الأربعاء، 2 يونيو 2010

مقولة ثبت كذبها تقول: محدش بيبات من غير عشا


مقولة ثبت كذبها تقول: محدش بيبات من غير عشا
لا نريد تغيير ولا انتخابات : بعض الطعام يكفي


لا أدري لماذا كلما سمعت كلمة تغيير تحسست مسدسي ..لا أقصد أننى أرفض التغيير في حد ذاته لكننى أخشي من فكرة التغيير بصفة عامة في مجتمع مثل مصر كل تجاربه مع التغيير كانت من سئ الى أسوء و أكبر تغيير على ذلك التغيير الذي تم على يد ثورة يوليو التى بدأت بالحديث عن التغيير ثم طبقت على أرض الواقع مبدأ (التغييب) وأصبحنا مقتنعين بأننا أكبر قوة على وجه الأرض ولدينا القاهر والظافر وسنحارب اسرائيل ومن وراء اسرائيل ثم انتهاء بخطاب ...لا تتنحى الشهير
نحن لسنا بحاجة الى تغيير فالتغيير ترف سياسي ليس لنا أن ندفع نفقاته لكننى أعرض الى أشياء نحن في حاجة اليها فعلا فلا تجعل بداية المقال تستفزك وتجعلك تسير وراء فكر المؤامرة
ببساطة كان لدينا مقولة في مصر وهي : محدش بيبات من غير عشاء
هذه المقولة التى تعد إحدى ضوابط النستولوجيا الشعبية تحولت الى خرافة فهناك الكثيرون ممن يبيتون دون عشاء ولا حتى غداء ولا يعرفون متى سيتناولون طعامهم ويمكن أن تجري تجربة بسيطة على أرخص وجبة مثلت الحماية للمصرين ضد شر الجوع على مدى حياتهم وهي طبق الفول والطعمية
أسرة من أربعة أفراد رجل وزوجة وطفلين سيحتاجون الى 12 رغيف خبز و12 قطعة طعمية وقليل من الفول وأربع خيارات وقطعتى طماطم وكفي



الوجبة بهذا المستوى ستتكلف ما يوازي عشرة جنيهات عدا تكاليف المواصلات وبالتالي فأنت تتكلم عن موظف راتبه الأساسي اذا كان شريفا ولا يفتح درجه كل لحظة هو 400 جنيه ووفقا لهذا المعيار المتدني فهذا الرجل يحتاج 300 جنيه شهريا ليوفر لأسرته وجبة واحدة من الفول والفلافل وبعض الرفاهية المتمثلة في الخيار
لم نتحدث عن أن من طبيعة البشر تناول الإفطار ولا عن أن هذه الأسرة تحتاج لتناول العشاء وأنهم حرصا على رشاقة القوام سيضربون عن تناول هذه الوجبة
هذه الأسرة لو كانت تستقل ترام الحكومة في انتقالاتها اليومية وتفضل التمشية في المشاوير القريبة فيجب أن تضيف الى ما تحتاجه 100 جنيه للمواصلات


أسرة مثل هذه وهي تمثل بالمناسبة السواد الأعظم من المصريين ، أسرة مثل هذه سترتدي ما يجود به الآخرين (اذا كان مازال يوجد أخرين) ولن تدفع هذه الأسرة قرشا لشركة الكهرباء لأنها ببساطة ستعيش على لمبة الجاز ولا تعرف شيئا عن التليفزيون كما أنها يتوجب عليها أن تسرق الماء لأن دفع تكاليف الفاتورة الشهرية للماء قد لا تدخل ضمن قدرتها وهذه الأسرة يجب أن يعتاد أفرادها على حمل زبالتهم وإلقائها في الشارع توفيرا لنفقات الزبال ولن يذهب أطفال هذه الأسرة للمدارس كل يوم عملا بتوفير نفقات المواصلات ولم احدثكم عن أموال يدفعها رب هذه الأسرة في القلم الرصاص والكشكول والأستيكة
هذه الأسرة بالمناسبة لا تعرف شيئا عن البرادعي لأنها تتعامل مع الفيسبوك وجهاز الكمبيوتر بإعتباره يشبه الصعود الى القمر كما أنها لا تشاهد حلقات عمرو أديب ولا أناقة منى الشاذي ولا تنطع صاحب البيت بيتك الذي أصبح مصر النهارده

هذه الأسرة علاقتها بالسياسة تشبه تماما علاقة هيفاء وهبي بالظواهري وبن لادن وعليه فهذه الأسرة لا تعرف شيئا عن التغيير ولا تريد أن تعرف وهي موافقة على أي شئ قد يضيف الى مائدتها العامرة قليلا من الدسم أو يدخل ضمن اهتماماتهم الفاكهة التى يقرأون عنها في كتب المدرسة لكن الحديث عن التغيير وأيمن نور وأشيك رجل في مصر حمدين الصباحي لا يدخل في اهتمامات هذه الأسرة
هذه الأسرة ترتدي الزوجة فيها الحجاب أو النقاب ليس اقتناعا لكن النقاب أثبت أنه بالفعل يداري خلفه الكثير من الملابس المرقعة والوجوه التى لا تعرف شيئا عن كريمات العناية بالبشرة والشعر الذي لم تمسه يد مصفف من قبل ولهذا ترفع الزوجة في هذه الأسرة شعار (النقاب هو الحل)


من الطبيعي أن تحلم هذه الأسرة بحياة أفضل لكن لأنها تدرك أنه حلم فهي تقتنع بأن ما يروجه كثيرون عن أن الأغنياء غير شرفاء ومصيرهم النار بينما مصير الفقراء المكافحين الجنة ، زد على ذلك أن هذا يمثل لهم تماما ما يمثله الحشيش وغيره من المخدرات لمن يستطيع الحصول عليه فهذه الأسرة تنتظر الموت منذ ولادتها لأنها تستعجل هذه الجنة وطعامها لأنها لم تعرف على الأرض سوى طعم الفلافل المصنوعة بزيت السيارات
في وسط هذه الأسرة لا مكان لأنصار البرادعي ولا مكان أيضا للحزب الوطنى ولا مكان لأي توجه سياسي فالبطون الجائعة لا تستطيع التفكير والوجوه التى لم تحظي بالغسيل عند الإستيقاظ من النوم تظل نائمة عن كل شئ في انتظار النوم الأبدي
هذه الأسرة هي معظم مصر المحروسة التى لا تعرف عن ماذا تتحدثون ولا أي تغيير تحلمون به ولا تعرف عن المظاهرات سوى ما كانت تعرفه زوجة سي السيد عن مظاهرات الطلبة أيام الاحتلال الإنجليزي
نسيت أن أقول لكم أن هذه الأسرة لا تتأثر بتقلبات أسعار اللحوم واختفاء الحشيش وزيادة اسعار السجائر فهي اسرة نباتية وتكره الحشيش وتقاطع السجائر لأنها تدخن طيلة النهار رغما عنها دخان المواصلات الخربة والمصانع القريبة من اماكن سكنها ولا تنتظر سوى الموت الذي يمكنها من وجبة لحم وفاكهة وبعض المتع التى سمعت عنها في حواديت قبل النوم

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا