الأربعاء، 12 مايو 2010

دليفري الحشيش خدمة جديدة في مصر


دليفري الحشيش خدمة جديدة في مصر


لا يمكن أن أسميها مغامرة كما لا يمكن أن أتجاهل حدوثها وأمر عليها مرور الكرام، جميعنا في الفترة الماضية علمنا سواء عن طريق الصحف ووسائل الإعلام أو من خلال أصحاب الشأن أنفسهم أن الحشيش في مصر وللمرة الأولي في التاريخ المصري المعلوم أصبح سلعة نادرة لا يجدها أصدقائنا من الحشاشين
ومصر معروف عنها أنها تقدر الحشيش كمخدر أخذ صفة المخدر الوطنى لعقود طويلة ولم يصبح في الأغلب الأعم سبة في جبين من يتعاطاه وفي عرف الكثيرين فمثله مثل السجائر دارج الإستخدام خاصة في ليالي الأفراح النادرة في حياة المصريين
بشئ من التقزز أنظر عادة الى الحشاشين وهم يهمون بلف سجائرهم أو غيرها من طرق الإستعمال الأخري لكن ما أثارني في الفترة الماضية هي ليلة قضيتها عند صديق لي لم يتوقف عن الحديث عن أن هذه الحكومة يجب أن ترحل ، لم يكن سبب حنقة على الحكومة وغضبه عليها هو ارتفاع سعر اللحم ولا مصر التى أصبحت تقف بكل أطيافها على رصيف مجلسي الشعب والشورى ولا الرغبة في التغيير لكن السبب الذي كان يتكلم عنه بمنتهى الجدية هو أن هذه الحكومة على حد قوله تصر على العكننة على الشعب

حكومة نظيف دي حكومة فاشلة ودت البلد في داهية...تخيل لما السيجارة الواحدة تقف عليك بعشرين جنيه وياريت تلاقيه أصلي
هكذا كان يبرر بإصرار مطالبته برحيل حكومة نظيف التى قد اوافقه الرأي على أنها حكومة لا يحبها الشعب المصري لكن السبب كان مثيرا للعجب
وسط حالة العصبية التى كان يتحدث بها كان يمسك بموبايله بين وقت وآخر ويخرج الى الشرفة ثم يعود
الموقف أثار دهشتى فأجاب:
ما أنا لازم أفك دماغي شوية ولا حنقضيها عكننة على طول ...حاجة في الفن كده ..يقصد في التفاريح بلغة اخرى
بعد دقائق عزف خلالها عن السجائر رد عليه الطرف الذي يحاول مكالمته منذ وصولي وخرجت الكلمات الغريبة من فمه وسط دهشتى:
أه حرف ورقم... طب بكام ...ماشي رن لي أول ما توصل أنزلك بس على فكرة الأسانسير اتصلح خلاص...ماشي مستنيك
ثم عاد الى مقعده وجلس بشئ من الإرتياح وهو يقول:
ما أنا لازم أتصرف
دقائق ورن جرس الباب وانطلق مسرعا نحو الباب يفتحه بلهفة ويرحب بالزائر الذي دخل الى مجلسنا
كان شابا أنيقا ربما بشكل مبالغ فيه يمسك في يده موبايل حديث (ليس صينى بالمناسبة) وجلس الشاب بينما انطلق صديقي الى المطبخ ليعود حاملا كوبا من البيبسي قدمه له فأخرج الشاب لفافة بلاستيكية من جيب الجاكت الذي يرتديه رغم حرارة الجو واختار شيئا من داخله قدمه لصديقي الذي تناوله قائلا:
مفيش كرفة زيادة؟
والكرفة كما علمت فيما بعد هي قطعة اكرامية يعطيها تاجر الحشيش للحشاش عندما يكون زبونا مستديما
نظر له الشاب ثم قطع بمهارة قطعة تكاد لا ترى قدمها لصديقي الذي وقف واتجه الى داخل الشقة ثم عاد حاملا 500 جنيه قدمها للشاب الذي نهض على الفور وسط اصرار صديقي على أن يبقى لبعض الوقت لكن الشاب كان حاسما وهو يقول أن هناك عملاء اخرين في انتظاره

أغلق صديقي الباب ثم جلس بعد أن احضر طبقا صغيرا وأشياء دقيقة وبدأ في لف سيجارة يبدو أنه اشتاق إليها كثيرا ثم اشعلها وجذب انفاسا منها قبل أن يقول:
غلوا علينا كل حاجة منهم لله
نظرت اليه وانا اقول:
500 جنيه مش كتير؟
رد ببساطة:
كان له حساب قديم عندي ، ساعات بأخد منه شكك
نظرت اليه فتابع :
ابن حلال قوي ويجيلك في أي وقت ولو دبحته ميرضاش ياخد تمن المواصلات
قلت له:
انت بقيت تطلب الحشيش دليفري؟
ضحك وهو يسعل قائلا:
ما كل حاجة في البلد دليفري اشمعنى ده


ندعوك لزيارة موقعنا عن التاريخ المصري

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا