بشار يصرخ : لا أعرف ماذا تريد مصر من سوريا ونحن نقول : هل هناك شئ إسمه سوريا
عندما تصاب سوريا بالبارانويا ويصبح بشار ناصر جديد
الصحافة السورية التى يكتبها باش كاتب بأمر شاويش في قسم الشرطة
دائما تبهرني سوريا ليس بطبيعتها ولا أطباقها ولا جري أهلها خلف الليرة والدينار فكل هذا معروف لا حاجة لتأكيده، بل أكثر من ذلك أنه حتى حالة القبول بأي شئ طالما أن الزعيم القائد يريد ذلك لم يعد يبهرني وسط ما تجود به قريحة زعيمهم القائد بين وقت وآخر
أما ما يبهرني بحق فهو محاولة سوريا أن تظهر أمام العالم على أنها دولة غير منقوصة بصرف النظر عن عبارات زعيمها كلما مرت الطائرات الإسرائيلية فوق منزله وتلك العبارات التى لا يخجل من ذكرها حول : احتفاظه بحق الرد
ورغم أننا جميعا نعرف أن أقصى رد يمكن أن يمارسه النظام السوري هو الشكوى إلى الله وزعيم حزب الله وربما يتخذ موقفا أكثر تشددا فيتحدث مع الإرهابي أحمدى نجاد شاكيا لكن فيما عدا ذلك فإن حق الرد يبقى مرفوعا من الخدمة في ظل مؤامرة نعرفها جميعا فيما يخص السبب الحقيقي وراء عدم مطالبة سوريا جدية بعودة الجولان وعزوف كل من يحمل بندقية في سوريا عن توجيه رصاصه نحو اسرائيل طالما أنهم في حالة حرب معها حتى الآن وبدلا من ذلك اكتفوا بإحتلال لبنان وقتل رئيس وزراءه ومحاولات متعددة لقتل إعلامييه ممن لا يدورون في فلك حزب الله وحزب سوريا وأوهامها التى لا تنتهى حول العروبة والدولة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة التى أودت بصدام للهاوية لكن يبدو أن أحدا لا يتعظ وأن هناك من سيلحق بصدام قريبا
كل ذلك شأن سوري لبناني إيراني فلسطينى لا شأن لنا به ولا ناقة لنا ولا جمل في كل تخاريفهم ومسلسلاتهم التى أدمنوها على مر العقود والقضية التى يدافعون عنها والتي باعها الجميع دون أن نعرف ما هي هذه القضية
أما أن تتحول حالة سوريا من دولة منقوصة السيادة في أجزاء منها وتمارس الإحتلال على دولة أخري مثل لبنان ، ان تتحول حالة سوريا من هذه الحالة الكاريكاتيرية التى تجسد حالة الهلال الخصيب خير تجسيد إلى دولة باحثة عن دور بشن الهجوم تلو الهجوم على مصر وقيادتها فهذا ما فاق قدرات العقل البشرى على التصديق
سوريا التى يصرخ رئيسها القادم بالتوريث بأنه لا يعرف ماذا تريد سوريا من مصر لابد أن تعرف أننا لم نرد منهم شيئا في يوم من الأيام سوى كف أيديهم بالإرهاب في كل مكان لهم فيه سفارة أو قنصلية أو مكتب رعاية مصالح كما فعلوا في لبنان
الجيش السوري اثناء احتلال لبنان |
وسوريا التى تتحدث بلسان جريدتها (الوطن) التى أعلم ان كثيرين لم يسمعوا اسمها إلا مع كتابة هذه السطور ، سوريا هذه لا تملك صحيفة واحدة مستقلة أو شبه مستقلة لذلك فإن كل ما يصدر عن أي مؤسسة داخل سوريا هو وجهة نظر رسمية تبعا لشكل النظام الذي تتبعه والذي يجعل الدولة كلها مجرد تروس في آلة السيد بشار ، وهكذا فعندما تتحدث صحيفة مثل الوطن وهي صحيفة رغم أن لا احد يعرفها خارج سوريا إلا أنها منتشرة بحكم التوزيع الإجباري لها على المواطنين ومكاتب الموظفين، عندما تقول هذه الصحيفة أن أكثر ما يزعج حكام مصر (أن تواجههم بحقيقة دورهم في المنطقة، أو أن تؤكد لهم أن لا دور عربيا للقاهرة وأن الدول العربية بغنى عن أي تدخل مصري ولا حاجة لها إلى مصر في السراء ولا في الضراء)
فإن هذا يعنى أن هذا هو موقف رسمي للدولة ووجهة نظر رسمية فالكتاب في سوريا مجرد (باش كتبة ) يكتبون بأمر أصغر عريف في مكاتب الأمن السورية ولذلك كان غريبا أن تحاول سوريا بهذا التطاول تصدير مشاكلها وسخط شعبها على حكامه إلى مصر وتختلق معركة مع مصر دون مبرر إلا أنها لا تريد التورط في معارك مع اسرائيل وغيرها لذلك اختارت معركة تعلم أنه لن يتم فيها اطلاق نار لأن أكثر ما يخيف الأشاوس السوريين دائما هو اطلاق النار
صحيفة الوطن تصرخ بأن مصر هي من كان وراء إتهام سوريا بقتل رئيس الوزراء الحريري ونحن بدورنا نصرخ : هل الحريري هو أول من قتلتم أم أنه رقم في مصفوفة أرقام تجسد شكل النظام الذي يحكم سوريا ويحكم لبنان معظم الوقت
وعندما تصف مصر بأنها:لا حول لها ولا قوة ، فإن الرد على ذلك كان يجب أن يكون عسكريا صريحا لكن لأنه لا جيش في سوريا معد لقتال سوى مجرد فض التظاهرات وحفظ النظام وبقاء النظام وكل ما يخص النظام فإننا نكتفي بالتعليق فلا هم يستحقون أكثر من ذلك ولا يملكون أكثر من أفواههم الواسعة
أكثر من ذلك تذهب البارانويا السورية التى تعشق عقدة الإضطهاد إلى تحديد العلة في العداء المصري لسوريا محللة الأمر بأن: بشار الأسد هو ناصر جديد والشعبية التي يحظى بها الرئيس الأسد في الشارع العربي من المحيط إلى الخليج هي السر وراء العداء المصري لسوريا
وإذا كان الأمر حقيقة رغم الشك المحيط في مدي الشعبية التى يتمتع بها بشار خارج قصره فإننا لا نملك إلا أن نقول ليهنأ بشعبيته من المحيط الى الخليج وليعتبرها ميراثا شرعيا له فلا حاجة لنا بكل تلك المنطقة التى لا يأتينا منها سوى السخافات وتوريطات الحروب والبكاء أو العواء وإن لم يكن فالعداء لكل ما هو مصري
وإذا كان الأخ بشار يتمتع بكل هذه الشعبية في المنطقة المذكورة فيجب أن يعلم أنه كمن يرتدي رداءا فاخرا في الصحراء فتلك الدول لم تعد على خريطة العالم من حيث التأثير أو التنوير أو حتى من حيث الوجود فهي مجرد أماكن مشغولة ببعض البشر الذين يعيشون في صراع لا ينتهى حول هويتهم الحقيقية وأصولهم المتنازع عليها
أما عن حديثكم عن وقوف مصر إلى جانب اسرائيل في حربها على لبنان لأنها كانت ضد حزب الله فحزب الله أو الشيطان هذا لا يمارس إلا إرهاب الدولة وكيلا عن إيران وسوريا وبتمويل ودعم لا يخفي على أحد وفي النهاية كانت آخر محاولاته داخل مصر نفسها
أما حديثكم عن قيام مصر بإغلاق المعابر فنحن نحمى حدودنا التى أثبت الفلسطينيون أنهم أكبر خطر عليها علي مدار التاريخ ولتعلموا إن كان قد فاتكم أنه منذ اتفاقية السلام مع اسرائيل لم يسقط جندي مصري برصاص اسرائيلي لكنه يسقط دائما برصاص الفلسطينيين لمجرد أنهم كمجموعة من الهمج لا يدركون أن للدول حدود وأن هذه الحدود حق أصيل للدولة أن تسمح بالمرور من خلالها أو عدمه ، ولا أدري هل مارس الفلسطينيون على أرض سوريا حريات لم نسمع بها أم أن الحريات المطلوبة لإرهابيين حماس يجب أن تكون داخل مصر فقط
سوريا التى تحدثت صحيفتها عن استعدادها بقلبها الكبير لممارسة التسامح مع مصر يجب أولا أن تخضع لعلاج من أمرض تصلب الشرايين التى أفرزت نظاما لا جديد فيه منذ السبعينات ويجب أن تقدم لشعبها اجابة حقيقية عن سر تخليها عن الجولان
أيضا يجب أن تخضع سوريا كاملة لعلاج نفسي عاجل من حالة البارانويا المزمنة التى يعيشونها منذ أن عرفنا أن هناك شئ حل محل الفينيقيين اسمه سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق