أشرف من القفزعلى جثث شهداء بنى سويف لمقعد النقابة إلى القفز على مصر كلها في سبيل مقعد في الوزارة
أشرف زكي أو دكتور أشرف زكي كما يصر أن يناديه الجميع بدأ حياته ممثلا مغمورا قليل الأدوار ربما بسبب موهبة غائبة وربما بسبب حضور ثقيل لكنه في النهاية لم يجد في نفسه القدرة على أن يحفر لنفسه مكانا بين نجوم الصف الأول وهنا يصبح أمام أمثاله خيار من إثنين فإما الإنزواء والرضا بالأدوار البسيطة التى تعرض عليه وإما أن يفرض نفسه على الفن من بوابة كبار الموظفين
أشرف زكي ظل ينتظر فرصة سانحة ليقفز إلى المقاعد الأولى دون جدوى إلى أن حدثت كارثة حريق مسرح بنى سويف التى وجدها فرصته السانحة وعلى الفور تواجد وسط الحدث دون أن ينسى وضع موبايلاته كلها تحت تصرف الإعلامي عمرو أديب وباقي الفضائيات التى كانت تبحث عمن تحدثه من موقع الحدث وبطريقته المعهودة في موقف كان كل من فيه فاقدا القدرة على ضبط النفس والحديث للفضائيات أصبح متحدثا متخصصا في حادث حريق مسرح بنى سويف
ولأن كل شئ ليده محسوبا بدقة فقد سارع إلى إتهام مدير أمن بنى سويف بأنه وقواته قد ضربوه أثناء تواجده مع فناني الأقاليم في بنى سويف في وقت لم يكن مدير أمن بنى سويف قادرا على الدفاع عن نفسه مع زيادة الإحتجاجات والغضب وهكذا أصبح أشرف زكي معروفا للجميع بعد أن كان وجها شبه مجهول
بعد ذلك جاءت مرحلة جنى الأرباح وكان أبرز هذه الأرباح هو مقعد النقيب في نقابة الممثلين التى كانت تعاني شكلا من أشكال التجمد وفقدان الثقة في قيادات قديمة تمارس نوعا من البيات الشتوى
مقعد النقيب لم يكن كافيا لكنه مد أذرع الإخطبوط في كل مكان من البيت الفنى إلى وزارة الإعلام إلى مدينة الإنتاج الإعلامي التى كادت تصبح مقر الإقامة الدائم لزوجته الفنانة روجينا بعد أن كانت مثله تماما ممثلة قليلة الظهور والأدوار
نأتي لما حدث أثناء ثورة 25 يناير وفيها وجد أشرف زكي فرصة قد يكون ذكائه خانه وقتها ليعتلي مزيدا من المناصب ويحظى بحظوة مضمونة ومجربة من قبل نظام أدمن توزيع المكاسب على أمثاله وبينما كان الشباب يضمدون جراحهم من جراء معركة الأمن المركزي وبينما كانت مصر تحاول حماية نفسها من جيوش بلطجية النظام التى انطلقت تنشر الفزع في ربوعها كان أشرف زكي يتصل بكل الفضائيات دون توقف ليعلن عن مظاهرة مؤيدة لمبارك ستذهب إلى ميدان التحرير
المظاهرة التى أعلن عنها أشرف زكي جاءت كرنفالية إلى أقصى حد فشملت إلى جانب المتظاهرين المأجورين ، شملت الجمال والخيول والسيوف وزجاجات المولوتوف محاولة تحقيق نصر لا يتحقق لنظام يترنح بتأثير ضربات الشباب التى أصابت شيخوخته في مقتل وأصبح أشرف زكي في نظر الكثيرين أحد عناصر النظام النائمة تماما كما تدس أجهزة المخابرات عناصر نائمة في الدول المستهدفة
فناني مصر أدركوا حقيقته وقرروا عزله في الوقت الذي كانت تدور فيه معركة من نوع آخر بين المثقف جابر عصفور الذي شغل منصب وزير الثقافة وبين وزارة الفريق أحمد شفيق ففي أول إجتماع للوزارة طلب د.جابر عصفورفي بداية الاجتماع ضرورة احترام "دماء الشهداء التي سالت في ميدان التحرير لأنها كانت لمواطنين مصريين فرد عليه اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد قائلا:" وهو مايعني مافيش شهدا من الشرطة ولا دول مش مصريين"
مقولة وزير الداخلية أعجبت أحمد شفيق رئيس الوزراء الذي أيده فيما قال ووقتها شعر د جابر عصفور أن بقاءه أكثر من ذلك وسط هؤلاء تعد خيانة لكل مصر فقدم إستقالته التى أعلنها التليفزيون المصري الذي يديره أحد عناصر النظام بإعتبارها نتيجة لأسباب صحية لم يفطن إليها دكتور جابر عصفور إلا بعد أيام من توليه الوزارة
أشرف زيك على الفور تقدم بإستقالته هو الأخر من منصب مستشار وزير الإعلام ورغم أن البعض ظن أن الأمر محاولة للقفز من سفينة تغرق إلا أن ذكائهم خانهم فأشرف زكي كان يعد العدة ليتبوأ مقعد وزير الثقافة التى يراهن بكل ماضيه ومستقبلة على قدرة النظام على الصمود وهو الرهان الذي أظنه خاسرا منذ اللحظة الأولى
دكتور أشرف زكي لم ينظر ولو للحظة لموقف أحد الشرفاء وهو دكتور أسامة الباز الذي إنضم للمعتصمين بميدان التحرير ليشارك في المظاهرات ضد مبارك معبرا عن وجهة نظره ببساطته المعهودة:أنا طول عمرى وسط الناس
دكتور أشرف زكي حاول إحترام عقليتنا وذكائنا وحتى بحسابات المصلحة التى تجيدها حاول البقاء على الحياد على الأقل هذه المرة لأنك لن تجنى من محاولة القفز على جثث الشهداء سوى العلقم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق