الخميس، 10 فبراير 2011

أشرف من القفزعلى جثث شهداء بنى سويف لمقعد النقابة إلى القفز على مصر كلها في سبيل مقعد في الوزارة


أشرف من القفزعلى جثث شهداء بنى سويف لمقعد النقابة إلى القفز على مصر كلها في سبيل مقعد في الوزارة

أشرف زكي أو دكتور أشرف زكي كما يصر أن يناديه الجميع بدأ حياته ممثلا مغمورا قليل الأدوار ربما بسبب موهبة غائبة وربما بسبب حضور ثقيل لكنه في النهاية لم يجد في نفسه القدرة على أن يحفر لنفسه مكانا بين نجوم الصف الأول وهنا يصبح أمام أمثاله خيار من إثنين فإما الإنزواء والرضا بالأدوار البسيطة التى تعرض عليه وإما أن يفرض نفسه على الفن من بوابة كبار الموظفين
أشرف زكي ظل ينتظر فرصة سانحة ليقفز إلى المقاعد الأولى دون جدوى إلى أن حدثت كارثة حريق مسرح بنى سويف التى وجدها فرصته السانحة وعلى الفور تواجد وسط الحدث دون أن ينسى وضع موبايلاته كلها تحت تصرف الإعلامي عمرو أديب وباقي الفضائيات التى كانت تبحث عمن تحدثه من موقع الحدث وبطريقته المعهودة في موقف كان كل من فيه فاقدا القدرة على ضبط النفس والحديث للفضائيات أصبح متحدثا متخصصا في حادث حريق مسرح بنى سويف


ولأن كل شئ ليده محسوبا بدقة فقد سارع إلى إتهام مدير أمن بنى سويف بأنه وقواته قد ضربوه أثناء تواجده مع فناني الأقاليم في بنى سويف في وقت لم يكن مدير أمن بنى سويف قادرا على الدفاع عن نفسه مع زيادة الإحتجاجات والغضب وهكذا أصبح أشرف زكي معروفا للجميع بعد أن كان وجها شبه مجهول
بعد ذلك جاءت مرحلة جنى الأرباح وكان أبرز هذه الأرباح هو مقعد النقيب في نقابة الممثلين التى كانت تعاني شكلا من أشكال التجمد وفقدان الثقة في قيادات قديمة تمارس نوعا من البيات الشتوى
مقعد النقيب لم يكن كافيا لكنه مد أذرع الإخطبوط في كل مكان من البيت الفنى إلى وزارة الإعلام إلى مدينة الإنتاج الإعلامي التى كادت تصبح مقر الإقامة الدائم لزوجته الفنانة روجينا بعد أن كانت مثله تماما ممثلة قليلة الظهور والأدوار
نأتي لما حدث أثناء ثورة 25 يناير وفيها وجد أشرف زكي فرصة قد يكون ذكائه خانه وقتها ليعتلي مزيدا من المناصب ويحظى بحظوة مضمونة ومجربة من قبل نظام أدمن توزيع المكاسب على أمثاله وبينما كان الشباب يضمدون جراحهم من جراء معركة الأمن المركزي وبينما كانت مصر تحاول حماية نفسها من جيوش بلطجية النظام التى انطلقت تنشر الفزع في ربوعها  كان أشرف زكي يتصل بكل الفضائيات دون توقف ليعلن عن مظاهرة مؤيدة لمبارك ستذهب إلى ميدان التحرير
المظاهرة التى أعلن عنها أشرف زكي جاءت كرنفالية إلى أقصى حد فشملت إلى جانب المتظاهرين المأجورين ، شملت الجمال والخيول والسيوف وزجاجات المولوتوف محاولة تحقيق نصر لا يتحقق لنظام يترنح بتأثير ضربات الشباب التى أصابت شيخوخته في مقتل وأصبح أشرف زكي في نظر الكثيرين أحد عناصر النظام النائمة تماما كما تدس أجهزة المخابرات عناصر نائمة في الدول المستهدفة
فناني مصر أدركوا حقيقته وقرروا عزله في الوقت الذي كانت تدور فيه معركة من نوع آخر بين المثقف جابر عصفور الذي شغل منصب وزير الثقافة وبين وزارة الفريق أحمد شفيق ففي أول إجتماع للوزارة  طلب د.جابر عصفورفي بداية الاجتماع ضرورة احترام "دماء الشهداء التي سالت في ميدان التحرير لأنها كانت لمواطنين مصريين فرد عليه اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد قائلا:" وهو مايعني مافيش شهدا من الشرطة ولا دول مش مصريين"
مقولة وزير الداخلية أعجبت أحمد شفيق رئيس الوزراء الذي أيده فيما قال ووقتها شعر د جابر عصفور أن بقاءه أكثر من ذلك وسط هؤلاء تعد خيانة لكل مصر فقدم إستقالته التى أعلنها التليفزيون المصري الذي يديره أحد عناصر النظام بإعتبارها نتيجة لأسباب صحية لم يفطن إليها دكتور جابر عصفور إلا بعد أيام من توليه الوزارة
أشرف زيك على الفور تقدم بإستقالته هو الأخر من منصب مستشار وزير الإعلام ورغم أن البعض ظن أن الأمر محاولة للقفز من سفينة تغرق إلا أن ذكائهم خانهم فأشرف زكي كان يعد العدة ليتبوأ مقعد وزير الثقافة التى يراهن بكل ماضيه ومستقبلة على قدرة النظام على الصمود وهو الرهان الذي أظنه خاسرا منذ اللحظة الأولى
دكتور أشرف زكي لم ينظر ولو للحظة لموقف أحد الشرفاء وهو دكتور أسامة الباز الذي إنضم للمعتصمين بميدان التحرير ليشارك في المظاهرات ضد مبارك معبرا عن وجهة نظره ببساطته المعهودة:أنا طول عمرى وسط الناس
دكتور أشرف زكي حاول إحترام عقليتنا وذكائنا وحتى بحسابات المصلحة التى تجيدها حاول البقاء على الحياد على الأقل هذه المرة لأنك لن تجنى من محاولة القفز على جثث الشهداء سوى العلقم

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا