الجمعة، 29 أكتوبر 2010

حاوي البطوط يكشف ثعابين صناعة السينما المصرية


حاوي البطوط يكشف ثعابين صناعة السينما المصرية
جيل كامل من موظفي السينما المصرية يجب أن يرحل بعد فضائحهم

من فيلم حاوي للمخرج إبراهيم البطوط
لماذا هو الفيلم الوحيد الذي يمثل مصر؟ ولماذا يضطر البطوط إلى تصوير أفلامه بكاميرا ديجيتال ثم ينتظر الفرصة لتحويلها إلى شريط سينمائي 35 ملم
لماذا لا يحصل البطوط على تصاريح تصوير ويضع الجميع أمامه العوائق كلما استعد ليطلق الكلمة المحببة لكل المخرجين: أكشن؟
بالطبع السبب ليس أن البطوط يقدم أفلام هابطة المستوى فلو كان الأمر كذلك لأغلقت معظم شركات الإنتاج المصرية ، والسبب ليس إقترابه من المقدسات ولا السياسة ولا الجنس فالجميع يقترب منها سواء بسذاجة وثقل ظل كما يفعل هاني رمزي في أفلامه أو بنظرة إلى شباك التذاكر مثلما كان فيلم بدون رقابة أو على أفضل تقدير بتحدي كما يفعل خالد يوسف
البطوط يقترب من المنطقة المحرمة والحزام الأحمر للعفة المصرية وهو ببساطة شديدة دون الدخول في تنظيرات الليثى أو مداخلات أبو شادي أو أدبيات الأحزاب المصرية : البطوط يصور أفلامه الروائية بطريقة مصور المعارك الحربية التى أتقنها من خلال عمله في البوسنة وغيرها ولذلك يبقى الحوار في الخلفية والحدث في المقدمة ليعرض صورة مقربة حقيقية من أرض الواقع أبطالها حقيقيون يعيشون بيننا ويعانون نفس المعاناة التى لا يستطيع كتاب الجرائد وصفها لكنه يقدمها دون كلمات فخيمة وخطابات لا مجال لها ...إنه يقدم صورة ...مجرد صورة لكن هذه الصورة تزعج الجميع لأنها ...تكشفهم


من كواليس تصوير الفيلم بمنطقة كرموز بالإسكندرية إلى مهرجان الدوحة كان الشئ الوحيد الذي يدفع الفيلم إلى اللحاق بالمهرجان هو إيمان فريق العمل ولا شئ غير ذلك ومن يحاول التطاول على ذلك عليه أن يقدم كشف حساب بالدعم الذي تطوعت الدولة أو وزارة الثقافة لتقديمه للبطوط بديلا عن فيلم المسافر الذي مثل فضيحة سينمائية غير قابلة للعلاج
البطوط بفيلمه الحاوي يعود مرة أخرى إلى تقديم شكل جديد ...ليس مثل فيلم أساكي الذي أمتعنا جميعا(أقصد من شاهده) ولا مثل عين شمس التى يبدو أن شمسها أصابت المسؤولين عن السينما المصرية بضربة شمس حقيقية
الحاوي فيلم ....جديد في كل شئ حتى على شكل العمل السينمائي الذي اعتاد عليه البطوط لكن مع الأخذ في الإعتبار أنه لم يتراجع للحظة عن رفضة لمبدأ ( التصريح بالإبداع) الذي يصر عليه ثعابين السينما المصرية
الحاوي عرض أمس ونال ليس فقط إعجاب الحاضرين لكن بكائهم فيبدو أن صورة مصر عن قرب مثيرة للبكاء بحق والبطوط مبدئيا سيعود محملا بجوائز أحسن فيلم وجائزة الإخراج وهذا مجرد توقع منى لكن أثق في صدقه نسبة إلى كل ما عرضه المهرجان والحالة التى قوبل بها الفيلم وأبطاله الذين مثل السفر بالنسبة لهم أزمة مادية حقيقية فهم ليسوا من أصحاب الملايين ولا تحسب أجورهم بالألاف لكنهم وبحق ....فنانين
عندما يعود البطوط وفريقه يحملون الجوائز يصبح لحظتها على فريق كامل وجيل كامل من موظفي السينما المصرية الرحيل إما إلى منازلهم لا يغادرونها وإما إلى مزبلة التاريخ فالبطوط بفيلمه الجديد لن يكتفي فقط بكشف ثعابين السينما المصرية لكنه أيضا سينزع أنيابها

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا