الجمعة، 23 أبريل 2010

السر وراء إعلانات الدواء الذي يعالج كل الأمراض في الفضائيات


السر وراء إعلانات الدواء الذي يعالج كل الأمراض في الفضائيات
تحذيرات منظمة الصحة العالمية من الدواء المعروض على الفضائيات
علبة عسل تعالج العقم والقلب والشرايين وكل شئ


إعتاد بعض مشاهدي القنوات الفضائية على الجلوس لمشاهدة بعض القنوات تحديدا وبجانبهم جهاز الهاتف الذي يلتقطونه لتلبية الإلحاح الإعلاني المتزايد لشراء إحدي السلع التى يخصص لها فقرات إعلانية مطولة
فكرة التسوق عبر التليفزيون فكرة قديمة جدا لكن في كل بلاد الدنيا لها قواسم مشتركة تحكمها وتحمي مستهلكي هذه السلع فأنت عندما تتناول هاتفك وتتصل تلبية لإعلان عبر إحدي القنوات لشراء أدوات صيد تميمة أو ميزان الطعام أو حتى الأداة التى لم يعثر عليها غيرهم لتصفيف الشعر فربما تكون تهدر بعض المال على سلع تأتي لشركات التوزيع المصرية على طريقة إستيراد (إستوكات) راكدة في المخازن تأخذها هذه الشركات بصرف النظر عن الكمية المتاحة والبلد المصنع ومقاييس الجودة لذلك دائما تقول هذه الشركات العبارة الشهيرة: الكمية محدودة
وبالفعل فالكمية محدودة حقا فهم يستوردون بواقي مخازن أوروبا دون أن يوجد وكيل لهذه السلعة في مصر لذلك عندما يتلف جهاز سشوار الشعر أو الخلاط لا تحاول أن تجد له مركز صيانة لأنه ببساطة ..بواقي مصانع أوروبا غير المشهورة


حتى الآن يمكن احتمال الأثار الجانبية لذلك لكن عندما تخرج علينا احدى شركات الدعاية عبر التليفزيون وتعرض عبوة في أفضل الأحيان هي مجرد (برطمان) ويتحدث مقدم الإعلان على طريقة بائعي العطارة في الأتوبيسات فيقول أن هذا المنتج يعالج العقم عند النساء والرجال كما أنه يعالج ضغط الدم والقلب وانسداد الشرايين وأن لديه شهادة من جامعات طب صوفيا تثبت صحة كلامه فلابد أن نتسائل : هل هناك دواء يعالج كل هذه الأمراض متحدة؟
ببساطة كثير من جامعات أوروبا الشرقية أنشأت بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وتفكك الكتلة الشرقية وهذه الجامعات مجرد شقق بسيطة تمنح شهاداتها لكل من يدفع سواء كان طالب يبحث عن مؤهل أو تاجر يبحث عن شهادة يلصقها بمنتجه ليضمن بيعه والمشاهد في النهاية ربما يكون بسيط التفكير فيطمأن إلى المنتج الذي اعتمدته جامعة صوفيا
وفي سوق الأدوية التى تعالج كل شئ ستجد الكثير من هذه السلع التى في النهاية لا تخضع لرقابة من أي نوع وتجد مستهلك مناسب لها في أسواق بلاد العالم الثالث
منظمة الصحة العالمية نبهت لهذا النوع من الأدوية مرارا وتكرارا ، وأكدت أن هذه الأدوية تمثّل 10% من تجارة الأدوية على الصعيد العالمي. وتدفع الأدوية المزيّفة المرضى، نظراً لما يتسّم به منتجوها من قدرة فائقة على الخداع، إلى الاعتقاد بأنّهم يتعاطون أدوية لها القدرة على شفائهم، مع أنّها قد تزيد من مرضهم أو تودي بحياتهم في بعض الأحيان.
ويقول هوارد تسوكر، المدير العام المساعد لشؤون التكنولوجيا الصحية والمستحضرات الصيدلانية بمنظمة الصحة العالمية، "إنّ حمل حقيبة يدوية مزيّفة أو ارتداء قميص داخلي مزيّف لا يعرّض حياة المرء للخطر، غير أنّ المرء قد يهلك إذا ما تعاطى دواءً مزيّفاً. وبناء عليه، ينبغي أن تكون الإجراءات التي تتخذها الشرطة على الصعيد الدولي ضدّ مصانع الأدوية المزيّفة وشبكات توزيعها بالصرامة ذاتها التي يواجه بها مهرّبو المخدرات."

والاتجار بالأدوية المزيّفة عملية مجزية للغاية، ممّا يزيد من إقبال الشبكات الإجرامية عليها. وتشير التقديرات الواردة في تقرير أصدره مركز الولايات المتحدة الأمريكية للإعلام عن الأدوية لأغراض المنفعة العامة إلى أنّ قيمة مبيعات الأدوية المزيّفة قد تصل إلى 75 مليار دولار أمريكي بنهاية 2010 ممّا يشكّل ارتفاعاً بنسبة 92% مقارنة بعام 2005 وهوالعام الذي بدأ فيه رصد الأمر كظاهرة تستحق المواجهة

بالنسبة لنا في مصر لابد أنك شاهدت العديد من الإعلانات التى تروج لمثل هذه الأدوية سواء على شاشات القنوات الفضائية الدينية وهي شاشات مفضلة للإعلان لموزعي هذه المنتجات أو على شاشات بعض القنوات ضعيفة المشاهدة وربما يخدعك الأمر عندما ينهون إعلانهم بعبارة أن الدواء مسجل بوزارة الصحة تحت رقم كذا
ببساطة هم يقومون بتسجيل هذه المنتجات بالفعل بوزارة الصحة ولكن بطريقة مخادعة للغاية فيقومون بتسجيل علبة من عسل النحل بتركيبة خاصة تفحصها وزارة الصحة وتصدر لها ترخيص تداول بإعتبارها في النهاية شكل من أشكال عسل النحل ولكن عند بداية الترويج للسلعة فإنهم يذكرون رقم التسجيل بإعتباره اعتراف من وزارة الصحة بقدرة تركيبة العسل المذكور على شفاء الأمراض التى يعددونها وربما يصلون لتحديد الجرعات أيضا
هل هناك بصيص من أمل في توقف الظاهرة ؟ من جانبي لا أظن دون تدخل حاسم من الدولة لحماية المواطنين البسطاء من هذه المافيا التى تعيد الى الأذهان بائعي العطارة في الأتوبيسات في زمن مضى

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا