبوع كامل قضاه في مصر التى يغادرها عائدا الى فيينا بعد جولة سريعة يتناول خلالها الغداء في ألمانيا
لا أقول أن الشبكة العنكبوتية لا تفرز حراكا سياسيا فحملة أوباما للرئاسة دار جزء كبير منها على الفيس بوك وعلى المدونات الأمريكية بالفعل ولكن من شارك في العملية السياسية هناك لم يشارك من باب (التهييس) كما لم يكن الأمريكان المشاركين هم فئة ا(الشباب الكول) بل هم يستخدمون الفيس بوك والمدونات طلبا للإنتشار مثله مثل الجرائد والفضائيات ووفقا للغة تعرف هدفها تماما لكن لدينا الأمر يختلف ولا أجد دليلا على ذلك اكثر من أن اشهر مدونة مصرية لا يجد صاحبها غضاضة في تسويد صفحاتها بالألفاظا الخارجة بصفة مستمرة متخيلا أنه وفقا لهذا الطريق فهو(مجاهد)
هنيئا لكم جهادكم وفقا لمعاييركم وهنيئا لكم الرجل الذي تكلف مشقة السفر قادما إلى مصر باحثا عن تأييد مجاهدي الفيس بوك دون أن يري منهم سوي (الينك نيم) ولعلكم تنصبونه في النهاية رئيسا لجمهورية مصر على الفيس بوك لو فشلتم خلال بوستاتكم في تغيير الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق