الاثنين، 31 مايو 2010

الزواج في مصر من الكوشة الفرعونية إلى مكاتب توفير النصف الحلو


الزواج في مصر من الكوشة الفرعونية إلى مكاتب توفير النصف الحلو
مجتمع يفكر بنصفه السفلي ويصيبه الإكتئاب بسبب إختفاء الحشيش


مصر الفرعونية أول دولة عرفت فكرة الزواج مثلما كانت أول دولة عرفت كل شئ تقريبا ، حتى فكرة وجود شخص تعينه الدولة للقيام بتوثيق الزواج كان أمرا معمولا به في مصر الفرعونية وكثير أيضا من عادات الزواج المصرية هي تطور لعادات فرعونية في الأساس بداية من تزيين كوشة العروس بالياسمين الذي كان الفراعنة يتعاملون معه على أنه الزهر الذي يحمل رائحة الجنة وكانوا يضعونه في مكان جلوس العروسين (الكوشة) التى كان اسمها الفرعوني القديم هو (الكوش)
أحفاد الفراعنة أيضا يشغل الزواج جزءا كبيرا من تفكيرهم سواء كان ذلك بسبب ارتفاع تكاليفه أو بسبب شعور كثيرين منهم بأنه بات مثل الفاكهة المحرمة التى تستلزم السفر الى دول الخليج وتحمل سخافات المعيشة هناك من أجل توفير نفقات الزواج ، الزواج في مصر مكلف للغاية وصعب للغاية ورغم ذلك فمحاولة فسخ هذا العقد المكتوب بعناء سنوات جمع المال والتكاليف ، محاولات فسخ هذا الزواج لا تقل في عددها وشراستها والرغبة فيها عن محاولات عقده كما لو كنا مجتمع يهوى أن يعذب نفسه مرة بتوفير تكاليف هذا الزواج ومرات بمحاولات فسخه وجعله كأن لم يكن


المحاكم المصرية تعرف هذه الحقيقة جيدا فمصر بها خمسة ملايين قضية خلع تنتظر الفصل فيها بعضها بسبب تعدد الزوجات وعدم قبول الزوجة بفكرة (الضرة) فمصر التى تشكو مر الشكوى من عدم القدرة على توفير تكاليف الزواج لديها أكثر من ثلاثة ألاف رجل متزوج من أربع سيدات على طريقة الحاج متولي وحوالي تسعة ألاف اكتفوا بثلاثة زوجات فقط  وهي نسبة لا يمكن أن نعتبرها كبيرة نظرا لتعداد مصر لكنها نسبة موجودة

الزواج وارتفاع تكاليفه أيضا قد يكون السبب في محاولات الإنتحار التى تبلغ سنويا مليون محاولة انتحار تعود الى العجز عن توفير نفقات الزواج والبطالة وغيرها
الزواج إذن مكون رئيسي يدخل في صلب المجتمع المصري لذلك كان أحدث ما تفتق عنه ذهن الباحثين عن المال والربح هو استغلال الإسم السحري(الزواج) لتحقيق المال
قديما كان هناك من يسعي للمال عبر توفير الزوج أو الزوجة وهي ما كانت تعرف قديما بالخاطبة لكن الخاطبة تطورت وأصبح لها مكاتب وسكرتارية وبدلا من الصورة اليتيمة التى كانت تحملها معها للعروس أو العريس المنتظر أصبحت تخزن البومات صور على جهاز الكمبيوتر الخاص بها
الخاطبة الجديدة هي مكاتب الزواج وهي فكرة يبدو أنها من بنات افكار شخص شبه مفلس قرر بدأ عمل دون رأس مال ، رأس ماله في هذه الحالة شقة صغيرة وفتاة تجيد الرد على الهاتف وجهاز كمبيوتر مهمته الى جانب تخزين البيانات والصور هي إقناعك بأن الزوجة التى يقدمها لك تم اختيارها (تكنولوجيا)
في البداية يطلبون منك ملأ استمارة بها بياناتك تفصيليا وبعض الصور وبطبيعة الحال لا يتم ذلك مجانا لكن نظير رسوم وهو شئ متسق مع منطق أن كل شئ في مصر يتم مقابل رسوم

بعد ذلك وطبقا لبحث لا نعرف كيف يتم في قاعدة بيانات الشركة يتصلون برجل وأمرأة ويخبرونهم أنهم وجدوا لهم من يجده الكمبيوتر مناسبا لمشاركته ما بقى من عمره ، اللقاء الأول يتم في مقر الشركة وسط جو من الخجل خاصة أذا كانت تلك هي المرة الأولي التي يقوم فيها الشاب أو الفتاة بعرض نفسه بهذه الطريقة
في المعتاد تنتهى المقابلة إلى لا شئ خاصة أن معظم الفتيات التى يعرضن أنفسهم للزواج عبر هذه الوسيلة يكن في المعتاد على أعتاب تجاوز الثلاثين أو بعد الثلاثين بالفعل وهو الخط الأحمر المصري للزواج وإشارة الى بدء اللعب في الوقت الضائع لذلك تجرب الفتاة كل الوسائل للحصول على الزوج المناسب أو حتى شبه المناسب بكل الطرق حتى لو كانت هذه الطريقة
كما ذكرت المقابلة لن تفضي الى شئ لكن الشاب والفتاة سيكرران المحاولة التى تتكلف كل مرة في مكاتب الإسكندرية 40 جنيها للمكاتب الشهيرة وأقل بحسب شهرة المكان بينما يرتفع مقابل تلك المقابلة في القاهرة الى حدود المائتى جنيه

بالطبع هناك شائعات كثيرة تدور حول قيام مثل هذه الشركات بالإنحراف عن أهدافها خاصة أن فكرة الجمع بين رجل و إمرأة تستدعي في الأذهان الشرقية على الفور شرطة الأداب لكن ما يهمنا هنا أن هذه الطريقة تحديدا بقدر ما فيها من إهانة بقدر ما تؤدي منطقيا الى فشل العلاقة القيصرية التى أدت إليها
مكاتب الزواج المنتشرة وعدد قضايا الخلع والطلاق والنفقة إضافة الى ظاهرة الزواج العرفي تشير الى شئ واحد يجب أن نتوقف عنده كثيرا وهو أن المجتمع المصري أصبح يفكر بنصفه السفلي فقط وهو شئ متسق مع طبيعة مجتمع أصابه الإكتئاب عندما اختفي الحشيش 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا