كما توقعت مرفوع من الخدمة: معتز مطر وصل مع مودرن مصر للنهاية
خالد سعيد و الجمل في جلسة فك الإرتباط التى جمعت معتز مطر ووليد دعبس
وليد دعبس عرض على معتز مطر أن يتحول إلى شكل من أشكال (صباح الخير يا مصر)
نطالب بتغيير اسم المحطة من مصرية مية في المية إلى حكومية مية في المية
بالفعل لا يمكن أن تأمن لرأس المال فهو بطبيعته جبان..خائف ...يحول الوطنية إلى شيكات ورقية وهموم المواطن إلى كريدت كارد والمعارضة الديمقراطية إلى ضمانات بنكية تسمح له بالسحب على المكشوف مقابل كتمها أو إسكاتها أو حتى طردها
تحديدا هذا ما حدث مع الإعلامي الذي حمل هموم هذا الوطن على كتفيه وتحمل كثيرا في رحلة إعلامية ناجحة دون ان يتحدث عن (الجبنة البراميلي) وكان يمكنه أن يقول كما قال غيره على الهواء مباشرة: أنا مش مناضل ، انا عايز ألبس شورت وأقعد في مارينا أشرب شيشة
كنت أتوقع أن يكون هذا مصيره منذ بداية قضية شهيد الإسكندرية خالد سعيد وكنا نراه وحده مغردا خارج السرب وقلنا أنه يغامر ببرنامجه من أجل قضية خالد سعيد ونحن نعلم أن في بلاد مثل بلادنا لا أحد يغرد خارج السرب ولا أحد يعارض دون خطة موضوعة يرسم السيناريو الخاص بها من يعارضه شخصيا لكنه تجاوز كل ذلك في فورة حماسه وكانت النتيجة ما نتحدث عنه الآن
معتز مطر هو موضوع حديثنا وبرنامجه محطة مصر الذي وصفناه بأنه كتيبة سارت عكس التيار فأعادت لخالد سعيد حقه
معتز مطر لم يكن يدرك أن هناك ما يصنع الفارق في اللحظات الأخيرة فمن الممكن أن يكون وليد دعبس ومودرن سبورت سعداء بإثارة معتز مطر لنقاش ساخن حول موضوع ما لكن في النهاية سعادته هذه تترجم إلى نسب مشاهدة أكثر وبالتالي إعلانات أكثر وأغلى ثمنا ويظل هذا الوضع قائما إلى أن نصل للخط الأحمر الذي وصل إليه أحمد بهجت وقناة دريم من قبل ، والخط الأحمر ستعرف أنك قد وصلت إليه في التو واللحظة ، أحمد بهجت علم بأن قناته وصلت للخط الأحمر عبر خطاب من البنك يطالب بمراجعة حساباته ومديونياته وكان الرجل حصيفا فأنهى عمل أحد مقدمي برامجه المثير للقلاقل (وهنا أنا أشير لما حدث مع حمدي قنديل رغم أننى لا أستسيغ كل ما يذهب إليه وتمثيله دور الشهيد الدائم) وفي حالات أخرى كان من الممكن أن يكون الوصول للخط الأحمر يبدو واضحا مع تراجع نسبة شراء الإعلانات أو مطالبات متأخرة بحقوق مالية مسكوت عنها لمدينة الإنتاج الإعلامي
في حالة معتز مطر ووليد دعبس لا نعرف سيناريو إعلان الخط الأحمر الشهير لكن ما نعرفه جيدا أنه كان هناك (كارت أصفر ) قبل ذلك إنتهى إلى أجازة صيفية طويلة قضاها معتز مطر في الإسكندرية لكنه لم يستطع كبح جماح نفسه فذهب إلى جلسة محاكمة خالد سعيد كأنه يقول للجميع : سأبقى على ما أنا عليه
معتز مطر بعد ذلك لم يتوقف فجاء لقاءه الملغى مع أيمن نور ثم حلقة يحي الجمل التى كانت هي النهاية ومعها قرر وليد دعبس أن لا القناة ولا البرناج قادرين على منح معتز مطر مساحة الحرية التى يحتاجها ليتنفس فإستدعي وليد دعبس معتز مطر إلى مكتبه وقرر أن يحول محطة مصر إلى نسخة من برنامج الحكومة الأثير (صباح الخير يا مصر) ولأن معتز مطر كان قادرا على الرد بأنه : ومنين ييجي الخير لكنه اكتفي بالرفض واكتفي وليد دعبس بأن يعرب عن أسفه لمعتز مطر عن حلقة يحي الجمل التى وجد وليد دعبس أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء
النهاية كانت محتومة والعلاقة كان لابد أن تنتهى فمعتز مطر يمارس الإعلام بمنطق الحرية والفضائية التى بشرتنا بأنها (مصرية 100%100 ) أثبتت أنها قومية حكومية 100%100 ومثلما قلنا عن الأهرام أن سياسة التحرير تحددها جهة التمويل فإنه يبدو أن الأهرام ليست وحدها في ذلك وأن كل الإعلام الرسمي و الخاص في النهاية يخضع لنفس النظرية
هل يمكن أن أقول أن محطة مصر ومودرن سبورت ووليد دعبس كانوا مخطئين وكان لابد أن يخوضوا مواجهة شاملة على طريقة : والله زمان يا سلاحي؟
بالطبع لا فبشئ من العقل لو حدث ذلك فإننا لن نقدم جديد، معتز مطر في هذه الحالة لن يجد لا محطة مصر ولا قناة مودرن بالكامل ليك يقدم فيها برنامجه إضافة إلى آخرين لا يتحدثون في السياسة ومنشغلين في هموم الكرة والبرامج الترفيهية فهنا وفي الدول التى على شاكلتنا ليس من البطولة أن تنتحر دون أن يحقق إنتحارك فارقا ، الناس هنا ضعيفي الذاكرة بشكل ملفت ولو أغلقت مودرن مصر بالكامل لن تجد من يتذكر بعد شهر أنها كانت موجودة طالما أن هناك قنوات أخرى مازالت تبث عبر الدش أو الوصلة الشعبية
لا يمكن أن ألوم معتز مطر على إصراره على ممارسة إعلام حر شهدنا له جميعا ولا يمكن أن ألوم وليد دعبس على خوفة على قناته التى يمكن أن تختفي بين ليلة وضحاها
اختصارا لا يمكن أن نتهم أحدا فيما يخص إغلاق بوابة للحرية كنا نتنفس منها عبر برنامج محطة مصر وكنا نجد لها طريقا سهلا لبعث الشكاوي والتواصل ولن أنسى تعاطف معتز مطر مع قارئة (مرفوع من الخدمة) سهام كمال التى تواصل معها مرارا حتى ينصفها ضد شركتها التى خصخصوها على عادتهم ، هذه القارئة لم تجد مشقة في التواصل مع معتز مطر مع وعد بإثارة مشكلتها عقب العيد وعندما عرضت عليه أن أحول له مثل تلك المشكلات كان أكثر من مرحب ، سهام كمال لن تعرض مشكلتها والشهيد خالد سعيد لن يظهر على شاشة مودرن مصر ثانية لكن هل تحقق لهم ما أرادوا؟
بالطبع لا لسببين أولهما أن هناك حالة من حالات التعاطف مع الإعلام البديل ممثلا في مدونات الرأي المصرية التى لا تنتظر إعلانات ولا حسابات شخصية
وثاني هذه الأسباب أن من تسببوا في رحيل معتز مطر عن مودرن مصر يمكن أن يجدوه في القناة التى تثير الذعر الجزيرة أو غيرها وهناك قنوات مثل تلك لا حسابات محلية مصرية تخيفها ولا تقيم وزنا لخطابات تسوية البنوك ولا تعتمد في تمويلها على حصة إعلانية لكنها للأسف تتبع أجندة خاصة بها ووقتها لن نلوم غير أنفسنا
عامة اثق أننا سنرى معتز مطر على شاشة قناة أخرى أكثر قوة وقدرة على المواجهة كما أثق أن محاولات إخفاء نور الشمس يمكن أن يحدث يمسك بمظلة فوق رأسه لكن الوطن كبير ولا توجد مظلة على مقاسه
شكرا للصديق معتز مطر على كل حلقات محطة مصر التى أمتعنا فيها بإعلام حر بعيدا عن سيرك التوك شو المستمر الآن وشكرا لكل من سيتيح لهذا الإعلامي فرصة الظهور مرة أخرى بمحطة مصر جديدة مهما كان اسمها لكن أخيرا ولا تعتبروا هذه دعوة أو تحريضا:
لقد مسحت ترددات قناة مودرن من كل أجهزتي وهذا أمر خاص بي فقط فلن أساهم في مشاهدة إعلانات وحلقات ذكر وإعلام مكمم تحت شعار مصرية مية في المية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق