الثلاثاء، 2 مارس 2010

حماس تحت الإختراق



عملية الغرفة 230


عملية إغتيال الزعيم الحمساوي محمود المبحوح يوم 20 يناير 2010 في فندق البستان في مدينة دبي ستظل الشغل الشاغل للرأي العام لمدة طويلة نظراً لتشعبها وإرتباطها بمسارح وصراعات خفية في إطار صراعات إقليمية معلنة، وعملية الاغتيال هي جزء من الحرب الدموية بين حكومة إسرائيل اليمينية الحالية والتحالف بين حماس وإيران وحزب الله التي لا تعرف حدوداً


المسألة الآن تتعلق بشبهات حول تورط للموساد استخدمت فيه وسائل وأماكن بالإتحاد الأوربي مما يعقد العلاقات الإسرائيلية الأوربية بشكل أكبر حيث قامت شخصيات عديدة بإستخدام جوازات سفر أوربية مزورة وإسرائيل لا تريد أن تعترف بعملية إغتيال المبحوح ولا حتى التعليق عليها أو التحليل لها وأكد وزير خارجيتها ليبرمان أنه ليس هناك أي دليل على ضلوع الموساد في الإغتيال
وقد شارك في الاغتيال 26 شخص منهم 20 رجل و6 سيدات تحمل جوازات سفر أوربية مزورة 12 جواز بريطاني و 6 من إيرلندا وأربعة من فرنسا وثلاثة من استراليا وواحد من ألمانيا وكان السفر من محطات مختلفة من مطارات دوسلدورف وفرانكفورت وزيورخ وباريس ومايلاند وهونج كونج ، ورغم كل القرائن والإثباتات التي ظهرت تقف أوربا حائرة أمام هذه  العملية ولا تستطيع أن تفعل شيئاً
ويبدو أن مسألة تصوير العملاء بالكاميرات كان في حسبان الموساد ولكن في نفس الوقت كان اغتيال هذه الشخصية في هذا الوقت ملح جداً لدرجة أن المسئولين عن إدارة العملية لم تعبأ بصور الكاميرات التي يدخل في تركيها قطع من صناعة إسرائيلية ومركبة في فندق البستان في دبي
غرفة عمليات بالنمسا
هذا وقد أديرت العملية بالكامل من النمسا حيث ثبت أن هناك أرقام موبايل نمساوية استخدمت في جريمة قتل زعيم حماس المبحوح وبذلك أصبحت الشرطة النمساوية مطالبة بالبحث عن بعض المحترفين الذي شاركوا في قتل المبحوح وبالفعل قامت قوات حماية الدستور بزيارة مقر شركة تي موبايل بالنمسا للبحث عن بيانات هذه الأرقام.  ولم تمسك قوات حماية الدستور في النمسا ببداية الخيط ، فأصبحت الأمور تائهة ، ولم يعرف حتى الآن من يملك هذه الخطوط ومن الذي قام بشرائها وهل اشتراها في النمسا أو حجزها أون لاين
ومن المتوقع أيضاً أن صور الشخصيات الموجودة في في الجوازات المزورة هي صور غير حقيقية أو لا تتطابق مع الفاعلين ولكن البيانات هي بيانات صحيحة لشخصيات تعيش في إسرائيل تم سرقتها وليس لها علاقة بالموضوع من أصله. كل ذلك يؤكد أن الصور التي وضعت بجوازات السفر الأوربية المستخدمة تم التعديل فيها بإستخدام الكومبيوتر وبرامج الجرافيك والصور ولكن بطريقة فنية محكمة وذكية لا تسبب مشاكل للأشخاص المسافرين بها عند إستخدامها
من هو محمود المبحوح؟ ولماذا إغتاله الموساد؟
المبحوح أحمد زعماء حماس عمره 49  وهو أب لأربعة أطفال وقليل الظهور في وسائل الإعلام، وهو أحد وسطاء السلاح الخاص بحماس حيث أنه همزة الوصل في تجارة السلاح التي تتعلق بتنظيم حماس، وخاصة بما يتعلق بالأسلحة التي تطلق على تل أبيب وكان يمثل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل
كان المبحوح يتحرك أيضاً بجوازات سفر مزورة متنوعة وقد سافر إلى أجله الآخير في دبي بجواز سفر عراقي بإسم محمود عبد الرؤوف محمود دون حراسة خاصة مما سهل عملية اغتياله، بعد ثلاثة محاولات سابقة فاشلة أخرها كانت محاولة تسميمه في بيروت وظل 36 ساعة في حالة غياب عن الوعي وأنفجرت سيارته بقنبلة مزروعة في دمشق
قام المبحوح بخطف جنديين إسرائيليين عام 1989 وقتلهما وأعلن في أحد برامج الجزيرة مفتخراً بأنه هو الذي قام بهذه العملية ،  بينما فجرت سيارته التي تنقل أسلحة في الهواء وهي تتحرك في السودان وكان ينقل هذه الأسلحة عن طريق أنفاق سرية بين مصر وقطاع غزة وتم اقتحام سفينة تحمل أسلحة متجهة لسوريا تابعة لقادة حماس في مواني قبرص وكانت الأسلحة قادمة من إيران
وفي هذا الأمر صرح فايز المبحوح المدرس في الجامعة الإسلامية في غزة وهو وشقيق محمود المبحوح لمجلة روز اليوسف المصرية قائلاً “في عام 1988 تمكن محمود مع مجاهدين من كتائب القسام من أسر رقيب إسرائيلي يدعي “آفي سبورتس” من داخل أراضي الكيان الصهيوني، بعد أن جردوه من سلاحه وأوراقة الرسمية، وفي وقت لاحق تمت تصفيته وإخفاء جثته، وبعد نجاح هذه العملية تم أسر جندي آخر يدعي “إيلان سعدون” بكامل عتاده العسكرية، إلا أنهم اضطروا لقتله وإخفاء جثته، نظرًا لصعوبة الاحتفاظ به حيًا. وفي ذلك اليوم طوقت قوات خاصة إسرائيلية البيت، وقامت بعمليات إنزال علي شرفة المنزل وسطحه، واعتقلوا كل من في البيت بهدف الضغط علي محمود لتسليم نفسه لقوات الاحتلال.  وفي نفس الوقت الذي داهمت فيه قوات الاحتلال المنزل كانت هناك قوات خاصة كامنة في ورشة محمود تنتظر قدومه لاعتقاله، وعندما توجه أخواه إلي الورشة أطلق الصهاينة النار عليهما لحظة دخولهما، وأصيب أخوه فائق، وتم اعتقاله معتقدين أنه محمود، أما أخوه نافذ فقد أصيب بجروح بالغة الخطورة، وتم نقله إلي “مستشفي الأهلي”. ورغم مطاردة الاحتلال لمحمود إلا أنه زار المستشفي ليطمئن علي أخويه، ثم غادر المكان، وبعد ذلك تمكن من الخروج من غزة، نظرًا لأنه أصبح مطلوبًا حيًا أو ميتًا، وفي عام 1990 قررت المحكمة الصهيونية هدم البيت، وكانت “التهمة” الموجهة إليه خطف الجنود
ويشرح شقثيق المبحوح محاولات إغتيال أخيه ويقول ” شقيقي تعرض لثلاث محاولات اغتيال سابقة في سوريا وبيروت ودبي لكن أخطرها كان في دبي قبل 5 أشهر، حيث فقد الوعي 36 ساعة، وقالوا آنذاك إنه بسبب جلطة، لكن تحاليل لاحقة أظهرت بقايا سموم. وكان نوع السم لا تظهر عوارضه مباشرة، وتوقف الأوكسجين عن الوصول إلي دماغ شقيقي آنذاك، وبعد 3 أيام من العلاج استيقظ
مواطن ألماني في إسرائيل ضمن قائمة المشاركين
وفي مدينة كولن قد فتح النائب العام في ألمانيا ملف إتهام لمجهول قام بتزوير جواز سفر ألماني مستخرج من مدينة كولن ، ويعتقد حسبما ذكرت مجلة فوكوس الألمانية أن جواز السفر المستخدم هو لإحدى حالات منح الجنسية الإستثنائي لضحايا النازية. وصاحب الجواز سافر في نفس اليوم إلى دبي ولا يعرف ماإذا كان هذا الباسبور استخدم للتمويه ام استخدم فعلاً فصاحبه هو حاخام مقيم في منطقة قرية من تل أبيب وهو مدرس دين أيضاً، وقد أنكر تماماً أي علاقة له بهذا الأمر. وأن الصورة التي يحتويها جواز السفر لشخص وجهه مختلف تماماً. هل كان الباسبور الألماني فعلا مزور أم حقيقي ، هنا السؤال الذي لم تجيب عليه جهات التحقيق الألمانية
وفي هذا الصدد صرح عميل الموساد السابق في الثمانيات جاد شيمورن والصحفي الحالي لجريدة “تاجز تسيتونج” أن إغتيال الإرهابيين يكون فعالاً وحقيقياً فقط عندما يتم قتل رأس الأفعي مثلما حدث مع فتحي الشقافي زعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذي أغتيل في مالطة مما تسبب في شلل التنظيم خمسة سنوات” ، وانتقد ردود الأفعال الدولية على الحدث حيث قال لماذا لا تتم ردود الأفعال هذه أيضاً عندما تقوم أمريكا بقتل الإرهابيين في أفغانستان” ويرى سيمرون أن ذهاب رئيس الموساد ماير داجان ليس له علاقة بعملية الإغتيال ولكن لأنه أمضى وقت طويل يتخطي 8 سنوات على رأس المخابرات الإسرائيلية
وقد أعلنت شرطة دبي قبل يومين أنها حددت بالضبط الحامض النووي الخاص بالمشاركين في اغتيال المبحوح تم رصدها في هوتيل البستان حيث موقع الجريمة بالإمارات والتي يعتقد أنها الخيط الصحيح لمعرفة شخصيات المشاركين في هذا الإغتيال والذي وصل عددهم إلى 26 مشارك
وقد قامت أسرة المبحوح برفع قضية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتاناهو في لندن قام بها المحامي أمجد السلفيتي للمطالبة بالقصاص من الموساد

من ناحية اخرى أكد قيادي فلسطيني في دمشق إمكانية حدوث اختراق امنى بقوله انه يعتقد بأن خللاً أمنياً يقف وراء نجاح الموساد الاسرائيلي في اغتيال المبحوح،
ولم يستبعد القيادي أن يكون هناك اختراق من الدائرة التي تحيط به، 
وقال: الاختراق الداخلي احتمال قائم، فهذا احد الاحتمالات التي يجب عدم استبعادها خلال التحقيق ، مرجحاً أن تشكل حماس لجنة تحقيق داخلية لتعرف حقيقة من يقف وراء حادث اغتيال المبحوح. 

وأوضح ان حركة المبحوح لم تكن سرية، وكانت شخصيته معروفة من كثير من القوى الفلسطينية الموجودة في دمشق... فهو لم يكن يعيش في الظل، معتبراً أن الاختراق أمر متوقع وليس غريباً خصوصاً في الجماعات السياسية الفلسطينية لأنها مستهدفة. وقال: «المبحوح كان معروفاً لكل عناصر حماس ولجزء من الفصائل الفلسطينية، وسافر عشرات المرات الى دولة الامارات ، لافتاً الى انه كان يتوقف في الامارات لليلة في طريقه الى دولة أخرى. 

وتوقع القيادي الفلسطيني ان يكون الإسرائيليون رصدوا المبحوح أولاً لكثرة حركاته وتنقلاته ثم تم استهدافه. وقال: صورته كانت معروفة لدى الاسرائيليين تماماً، وهو أقام في الفندق ذاته أكثر من مرة . ورأى أن هناك تعقيدات كثيرة قد تحول دون التوصل الى نتيجة شافية في التحقيقات لأن أحداً لا يضمن كل الذين كان يتعاطى أو يتواصل معهم سواء من المقربين أو الغرباء. 

وأضاف قائلا: طالما حركته كانت مفتوحة واتصالاته كانت واسعة، فإن تحديد نقط الاختراق أمر صعب ، خصوصاً في ظل انه كان مطلوباً لدى الاسرائيليين بالاسم.. واعرب عن اعتقاده بأن ملف استهداف القيادات الفلسطينية مفتوحاً لدى اسرائيل ولن يغلق، وقال: اسرائيل لم تلغ على الاطلاق هذا البرنامج، خصوصاً اذا ضمنوا ان يقوموا بعملية قتل نظيفة وآمنة، لافتاً الى ان اسرائيل لا يوقفها أحد ولا تضع اعتباراً لأحد . 

وقال أن اسرائيل تستهدف قيادات المقاومة وتعتبرهم ارهابيين، مشيراً الى علاقاتها الامنية الواسعة مع الاميركيين والاوروبيين والتعاون الوطيد في ما بينهم. 

وكشف ان السلطات في دولة الامارات سألت مسؤولي حماس: طالما أن المبحوح شخصية امنية بالغة الاهمية لماذا لم تبلغوننا حتى نوفر له الحماية المطلوبة؟. واستبعد ان تقوم حماس باستهداف اسرائيليين والقيام بعمليات ضد العدو الاسرائيلي في الخارج، وقال: ذلك الأمر محظور بالنسبة الى حماس ، مشيراً الى احترام الحركة لقيادة الدول ، اضافة الى حسابات اخرى كثيرة تجعل «حماس» تحجم عن القيام بذلك. 

ودعا القيادي الفلسطيني جميع قادة التنظيمات الفلسطينية الى استخلاص النتائج من عملية اغتيال المبحوح التي تفذتها اسرائيل - على حد قوله - من خلال اتخاذ احتياطات امنية اكثر تشديدا، وقال: أن الشخصيات المستهدفة والمطلوبة مثل المبحوح يجب ان تكون حركتها محسوبة ولا تزور كل الدول، بالاضافة الى ضرورة ان يكون هناك عدد مرافقين كاف لهذا الشخصيات. وشدد على ان المرافقين الامنيين ليسوا ترفاً. ملمحاً الى تقصير أمني وراء اغتيال المبحوح،
وقال: «اعتقد ان المبحوح لم يكن لديه مرافقون امنيون»، معرباً عن اعتقاده بأنه «كان يظن انه شخصية غير معروفة وغير متوقعة، وهذا كاف لحمايته ، واصفاً إياه بأنه كان مكشوفاً أمنياً .

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مرفوع من الخدمة
تصميم : يعقوب رضا