الثلاثاء، 18 مايو 2010

مصر في خطر


مصر في خطر
مجموعة افريقيا السوداء تهدد كل بيت مصري بالموت
عندما يتعرض أمننا للخطر فإن دبلوماسية البوارج الحربية هي فقط المسموح بها
عضو الإخوان المنحلين يرجع سبب الأزمة لإتفاقيات كامب ديفيد


نعم مصر تتعرض للهجوم في هذه اللحظة وحياة مواطنى مصر أصبحت مهددة وهذا التهديد يجري التخطيط له منذ مدة طويلة وبدأت الخطوات التنفيذية للعدوان تأخذ شكل العمل على الأرض منذ شهور قليلة
المستهدف هذه المرة هو مياه النيل وهي شريان الحياة المصري الذي نسته الوزارات المتعاقبة لمدة طويلة من الزمن ونست خطرها تماما إلى أن استيقظنا على مجموعة من الدول المستقلة حديثا في القارة الأفريقية والتى بدأت تسعي نحو تحقيق حلم (وجود الدولة ) وكان أمامها وسط غياب مصري غير مبرر عن الشأن الأفريقي لحساب تواجد غير مثمر على الساحة العربية ، كان أمامها أن تسعي نحو من يأخذ بيدها وهكذا خرجت الدول التى نملك فيها علاقات تاريخية تقوضت منذ بداية الثورة المصرية الى الأن ، اتجهت هذه الدول نحو دولة أخري ترحب بالطبع بتوجه دول القارة الأفريقية نحوها وهي إسرائيل لذلك لم يكن غريبا أن تستقبل أثيوبيا 400 خبير اسرائيلي على مدي الشهور القليلة الماضية كلهم خبراء في المياه والري وبناء السدود للمساهمة في خطة أثيوبية لبناء 70 سدا خلال العشر سنوات القادمة

الكارثة ليست فقط في سد (تانا بليز) الأثيوبي الممول إيطاليا كما هو في الظاهر لكن المشكلة الحقيقية كانت أن قطاع مياه النيل في مصر لم يكن لديه معلومات عن السد الأثيوبي حتى وقت قريب لا من حيث أغراضه ولا مكانه ولا طاقته الإستيعابية رغم أن السد مبنيا فوق الأرض و يقع على أحد روافد النيل الأزرق ويستمد مياهه من بحيرة تانا، وتصل طاقته التخزينية إلى 7 مليارات متر مكعب من المياه، ويساهم فى زراعة 250 ألف فدان هي بالطبع حصة مخصومة من نصيب مصر

بطبيعة الحال لن تكون لتصريحات أبو الغيط (الرصينة) دورا حقيقيا في هذه الأزمة فالخارجية المصرية نعلم جميعا أنها هي أو سفاراتها في الخارج تمارس نوعا من أنواع المجاملة السياسية وتعتمد على أسلوب ليس له مكانا عندما يتعرض أمن الوطن للخطر وهو أسلوب من يتحدث كثيرا ولا يقول شيئا بينما تغيرت لغة الدبلوماسية المعتمدة في العالم الجديد الى شكل من أشكال العبارات الموجزة الملخصة الجامعة المانعة وهو ما لم تسمع به الخارجية المصرية حتى الآن

بالطبع لا يمكن أن ننسي في هذا السياق ما تمثله فوضي السودان من خطر على حصة مياه النيل المصرية فالسودان المرشح أو قل السائر على طريق الإنفصال من المرجح أن ينضم القسم الجنوبي المنفصل منه الى مجموعة الدول الأفريقية السوداء التى تعارض تقسيم المياه الحالي

الغريب أن توقيع عنتيبي وهو الإتفاقية التى وقعتها مؤخرا أثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزاينا وهو اتفاقا جديدا حول تقاسم مياه النيل دون الرجوع للقاهرة ولا حتى الرجوع لإتقافات 1929 و 1959 حول توزيع مياه النيل
ببساطة يبدو أن مجموعة عنتيبي قررت أن تمارس نوعا من الإتفاقات البديلة تحاول أن تكسبها شرعية الأمر الواقع دون النظر الى حجم هذه الدول الحقيقي على خريطة العالم والقارة الأفريقية وهي تناطح قوة عظمي أقليمية هي مصر

الأكثر إثارة للدهشة هي لهجة الخطاب الأفريقي فقد صرحت حكومة كينا وأثيوبيا أن على مصر إذا أرادت الحصول على حصتها من المياه أن تقوم بشرائها
تصريح يذكرك بملهاة إغريقية يتقمص فيها العبيد دور الأسياد ويتوهمون أنهم قادرون على فعل شئ لمجرد أن السيد لم يكن حاضرا ليسمع
لكن يبدو أن السيد الذي كان مشغولا كثيرا بعيدا عن أفريقيا السوداء قد استيقظ أخيرا فقد صرح نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري المقرب لدوائر الحكم أن المياه خط أمن قومي وأن مصر على استعداد لدك أي دولة بالقنابل لحماية أطفالنا ونسائنا من العطش

بطبيعة الحال لم يفوت الإخوان المنحلون الفرصة فجريا على عادتهم في الصيد في الماء العكر أكد النائب صبحي صالح (عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين)، أن أزمة دول حوض النيل مع مصر متوقعة منذ أكثر من 20 عامًا، واصفًا إياها بأنها "نتيجة مباشرة لاتفاقية كامب ديفيد".
نحن لا نبرئ الحكومة التى تغافلت عن خطر يحيق بمصر وكان ظاهرا للعيان من إهمالها فيما يخص مياه النيل لكننا نثق أن مصر لن تعتمد أسلوب دبلوماسية الأخت والشقيقة الكبري هذه المرة لأنه عندما تصل الأمور الى حد تجرؤ الأقزام على حياة المصريين فإن الأسلوب الوحيد المقبول للتعامل هو أسلوب ودبلوماسية البوارج الحربية

هناك تعليق واحد:

Hamada يقول...

ان الاوان للدبلوماسيه ان تاخذ مجراها وان تتوقف الشقيقه مصر عن النظره الدونيه لابناء حام ،ان تاريخ الحضارة النوبية والاثيوبية لايقل عن الفرعونية ،فارحمونا من مسالة الحق التاريخي. علي مصر السيطره علي الانفجار السكاني واستغلال الطاقة النوويه في تحلية مياه البحر بدل من الانفاق العسكري في اضطهاد الشعب المصري والتلويح بالخيار العسكري ضد الجيران ، يبلغ عدد سكان اثيوبيا 79 مليون ، من حق اثيوبيا الاستفادة من مياه النيل بغض النظر عن مصدر التمويل المالي

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا