الأحد، 7 نوفمبر 2010

الشعوب تقرأ من إفطارها


الشعوب تقرأ من إفطارها
هل هناك شعب غير الشعب المصري يمثل الفول وجبته الرئيسية


ليس لأننى أحد هواة الطعام أقول ذلك ولكن لأننى لا أؤمن بأن الشعوب تقرأ من موسيقاها أو فنها فكل ذلك يتغير مع الوقت لكن يبقى الطعام شبه ثابت ، تقل كميته ونوعيته مع الفقر وتزداد مع الغنى لكنه في النهاية وبإعتباره طقس يومي فإنه يزيل كثيرا من الغموض حول شكل الشعب الذي تعايشه
بالطبع في مصر الإفطار الأساسي لمعظم الشعب المصري هو الفول الذي يتشاركه المواطن المصري مع الحصان كوجبة أساسية للإثنين ولأن الفول يمتاز بصعوبة هضمه وبقاءه طويلا في المعدة فإنه مناسب بالطبع للحالة المصرية التى لا تفضل المأكولات سريعة الهضم التى تضطر المواطن إلى العودة مرة أخرى لشراء الطعام وعليه فإن الفول يفي بالغرض تماما


ولأن لا أحد على ما أظن يعتبر الفول وجبة إفطار رئيسية في كل دول العالم فإننا أخيرا تميزنا عن غيرنا فيما يخص وجبة الإفطار ولكن هل باقي العالم على خطأ؟
يمكنك الإطلاع على ما يفطر به العالم قاطبة للمقارنة بالضغط على اسم الدولة لمشاهدة وجبة افطارها ثم نعود لمواصلة الحديث:
الإفطار في أمريكا،الإفطار في كندا ، الإفطار في أمريكا الوسطى الفقيرة صاحبة التاريخ الحافل في الإنقلابات ، الإفطار في أمريكا الجنوبية التى نسخر منها دائما ، الإفطار في روسيا التى تعاني الفقر والجريمة ، الإفطار في تركيا صاحبة المشكلات الإقتصادية المعقدة ونسبة التضخم الأعلي في الإتحاد الأوربي ، الإفطار في اسرائيل التى مازلنا نصر على أنها غير موجودة وأنها مجرد كيان صهيوني ، الإفطار في جنوب أفريقيا بظروفها المعروفة للجميع ، الإفطار في استراليا التى تكفي وجبة الإفطار بها لغداء أسرة مصرية كاملة، الإفطار في الهند التى كنا نسخر من كل ما يخصها ولا نعرف منها سوى الفيل صديقي وأميتاب باتشان ، الإفطار في الصين التى كانت حتى وقت قريب معاصر للثورة المصرية تأكل كل شئ تقريبا بسبب ظروفها الإقتصادية، الإفطار في اليابان التى أزيلت فيها مدينتين من الخريطة أثناء الحرب العالمية الثانية ومنعت من بناء جيش وخضعت للإحتلال الأمريكي يحكمها جنرال باتون كما لو كانت ضيعته الخاصة ، الإفطار في جنوب أسيا حيث أعلى مستويات الفقر ، الإفطار في ألمانيا ، الإفطار في بريطانيا التى كانت مدينة لنا حتى تولي ناصر الحكم مشكورا، الإفطار في أيرلندا المنقسمة على ذاتها دائما، الإفطار في ويلز البلد الصغير ذو الإمكانيات المحدودة ، الإفطار في اليونان على الضفة الأخري من المتوسط التى كانت تروج للسياحة فيها في الأربعينات بنشرات دعائية تقول تمتع كما لو كنت في الإسكندرية ولكن بأسعار اليونان ، الإفطار في فرنسا التى تعشق الجبن والقهوة لكنها لا تقبل بالبطون الخاوية ، الإفطار في بلغاريا الخارجة حديثا من عباءة الحكم الشيوعي والفقر المدقع الذي جعل شعبها لا يعرف أن هناك فاكهة اسمها التفاح ، وأخيرا الإفطار في أسبانيا والبرتغال اللتان حكمهما العرب واعتبروا أن تحرر البلدان من الحكم العربي هو ظلم وعدوان لمجرد أن العرب عرب
بعد هذه الجولة هل يمكن أن تبرر لماذا نفطر بالفول وأحيانا يصبح هو طعام الإفطار والغداء والعشاء ...إذا لقيته

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا