نور وسرور ومجلس الشعب المزحوم
عندما تكون في مصر فكل شئ مباح وكل شئ ممنوع و...بالقانون ، ومن لا يحترم القانون إما أن يصبح وزيرا أو يصبح سجينا وهو في كل الأحوال مجرد شخص إما أجاد في حسبته أو (حسبها غلط) ولأن أيمن نور يدرك أنه حسبها غلط من قبل وأن حساباته كانت خاطئة مائة بالمائة سواء بالحزب الذي كونه من بقايا الحركات السياسية وبعض الشباب العاطل أو خاطئة فيما يخص تحالفه المبهم مع أسوء فصيل سياسي مصري وهو الإخوان المسلمين وهي حسابات خاطئة حتى على مستوى تخيله أن الأحزاب في مصر تساوي أكثر من قيمة العقارات التى تشغلها
أيمن نور يحاول أن يعود إلى الضوء مرشحا للرئاسة وهو حق مشروع طالما أن هناك ما يسمى بالتعددية والإنتخابات الرئاسية حتى لو كان ذلك في ظل وجود رجل لا يعرفه سوى أفراد أسرته يشغل منصب رئيس حزب الغد لكن ما هو مثير للضيق هو البحث عن دور يدخله دائرة الإعلام من جديد
منذ أشهر قليلة نشر نور قصة شهيد الإسكندرية خالد سعيد وهو حين ينشرها يجب أن نشكره لأنه كان المفجر الرئيسي للقضية التى تكالب عليها كراكيب الحياة السياسية في مصر إلى أن أصبح الحج إلى منزل خالد سعيد واجبا مقدسا بصرف النظر عن تعاطف هؤلاء مع الشاب الشهيد أم لا بدليل أنه عندما انحسرت الأضواء عن قضية خالد سعيد لم نعد نرى زيارات من البرادعي ولا نور ولا اعتصامات وصرخات الصباحي وكل ذلك ببساطة لأن الضوء أصبح خافت في منزل خالد سعيد
أما الضوء الذي لفت نظر أيمن نور فهو في مجلس الشعب الملئ بالأضواء وكانت المناسبة هي قيام دكتور فتحي سرور بشراء أجهزة تصويت إلكترونية ليتم تشغيلها في مجلس الشعب المصري مثلما يحدث في باقي دول العالم التى تضع هذه الأجهزة على مقاعد النواب فيصوتون في لحظة دون حاجة لرفع الأيدي والصرخة المعتادة : إجماع
نحن لا نعرف لماذا اشتراها دكتور فتحي سرور حقيقة رغم أن وجودها يهدد قاعدة الإجماع الشهيرة التى نعرفها لكنه اشتراها
وكما اشتراها دون أن نعرف لماذا فإن الأجهزة لم تعمل ...لماذا؟
حسب ما قاله دكتور سرور فإن قاعة مجلس الشعب لا تكفي النواب (رغم أننا نادرا ما نجدها مليئة إلا عند خطاب الرئيس) وعليه فإن هناك نوابا يصوتون واقفين
لم نكن نعرف أن هناك انفجارا سكانيا في مجلس الشعب وأن من اشترى الأجهزة لم يكن يعرف عدد أعضاء مجلس الشعب إلى الدرجة التى يضطر فيها عضو المجلس الموقر إلى التصويت واقفا أو ماشيا لكنه في كل الأحوال لن يصوت إلكترونيا
أيمن نور قدم بلاغا إلى النائب العام يطالبه فيه بالتحقيق حول إهدار المال العام في شراء هذه الأجهزة المخصصة للتصويت الإلكتروني ، وأيمن يعلم كما نعلم جميعا أنه لا فائدة من وراء ذلك سوى بعض الضوء الإعلامي ...إذا حدث وإن كنت أشك أن هناك من سيهتم
إذن القصة ليست في إهدار المال العام فمجلس الشعب قادرة بالطبع على إهدار مبالغ أكبر بكثير من ثمن أجهزة التصويت التى لا تصلح بسبب (مجلس الشعب المزحوم) لكن السبب الحقيقي هو بقعة الضوء التى أصبحت محل إهتمام كل السياسيين وكل المنتسبين لعالم السياسة ربما أكثر بكثير من إهتمام ممثلي التليفزيون بها فالمكاسب الناتجة عن بقعة الضوء السياسية تفوق بكثير ما يمكن لممثل تحقيقة إعتمادا على كاميرا الدراما التليفزيونية
أيمن نور يطلب حلا وتحقيقا في أجهزة التصويت داخل المجلس المزحوم ورئيس المجلس يتعلل بالزحام والنائب العام سيتولي التحقيق ونحن سنكتب وأنت ستقرأ وفي النهاية ...لا جديد لأنه لا جديد يمكنه أن يحدث في ظل حالة العفن السياسي التى أصابت أساليب المعارضة السياسية في مصر منذ حركة يوليو المباركة التى قلبت كل شئ في مصر رأسا على عقب فأصبح كل شئ في مصر ....بالمقلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق