الخميس، 14 يونيو 2012

نحن ننشر نص شهادة البلتاجي في موقعة الجمل


نحن ننشر نص شهادة البلتاجي في موقعة الجمل

قال محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، فى شهادته أمام محكمة جنايات القاهرة فى قضية «موقعة الجمل»، إنه كان متواجدا فى ميدان التحرير يومى الأربعاء والخميس 2 و3 فبراير 2011، وكان يخرج فى محيط الميدان، وأنه يوم الثلاثاء 1 فبراير تبين له أن النظام السابق كان يرتب لإخلاء ميدان التحرير بالقوة عقب خطاب الرئيس السابق حسنى مبارك مساء ذلك اليوم، وهو الخطاب الذى كان النظام السابق يراهن على أنه سيؤثر سلباً على معنويات المتظاهرين، وربما يشكل ضغطا على الرأى العام.. وعقب الخطاب توجهت مجموعات مختلفة إلى الميدان لإقناع المتظاهرين بإخلائه، ولم تقع أعمال عنف.


وأضاف «البلتاجى» فى جلسة الأربعاء التى تغيب عنها الداعية صفوت حجازى، للمرة الثانية: «صباح يوم الأربعاء 2 فبراير تلقيت اتصالات هاتفية من أشخاص غير معلومين لى، يؤكدون أن هناك تجمعات وحشوداً فى مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة يدعو لها أنصار النظام السابق ورجال أعمال للتحرك تجاه ميدان التحرير لإخراج المتظاهرين بالقوة. كانت التجمعات فى ميدان مصطفى محمود، وأسفل كوبرى 6 أكتوبر تجاه ميدان عبدالمنعم رياض، وشارعى طلعت حرب وقصر النيل، لكننى لم أشاهد أو أعاين هذه الأماكن، وكنت متواجداً أمام إحدى شركات السياحة بالقرب من شارع محمد محمود، وكانت هناك مجموعة من المتظاهرين فى مداخل ميدان عبدالمنعم رياض، لحماية التحرير، وجمع الأخبار والمعلومات».

وتابع «البلتاجى» إن الذين هاجموا الميدان مجموعات نظامية بينهم بلطجية تابعون للنظام السابق وحاولوا دخول الميدان، وفى الساعة 12 ظهرا وقعت اشتباكات بين البلطجية والمتظاهرين من جهة عبدالمنعم رياض ناحية المتحف المصرى، وكانت بحوزة البلطجية أدوات حديدية حسبما تردد فى الميدان، لكننى لم أشاهدها، وحاولوا إرهاب المتظاهرين، وبعدها وقعت اشتباكات أسفر عنها سقوط ضحايا، فقام المتظاهرون بتكسير الكتل الخرسانية لاستخدامها فى الدفاع عن أنفسهم ومنع دخول البلطجية، وبعدها حضرت مجموعة أخرى من ناحية عبدالمنعم رياض تركب الخيول والجمال، وكانت معهم قطع حديدية واقتحموا الميدان وحدثت حالة من الهرج والمرج، وتجمع شباب المتظاهرين وقاموا بمطاردتهم وأمسكوا بالبعض، وبعدها حضرت مجموعة أخرى من أعلى كوبرى 6 أكتوبر تصاحبهم سيارات تابعة لمؤسسات حكومية محملة بقطع سيراميك ورخام، استخدمها البلطجية للاعتداء على المتظاهرين، وطلبنا من سيارات الإسعاف الدخول لنقل المصابين، لكن لم تكن هناك استجابة، وتم نقلهم إلى المستشفيات».

وأشار «البلتاجى» إلى ورود معلومات عن إصابة بعض المتظاهرين بطلقات نارية، والساعة 2 ظهرا طلب منه أحد الأشخاص مقابلة أحد القيادات الأمنية داخل مكتب (سفير) للسفريات، وأنه دخل المكتب ومعه مجموعة من المتظاهرين والتقى الرجل الذى قدم نفسه بأنه اللواء عبدالفتاح من جهاز المخابرات العامة، وطلب منه إخلاء الميدان حقناً للدماء، وأبلغه بأن لديه معلومات مؤكدة عن وجود مجموعات من أنصار مبارك سوف تدخل الميدان للاشتباك مع المتظاهرين، وأن ذلك سيؤدى إلى حدوث دماء كثيرة، ولابد من إخلاء الميدان وفض التظاهر.

وأضاف «البلتاجى»: «قلت له يا سيادة اللواء كيف تسمحون لهؤلاء البلطجية بدخول الميدان، فقال لى إنهم مواطنون مصريون يريدون التعبير عن رأيهم للرئيس مبارك، فقلت له: وهل ضاق بهم ميدان مصطفى محمود؟! فلديهم كل ميادين مصر للتظاهر فيها ومن الممكن فتح استاد القاهرة فهو يستوعب الآلاف، فقال هم يريدون التعبير عن رأيهم بالتحرير مثلكم، ولا أستطيع منعهم، واستمر الحوار نحو ساعة، لكن اللواء استمر فى المكتب لساعات يتابع الأحداث أولا بأول، وقبل أن ينتهى اللقاء قلت له ما هو الضمان فى حالة عودة المتظاهرين إلى بيوتهم كى يصلوا سالمين بعد أن أحاط مؤيدو مبارك الميدان من جميع الجهات؟!، فقال نحن مسؤولون عن خروجكم سالمين دون أن يتعرض لكم أحد، فأنهيت الحوار قائلاً: شكراً سيادة اللواء، إذا كنتم تستطيعون تأمين خروجنا من الميدان سالمين فأنتم تستطيعون حمايتنا بداخله، وأنتم المسؤولون عن حدوث أى اعتداءات على المتظاهرين».

وتابع «البلتاجى»: «الساعة 8 مساء يوم 2 فبراير علمت أن وزير الصحة موجود بمستشفى قصر العينى، وأن أكثر من 15 سيارة إسعاف جديدة تحركت إلى شارع قصر العينى، وفى المساء شعرت أن هناك اعتداء أكبر سيقع على المتظاهرين بعد تجمع سيارات الإسعاف وكأنها تنتظر حدثاً، بالإضافة إلى إجبار وسائل الإعلام على الخروج من الميدان بالقوة لعدم تصوير ما سوف يحدث، واستمر إطلاق الرصاص من الساعة 8 مساء يوم 2 فبراير، على فترات متقطعة، وعلمت أن مصدرها من فوق كوبرى 6 أكتوبر، وترددت أقاويل عن أن هناك مجموعات مسلحة أعلى فندق هيلتون رمسيس، وأنها وراء إصابات المتظاهرين.

وفى صباح اليوم التالى اتصلت بقناة الجزيرة فى الدوحة وقلت إن الظواهر الموجودة أمامنا، وسيارات الإسعاف الموجودة فى شارع قصر العينى، وإخلاء الميدان من الإعلاميين، يؤكد أن هناك مجزرة أعد لها النظام السابق، وأناشد المجتمع الدولى وجميع طوائف الشعب التدخل لوقف هذه المجزرة، وفى الساعة السادسة فجراً سمعت أصوات إطلاق نار كثيف، وتوجهت إلى مصدر الصوت فوجدت المتظاهرين يحملون المصابين وشاهدت أحدهم توفى بطلق نارى.

وقال لى المتظاهرون إنه توفى بواسطة قناصة مدربين من خلال أسلحة بها أشعة ليزر، وعقب شعور المتظاهرين بأن النظام المجرم يقتل شعبه، أصبح الميدان على قلب رجل واحد ولم يستطع أحد التأثير على مشاعرنا سواء من خطاب مبارك، أو اللواء عمر سليمان، وصعد المتظاهرون إلى أعلى كوبرى 6 أكتوبر لتأمين الميدان من هجمات البلطجية، وتم نقل السواتر الحديدية من ميدان عبدالمنعم رياض إلى المتحف المصرى».

وواصل «البلتاجى» شهادته: «ظهر يوم الخميس 3 فبراير حضر إلى رجل مسن ملتحٍ، وأخبرنى بأن اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة العسكرية المركزية، يريد مقابلتى أمام بوابة المتحف، فأديت صلاة الظهر وبعدها حضر ذات الرجل وطلب منى مقابلة اللواء الروينى، وكان معى الدكتور عبدالجليل مصطفى، والدكتور محمد أبوالغار، وأبوالعز الحريرى، وتوجهنا للقاء الروينى، وفوجئت به يقول: ما الذى جاء بكم؟

فقلت له: حضرتك طلبت مقابلتنا، فقال: أنا طلبت مقابلة محمد البلتاجى فقط، فقلت له إذا أردت مقابلة أحد ممثلى الإخوان المسلمين، فأنا لا أمثلهم، وإذا كنت تريد الحديث فى شأن الميدان فنحن جميعا نشارك فى أى قرار يتعلق به، إلا أنه أصر على الحديث معى منفردا، لكننى رفضت وانصرفت مع من كان معى، لكنهم استشعروا الحرج وهم رموز سياسية كبيرة فطلبوا منى أن ألتقيه وأخبرهم بما تم فى اللقاء، وبالفعل التقيته فى حديقة المتحف، واستعرض الأحداث التى وقعت بالميدان منذ 25 يناير ساعة بساعة، وطالبنى بضرورة عودة المتظاهرين إلى الميدان، وترك كوبرى 6 أكتوبر، وإنزال شباب المتظاهرين من أعلى أسطح العقارات الموجودة أمام المتحف، فقلت له أنا لا أستطيع أو غيرى السيطرة عليهم لأنهم شاهدوا القتل بأعينهم ولم يجدوا أحداً من القوات المسلحة يحميهم، وبالتالى هم مضطرون لتأمين ظهورهم من أى اعتداء جديد، وأنهم اعتلوا الأماكن العالية لمشاهدة البلطجية القادمين، فقال: إن اللى حصل إمبارح مش هيحصل تانى)، فقلت له: إننا نفهم أن الذين هاجموا المتظاهرين بلطجية حضروا بقرار سياسى، وأن ما تم ترتيبه أمس أمر منظم ومعد من قبل القيادة السياسية، واستخدمت عناصرها الذين نفذوا الاعتداءات مع مجموعات أخرى، فقال: (قلت لك اللى حصل مش هيتكرر تانى، وإحنا فاهمين اللى حصل كويس، ولِم الـ.... بتوعك دول)، وطلب منى إنزال أحد الأشخاص المتواجدين أعلى أسطح العمارات، وطلب من أحد الجنود تصويب البندقية تجاهه دون إطلاق الرصاص عليه».

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا