من أجل حفنة مخبرين
لا أدري كيف تتحول دولة كاملة ألى فريقين متصارعين كل في مواجهة مع الآخر وكل ذلك من اجل حفنة مخبرين نشكوا جميعا من جهلهم وسوء تعاملهم مع الجمهور ومع الأحداث
المخبر في مصر هو وظيفة غير محبوبة وتاريخها في مصر تاريخ كريه منذ قيام الثورة الميمونة التى جعلت البعض باشاوات والبعض باكوات لكنها احتفظت ببقايا من النظام الشرطي السائد في العهد الملكي وكان من أسوء ما احتفظت به نظام المخبر
المخبر المفترض فيه أنه شخص يؤدي مهام الشرطة السرية متنكرا في ملابس مدنية مهمته حفظ الأمن والنظام وهو في حد ذاته يعتبر (كمين) للخارجين على القانون ...على الأقل هذا هوا المفترض لكن الواقع شئ آخر
في كل قسم تفاجأ بأنك أمام شخص مدني رث الملابس ضعيف الثقافة ممتلئ الجسم يتعامل مع الجميع بطريقة فظة وله نفوذ معلوم على أصحاب المحلات لأسباب يعلمها المخبر وأصحاب المحلات والنتيجة أنك تضع قطعة من أرض وطنك تحت سلطة هذا الشخص الذي انتفت عنه صفة السرية وأصبح اسمه مسبوقا في الشارع بلقب(عم) أو الصول فلان
انتفاء صفة السرية لا يهم المخبر في شئ بل يسعي هو اليه سعيا فهو في طريقه لممارسة مزيدا من النفوذ والسطوة يظهر للجميع أنه (ميري) وبقدر علو صوته وغلظ كفه تكون مهابته مفروضة في منطقته
المخبرين دائما متهمون بكثير من التهم التى تبدأ من الفساد ولا تنتهي بالتعذيب بل وكثيرا ما يورطون ضباطا نتيجة لتجاوزاتهم الفجة في مشاكل لا حصر لها نتيجة قلة ثقافتهم وانقطاع تدريبهم والعديد من الأسباب الشخصية التى تتعلق بنشأتهم ومستوياتهم الإجتماعية
أما أسوء شئ نعانيه حاليا أن دولة بأكملها تتعرض لحالة من الغضب بسبب إثنان من المخبرين يقطع الجميع بأنهم مارسوا عنفا موجها ضد مواطن
كان من الأفضل أن تتخلص وزارة الداخلية من أمثال هؤلاء وتحيلهم لتحقيق عادل ومن الأفضل تماما أن تبدأ الداخلية في ممارسة إنتقاء أفضل لعناصرها في أسفل سلمها الوظيفي حتى لو احتاج الأمر لمزيد من الإعتمادات والميزانيات لأن الوقوف والتجمد عند هذا الشكل من التنظيم يضر كثيرا بالمجتمع والشرطة في وقت واحد
محمد علي باش مؤسس مصر الحديثة لم يستطع أن يصنع مصر التى تحدث عنها الجميع إلا عندما تخلص من نظام عسكري سابق عماده الإنكشارية ونظم جيشا حديثا كان أداته الفعالة لحماية مصر وتوسعها والآن نحن مطالبون بأن نعيد النظر في نظام شرطي يعتمد كثيرا على شكل من أشكال الإنكشارية ضعيفة الثقافة والتعليم يلحقون بوزارة كاملة وبلد كامل الأذي لأنهم لا يستطيعون التعامل مع المواطنين إلا بالطريقة الوحيدة التى يجيدونها ووفق قاموس لفظي لا يعرفون غيره
حبيب العادلي أقدم على ادخال العديد من المستحدثات على جهاز الشرطة وهو يوالي تحديثه وفق منهج علمي وأثق أن من ضمن التحديثات القادمة في الجهاز ستكون التخلص من هذه الإنكشارية البغيضة التى تكاد تشعل الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق