الأحد، 23 مايو 2010

سيناريو الحرب المصرية في الجنوب


سيناريو الحرب المصرية في الجنوب
مصر لديها قوات مدربة على حرب الأدغال
سيناريو وضع في عهد محمد على والسادات حدثه
إسرائيل تعترف:طائرات مصر تعادل ما لدي إسرائيل وتفوق مصري في الدبابات
أسطول مصر البحري أكبر ثلاث مرات من الأسطول الإسرائيلي


أحيانا تتوهم دول حصلت على لقب دولة بالمصادفة أن لها مكانا على خريطة العالم ، واحيانا تغري السياسة الهادئة بعض ممن يعانون من مرض الشعور بالنقص والدونية في المجال السياسي بتقمص أدوار لم يخلقوا لها ويتجرأون كثيرا على أصحاب السياسات الهادئة مخدوعين بصمتهم وصبرهم الطويل وحدث ذلك مع مصر كثيرا بداية من سخافات دويلة قطر ومرورا بهمجية دولة الرجل المريض في الجزائر دون أن نتوقف على بنادق الإيجار الحمساوية ولا ممارسي حروب الوكالة والدعارة السياسية أمثال حسن نصر الله وحزب الله الذي يقوده من مخبأه تحت الأرض
ومصر طوال تاريخها عرفت كثيرا من هذه الأفعال الصبيانية من دول مازالت تمارس المرهقة السياسية بحكم صغر السن وإنعدام التاريخ المختزل في أحيان كثيرة في شخص كما هو الحال في الجزائر وجميلة بوحريد التى صنعها فيلم مصري ، أو يختزل تاريخ في قناة تلفزيونية مثلما هو الحال في قطر لصاحبها ومديرها آل ثاني ، وكثيرا ما تختزل في موقف ومواجهة مع قوة كبري تتيح لمن يتحداها أن يعرف به الجميع تماما كما عرف العالم أن هناك شئ اسمه افغانستان على يد أمريكا
وبخليط من كل هذا كان تحرك مجموعة دول النيل ضد مصر في الفترة الماضية وهو تحرك تقوده كما هو معروف دولة أثيوبيا التى سبق أن تآمرت على حياة الرئيس المصري مبارك وحصلت وقتها على درسا قاسيا حيث أثبت بعض من رجال حراسة الرئيس أنهم قادرين على السيطرة على عاصمة دولة مازالت تعيش مرحلة ما قبل العصور الوسطي


أثيوبيا تظن أن احتمائها بنفوذ إسرائيلي يفعل بها وبرئيسها ما يريد يمكن أن يحميها من غضبة مصرية إذا ما تعقدت الأمور ووصلت المفاوضات السلمية الى طريق لا رجعة فيه
أيضا فإن المتآمرين على مصر وهم كثرة هذه الأيام بداية من دويلة قطر ومرورا بالجزائر ونصابي فلسطين يظنون أن أحوال مصر الداخلية ستنفجر وأنهم لسبب أو لأخر سيجنون نتائج هذا الإنفجار ربما عن طريق عملائهم من الإخوان المنحلين أو عن طريق مرشحيهم في الرئاسة أو أي تخيل مريض آخر يمكن أن يسيطر على هذه العقول ناقصة النضج
لكن من يعرف مصر جيدا سيدرك أن متظاهري مصر أمام مجلس الشعب والشوري هم أول من سيرتدي ملابس القتال ليحمي هذا الوطن حدودا وماءا ونفوذا ، وقد لا يدرك هؤلاء العصبة من البدو الرحل وبقايا المستعمر الأبيض أن كثيرا من الخلافات التى تحدث داخل مصر تعود الى رغبة شعبية في ممارسة الحكومة المصرية لدور أقوي وأكثر فاعلية بل وأكثر عدوانية ضد من يتعرض لمصر والمصريين وأن الحكومة المصرية تحاول دائما كبح جماح التوجه الشعبي المطالب بوقفات قوية ضد كل من تجرأ على هذا البلد
ما حدث أخيرا من مشاكل المياه وتجرؤ دول القارة السمراء على المقام المصري جعل اسرائيل تفيق على حقيقة تعلمها قبل الجميع وهي أن مصر لديها سيناريو جاهز دائما لحماية أمنها المائي ويبدو أن اسرائيل نقلت مخاوفها الى الرئيس الأثيوبي ومعلوماتها أيضا وهو ما دفعه للتصريح عبر الإذاعة البريطانية قائلا:
بقوله "إنه سر معلن أن السلطات المصرية لديها قوات خاصة مدربة علي حرب الأدغال ومصر ليست معروفة بالأدغال، لذلك فمن المحتمل أن تكون مدربة للحرب في أدغال دول أفريقيا الشرقية"  يقصد منابع حوض النيل.

الموقف الأخير واحتمالات التدخل العسكري ليست بعيدة عن أذهان رجال الدولة المصريين ولم تكن في يوم من الأيام بعيدة عنه ففي القرن التاسع عشر وضعت حكومة محمد علي باشا خطة طوارئ للتدخل العسكري ضد أي دولة يمكن أن تشكل خطرا مياه النيل المصرية وتدفقها على مصر
وفي عام 1979 عندما أعلنت أثيوبيا (ودائما هي أثيوبيا)  عن نواياها لإقامة سد لري 90 ألف هيكتار في حوض النيل الأزرق دعا الرئيس الراحل أنور السادات خبراءه العسكريين لوضع خطة طوارئ مهددا بتدمير هذا السد، وعقد اجتماعا طارئا لقيادة هيئة أركان الجيش المصري وكان معروفا عن السادات ميله دائما لإستخدام القوة العسكرية المصري لحسم الخلافات
لكن ولأن مصر اعتمدت سياسة هادئة بعيدة قدر المستطاع عن التورط في نزاعات عسكرية منذ تولي مبارك الحكم فقد زايد أعداء الداخل والخارج على قدرة الجيش المصري على حسم أي نزاع عسكري في المستقبل وأتي الرد مؤخرا من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية القلقة ومن داخل البنتاجون
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وثيقة الصلة بوزارة الدفاع الإسرائيلية  اشارت إلي أن ما تملكه مصر من طائرات إف 16 يماثل ما لدي إسرائيل من طائرات  فيما تعدي عدد الدبابات تلك التي بحوزة اسرائيل خاصة وان مصر دأبت على صيانة الدبابات القديمة وتحديثها منذ عهود وهو ما يعنى أن يد اسرائيل الطويلة ستكون مشلولة في أي مواجهة قادمة في مقابل تفوق بري نوعي وكمي للجيش المصري وإن كان لا حديث هنا عن مواجهة عسكرية مصرية اسرائيلية وانما عن موازين قوى اقليمية.
أما الولايات المتحدة التى يبدو أنها استيقظت على احتمالات مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط فقد فوجئت بما لم تتوقعه وهو ما صرح به عضو الكونجرس الأمريكي السناتور توم لنتوس موبخا البنتاجون أن ميزانية المساعدة العسكرية لمصر تعمل مثل الطيار التلقائي مع  افتقاد  البنتاجون المعيار الذي يفحص به نوعية الجيش المصري.

وما يعنيه السناتور الأمريكي بلغة بسيطة أن مصر استفادت من المعونة العسكرية الأمريكية المقدمة بشكل شبه آلي بينم ظنت أنها قادرة على مراقبة مستوى الجيش المصري لكن الجيش المصري لم يكن من تلك الجيوش التى يمكن التوصل لأسرارها كما أنه لم يخض حربا بالمعنى المفهوم لعقود من الزمن فحرب الخليج التى شاركت فيها وحدات من الجيش المصري كانت أشبه بالنزهة العسكرية وبينما تتواصل امدادات السلاح والمقاتلين للجيش المصري فإن نسبة الفاقد في مكون الجيش المصري تقترب من الصفر مع سياسة عمدت الى تجنيب الجيش التورط في مواجهات لا علاقة لنا بها وهو ما يعنى أن مصر في حالة نمو عسكري في مقابل توقف عن الخسائر منذ حرب اكتوبر 1973

أما ما أثار فزع الجميع فهو ما صرخ به  يوفاف شتاينتز الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي قائلا:
تملك مصر أكبر قوات بحرية في أفريقيا والشرق الأوسط تتكون من الفرقاطات والغواصات ومكافحة الألغام والقوارب الصاروخية وزوارق الدورية وتعتمد علي سلاح الجو للاستطلاع البحري والحماية ضد الغواصات
و الأسطول البحري المصري أكبر 3 مرات من نظيره الإسرائيلي بينما  السلاح الجوي هو أكثر فروع القوات المسلحة المصرية التي شهدت تحديثات ضخمة بعد حرب 1973
معنى ذلك والمقارنة تتم مع جيش حديث هو الجيش الاسرائيلي أن مصر تملك قدرات قوة عظمي اقليمية تثير قلق الجميع وفي ظل ذلك تحاول أثيبوبيا مصحوبة ببعض الأفارقة مقارعة مصر

السؤال المطروح هو ماذا سيكون عليه الحال لو فشلت الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة؟ الجواب ببساطة هو أن مصر قادرة على غلق الملف مرة واحدة وللأبد بإستخدام القوة وهي قادرة على الضرب بقوة عن طريق البحر الأحمر الذي يعرف بأنه بحيرة مصرية تقليديا كما أن سلاح الجو المصري يملك من الطائرات بعيدة المدي ما يمكنه من ضرب السدود الأثيوبية في دقائق معدودة دون أن تكون أثيوبيا أو غيرها قادرة على الرد كما أن الضربة يمكن أن توجه من خلال البحر الذي لا ينازع مصر فيه احدا بينما لو اضطر مصر لضرورة استراتجية لاستخدام أسلحتها على البر فسيكون معنى ذلك ان مصر اختارت التدخل لفترة طويلة في منطقة نزاع وفي هذه الحالة أيضا لا نجد فرصة لدي أثيوبيا أو غيرها لفعل شئ أكثر من الصراخ على الأمم المتحدة التى يلزمها بعض الوقت للتحرك من خلال بيروقراطيتها المعروفة وخلال هذه الفترة سيكون بمقدور مصر حسم الأمر جملة وتفصيلا
أما عن تفكير الأفارقة في دعم اسرائيلي أو غيره فإسرائيل يمكن أن تقوم ببعض المشاغبات مع مصر لكنها لا تريد أبدا أن تضبط متلبسة فالمصالح التى تجمعها مع مصر كثيرة ويكفي مصر أن تغمض الأعين قليلا لتتحول اسرائيل من الداخل الى أتون نار ملتهب بفعل السلاح المهرب كما أن اسرائيل سعيدة للغاية بهدوء الجبهة المصرية وهي ليست على استعداد لممارسة استفزاز ضد مصر في ما يخص المياه المصرية التى تعلم ان مصر تتعامل معها على أنها منطقة أعصاب مكشوفة لذل فإسرائيل لن تكون على استعداد لممارسة أي دور ولو بالخبراء العسكريين ونصائحهم لأي دولة في ظل تحرك عسكري مصري
يبقى فكرة التحرك الأمريكي وهو مستبعد تماما في سياق مصالح معلوماتية وتجارية وسياسية ليس من مصلحة أحد أن يعرضها للخطر ، امريكا يمكن ان توجه خطابا شديد اللهجة كما يمكن أن تنتقد ما يحدث على طريقة انتقادها لأوضاع حقوق الإنسان في مصر لكن لا مزيد ولا شئ غير ذلك
ببساطة ليس لدي دول أفريقيا الملتفة حول أثيوبيا سوى استرضاء الجانب المصري أو البحث أماكن يهاجرون إليها عندما تدخل القوات المصرية عواصمهم التعيسة

هناك تعليق واحد:

Ahmed يقول...

حقيقى اتمنى كلامك يكون واقعى , انت بجد طمنت قلبى والثقة الى بتكلم بيها يا رب بفضل الله تكون نتاج واقع ملموس, بغض النظر عن كلامك عن القوى المعارضة داخل مصر او خارجها بشكل سيئ او استهتارك بقوى الدول الاخرى انا سعيد يمقالتك جدا

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا