الاثنين، 31 مايو 2010

كل رجال البرادعي


كل رجال البرادعي
منصب الصدر الأعضم لمرشد الأخوان
خناقة حمدي قنديل مع منسق حملة البرادعي على منصب وزير الإعلام
جورج اسحق وزيرا بدون وزارة


البرادعي عندما يصبح رئيسا للجمهورية لابد أن يختار وزارة تحمل توجهاته وتعمل على تحقيقها ، ونعلم بطبيعة الحال أنه في حالة الدول التى تأخذ بمبدأ تبادل السلطة وفقا للإنتخابات الرئاسية تكون لدي الرئيس مع أول يوم لتوليه منصبه قائمة ديون واجبة السداد ...لا أتحدث عن مصاريف الحملات الإنتخابية والدعاية لكن أتكلم عن الديون السياسية التى تترتب على الرئيس الجديد لمعاونيه ممن ساعدوه على إعتلاء عرش السلطة
البرادعي لو قدر له أن يصبح رئيسا لمصر (ونفس الأمر ينطبق على باقي مرشحين الرئاسة القادمين من دائرة النسيان) فيجب أن يسدد ديونه لمؤيديه وهي كثيرة


أول دائن حقيقي للبرادعي ليس الشعب المصري الذي يحاول مناصري البرادعي أن يكابروا بهذا الشأن ويغالطوا مغالطات تعتمد على ما هو معروف من اتساع اللغة العربية في هذا المجال لكن الواقع يقول أن أول دائن للبرادعي سيكون الاخوان المسلمين وهم تماما مثلما حاولوا من قبل أن ينصبوا من أنفسه وصيا على ثورة ناصر ويصبح مرشدهم (صدر أعظم) على طريقة رجال الدين في الدولة العثمانية ، هم في هذه الحالة سيكونون أكثر طمعا وأكثر حقا مما سبق فالرجل الهابط على مصر من فيينا عبر الفيسبوك ليس له تواجد حقيقي على الأرض ما لم تدعمه جماعة الأخوان لذلك فإن مطالبها منه ستكون موازية تماما لحجم الدعم الذي قدموه وهو كثير في الواقع فعندما هبط البرادعي الى أمريكا واستقبلة ثلاثين شخصا كان السبب المفهوم أن البرادعي لم يحصل على مظاهرات اخوانية هناك لأن أمريكا قلمت أظافر الإتجاهات المتطرفة الإسلامية هناك


الإخوان سيكون لهم مطالب فيما يتعلق بالحاكمية لله ومنصب شيخ الأزهر وشكل الدعوة الإسلامية ونمط الإقتصاد وإرتباطات مصر الخارجية وهي مطالب معلنه دائما ولا حياد عنها سواء كان زيد أو عبيد في مكتب الإرشاد فالجهاز الذي بناه حسن البنا يملك الآن القدرة على التحرك التلقائي بصرف النظر عن من يجلس في سدة الحكم الإخوانية سواء كان اسمها إمارة أو إرشاد أو غيره من مسميات العصور الوسطي
مرشد الاخوان سيكون صدرا أعظم لمصر بكل ما تعنى الكلمة، سيتدخل في فكرة أرباح البنوك حتما وسيتدخل في وضع المسيحيين لا شك وأيضا سيطال تدخله ملابس (الأخت المسلمة) في الدولة المصرية وهو ما يعنى أن مرشد الأخوان سيمارس كل الأدوار بما فيها تصميم ملابس السيدات والسادة


وزارة البرادعي لن تخلوا من مسيحيين بالتأكيد ليس قناعة بوحدة الوطن ولكن لأن الشكل العام لرئاسة البرادعي سيحتاج الى مثل هذا التجميل والمرشح الأول بالطبع معروف وهو جورج اسحق منسق حركة كفاية والرجل الغامض الذي حول الحركة مهما كانت تحفظاتنا عليها من حركة سياسية الى حركة مسرحية
جورج اسحق لم يعرف عنه أنه مجاهد سياسي وكان مجرد موظف مثيرا للريبة إلى أن أصبح منسق حركة كفاية وأعطي نفسه حرية التنظير لحركة حار الجميع حولها فهي ليست على أقصي اليسار ولا اليمين ولا يمكن تصنيفها سوى بأنها حركة بالفعل غامضة واكتسبت غموضا أكبر بقدوم جورج اسحق
وجورج اسحق سيحمل حقيبة وزارية أظن أنها لن تتعدي الشكل المتعارف عليه من وزير بدون وزراة أو وزير الهجرة أو البيئة وهو حتما سيقبل بهذا المنصب وسيتمسك به إلى أن يقضي الله أمرا فالرجل غير قادر على الإسهام الحقيقي في حملة البرادعي سوى بالحديث اللزج والسطحية السياسية التى تخرج عن قلمه ولسانه وهو كما عرضنا سيجنى تماما قدر ما قدم


أحد وزراء البرادعي المعروفين هو الإعلامي الديماجوجي المعروف حمدي قنديل الذي يحلم بدور لا حدود له ليس على المستوى السياسي ولكن على مستوى الظهور أمام الكاميرات منذ أن فشل في التمسك بموقعه في أي قناة عمل بها وهو يحمل ضغينة على ما يبدو ضد النظام المصري منذ إلغاء برنامجه الخطابي (رئيس التحرير) وأغلب الظن أن توجه حمدي قنديل سيكون ناحية وزارة الإعلام التى يعشق كاميراتها


شخص آخر سيكون محل جدال ولا شك وهو عبد الرحمن يوسف منسق الحملة الشعبية لدعم ترشيح البرادعي ، وعبد الرحمن يوسف هو نسخة باهتة من شيطان الدعاية الألماني جوبلز الذي كان لديه قاعدتان معروفتان عنه ،الأولي مفادها أنه كلما كبرت الكذبة كلما كان تصديقها أسهل على الشعوب ، والثانية هي حرفيا: كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي
عبد الرحمن يوسف يعمل وفقا للقاعدة الأولي تماما فهو يصرح بأن حملة البرادعي يتفاعل معها خمسة بالمائة من شعب مصر وهو ما يعنى رقم يقارب المليون رغم أنه لم يستثنى صغار السن والرضع ومرضي العقل وغيرهم ، تماما كعادة جوبلز الألماني ، ثم يسهب ويشتط حول عدد مؤيدي البرادعي ليؤكد أنه مائتان وعشرة ألاف مغالطا رقمه الأول ببساطة ، وبعد ذلك يؤكد أن لديه أربعة عشر ألف متطوع لدعم البرادعي
يوسف عبد الرحمن لم يكن معروفا إلا عندما قفز على موجة التغيير هو الحل وهو مبدأ تم رفعه كثيرا بمسميات اخرى مثل الإسلام هو الحل ، والحل هو الحل وانتهاءا بشعار التغيير هو الحل دون أن يوضح لنا الرجل الذي لا نعرف عنه شيئا يوسف عبد الرحمن الى أين يسير التغيير وما هو برنامجه

الخناقة المنتظرة بين يوسف عبد الرحمن وبين حمدي قنديل علي منصب وزراة اعلام البرادعي ستنتهى بنتيجة شبه معروفة وهي حصول يوسف عبد الرحمن على منصب الوزارة وعودة حمدي قنديل الى سابق عهده في البكاء على التأييد غير المحمود الذي قام به والحديث عن أنه لولاه ما قامت قائمة للبرادعي وعودا على بدأ فإن ما يبشر به البرادعي هو وزارة تحكم مصر تميل الى أقصي اليمين وتضع نموذجا محسوبا على مسيحيي الوطن ورجال انتهت فترة صلاحيتهم بعضهم أساتذة جامعات يمنون النفس بمناصب وشهرة وجوبلز جديد مستعد لتحويل مواقفه كل ثانية 360 درجة وفقا لتوجهات الريح 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا