لهذه الأسباب هتفنا في إحتفالية خالد سعيد: مش عايزين الداخلية حنقضيها لجان شعبية
كان هذا الهتاف هو ما تردد بقوة أسفل منزل شهيد مصر خالد سعيد ولم يكن الهتاف مجرد فورة حماس لكنه كان تعبيرا عن واقع حال ربما كنا أكثر تأثرا ورصدا له من غيرنا لسبب بسيط أن كل شئ كان يدور أسفل شهيد مصر خالد سعيد حيث تحتدم المشاعر وتتذكر في لحظة واحدة أعظم سنة عاشتها مصر في هبتها ضد القهر وسطوة رجل الشرطة وإنحرافه وهي مشاعر تملك قوة على التسجيل والإستدعاء بأكثر مما يملكه عباقرة فن الأفلام التسجيلية ففي هذا المكان غير بعيد عن منزل خالد سعيد لقى مصرعه على يد إثنين من منتسبي أكثر وزارات مصر إنحرافا وأكثرها نهبا للمال العام والخاص وأكثرها كراهية بين جموع المصريين
كنا نظن أن اليوم قد اختلف عن الأمس لكن يبدو أن ضباط الداخلية لا علاج لهم من أمراضهم النفسية المزمنة وساديتهم الموروثة وإصرارهم على لعب دور المماليك في مملكة مضى زمنها لكنهم وحتى هذه اللحظة وبرعاية من وزارة عصام شرف ووزير داخليته العاجز منصور العيسوى مازالوا مصرين على لعب نفس الأدوار أو(مش لاعبين) وهو ما يريدون منا أن نختار بين الحلين المطروحين فإما عودة مشمولة بالقهر والصلف والفساد وإما تواجد شكلي من أجل كاميرات إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية وتحليلا للمرتبات التى يتقاضونها كل شهر دون عمل حقيقي يمارسونه
الخيارات التى طرحتها علينا الداخلية لا تختلف عن الخيارات التى طرحها مبارك قبل رحيله: الفوضى أو الإستقرار ...و اختار الشعب أن يضع معادلته الخاصة فيرحل مبارك ويواجه الشعب الفوضى التى أشاعتها الداخلية بلجانه الشعبية التى كانت معظم حصيلة المقبوض عليهم فيها منتسبين لأجهزة الأمن المصرية ولصوصه
مرة أخرى كان علينا أن نختار بين شرطة تنظر للإسكندرية على أنها مكان للعمل حتى الساعة الرابعة عصرا فيما يخص شرطة المرور التى تختفي هي الأخرى فور أن يجد جديد أو تتنامي لسمعها أصوات مشاجرة بينما أقسام الشرطة مازالت خاوية فيما عدا بعض التواجد الشكلي ذرا للرماد في العيون
لكن يبدو أن ما تريد أن تصدره لنا الداخلية ينكشف بصورة أو بأخرى في أماكن أخرى فعلي أطراف الإسكندرية جرى إطلاق الرصاص على طالب صيدلة من مسدس ضابط مهتز نفسيا فأفقده عينه وفي الأزبكية فتحت سلخانة القسم من جديد لتنتج لنا قتيلا جديدا على يد مأمور القسم الذي على ما يبدو لم يكن حتى مؤهلا لكتابة محضر الواقعة بشكل يوحي بالصدق فجاء المحضر مطعونا في صحته من البداية
أما في باقي أماكن مصر فحدث ولا حرج فأمن الدولة بعد أن مارس عملية تجميل تحت مسمي الأمن الوطنى عاد إلى سابق عهده في الأماكن التى يستطيع أن يدخلها بينما يتواري تماما وتتحول أسوده إلى قطط وديعة تخشى الكشف عن هويتها في أماكن أخرى
تجاوزات الداخلية يحميها وزير داخلية عاجز أخذ مؤخرا يدافع عن ضباط الأقسام وقتلة المتظاهرين ويصدر تصريحات عنترية لا تتناسب مع حالة الأداء المعروف عنه فيتوعد المقصرين بالعقاب بينما يقوم بترقية مديري الأمن المتهمين بقتل الشعب المصري
كل هذه الأسباب دفعت أصحاب الدم في قضية خالد سعيد إلى التظاهر تحت منزله وفي كل مكان في الإسكندرية مرددين شعارا واحدا : مش عايزين الداخلية حنقضيها لجان شعبية
نحن من ورائهم نردد : مش عايزين الداخلية حنقضيها لجان شعبية لأنكم مارستم الخيانة العظمى دون عقاب ولأنكم تصرون على قتل ومزيد من القتل للشعب المصري ويبدوا أن درس يوم 28 يناير لم يكن كافيا لكم فتستعدون الشعب لمواجهة أخرى لا نعرف لماذا تصرون عليها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق