دموع صاحبة الجلالة
محفوظ عجب 2010 أسوء بكثير من محفوظ عجب القديم
عندما تتحول صحيفة إلى مطبوعة ورئيس تحرير إلى باش كاتب
رواية رائعة تلك التى وصفت مرحلة من مراحل العمل الصحفي أختصرت فيه الكلمات إلى ثناء وحمد وتسبيح بحمد أصحاب النفوذ وحذفت فيه كلمة رأي من قاموس الصحافة
الرواية الأصلية كانت تحكي عن نموذج فردي قرر أن يصعد إلى أعلى السلم دون أن يكون موهوبا ولا مستندا إلى عائلة صاحبة نفوذ وفي طريقه إلى أعلى السلم جعل من تنازله عن كرامته درجات يقفز عليها و اهتم بجمع المعلومات عن رؤسائه : ماذا يعجبهم ، نوع النكت المناسب لأمزجتهم، كيف يتقرب منهم، وما هي الخدمات التى يمكن أن يقدمها كي يحصل في المقابل على مزيد من الصعود
الرواية الأصلية وصفت حالة فردية نجحت في رحلة صعود سريعة لا شئ يساعد بطل الرواية غير لسانة المعسول واستعداده لفعل أي شئ لنيل الرضا السامي لكن الآن وعام 2010 تغير الأمر كثيرا
لم يعد محفوظ عجب طفلا يحبو في محراب صاحبة الجلالة بل أصبح رئيس تحرير ، ولم يعد مضطرا للإنتظار طويلا في أي حفلة إلى أن يقدم العشاء الذي يقيه شر الجوع باقي الليل كما محفوظ عجب استطاع أن يصل إلى كرسي رئاسة التحرير بصرف النظر عن أنه حول مؤسسته من جريدة يومية إلى مجلة حائط وبغض النظر عن أنه قضي على الصف الثاني والثالث وحول صحيفته إلى مستويين إثنين لا ثالث لهما رئيس تحرير وصف طويل من الفراشين والكتبة
محفوظ عجب لحم كتافه من خير الحكومة ولذلك فهو لا يطيق أي نغمة لا يري فيها ختم النسر ولا يستطيع الإستمتاع بأي نغمة سوى نفخات البروجي ولا ينطق مصر إلا بكسر الميم والضغط على الصاد
محفوظ عجب قرأ كتاب سقوط وانهيار الحضارات ولأنه لا يفهم جيدا ما يقرأ فقد اعتبر نفسه حضارة مستقلة بذاتها وقرر أنه لن يسقط ووجد الحل في أن يتحول إلى رئيس التحرير الراحل وليس السابق وفي سبيل ذلك كان لابد أن يجعل من صحيفته خرابا من بعده وهو يجيد اللعبة وفنها فلا صف ثاني ولا ثالث ولا توزيع يعول عليه ولا كاتب له وزن وكل ما يجيده هو نشر أسئلة الثانوية العامة ونتائج الإمتحانات وبعض الغزل السخيف لجيب القارئ على طريقة قراءة الفنجان
محفوظ عجب في دفاعه غير المبرر عن كل شئ تقوم به الحكومة وحزبها لا يفرق بين الوزير والخفير فالمهم أنه يحمل صفة رسمية
محفوظ عجب لم تعجبه وقفات شباب الفيسبوك ولا ما يقومون به وهو حر في رأيه لا شك ، ولم يقتنع بأن خالد سعيد شهيد الطوارئ وهو حقه أيضا لكن ما هو ليس من حقه أن نكون مجبرين على قراءة سخافاته
يمكن أن تعترض قائلا مادام قلمه لا يعجبك يمكنك أن لا تشتري الجريدة وردي هو أن هذه الجريدة تصدر بأموال دافعي الضرائب أي من جيوبنا الشخصية وهذا المحفوظ عجب يأخذ راتبه ويستقل سيارته على حسابي الشخصي ولذلك من حقي أن أرفض أن أدفع لهذا السخيف مرتبه الضخم ومن حقي أن أطلب إغلاق هذه الجريدة أو خصخصتها كما تفعل الحكومة مع أي شئ لا يربح كما أننى أتسائل لماذا لا تغلق هذه الصحيفة وأمثالها التى لا نعرف بها سوى مصادفة ولا أقابل من يقرأها ولا أقابلها إلى عندما أشتري بعض الفلافل أو الفسيخ فيطالعنى اللوجو المعروف لها على الورق الذي لف به الفسخاني الرنجة
محفوظ رجب : أما آن لك الرحيل؟
ملحوظة: مازلت مصرا على عدم ذكر اسم محفوظ عجب الحقيقي لأننى لا أريد أن ألوث قلمي لا بإسمه ولا بإسم جريدته وأترك الأمر لفطنة القارئ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق