الأربعاء، 2 مارس 2011

خطة أمن الدولة لتحويل مظاهرات الجمعة 4 مارس إلى حرب أهلية


خطة أمن الدولة لتحويل مظاهرات الجمعة 4 مارس  إلى حرب أهلية
الخطة شارك فيها عمرو أديب وصحفي بأخبار اليوم وقناة أوربت بعد الحديث عن أراضي الوليد بن طلال

بداية نحذر أن هناك بوادر خطة واضحة الملامح لتحويل يوم الجمعة القادم 4 مارس من مظاهرة سلمية إلى شكل متطور من معركة الجمل التى شاهدناها جميعا على شاشات التليفزيون أو شاهدها البعض منا من داخل ميدان التحرير نفسه
البداية كانت دعوة أطلقها نشطاء ثورة 25 يناير للتظاهر في ميدان التحرير مجددا بعد شعورهم بأن الثورة تتسرب من بين أيديهم نتيجة لتسويفات غير مفهومة وتباطؤ لا محل له من الإعراب وسط إصرار من وزارة الداخلية على إدارة الأمور داخلها وفقا لمنهجها القديم مع رفض قاطع لحل جهاز أمن الدولة الذي يتحمل الكثير من دماء المصريين التى سفكها بيديه وبيد البلطجية الذين يجندهم وأدمن إستخدامهم طوال الوقت
ليس ذلك فقط لكن بعد تعدد حوادث حرق المستندات في وزارات وهيئات عديدة لإخفاء أثار مخالفات أو جرائم إرتكبها كثير من المسؤولين ولا نستثنى من ذلك حريق وزارة الدخلية ولا حريق مجمع التحرير وبالطبع حريق مقر الحزب الوطنى للتغطية على غرفة جهنم التى إعترف وزير الداخلية المسجون بوجودها
شباب الثورة أدرك أن هناك شيئا يحاك في الخفاء في ظل وجود حكومة أحمد شفيق الذي يتحمل حتى اللحظة دماء شهداء الثورة يوم واقعة الجمل دون أن يشعر للحظة بأن من حقنا عليه أن يعتذر ويقدم إستقالته في إنتظار تحقيق جنائي يحدد مدى تورط كل طرف في الجريمة لكن أحمد شفيق لم يستقل ولم يقال ووزير الخارجية الذي فعل كل شئ تقريبا حتى ما يمكن وصفه بالتصرفات غير الشريفة للقضاء على الثورة وأضيف إلى هؤلاء اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد الذي يعرف ونعرف نحن أيضا سجله جيدا والذي لم يضف جديدا لأداء وزارته منذ توليه سواء كان ذلك عن عجز في السيطرة على أفراد وزارته أو عن تعمد وفقا لخطة موضوعة لا يعلم أهدافها إلا الله


شباب الثورة بكل تحالفاتهم إتفقوا على الدعوة لجمعة تطهير شامل للنظام وحددوا مطالب أظن أن جميعنا يعلمها الأن على رأسها إقالة وزارة أحمد شفيق وحل جهاز أمن الدولة
هنا وعندما تتعامل مع جهاز أدمن على مدار عقود التحرك وفقا لقانونه الخاص والذي يبيح له فعل أي شئ للحفاظ على بقائه فإنه يتعين عليك أن تدرك أن كل شئ أصبح مباحا في هذه المعركة
أحمد شفيق أيضا يدرك أن الخروج من بوابة الوزارة قد يتبعه بعد ذلك مطالبات تخص الذمة المالية وأسئلة عن قصور الساحل الشمالي وربما يتطرق الأمر لبلاغات تتسائل عن دوره في واقعة الجمل
قناة أوربت هي الأخرى دخلت على الخط فالأمير الوليد بن طلال أصابه من الثورة ما أصابه فقد أودعت هيئة مفوضى الدولة تقارير برأيها القانونى فى كل من الدعويين اللتين تطالبان ببطلان عقد بيع أراضى بالم هيلز و بطلان عقد بيع 100 ألف فدان بتوشكى لشركة المملكة التى يرأسها رجل الأعمال السعودى الوليد بن طلال حيث أوصى المفوضون بالحكم ببطلان العقدين وإلغائهما
الأمير الوليد بن طلال يدرك جيدا أنه قادر على أن يجعل تقرير هيئة مفوضي الدولة يعود إلى الأدراج من جديد لكن المانع الوحيد له هو الأجواء الثورية التى تعيشها البلاد هذه الأيام
ببساطة هناك الكثير من الأطراف إتفقت مصالحهم على فعل أي شئ للخلاص من هذه الثورة وشبابها ومنهم بكل تأكيد صفوت الشريف القواد السابق في جهاز المخابرات العامة والذي حمل الإسم الرمزي (موافي ) أثناء أداء دوره (الوطنى) وقتها إضافة إلى دكتور فتحي سرور الذي إعترف بعض البلطجية من المقبوض عليهم بواسطة الثوار في واقعة الجمل بأنه هو من جندهم للقيام بمهاجمة المتظاهرين في ميدان التحرير

كل شئ أصبح مهيئا تماما وأصبح جهاز أمن الدولة أخيرا لديه كل ما يحتاجه خلال ال 72 ساعة القادمة ليعود لممارسة أدواره التى يجيدها فالتمويل لأي تحرك أصبح مضمونا من خلال قيادات الحزب الوطنى السابق ذكرهم كما أن جهاز الشرطة جرى سحب وحداته الرمزية من شوارع القاهرة اليوم دون أن نعرف سببا لذلك وفي نفس الوقت فقد أصبح تحت يد جهاز أمن الدولة قناة كثيفة المشاهدة وبرنامج جماهيري يمكن من خلاله إيصال رسالة واضحة أو تسجيل موقف والبرنامج هو القاهرة اليوم والقناة هي أوربت والوليد بن طلال كما شرحنا في وسط قائمة المستفيدين
بقى أن يأتي عمرو أديب ليقدم حلقة من حلقاته التى يجيد فيها التلاعب بكل شئ بداية من الضيوف وحتى المكالمات والمداخلات وقد أتى عمرو أديب بإثنين من شباب الثورة منهم الدكتور شادي الغزالي حرب وصحفي من جريد أخبار اليوم أفضل عدم ذكر إسمه كي لا أمنحه فرصة لإنتشار لم يحصل عليه من خلال جريدته التى لا يقرأها أحد ، إضافة إلى مدير تحرير اليوم السابع
الحديث أخذ يدور حول المطالب بينما تبنى صحفي أخبار اليوم موقف المدافع عن مكتسبات البلد والخائف على حالة الفوضي وفقدان الأمن الذي تسبب فيه المتظاهرون وبدأ توزيع الأدوار على المكالمات لتبدا عرض سلسلة من المكالمات غير العفوية التى تتحدث عن أن الثوار يقودون مصر إلى الخراب ليبدأ عمرو أديب بالطلب إلى المتحدث بالنزول هو أيضا لميدان التحرير للتعبير عن نفسه
وبعيدا عن باقي تفاصيل الحلقة فقد فعل عمرو أديب دوره بكل حرفية فهو قد مهد أرضا يمكن من خلالها لجهاز أمن الدولة أن يحشد بعض قواته وبلطجيته مستندا على دعم مالي موجود بالفعل وغياب شرطة نظامية مقصود ليقود معركة جمل جديدة تظهر على الشاشات على أنها مجرد مشاحنات بين أطراف الشعب وبعضه وبالطبع فإن موقف الجيش محسوم هنا فالجيش لا يتدخل بين المدنيين وهو موقف محسوم ومعمول به مسبقا وله ما يبرره
سبق ذلك بالطبع عدة عمليات لمحاولة إثارة الذعر والترويع في القاهرة والإسكندرية وغيرهما خلال هذا الأسبوع في تخطيط محكم لإستكمال سيناريو الفوضي الذي يؤسس لإجهاض الثورة حتى لو كانت دماء الأبرياء هي الثمن لإفلات الفاسدين بجرمهم
بطبيعة الحال فشل الثورة أو حالة الفوضي التى من المرجح أن تحدث إذا حدث إحتكاك كبير بين المتظاهرين ومن يحشدهم أمن الدولة (تحت غطاء أنهم مجرد مواطنين مختلفين في الرأي) لن يدع مجالا في حالة حدوثه لتذكر أن هناك رئيس جمهورية من المنتظر أن يجري التحقيق معه خلال الأيام القليلة القادمة وهو مأزق يجد النظام نفسه حائرا في التعامل معه وربما يكون ما يحدث حاليا فرصة مبارك الأخيرة للإفلات دون عقاب من كل ما فعل هو وأركان حكمه
بقى أن نقول أننى وغيري كثيرون نتابع كل تحرك كل فيما يستطيع الوصول إليه وكل فيما يستطيع التنبه إليه لاننا في هذا البلد جميعا حراسا لهذه الثورة وندرك أننا نتعامل مع فاسدين بوجوه عديدة بعضها ضاحك وبعضها عابس وبعضها يجيد إختيار ألفاظه فيما يجيد بعضها التحول سريعا من مقاعد النظام إلى مقاعد الثوار لكن لأننا عاصرناكم على مدار عقود عديدة فإننا لا ننخدع في الأدوار المقسمة بينكم ونبقى مراقبين وراصدين ومحذرين من كل ما قد تأتون به
مرة أخرى شفيق سيرحل كرها أو طوعا وأبو الغيط تنتظره ملاحقات كثيرة بعد الرحيل ووزير الداخلية عليه أن يقدم لنا مبررات لهذا التخاذل الأمنى غير المفهوم حتى بعد رحيله المرتقب ونبشر العادلي ورفاقه بأن في الطريق إخوة لهم سيؤنسون وحدتهم في السجون التى نتوقع أن يقضوا بها أوقات طويلة بينما مصر وشعبها لن يتنازل عن الحرية التى نالها بدمه ودموعه وضعفه 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا