الأربعاء، 3 مارس 2010

قبل أن تبكوا على الأثار الفلسطينية أرجعوا أثارنا المصرية من اسرائيل



ليس كل ما يخص الفراعنة رجس من عمل الشيطان
كشف الأثار المصرية المنهوبة لدي اسرائيل


من اللافت للنظر ما يطرحه الفلسطينيون عن تدمير اسرائيل لأثارهم حاليا ويعتبرون أن اسرائيل تقوم بجريمة في حق الأثار الفلسطينية(بإعتبار أنهم أهل حضارة ولديهم أثار من الأساس) والغريب أن يهب كتاب مصريين للدفاع عن الأثار الفلسطينية التى لا أظن أن قيمتها إجمالا تساوي أحد أصغر تماثيل الفراعنة بينما لم يهب هؤلاء لإستعادة أثارنا المنهوبة لدي إسرائيل منذ عقود ولو كان هؤلاء قد هبوا لنجدة واستعادة أثارنا لاحترمتهم ولكن يبدو أن ميراث البداوة الذي ورثوه جعلهم يرون في كل ما يخص الأثار الفرعونية رجس من عمل الشيطان وتعارض لا يغتفر مع مصالح سادتهم الذين يقولون(فرعون) كدليل على كل فعل شيطاني
نوافقكم الرأي نحن فراعنة ولذلك نحن نفتح الملف من جديد ونطالب بأثارنا التى هي أهم ألف مرة الموروث الحضاري الفلسطينى الذي صدعتمونا به على مر العقود ، واذا كنتم قد نسيتم الآثار المصرية فهناك من يتذركها ويذكركم بها من خلال بيانها الذي لا يحتاج سوى متابعة صادقة تعيدها إلينا ...إذا أردتم


ما بين عام 1956 و 1982 كون موشي ديان مجموعة أثرية مصرية من سيناء بأسلوب غير شرعي وبرغم السرية التي أقامتها إسرائيل وموشي ديان نفسه حول مجموعة الآثار المصرية إلا انه يمكن أن يستخلص معلومات عنها في كتابه الذي نشره عام 1978 بعنوان "العيش مع التوراة "
وكانت أهم المناطق التي أخذ منها ديان بطريقة غير شرعية ( لأنها تقع تحت طائلة الاتفاقية الدولية عام 1954 والتي توفر الحماية لاثار البلد التي تقع في نزاع مسلح مع دولة أخرى ) هي منطقة سرابيط الخادم في وسط سيناء فقد زارها –علي الأقل - مرتين الأولى في عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي علي مصر والثانية في يوليو عام 1969 بعد احتلال سيناء2
حفائر غير شرعية في سرابيط الخادم
في ليل 30 أكتوبر عام 1956 هجم الإسرائيليون علي سيناء (في احتلال تآمري مع إنجلترا وفرنسا بعد أن أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس ) وبعد شهر من نفس السنة نزل الجنرال الإسرائيلي موشي ديان مع عدد من الجنرالات الإسرائيلية في طائرة هليوكوبتر في منطقة آثار سرابيط الخادم (ص 56 – 58 *)3 وأخذ عددا من اللوحات الأثرية بالمنطقة ونقلها إلى منزله في تل أبيب بطائرة عسكرية
وكان يترجم نقوش هذه اللوحات أستاذ الآثار بجامعة تل أبيب رافائيل جيفون وهو الذي نشر بعضها وقال في نشره أن ديان استطاع أن يجمع قطع أثرية متنوعة و فريدة .
وذكر كل من بن عاذر و سيلبرمان أن هذه الآثار أعيدت إلى الموقع (سرابيط الخادم ) خوفا من تسرب هذه الأخبار إلى الصحف الدولية وينتج عن ذلك فضيحة كبري بان إسرائيل تقوم بسرقة آثار مصر وعلي أيدي كبار جنرالاتها
وقد قدم استجوابا في الكنيست حول هذا الموضوع مع ديان عام 1971 ولكن ديان قبلها قام بنقل الآثار إلى مكان مجهول وقال ديان تحت قبة الكنيست 4" انه ليست بمنزله حاليا آثار مصرية !!" واعترف بأنه فعلا أخذ لوحة من سرابيط الخادم ولكنه أعطاها إلى سلطة المتاحف والآثار
ولكن هناك ثلاث شهادات تثبت أن ديان اخذ الآثار المصرية في سرابيط الخادم لنفسه وهي شهادات المستشار الصحفي لديان نفسه في أواخر أيام حياته , واحد الجنود الذي ساعد في نقل هذه الآثار , والطيار الذي كان يقود طائرة ديان إلى سرابيط الخادم
·
شهادة المستشار الصحفي لديان : وهو نفتالي لافي وهي عبارة عن اعتراف أدلى به إلى عميرام كوهين5 وقال فيه أن ديان اخذ عمود حجري كبير من سرابيط الخادم حتى ينقذه من دمار الحرب الدائرة بين مصر و إسرائيل
 
شهادة الجندي ادو دوسنتشك : وهو ابن لاحد الصحفيين في صحيفة معاريف الإسرائيلية وقال لأبيه انه شاهد ديان يأخذ مجموعة آثار من سرابيط الخادم وكان يرافقه أحد الأثريين الذي لم يذكر اسمه و ربما هو ايجال يادين(1917 –1984 )والذي كان في الأصل عسكريا وعضو في منظمة الهاجاناه المتطرفة ومستشارا عسكريا لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق ليفي أشكول ولكنه نال درجة الدكتوراه في الآثار عن مخطوطات البحر الميت وعمل في مواقع أثرية ذات مغزى لاثبات صدق الروايات التوراتية مثل مجدو وجزر في فلسطين
·
شهادة الطيار اوري ياروم6 : و اوري ياروم هو قائد طيارة ديان والذي قال بأنه انزل ديان أولا في أبو رديس شرق خليج السويس ليتناول غدائه ثم اخذ أوامر بأنه بعد العداء سوف يقومون بعملية تسمي "عملية الأحجار" واعتقد أنها عملية عسكرية ولكن بوصوله إلى سرابيط الخادم عرف أنها نقل قطع أثرية لحساب موشي ديان وكانت عبارة عن لوحة أثرية (عليها وجه الإلهة حتحور تالفا ) كبيرة ومسلة وبعض من قطع أثرية أخرى وكان ذلك في يوم 27 نوفمبر 1956 وساعد في النقل ضابطين وعشرين جندي (ربما كان أحدهما ادو دوسنتشك ) وتم نقل الآثار إلى أبو رديس ومنها إلى منزل ديان في تل أبيب ، ولكن في شهادته أشار الطيار أن غالبية القطع الأثرية المأخوذة - فيما عدا اللوحة الأثرية -تم إيداعها في مجموعة الجامعة العبرية
من خلال اعتراف ديان في الكنيست والشهادات الثلاثة نجد أن القطع الأثرية التي أخذها ديان من سرابيط الخادم هي :
 
لوحة أثرية منقوشة وكانت موجودة بمنزل ديان بحي زاهالا بتل أبيب قبل أن تبيعه زوجة ديان الثانية راحيل ديان

لوحات أثرية بمخازن سلطة الآثار و المتاحف في شارع شلومو هامليخ بأورشليم وكانت مغطاة بلفائف (طبقا لشهادة الأثرى الإسرائيلي زيفي ميشيل بجامعة تل أبيب والذي رآها بعينيه ) والمعروف أن هذه اللوحات موجودة بمخازن سلطة الآثار و المتاحف الإسرائيلية وغير معروف سبب وجودها هنا فالمعروف انه من المفترض أن كل مجموعة ديان بيعت الي متحف إسرائيل 

عمود حجري كبير أحد الأعمدة الحتحورية بأحد الصالات المضافة لمعبد سرابيط الخادم

مسلة سرابيط الخادم  (صورة المسلة كانت في مذكرات الطيار وغير معروف من أين هذه المسلة وهل كان في معبد سرابيط الخادم مسلات )؟ لربما كانت ملقاة علي الأرض أمام إحدى البوابات التي شيدت علي هيئة صروح بمعبد سرابيط الخادم
 
مجموعة متنوعة من الآثار من سرابيط الخادم غير معروف عددها


وتعد منطقة سرابيط الخادم (التي سرق منها ديان مقتنيات أثرية ) هي إحدى المناطق الأثرية الهامة بجنوب سيناء وفي عهد الفراعنة كانت تعد منطقة لحجر الفيروز الذي استخدمه قدماء المصريون في صناعة حليهم ولذا فان الملوك المصريون كانوا يرسلون بعثاتهم الي ميناء مرخا (أبو زنيمة حاليا ) علي خليج السويس شرقا ثم تتجه البعثات شرقا الي منطقة سرابيط الخادم , والمكان الرئيسي في المنطقة هو معبد حتحور الذي بناه الملك سنوسرت الأول علي هيئة كهف في سفح الجبل و أهداه الي الإلهة حتحور التي سميت "سيدة الفيروز" وقام بعد ذلك ملوك الدولتين الوسطي والحديثة بإكمال المعبد حتى اكتمل بنائه في عهد الملك رمسيس الثاني
وكان المعبد – قبل وصول ديان إليه- عبارة عن كهف سنوسرت الأول و إضافات عبارة عن صالات ذات أعمدة حتحورية ولوحات تركها ملوك وأفراد وبوابات علي هيئات الصروح الملمح المعماري المنسوب للحضارة المصرية
ترجع أهمية هذه المنطقة لوجود ثلاث مجموعات من الآثار وهي معبد الإلهة حتحور علي تل صغير شمال الطور الذي بدأ بنائه الملك سنوسرت الأول ثم أكمله ملوك آخرين من الدولة الوسطي والحديثة ، ومنطقة المناجم التي استغلت في عصري الدولتين الوسطي والحديثة وقد عثر بالمناجم علي 387 نقش ، بالإضافة إلى النقوش السينائية التي كشف عن أول نقش منها عام 1905 وتوالي العثور علي نقوش أخرى حتى وصل عددها إلى 25 نقش الآن والمعروف أن اللغة السينائية (والتي تأثرت بالهيروغليفية ) استخدمت كلغة بين الأسرى وعمال المناجم الآسيويين في القرن الخامس عشر ق م وهي تعتبر أم اللغة الفينيقية وجدة اللغة اليونانية , واستخرج المصريون من منطقة المناجم التركواز وكانوا ينقلوه إلى وادي متلا ثم إلى ميناء محصن علي خليج السويس يسمي مرخا (جنوب وادي أبو زنيمة

تصنيف مجموعة موشي ديان
ويمكن تصنيف القطع الأثرية لمجموعة موشي ديان الي ثلاث مجموعات:

الأولى : آثار منهوبة من مواقع أثرية : وقام ديان بالحفر بنفسه أو بمساعدة أطفال في ستة مواقع وهي سرابيط الخادم في سيناء والتي ذكرناها سابقا ودير البلح في غزة والتي أخذ منها 12 تابوت مجسم بمحتوياتها وتؤرخ بالعصر البرونزي المتأخر , وثلاثة مواقع بالقرب من تل أبيب وهم جيفاتايم وتل البيرة و آزور وأخذ منهما الكثير من الأواني الكبيرة والصغيرة و أخيرا موقع اثري بصحراء النقب في فلسطين

الثانية : آثار مهداة : لوحة أثرية تحمل نقوشا نبطية عثر عليها أحد الإسرائيليين الذين يعملون في تشييد الطرق في وادي مكتب بسيناء و أهديت إلى ديان ووضعها في حديقة منزله وقد ذكر ديان القصة بنفسه في كتابه "قصة حياتي "7 والتي كتبها عام 1976والمعروف أن وادي مكتب يقع بالقرب من وادي مغارة وسمي بهذا الاسم بسبب النصوص "المكتوبة " علي جانبي الوادي والتي كتبها الأنباط ( أو مجموعة قبائل منهم ) استقروا في سيناء في هذا الوادي بالإضافة الي وادي فيران ووادي حجاج وكانت سيناء جزء من مملكة الأنباط من بداية القرن الثالث ق م واستمرت كتاباتهم حتى انتهت في القرن الرابع الميلادي أو علي اكثر دقة سنة 355 م , وأيضا إناء روماني من العريش أخذه الجنرال العسكري الإسرائيلي يوكتيل آدم وأعطاه الي ييل ديان 8 ابنة موشي ديان لتعطيه لأبيها كهدية

الثالثة : آثار مشتراة من تجار آثار : رأس تمثال للملك رمسيس الثاني اشتراها من تاجر آثار يدعي الحاج إبراهيم في تل أبيب بمبلغ يعادل 1200 دولار ما بين عامي 1971 و 1975 م , وسماها ديان9 باسم "حاكم رفح" ويبدو أن القطعة عثر عليها في رفح المصرية , وقام ديان بشراء قطع كثيرة منها قتاع حجري من العصر الحجري الحديث مقابل خمسين شيكل وتصريح عمل للبائع في بئر سبع , وحامل مبخرة من بدوي أردني , ورأس حجرية لاحد الملوك العمونيين بالأردن ويرجع للعصر الحديدي الثاني

كشف الفضيحة
برغم أن موضوع سرقة الآثار من سيناء تم كشفه في إسرائيل عام 1971 عن طريق الكينست الإسرائيلي إلا أن مسئولي الآثار في مصر لم يعلموا بذلك بسبب تكتم الجانب الإسرائيلي حول تسرب الموضوع الي الصحف خوفا من فضيحة تورط اسم كبير مثل ديان .
ففي ديسمبر 1971 كتب الصحفي دان بن-اموتز تقارير صحفية يتهم فيها موشي ديان ببيع الآثار و الكذب واستغلال السلطات وعدم دفع الضرائب وقد سجل ذلك في كتابه الذي تشره عام 1974 .
Ben-Amotz, D. 1974 Reflections in Time, Tell Aviv 
وبعد أيام وجه عضو الكينست نفس الاتهامات في استجواب ضد ديان ولكنه أنكر كل الاتهامات , بل أشار بأنه سمح للباحثين أن يطلعوا علي مجموعته الأثرية وساعدهم في نشرها .
Diverai Ha Knesset (the history of Knesset) 7, Jerusalem, 1971 (no. 62.533)
ونوقش الموضوع علانية بعد موت موشي ديان عندما قامت راحيل ديان الزوجة الثانية لديان ببيع مجموعته الأثرية التي ورثتها
ثم عاد الموضوع للضوء مرة ثالثة في أبريل عام 1985 عندما قام متحف إسرائيل بعرض القطع الأثرية لمجموعة ديان مما جعل الأثريون في العالم ينتقدون عرض هذه القطع برغم عدم شرعيتها وتم سحب المجموعة ولكن المتحف أراد أن يتخلص من بعض العار فقام ببيع بعض القطع القليلة الأهمية في صالات المزادات والي بعض المتاحف الإنجليزية والأسترالية والفرنسية

استعادة الآثار المصرية من إسرائيل

اعتبارا من عام 1980 و قبيل عودة سيناء لمصر بدأت المفاوضات علي استعادة الآثار المصرية التي قام الإسرائيليون بالتنقيب عنها منذ عام 1967 وحتى عام 1982 وكان ذلك من خلال وزارة الخارجية المصرية بالتعاون مع هيئة الآثار 11
ولكن المفاوضات الفعلية بدأت بعد أن اصدر فاروق حسني قرارا باستعادة الآثار المصرية علي أربعة دفعات تبدأ في يناير 1993 وتنتهي في ديسمبر 1994

كانت الدفعات الأربع تتضمن :
الدفعة الأولى : 28 صندوق بالإضافة إلى عشرة لوحات من العصور اليونانية الرومانية وربما مخطوطات جزيرة فرعون – وكشف بأسماء 59 موقعا اثريا – خرائط مساحية بمواقع أثرية في شمال وغرب سيناء
·
الدفعة الثانية 103 صندوق 
·
الدفعة الثالثة 415 صندوق
·
الدفعة الرابعة 838 صندوق
والغريب أن كتيب المجلس الأعلى للآثار لم يتحدث عن مجموعة موشي ديان برغم ارتباطها المباشر بآثار سيناء ولكن الموضوع أثير في الأهرام الويكلي بعد أن أعلن عن بيع مجموعة ديان , ففي العدد رقم 328 , 5-11 يونيو 1997 من الأهرام ويكلي12
 
تحقيق الأهرام ويكلي اخطأ في تحديد وقت سرقة ديان لاثار سيناء بأنها بعد حرب 1967 ولكنها في الواقع سرقت أثناء احتلال سيناء عام 1956 م 

أشار عامير دوري رئيس سلطة الآثار الإسرائيلية بنقطة هامة وهي أن مجموعة ديان لا تخص مصر لان غالبية القطع من منطقة دير البلح بغزة , وبرغم أن هذه العبارة تمثل مغالطة تاريخية إلا أن الجريدة أو الأثريين لم يعلقوا عليها . و المعروف أن غزة كانت تحت الإدارة المصرية منذ عام 1948 وحتى فيما بعد حرب 1956 مما يجعل القطع الأثرية التي سرقت من غزة يجب إعادتها الي مصر ثم تسليمها الي الفلسطينيين أصحاب هذه المنطقة
واعترف الأثرى الإسرائيلي آفيس جورون ( أحد الذين قاموا بحفائر في سيناء بين عامي 1978 و 1982 ) لجريدة الأهرام ويكلي بأن ديان كان يقوم بأمرين وهما نقل القطع الأثرية المصرية من سيناء الي بيته بتل أبيب ثم يقوم بتدمير الموقع الأثرى بعد ذلك
هناك تصريح غريب علي لسان الدكتور عبد الحليم نور الدين فقد قال لصحيفة الأهرام ويكلي (بالعدد نفسه ): "أخبرنا مسئولي الآثار الإسرائيليين أن بعض القطع التي نهبها ديان أثناء سنوات الحرب أنها ضمن الدفعة الرابعة (من الآثار ) العائدة" , و هذا التصريح يشير إلى أن القطع العائدة في الصناديق لم يتم مراجعتها علي الطبيعة في إسرائيل قبل عودتها كما صرح الدكتور ببيان حول القطع المنسوبة لديان بأنها حوالي أربعين تمثال برونزي وبعض قطع من الحلي التي نقب عنها في منطقة دير البلح بغزة, و يبدو أن هذا ما هو مثبت في الكشوف التي أعطاها الإسرائيليون للوفد المصري الذي استلم الشحنة الرابعة وكان علي رأس الفريق الدكتور عبد الحليم نفسه
وبعد خمسة سنوات تحدث الدكتور نور الدين الي صحيفة الأهرام ويكلي مرة ثانية (عدد رقم 571 بتاريخ 31 يناير – 6 فبراير 2002 )
واعترف بقلة المعلومات المتوفرة حول مجموعة موشي ديان و أجاب ردا علي سؤال الجريدة "ماهية مجموعة موشي ديان :
"
إنها مجموعة معلوماتنا عنها قليلة وتنتمي الي الوزير الإسرائيلي الأسبق للدفاع والذي عرف عنه انه "جامع آثار" , وهذه المجموعة نقب عنها بطريقة غير شرعية خلال احتلال إسرائيل لسيناء ولم يتم تسجيلها لذا لا يمكن المطالبة بعودتها
" 
و يبدو أن المعلومات كانت غير متوفرة عن مجموعة موشي ديان لدي المجلس الأعلى للآثار لذا قال الدكتور نور الدين :
"
هناك إشاعات بأنه بعد وفاة ديان بيعت القطع الأثرية للمجموعة عن طريق زوجته ( راحيل زوجة موشي ديان ) الي متاحف دولية وبعض القطع الأخرى تعرض في مكان ما داخل إسرائيل".

وبرغم أن الأثريين المصريين لا يمتلكون وثائق حول عدد القطع الأثرية المصرية التي تشكل مجموعة ديان إلا أن الدكتور عبد الحليم نور الدين10 يشير بان من بينها حوالي 40 تمثال برونزي و آثار من دير البلح بغزة , وفي الوقع يبلغ حجم القطع الأثرية في المجموعة ككل حوالي 600 قطعة أثرية بعضها نتاج حفريات غير شرعية قام بها ديان في فلسطين وسيناء وبعضها كهدايا من القادة العسكريين والأفراد وبعضها نتاج عمليات شراء من تجار الآثار ومحلات الانتيكات في القدس

ويبدو أن الجانب الإسرائيلي يتعمد إخفاء المعلومات العلمية حول القطع الإسرائيلية وقد حاولت الدخول علي موقع متحف إسرائيل للبحث عن أي معلومات حول مجموعة موشي ديان إلا انه في كل مرة كنت احصل علي إجابة "لا يوجد معلومات حول هذا الاستفسار !!" برغم أن المجموعة بكاملها داخل هذا المتحف وبرغم أن القطع عرضت خطأ في صالات المتحف في أبريل 1985 وسحبت عندما بدأ الأثريون في العالم يهاجمون سياسة المتحف الخاطئة في شراء قطع آثار غير شرعية وعرضها في المتحف

موقف مجموعة ديان حاليا
أثناء حياته قام ديان بإهداء بعض القطع الي أصدقائه وعائلته ولان القطع التي أهداها لا تخص مصر إلا أن هناك مجموعتين من الآثار التي أهداها ديان هي التي تخص مصر وهي عشرة جعارين أهداها الي حفيده "سار" (صحيفة معاريف الإسرائيلية بتاريخ 22 سبتمبر 1991 ص 20 ) ولا يعرف موقعها الحالي ولا مكانها , والمجموعة الثانية هي الخاصة بدير البلح وهي عبارة عن توابيت عشرة مجسمة باعها ديان أثناء حياته ( صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية بتاريخ 22 سبتمبر 1991 ص 15 ) ولكن ليس معروف لمن باعها .
بعد موت موشي ديان عام 1981 دعت راحيل ديان الزوجة الثانية لديان –تجار الآثار لمساعدتها في تقييم مجموعة ديان الأثرية والتي ورثتها مع منزله في حي زاهالا بتل أبيب وبعد ذلك باعت القطع الي متحف إسرائيل بتل أبيب مقابل مبلغ مليون دولار بعد أن رفض المتحف المبلغ المبدئي التي عرضته وهو 2 مليون دولار وتم الاتفاق بينها وبين المتحف علي أن تبيع القطع الأثرية التي اشتراها ديان مقابل المليون دولار بينما تترك للمتحف الآثار الغير مشروعة (المسروقة ) وتنوعت نسبة هذا المسروق بين 10 الي 15 % من مجموع آثار المجموعة


اتفاقية 1954 بخصوص حماية الآثار أثناء النزاع المسلح
ادعي الإسرائيليون انهم كانوا يحمون آثار سيناء أثناء فترة الاحتلال (1956 و 1967-1982 ) وبرغم استخدامهم المواقع الأثرية أماكن عسكرية مما عرضها للدمار ويضاف الي ذلك التدمير المقصود الذي قام به ديان نفسه إلا أن الأغرب أن الأثرى الإسرائيلي نائب مدير سلطة الآثار الإسرائيلية (عام 2004 ) اوزي داهاري أشار بان ما فعله الإسرائيليين سماه " حفائر الإنقاذ الإسرائيلية في سيناء !!" وذلك في خطاب أرسله الي مؤتمر آثار العالم الذي انعقد في استراليا في يناير 2004 م وذلك ردا علي هجوم بعض الأثريين في المؤتمر واتهام الإسرائيليين بتدمير آثار القدس
وما فعله ديان في موقع سرابيط الخادم و مواقع أخرى في سيناء أثناء احتلال سيناء كان شيئا آخر وهذا باعتراف ديان نفسه وشهادة الذين كانوا يرافقونه فقد قام :

انه نقب في مواقع أثرية لا تخص الدولة التي ينتمي إليها وفي وقت احتلال المكان الذي ينتسب الي دولة أخرى , يضاف الي ذلك انه لم يكن متخصص ولا يمتلك شهادة تسمح له بإقامة حفائر.
بل استخدم المواقع الأثرية كأماكن عسكرية وعرضها الي الدمار ولم يبتعد عنها أو يضع عليها علامة مميزة , بل قام بالاسوء وهو تدميرها بنفسه بعد أن يكون قد اخذ منها ما يريده

تقع هذه الأعمال تحت طائلة الاتفاقية الدولية لعام 1954 والتي تتعلق بحماية الآثار والتراث أثناء النزاع المسلح والاحتلال وهنا القضية لا تتعلق بالفرد ( موشي ديان ) بل تتعلق بالدولة التي ينتمي إليها الفرد فالعقاب يقع علي عاتقها

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا