الجمعة، 21 أكتوبر 2011

بالمستندات : أسامة هيكل وزير إعلام سلفي مارس التحريض على الأقباط قبل وأثناء وبعد الثورة


بالمستندات : أسامة هيكل وزير إعلام سلفي مارس التحريض على الأقباط قبل وأثناء وبعد الثورة
عدد من أعداد الوفد التى كان يرأس تحريرها أسامة هيكل الوزير السلفي للإعلام
لم يكن اسامة هيكل الدمياطى الذى ولد فى كفر سعد يتخيل يوما ان يكون وزيرا فهو خريج كلية العلوم ولم يكن له علاقة من قريب او بعيد بالاعلام او الصحافة ولم يضبط متلبسا ولو لمرة واحدة طوال دراسته الجامعية مندسا فى ندوة سياسية او منضما الى حزبا يمينيا او يساريا او مشاركا فى المظاهرات التى اشتعلت بها الجامعات المصرية بعد اغتيال الشهيد سليمان خاطر بطل مصر والعروبة الذى دافع عن تراب الوطن ضد الصهاينة كل من عرفه لم يذكر له يوما ان له اتجاهات سياسية تماما مثل الرئيس المخلوع مبارك وهو الامر الذى لا يقل غرابة عن غرائب نظام مبارك الذى يرمم نفسه كل يوم بعد قيام ثورة 25يناير التى قطعت للفساد بضع رؤوس قد اينعت الا ان باقى الرؤوس بدأت تنتقم للرؤس المقطوعة
اقصى ما كان يتخيله اسامة هيكل خريج كلية العلوم هو ان يصبح مدرس كيمياء فى مدرسة او موظف فى معمل تحاليل طبية طبقا لشهادة تخرجه الجامعية الا ان الصدفة وحدها كانت السبب فى عمله بالصحافة فى جريدة الوفد التى التحق فيها بقسم الاخبار فى نهاية الثمانينات وبعد فترة زمنية قليلة سافر المحرر العسكرى بالجريدة عادل العطار للخارج فى عام1991فينتهز اسامة هيكل الفرصة ويريح نفسه من عناء العمل الصحفى الحقيقى ليصبح مراسلا عسكريا ولم يعرف عنه طوال عمله اية"خبطات صحفية" مثل الاستاذ سيد عبدالعاطى الذى تسلق سور "السجن الحربى" ليزيل بجراته خوف المصريين من جحيم وراء الشمس ولم يفضح اتفاقية سرية مع الانجليز مثلما فعل مصطفى امين بل انه لم يكشف واقعة فساد واحدة طوال عشرين عاما هى مدة عمله الصحفى فى فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك ولم يكتب مقالا واحد ضد التوريث مثلما فعل الدكتور عبدالحليم قنديل ليكسر الخطوط الحمراء ويمهد بقلمه لثورة 25يناير ويبدو ان قضية واحدة فقط شغلت عقل وقلب اسامة هيكل وهى كراهية الاقباط واصبحت عقليته الطائفية هى محط تميزه الوحيد ويبدو ان المجلس العسكرى كان يحتاج لكفائة طائفية بامتياز يمكنها انجاز مهمة التحريض ضد مواطنين مصريين ابرياء فى مذبحة ماسبيرو التى راح ضحيتها 25انسان مساء الاحد الدامى والتحريض على المذابح القادمة طالما ان المجلس العسكرى شكر "الكفاءة الطائفية" التى يتمتع بها اسامة هيكل الذى دخل التاريخ من أوسع ابوابة كاول وزير اعلام طائفى تحريضى عنصرى


بدأ عام 2011 بتفجير كنيسة القديسين الدامى على ايدى التنظيم السرى للعادلى لتمرير التوريث عبر ارهاب المصريين وكانت تغطية جريدة الوفد لها تعبيرا صادقا عن حس وطنى نبيل ابان فترة رئاسة تحرير سعيد عبدالخالق الا ان دخوله العناية المركزة منعه من ممارسة مهامة كرئيس تحرير وهنا قام رئيس حزب الوفد السيد البدوى بدعوة صحفيوا الوفد للقاء لم يحدد ماهيته وفاجأ الحضور منهم بان عليهم انتخاب رئيس تحرير للاصدار اليومى للوفد رغم ان عدد الحضور لم يزيد عن ثمانين من مائة وثمانين صحفى بالجريدة واجريت الانتخابات على عجل وحصل اسامة هيكل على 36 صوت من مائة وثمانين ليصبح رئيس تحرير الوفد المنتخب الا ان شيئا ما جرى فقام السيد البدوى رئيس الحزب بتعيين سليمان جودة رئيس تحرير ايضا ليصبح هناك رئيسا تحرير للوفد اليومى وهو ما اثار دهشة عدد كبير من المراقبين
منذ بداية فبراير الماضى بدأت العقلية الطائفية تنعكس على عناوين الجريدة العريقة لتتناول الفاظ طائفية بامتياز ففى تغطية ازمة رفض عماد ميخائيل محافظا لقنا جاء عنوانها "الكنيسة تؤيد مطالب المسلمين بخلع محافظ قنا" ثم يزداد الامر اشتعالا فى ازمة حرق كنيسة امبابة اذ كان عنوان الجريدة الرئيسى "عبير سبب الفتنة:اسلمت ومازلت على ذمة زوجى المسيحى" ببنط احمر عريض يعرف اى مبتدأ للعمل الصحفى انه لا يوضع بهذا الشكل الا باصرار رئيس التحرير نفسه الذى افصح عن ذلك فى مقاله الذى حمل عنوان برىء هو "حتى لا تضيع مصر " ثم اورد داخله رسائل طائفية تلقى باللوم على الكنيسة وحدها حيث ذكر اسامة هيكل فى البداية انه لا يمكن ان تمر فتنة عبير فخرى الى اذهقت ارواحا واسالت دماءا واحرقت كنائس – محملا الفتاة وزر كل ما حدث فى عقلية اختزالية طائفية قبل ان يمر يوم واحد على التحقيق الذى تجرية النيابة العامة فيما حدث – ثم ذكر اربع روايات على لسان الفتاة تزكم فيها الانوف رائحة الطائفية حيث قال "انها منفصلة عن زوجها المسيحى وانها تزوجت مسلم بعده أو انها تتنتظر الانفصال عن زوجها المسيحى لتتزوج المسلم او انها اشهرت اسلامها فى الازهر وانها محتجزة فى الكنيسة منذ ذلك الوقت او ان الكنيسة تحاول اقناعها بالعودة للمسيحية" لم يسأل اسامة هيكل فى مقاله سؤالا واحدا عن من اطلق الرصاص على الابرياء ومن احرق كنيسة امبابة ولم يكلف نفسه عناء التحقق من تلك الروايات التى رددها عن قصد طائفى بل وجه كل الاتهام نحو الكنيسة التى قال عنها ان من حق المجتمع عليها ان تجيب على الاسئلة التالية التى اوردها مباشرة بعد رواياته عن عبير "هل يحق للكنيسة ان تحتجز شخصا وهل تعيش بمعزل عن المجتمع وهل تتعامل بالحكمة المطلوبة فى مثل هذه الاحداث " ليحول اسامة هيكل الكنيسة الى متهم مدان رغم انها التى وقع عليها العدوان وتم حرقها واصابة عدد من الاقباط بها ثم يقرر اسامة هيكل خطاة عندما اشار بالخطأ "على تصرفات بعض المتطرفين المسلمين الذين تظاهروا امام الكاتدرائية للمطالبة بتحرير كاميليا "وحمل الكنيسة عبىء استجلاء الحقيقة الملفت للنظر حقا ان اسامة هيكل اتهم فيما بعد الجاسوس الاسرائيلى "ايلان تشايم" بانه الذى أجج الفتنة الطائفية بالوعظ على منابر المساجد
استمرت عناوين اسامة هيكل فى التحريض ضد الاقباط المعتصمين امام ماسبيرو بعد حادث حرق كنيسة امبابة حيث كتب "شباب الاقباط يواصلون الاعتصام امام ماسبيرو وتحت نفس العنوان كتب استياء من دعوات التدخل الأجنبى فى شئون مصر "ليربط اى قارىء عادى بين اعتصام الاقباط والتدخل الاجنبى ليحرض على الاعتداء عليهم الذى حدث بالفعل من بلطجية كان معهم اسلحة واجهزة لاسلكى وبدلا من ان ينشر تحقيقا صحفيا يوضح للرأى العام ما حدث اسند حوادث الاعتداء على الاقباط الى "بائع شاى ومسجل خطر " ثم فى اليوم التالى مباشرة للاعتداء على الاقباط نشر اسامة هيكل محتوى طائفى بامتياز حيث كتب يوم 17مايو على الصفحة الاولى للوفد عنوان "بلاغ للمجلس العسكرى والحكومة والنائب العام.. أقباط اختطفوا رغدة وعذبوها ووشموا الصليب على يدها" ببنط أحمر عريض حيث كتب فى الصفحة الثالثة " فتاة مسلمة تروى للوفد مأساة اختطافها من امام ماسبيرو رغدة :اقباط اختطفونى ووشموا الصليب فى يدى واجبرونى على قراءة الترانيم" ليتحول الاقباط المعتصمون المعتدى عليهم الى وحوش كاسرة تخطف البنات المسلمات وبالتالى يبرر للراى العام الاعتداء عليهم امام ماسبيرو
وفقدت بذلك جريدة الوفد الليبرالية قيمها المهنية والليبرالية حيث استعملت الفاظا طائفية واستندت فى المحتوى المنشور على محضر لم ينتهى التحقيق فيه وعلى بنت قاصر لم تبلغ الثمانية عشر من عمرها ليتضح وبجلاء قصور العقلية الطائفية عن ادراك وفهم مفاهيم اساسية لمهنة العمل الصحفى تستند الى التحقق من روايات المصادر وخاصة فى قضية مهمة كتلك وعدم ابرازها بالفاظ طائفية على الصفحة الأولى اتقاءا لتأجيج الفتنة
لم يمر الأمر مرور الكرام اذ قامت السيدة منى حفيدة القيادى الوفدى مكرم عبيد بتجميد عضويتها فى حزب الوفد اعتراضا على ما وصفته "بالاثارة "فى نشر موضوع "رغدة" وتقدم ثلاثة من اعضاء حزب الوفد ببلاغ إلى المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام يتهمون فيه الدكتور السيد البدوى رئيس مجلس إدارة صحيفة الوفد وأسامة هيكل وسليمان جودة رئيسى التحرير والصحفى ياسر إبراهيم بالتحريض على "الانتقام من الأقباط وإثارة الفتنة الطائفية وتكدير السلم العام والزج بمصر نحو حرب أهلية "كما تقدم عدد من أعضاء الوفد بالفيوم باستقالات جماعية احتجاجاً على نشر موضوع رغدة واتهموا اسامة هيكل بإثارة الفتن الطائفية وتجاوز مبادئ الوفد
كان رد الطائفى اسامة هيكل متطرفا وغير علمى وغير موضوعى اذ كتب مقالابعنوان "دفاعا عن الوحدة الوطنية" اتهم فيه من انتقدوا نشر موضوع "رغدة " ومن بينهم منى مكرم عبيد بأنها "مزايدات انطلقت اما من متطرف او موتور" ليتهم حزب الوفد نفسه بانه يضم فى عضويته متطرفين وموتورين احدهم السيدة منى حفيدة القيادى الوفدى مكرم عبيد وبلغ تطرف اسامة هيكل مداه عندما اتهم فى نفس المقال عضوا منتخب بمجلس نقابة الصحفيين وصف نشر الموضوع بانه "جريمة مهنية وكلام مرسل" بانه "محترف نضال واقوال لكنه شحيح المعرفة بعالم الصحافة " ولا شك أن فى هذا اتهام واضح من اسامة هيكل للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بأنها انتخبت عضوا بمجلس النقابة "شحيح المعرفة بعالم الصحافة" حسب وصف اسامة هيكل وفى هذا تجاوز لأدنى حدود العقل والمنطق واحترام زملاء مهنة واحدة
وصلت طائفية اسامة هيكل الى الحد الذى اتهم فيه الاقباط بأنهم "انفصلوا وحددوا مطالب خاصة بعد ان كانوا شركاء متضامنين مع باقى المصريين فى ايام الثورة " واتهمهم ايضا "بانه كان بينهم من قطعوا كوبرى اكتوبر وطريقى المحور والاوتوستراد للضغط من أجل تحقيق مطالبهم " ليظهر الاقباط وكأنهم انتهازيين فى مقاله "الثورة بين الأمس واليوم" المدهش حقا انه وصف الشيخ السلفى محمد حسان "بالداعية الاسلامى الذى بذل جهدا كبيرا فى وأد الفتنة " فى نفس الوقت الذى وصف فيه "مايكل منير بانه متحدث رسمى باسم الاقباط " وطلب رد على سؤال "هل صمت المؤسسات الدينية هو تاييد أم رفض " رغم ان البابا شنودة كان يعالج فى الخارج فى ذلك الوقت الذى نشر فيه مقاله "عاصفة الزمر" فى 9مارس الماضى
المضحك المبكى ان اسامة هيكل كتب مقالا بعنوان "الاعلام الرسمى يحتاج ثورة"فى 30مارس الماضى قال فيه انه"لابد ان يتلقى الشعب خدمة اعلامية جيدة وأمينة مقابل الاموال التى تخصم من ضرائبه "وطالب" بسرعة تغيير الافكار حتى لا يتكرر هتاف المتظاهرين امام ماسبيرو "الاعلام الفاسد اهه "وهى جملة اعتبرها الطائفى اسامة هيكل" مزعجة ومؤلمة كانت تستوجب على من يديرون هذا المبنى – اللواء طارق المهدى وقتها- الاستقالة من تلقاء انفسهم لا ان يتمسكوا بمقاعدهم" يأتى ذلك من نفس الشخص الذى أدارا التحريض الطائفى ضد متظاهرين سلميين امام ماسبيرو مساء الاحد الدامى واذاع عنهم اخبارا كاذبة على الهواء مباشرة تراجع عنها فى اليوم التالى بعد انتهاء مهمة ذبح 25انسان مصرى ورغم ذلك لم يرمش له جفن ولم يتقدم باستقالته عندما سمع بنفسه هتاف المتظاهرين امام ماسبيرو مساء الخميس الماضى" الكذابين اهم" ولا شك ان "الكذب" كلمة أكثر خزيا وحزنا لاسامة هيكل خاصة وأن المتظاهرين اختاروا الاشارة باصابع الاتهام الى المبنى الذى يقع فيه مكتب وزير الاعلام اسامة هيكل الذى تولى موقع الوزارة فى حكومة وصفت انها "حكومة الثورة" مكافاة له على موقفه المعادى للثورة فى مقاله الذى كتبه يوم24يناير حيث قال فيه "ان مظاهرات 25يناير انقلاب على قيم وثوابت البطولة "وحذر "من استنساخ ثورة تونس فى مصرلأن هذا مفزع وخطير" وأكتفى وزير الاعلام بتشكيل لجنة تقييم اداء التليفزيون فى تغطية مذبحة ماسبيرو اطلق عليها هو صفة "محايدة" وهى صفة لا تمت لها باية صلة من قريب او بعيد لينفى عن نفسه رسميا تهمة" التحريض"ويكتفى بتسمية مقتل 25انسان مصرى بسبب بث اخبار كاذبة بانه "تجاوز".

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا