تطورات قضية خالد سعيد قبل جلسة المحاكمة الأولي للمخبرين (ملف كامل)
أسرار بلاغ تامر السيد صديق خالد سعيد ضد الضابط أحمد عثمان
هل يدفع المخبرين بأنهم مجرد منفذين للأوامر فقط عندما تضيق الدائرة
لماذا يتحدث دفاع المخبرين عن الإشاعات ولا يتطرق للقضية
لماذا إعترض الرائد محمد ثابت على تحريز النيابة للكارتة الجنائية لخالد سعيد
هل يمكن صدور قرار بحظر النشر في القضية
صور المخبرين المتهمين في قضية خالد سعيد
قضية خالد سعيد شهيد الطوارئ لا تنتهى وكل يوم تكتسب دفعا جديدا سواء عبر الناشطين الذين يريدون أن تتسع القضية لتشمل أسماء لم تذكر في قرار الإحالة أو عبر سخافات ينطق بها دفاع المخبرين فيزيد الطين بلة وله كل العذر فقد تسلم أوراق قضية صدر فيها الحكم مقدما والمتهمين لا يختلفون كثيرا عن المسجلين الخطرين مع كل العداء الذي يحمله الشعب المصري لوظيفة المخبر وكل المرارة التى ينظر بها لوظيفة أمين الشرطة
دفاع خالد سعيد يبدو أنه قرر أن يترافع أمام المحكمة بطريقة الصوت العالي والتلميح والإدعاء على الغير وعبارات الغمز واللمز وهو ما بدا ظاهرا من البداية بالحديث الكاذب حول يهودية شقيق خالد سعيد ثم الحديث عن تهييج أمريكا وكلها كما نرى أشياء جرى الرد عليها حتى قبل أن تعقد المحكمة لكن المثير للدهشة هو ما يسبق جلسة المحكمة من تحركات يمكن أن نرى فيها أن ضباط قسم سيدى جابر بدأوا التصرف على طريقة : يا روح ما بعدك روح
في البداية كانت هناك شكوى من ترهيب الأهالي في منطقة الحادث وحثهم على عدم الشهادة خاصة أن القضية مازالت مفتوحة لكل الإحتمالات ومن الممكن أن يزج بإسم أي ضابط في القضية لتبدأ سلسلة أخرى من عمليات استدعاء الشهود لا سيما وأن هناك إجماع من الأهالي على أن قسم سيدي جابر مارس على مدار سنوات سياسة أمنية قاسية في منطقة سلطته مما أوغر صدور الأهالي على القسم حتى قبل مقتل خالد سعيد
الجديد أن عمليات ترهيب الشهود التى بدأت بتهديد إبن صاحب السيبر بعد خروجه من غرفة رئيس النيابة وهو ما اضطره للعودة لرئيس النيابة ليأخذ تعهدا على ضباط سيدي جابر بعدم التعرض مازالت تتواصل ولكن بصورة مختلفة
هذه المرة تعرض تامر السيد عبد المنعم مصطفي إلى واقعة ضرب من قبل أربعة أشخاص وهو ما قد نعتبره عاديا ويحدث كل يوم لكن تامر هو أحد أصدقاء الشهيد خالد سعيد وتردد خلال الفترة الماضية أنه صرح بأنه على صلة بشهود عيان شاهدوا ضابط مباحث قسم سيدي جابر أحمد عثمان في مكان الجريمة مباشرة بعد مقتل خالد في حين أن أحمد عثمان أقر في تحقيقات النيابة أنه كان في (الراحة) ولا علم له بالموضوع
أما ما يثير الشكوك بالفعل أن القائمين بالإعتداء على تامر هم أربعة أشخاص حددهم بالإسم ومنهم شاهدان شهدوا لصالح الشرطة أمام النيابة واتضح أنهم مسجلين جنائيا وطعن دفاع خالد على شهاتهم بأنهم يعملون مرشدين لدي المباحث
تامر الذي كان يسير في منطقة كليوباترا صباح الثلاثاء فؤجئ بأربعة أشخاص يقومون بمهاجمته بقسوة وهو ما أسفر عن إصابات في العين والرجل كما قاموا بسرقة حافظة نقوده وإثبات شخصيته وهددوه بأنه: "لو جاب سيرة الرائد احمد عثمان مش حيحصله كويس"
ولأن غطاء الخوف يبدو أنه قد رفع عن المواطنين في الإسكندرية التى صار أهلها مصرين على عدم التهاون فقد أرسل تامر تلغرافا إلى المحامي العام لنيابة إستئناف الإسكندرية بعد الواقعة مباشرة طالبا من المحامي العام حمايته من تهديدات أحمد عثمان
لم يكتف تامر بذلك بل تقدم صباح اليوم الأربعاء ببلاغ إلى المحامي العام لنيابات الإسكندرية بالواقعة والبلاغ ضد الضابط المدعو أحمد عثمان والمتهمين بضربه :شريف وياس أبو العلا وإبراهيم النونو وحصل البلاغ على رقم 2642 عرائض المحامى العام لنيابة استئناف اسكندرية
تامر الذي أدرك أن الخوف لا يحمي صاحبه وقرر أنه لن يمشى جنب الحيط ثانية توجه إلى المستشفي الميري بالإسكندرية وسجل دخوله بها ليصدر التقرير المبدئي بعد حجزه بحجرة الطوارئ بالمستشفي مشيرا لشبهة ما بعد الإرتجاج وتم حجزه من الثانية ظهرا وحتى صباح الأربعاء حيث أجريت له أشعة مقطعية وعادية وتم الكشف على عينيه وتحرر بذلك المحضر رقم 59 أحوال مستشفي الميري
ما يمكن أن نراه واضحا إذا صحت الوقائع أن ضباط سيدي جابر بدأوا يشعرون بالخناق يضيق حول رقابهم خاصة بعد إحالة الكارتة الجنائية المزورة الخاصة بخالد سعيد والتى قدمها الضابط المدعو محمد ثابت بنفسه إلى النيابة التى تحفظت على الكارتة وسط اعتراض محمد ثابت الشديد
أيضا بدأ حديث يدور حول أن المخبرين واهلهم يتحدثون عن أنهم لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم وأنهم مجرد منفذين للاوامر وهو ما يثير المخاوف طبعا من أن يبدأ المخبرين مع تطورات القضية في الدفع بأنهم مجرد منفذين للأوامر خاصة مع الضغط المنتظر عليهم من قبل دفاع خالد سعيد والذي تحدث عن شهود جدد سيقدمهم للمحاكمة ووقائع وإثباتات لم يجد الدفاع أنه من الملائم أن يقدمها في النيابة كحفاظ على أوراق في جعبته للحظة الأخيرة والحاسمة ومن المعروف أن المحامين مجال عملهم وإبداعهم هو مرافعات المحاكم وليس التحقيق الذي يدور في النيابة
نشطاء صفحة خالد سعيد على الفيسبوك تجاوزوا 200 ألف مصري
كثير من الأحاديث أيضا يدور حول إحتمالية صدور قرار بحظر النشر في القضية مع بداية المحكمة في نظر القضية لكن يبدو أن قرارا مثل ذلك لن يصدر فقضية خالد سعيد تمت إدارتها بعيدا عن الفضائيات والجرائد التى لم تسهم في الأمر بكثير عدا برامج قليلة أبرزها برنامج محطة مصر الذي يقدمه معتز مطر أما الإسهام الأكبر والمحطة الإعلامية الكبري للحدث فدارت ومازالت على شبكة النت وهي جبهة من المستحيل فرض قرار عليها ومنعها من النشر وهذه الجبهة مازالت حتى الأن محافظة على صدارتها في بث الأخبار والتحركات وبالتالي فإن أي حديث حول حظر النشر ما هو إلا حديث عن منع وسائل إعلام متعاطفة مع جهاز الشرطة من النشر وليس منع وسائل إعلام متعاطفة مع خالد سعيد وهنا فإن قرارا بحظر النشر سيكون مردوده مجرد نصرا جديدا لنشطاء خالد سعيد الذين يقومون الدور الإعلامي عن طريق النت وأوراق النقد والتظاهرات الصامتة
فيزا زوجة شقيق خالد سعيد بالحجاب
أما أكثر الأشياء مثارة للسخف فهو حرب الإشاعات الذي تتعرض له عائلة خالد سعيد بصورة منظمة فتارة قام البعض بجمع تبرعات بإسم الأسرة وهو ما يسيئ إليها خاصة أن أسرة خالد سعيد أسرة ميسورة الحال وليست في حاجة إلى تبرعات وأصبح الأمر يبدو كمحاولة توريط لإسم خالد سعيد في الأمر لا أكثر ولا أقل
أيضا ما لجأ إليه البعض من القول بيهودية شقيق خالد سعيد وهو ما أثبت أحمد سعيد أنه غير صحيح من خلال جواز سفره وعقد الزواج بينه وبين زوجته
أخيرا تفتق ذهن البعض بإشاعة أن د علي قاسم قام بإلغاء التوكيل الممنوح لمركز النديم لحقوق الإنسان وهو ما لم يحدث وتم نفيه علاوة على أن مركز النديم لحقوق الإنسان من حقه القانوني أن يتدخل في القضية لأن قضايا التعذيب لا تشترط توكيلا رسميا ويمكن لأي مواطن الإبلاغ عنها ومتابعتها والإختصام فيها لأنه في النهاية يعد صاحب مصلحة
ما يهمنى هنا أن هناك حراكا حتى على مستوى ضباط يشاع تورطهم ويبدو أن تحركهم يتم دون أوامر من الشرطة بل بمبادرات فردية منهم فلو صح القول بأن أحمد عثمان هو من وراء الإعتداء على تامر فإن الأمر يكون قد اتضح من حيث أن جهاز الشرطة قرر أن ينأي بنفسه عن التورط في محاولة تغيير الاحداث والدفاع عن فساد موجود فلم يجد هؤلاء سوى التحرك بإستقلالية تامة من خلال مجموعة من المسجلين بعد أن تجردوا من كل أسلحتهم على ما يبدو
قضية خالد سعيد التى أصبحت مثالا على ما يمكن أن يفجره الإعلام البديل وما يمكن أن يمارسه المجتمع المدني من ضغوط خاصة في محافظة مثل الإسكندرية لها خصوصيتها التى تنبع من إقليم البحر المتوسط المشهور بسرعة الغضب وتقلب المزاج وصعوبة السيطرة على قاطنيه يبدو أنها مرشحة لمزيد من التضخم خاصة أن كثيرا ينتظرون بداية جلسات المحاكمة ليدخلوا على الخط
خالد سعيد صنف على أنه دليل على التأثير الذي يحدثه الفيسبوك بي بي سي العالمي
أما على صعيد التحركات المدنية فقد أصبح يوم الثالث والعشرين من يوليو القادم ليس إحتفالا فقط بثورة يوليو لكنه على ما يبدوا سيصبح يوم أكبر وقفة سوداء صامتة لناشطي خالد سعيد الذي استطاع تحريك الألاف من داخل قبره مطالبا بعدالة افتقدها حيا ويبحث عنها ميتا ومن يدري فقد يكون خالد سعيد الذي أصبح أشهر اسم في مصر الآن وأكثر صورة متداولة على فضاء النت هو رمز للحريات المدنية أو نقطة فاصلة في شكل تعامل الشرطة مع الشعب
صورة لما طلب من ناشطي الوقفة الصامتة أن يطبعوها ويحملوها يوم 23 يوليو
الجميل في التحرك الذي قاده ناشطوا الفيسبوك هو إصرارهم على عدم مخالفة القانون وهو ما ظهر جليا من خلال طلبهم من منتسبى صفحة (كلنا خالد سعيد ) على الفيسبوك أن يطبعوا صورة من نص المادة 54 حول إباحة التظاهر وأسفلها القسم الذي يؤديه ضباط الشرطة وفي أسفل الصفحة الحالات التى حددها القانون لإستخدام قانون الطوارئ
لم يتوقف ناشطي خالد سعيد على الفيسبوك عند ذلك بل وجهوا الدعوة إلى المحامين للنزول معهم في وقفتهم القادمة التى يركزون فيها على الإسكندرية بإعتبارها المحافظة القائدة في هذه القضية والتى يجب أن تشهد الزخم الأكبر في القضية مع اصرارهم على أن تحركاتهم سلمية وستظل كذلك دون مواجهات وهو ما قد يرهق الأمن الذي يواجه الأن أشكالا جديدة من التظاهرات لم يواجهها من قبل
أم خالد سعيد تمسك بصور المخبرين المتهمين في شرفة منزلها
أيضا هناك تأكيد على أن عائلة خالد سعيد ستنضم إلى مظاهرة الصمت يوم 23 يوليو وكانت والدة خالد سعيد قد فوجئت أمس بحشود من الناشطين في مظاهرة سلمية أسفل منزل خالد سعيد بمنطقة كليوباترا رافعين صور خالد سعيد وصور المخبرين المحالين للجنايات بينما وقفت والدته في شرفة منزلها ممسكة بجريدة اليوم السابع التى انفردت بنشر صور هؤلاء المخبرين في مشهد عاطفي مثير للشجن والحزن
ويبدو أن الإسكندرية مازالت تصر على أن تكون عروس المتوسط فحتى في غضبها تهتم الإسكندرية بالشكل العام واللون والتنظيم الصارم فهناك توجهات بإرتداء السواد وعدم التطاول أو الهتاف مع تحديد أماكن للوقفة الإحتجاجية بناء على إستفتاء أراء انتهى إلى أن تكون الوقفة الرئيسية أمام سان ستفانو أحد أشهر معالم الإسكندرية حاليا والذي يرتاده السياح بكثافة وهو ما قد يعيق الأمن عن استخدام أساليب عنيفة في مواجهة نشطاء الوقفة الصامتة إلى جانب أن هناك بعض من نجوم المجتمع قرروا النزول للوقفة وأيضا العديد من وسائل الإعلام العالمية التى تتابع أخبار خالد سعيد ربما أكثر مما تتابع أخبار البيت الأبيض هذه الأيام
ملحوظة: يسعدني تماما تلقي ونشر تعليقاتكم حول هذا الموضوع في حدود الأداب العامة والصلاحية للنشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق