الأحد، 13 فبراير 2011

من قتل سعاد حسنى؟ السؤال موجه إلى صفوت الشريف


من قتل سعاد حسنى؟ السؤال موجه إلى صفوت الشريف

سعاد حسنى الفتاة التى ألهبت أحاسيس الشباب في مصر ثم أدمت قلوب الجميع بعد موتها المفاجئ بينما تستعد للعودة إلى مصر
سعاد حسنى التى اكتوت بنيران شهرتها ودفعت من حياتها ثمن البريق الذي أحاط بها وأبى أن يفارق إسمها حتى بعد رحيلها الغامض قد تكون نقطة فارقة تكشف عفن نظام كامل أعاد إنتاج بعض القيادات الأمنية التى ورثها عن خلفيه ناصر والسادات فأتت هذه القيادات محملة بتاريخها المزري لتمارس عملية أخيرة من أجل إسدال الستار على فضائح شاركت فيها أو صنعتها
لماذا سعاد حسنى التى نتحدث عنها ...ببساطة لأنها ربما تكون الحالة الوحيدة المعلومة لدينا لفتاة من الوسط الفنى دفعت الثمن من عمرها والثمن الذي دفعته كان مقابل الموافقة على التعامل مع (بعبع) الفنانين في ذلك الوقت (موافي)


موافي الذي نتحدث عنه هو أحد ضباط الجيش الذي التحق بالمخابرات وأصبح أحد المسؤولين عن قطاع من قطاعات المخابرات يدعي (المندوبات) والمندوبات هو تسمية مهذبة للقطاع المسؤول عن تجنيد نساء وفتيات ليل وفنانات لتقديمهن مقابل معلومة تحتاجها أجهزة المخابرات أو للتجسس على أحد أو لتجنيد أحد ما
في نوفمبر من عام 1963 اتصل حسن عليش الذي كان يقوم بإدارة هذا الفرع الغامض من المخابرات بأخلص وأمهر عملائه (موافي) طالبا منه تجهيز عملية (كنترول) على الممثلة الشابة سعاد حسنى وعملية الكنترول هذه تتلخص في إقناعها أو فرض الأمر عليها سواء عبر تهديدها بفضيحة أو بأي شكل آخر يضمن وضعها تحت السيطرة
موافي الذي ترأس عملية تجنيد سعاد حسنى إستعان بضابط اخر يدعي محمود كامل شوقي واتفقا على يصلا إلى من تستطيع أن تأتى بسعاد حسنى إلى المكان المعد لإدارة عملية (الكنترول) وفي النهاية توصلوا إلى أن الممثلة ليلي حمدي هي التي تستطيع تدبير موعد مع سعاد حسنى لليلة غرام مدفوعة الأجر وأن الأجر المطلوب الذي تتقاضاه سعاد حسنى هو 300 جنيه وأنها لا تتعامل مع مصريين...فقط عرب أو أجانب
استعان موافي بأحد ضباط المخابرات ويدعي ممدوح كامل لسببين ، أولهما أنه يجيد الفرنسية والثاني أنه يشبه إلى حد كبير الفرنسيين وتم الإتفاق على أن يكون ممدوح كامل هو العشيق مدفوع الأجر الذي يقدم لسعاد حسنى
في إحدي شقق مصر الجديدة بدأت الخطوات النهائية للعملية فذهبت سعاد حسنى التى تقاضت 300 جنيه مقابل ليلة واحدة وبدأت تفاصيل ليلة حمراء بين سعاد حسنى وممدوح كامل تتلاحق بينما كاميرات جهاز المخابرات تسجل الأمر دقيقة بدقيقة تحت إشراف موافي الذي كان يستاء كثيرا كلما وضع ممدوح كامل الملاءة على جسده وجسد سعاد حسنى العارية تماما لأنه كان يريد تسجيل أكبر قدر من التفاصيل مستعينا بكاميرا 35 مم تساندها كاميرا أخري 8 مم للتصوير من زاويتين
في النهاية وبعد أن وجد موافي أن الجلسة على وشك الإنتهاء أعطي أوامره إلى أعوانه يسري الجزار ومحمود كامل شوقي بتنفيذ عملية إقتحام الشقة وغرفة النوم كما لو كانوا من شرطة الأداب واصروا على نزول سعاد حسنى من المبنى عارية إلا من ملاءة بيضاء حيث تم اصطحابها إلى مبنى الإستجواب بإدارة المخابرات وتم عرض الأمر عليها بإعتبار أنها كانت تمارس الجنس مع جاسوس فرنسي مطلوب القبض عليه وتحت الضغط والخوف والشعور بالبرد الذي سري في جسدها بعد أن قضت الكثير من الوقت عارية قبلت أن توقع على نموذج مطبوع بالتعاون مع جهاز المخابرات مقابل ستر الفضيحة التى علمت أنها ستظل مسجلة لحين الحاجة إليها
بعد ذلك طلب موافي إلى معاونيه توصيل سعاد حسنى إلى منزلها وإستعادة ال300 جنيه منها أعطي منها 100 جنيه لحسن عليش واحتفظ ب200 جنيه لنفسه
المثير في الأمر أن سعاد حسنى بعد الحادثة بدأت تحد من خروجها كثيرا وتحاول أن تقلص من نطاق معارفها وأصدقائها إلى أن طلبها موافي ثانية في صيف 1964 بينما كانت موجودة في الإسكندرية طالبا منها (تغطية مؤتمر القمة العربي ) ولك أن تتخيل ما كان مقصودا من كلمة (تغطية)
صورة ضوئية لمحاضر التحقيق التى تثبت تجنيد موافي لسعاد حسنى 
ومن الواضح أن استخدام موافي لسعاد حسنى امتد لوقت طويل إلى أن نساها تماما بعد تفجر فضيحة جهاز المخابرات وافترقت الطرق بالإثنين إلى أن ظهر موافي ثانية في عهد حسنى مبارك كرجل النظام القوي بينما كانت سعاد حسنى تودع آخر ما بقى لها من رحيق وأنوثة وهي الأشياء الوحيدة التى يحتاجها موافي ليقدمها بإستمرار كثمن مدفوع للخدمة أو للمعلومات وبالتالي لم تعد سعاد حسنى تساوي بالنسبة له سوى ما يساويه ملف قديم تم إهماله
سعاد حسنى بدأت تصاب بأمراض كثيرة وأصبحت حادة المزاج إضافة لدخولها في نوبات إكتئاب حادة دفعتها في النهاية الى السفر إلى لندن طلبا للعلاج وهناك بدأت أموالها في النفاذ وأصبح عليها أن تجد مصدر رزق فقررت أن تخاطب الجهاز الذي إمتصها تماما لكن يبدو أن الخيوط كانت قد تقطعت ولا أحد يعلم بملف سعاد حسنى سوى موافي
سعاد بدأت ممارسة أي شئ للحصول على أموال إلى أن وصل الأمر بها إلى أن  قررت بيع آخر ما لديها: المعلومات
سعاد في لحظة يأس قررت بيع المعلومات التى لديها للجرائد العربية أو الأجنبية وبدأت في إجراء إتصالات بهذا الخصوص وهو ما يمثل خرقا واضحا لسياج الأمن الذي فرضه موافي حول نفسه أو هكذا يظن
موافي لم يعدم حيلة لوقف عزمها فأوفد إليها زميلتها الفنانة نبيلة عبيد إلى لندن محاولة إثناءها عن فكرة كتابة أو بيع المذكرات وأن تستعيض عن ذلك بستجيل القرآن بصوتها مؤكدة لها أن ذلك سيعود عليها بأرباح وفيرة وبالفعل حاولت سعاد حسنى لكن أحدا لم يلتفت لشرائط القرآن المسجلة بصوت سعاد حسنى وهنا مرة أخرى بدأت سعاد حسنى في الإعداد لبيع مذكراتها أو معلوماتها لا فارق
هذه المرة لم يكن لدي موافي شك أن العميل خرج عن السيطرة وفي هذه الحالة وفقا لما هو معمول به في هذا العالم الخفي يصبح على العميل أن يختفي بأي صورة يجد ضابط الحالة أنها مناسبة
صباح يوم ضبابي في لندن وجد المارة جثة سعاد حسنى ملقاة على أرض الشارع الذي تسكن إحدي بناياته فيما يشبه الإنتحار وبينما تحدث التليفزيون المصري الرسمي عن إنتحار سعاد حسنى نتيجة لحالة من حالات الإكتئاب الحاد الذي تمر به شككت بعض المصادر في فكرة الإنتحار مستندة إلى أن سعاد حسنى كانت تعد العدة للعودة إلى مصر خلال أيام قليلة بعد أن تنتهى من تسجيل مذكراتها
التليفزيون المصري أصر على أن موت سعاد حسنى هو حادثة إنتحار وإستند في ذلك إلى مقالة نشرتها مجلة روزاليوسف قبل الحادث بأسبوع لكاتبة مازالت موجودة من أيام الستينات بإسم مديحة تكتب مقال خفيف تحت عنوان (مع تحياتي لزوجك العزيز) تتحدث عن أن كثير من العائدين من لندن يتأذون من سعاد حسنى التى أصبحت تشرب الشوربة من السلطانية وأهملت نظافتها الشخصية وتقوم بأفعال لا أخلاقية وأن مرد ذلك هو حالة إكتئاب شديد تمر بها
التليفزيون المصري كما هو معروف فاقدا للمصداقية الإعلامية فيما يخص المعلومة ونفس الشئ ينسحب على مجلة مثل روز اليوسف خاصة أن الإثنان في ذلك الوقت كانا ومازالا تحت سيطرة موافي الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام في هذا الوقت ولكن الناس كانت تعرفه بإسمه الحقيق وليس الإسم الحركي الذي عرفته به سعاد حسنى (موافي ) وكان الجميع يسبح بحمد وزير الإعلام صفوت الشريف

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا