الأحد، 27 مارس 2011

هل تقف المخابرات البريطانية وقطر وقناة الجزيرة وراء إختطاف الثورة في مصر


هل تقف المخابرات البريطانية وقطر وقناة الجزيرة وراء إختطاف الثورة في مصر
من داخل لندن : قطر وبريطانيا وعلاقات إستخبارية سمحت للدولتين بالتنسيق ولعب الأدوار

بالطبع لا أحاول أن أعطي أي طرف أكبر من حجمه على الأرض كما أدرك جيدا أن الثورات لا تصنع من الخارج لكنها وبكل تأكيد يمكن الإلتفاف عليها وإستيعابها بل وتوجيهها لخدمة مصالح ربما قامت هذه  الثورات للقضاء عليها فإذا بها تجد أنها لم تفعل شيئا سوى أنها حاربت معركة غيرها بدمائها ورجالها ثم في النهاية تصدق المقولة التى تقول : الثورة تأكل أبنائها
بالتحديد بريطانيا ذات الخبرة بالشرق الأوسط تدرك ذلك جيدا وهي عندما تتحرك فإنها لا تتحرك في إتجاه واحد بل دائما تتحرك في العلن بشكل يصدر تصريحات سياسية وربما مباركات شعبية لكنها وعلى أرض الواقع قد تفعل النقيض تماما ولكن ووفقا لقاعدة بريطانية أصيلة فإنها لا تنغمس على الإطلاق في أي عمل على الأرض بل دائما ما تجد حليفا يساعدها وله غطاء عربي وله معها تحالفات لا تنتهي


ما لفت نظري تحديدا هو موضوع ضخم صادفته منذ أيام يتحدث كاتبه الذي يعيش في لندن عن خوفه من أن تسيطر قطر وأميرها تماما على السياسة البريطانية بل وعلى بريطانيا نفسها
إلى هنا والحديث لا يخصنا من قريب أو بعيد فنحن ندرك أن أمير قطر مولع بشراء العقارات في لندن وكان آخرها محلات هارودز لكن ما لفت نظري هو أن الكاتب ( وهو ليس كاتب عربي ) يتحدث بخوف شديد عن العلاقة التى تربط قطر ومؤسستها الخيرية بالسياسة البريطانية بل وبما هو أهم : أجهزة المخابرات والمعلومات البريطانية
الرجل تحدث عن تحالف متفق عليه يلبي لكل منهما إحتياجاته فقطر التي تدرك أن قاعدة العيديد الأمريكية توفر لقطر حماية عسكرية دائمة تدرك أيضا أن أمريكا في تعاملها مع الدول التى ورثت النفوذ البريطاني فيها في الخليج كثيرا ما تقترف الأخطاء وتعرض حكامها للخطر لذلك فإن امير قطر يحافظ على علاقة خاصة بأصحاب الخبرة في المنطقة العربية وهو من خلال تعاملات كثيرة معهم أيقن أنهم أفضل في التعامل فحقق عبر تعاون مشترك معهم الكثير عبر القناة الأشهر التى أقاموها له ( الجزيرة ) التى حولت قطر من دولة صغيرة إلى دولة لا يجهل إسمها أحد
أيضا استطاع عبر نفوذ وفرته له بريطانيا الفوز بتنظيم كأس العالم الذي جاء ضد رغبة الشعب الإنجليزي وضد طموحاته لكنه كان مناسبا لشكل التعاون بين الرجل وبين أجهزة الإستخبارات البريطانية
من ناحية أخرى قطر بقدر ما تمثل من رأس حربة في السياسية العربية حاليا بقدر ما تخوف منها كاتب المقال ومن كونها سيطرت كثيرا على السياسة البريطانية وكونت حلفا معها أدي في كثير من الأحيان لتدخل قطر في سياسة بريطانيا الداخلية عبر سرد على أكثر من ثلاثين صفحة بالوقائع والأسماء وأحيان أرقام الهواتف
المقال ممتع بقدر ما هو كبير لكن بعد أن فرغت منه أدرت النظر في أحوال ثورة 25 يناير أحاول أن أجد دلائل وإرتباطات ربما بين ما قرأته وبين ما يحدث من محاولات لسرقة الثورة وكان أكثر ما يثيرني أن في هذه المرة تحديدا كان الشباب محددا في رفضه للدور الأمريكي بقدر رفضه للنظام وتساءلت للحظة: في عام 1952 تجاهلت بريطانيا حماية الملك فاروق بينما تحدثت أمريكا عن حق المصريين في تقرير مصيرهم بينما كانت تمنى نفسها بوراثة أملاك التاج البريطاني وأجرت كثيرا من الإتصالات بالإخوان المسلمين وبضباط الجيش أيضا ، الآن أمريكا لم تحاول حماية مبارك بأكثر من اللازم بينما تعاطفت بريطانيا الرسمية مع ثورة 25 يناير من البداية فهل كانت بريطانيا تتحرك نحو إستعادة أملاكها القديمة ؟ بريطانيا تختلف تماما في كثير من الأشياء عن أمركيا ولعل أول هذه الإختلافات أنها غير مضطرة لمقابلة الإخوان المسلمين وباقي أطراف اليمين الإسلامي مباشرة ومسببة لهم الكثير من الحرج لكنها قادرة على أن توجه تحركاتهم تماما عبر وسيط محمود السيرة وسطهم ويحتضن أشهر شخصية حاليا محسوبة على الإخوان وهي الشخصية التى هبطت على ميدان التحرير مباشرة كما هبط الخومينى على إيران وأقصد تحديدا الشيخ القرضاوي الذي يعيش في قطر من عقود
بريطانيا لا تحتاج وزراء خارجية ولا مبعوثين ولا إتصالات من السفارة بل كل ما تحتاجه هو تعاون مفهوم مع دولة ترتبط معها بعلاقات لا تنفصم فيما هذه الدولة نفسها تواقة للعب أدوار في السياسة المصرية منذ فترة طويلة من الزمن

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا